مكافحة الألغام والحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً
تنخرط الألغام والحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً بعمق الصراعات العالمية، وتتطلب سلسلة من الحلول للتصدي لها.
أطلقت حرب العصابات وتلك غير المتماثلة تركيزاً متجدداً على الألغام والحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً Improvised Explosive Devices (IED). وحتى الآن، فإن استخدام الألغام وإلى حد ما الأفخاخ، كانت من الأمور الرئيسية للاستراتيجية خلال الحرب الباردة. ويعتقد أنها كانت مُعدّة لتأخير تقدم هجمات حلف وارسو ضد قوات حلف شمال الأطلسي NATO، وكان لها تأثير مهم جداً على العمليات في حرب فيتنام وعلى بعض حدود أفريقيا الجنوبية الملتهبة إبان نظام التمييز العنصري وفي معظم الحروب الصغيرة في أواخر القرن الفائت.
وفي الآونة الأخيرة كانت الألغام، وعلى وجه الخصوص حشوات IED، العنصر الأبرز في الصراعات التي كانت دائرة في العراق وأفغانستان. وعلى الرغم من استقدام بعض التكنولوجيات الجديدة، على غرار أجهزة تفجير الحشوات من بعد باستخدام أدوات حرب إلكترونية، فإن جوهر الجهود للتصدي لكلا الألغام و IED يبقى على حاله، أي تحديد موقع و/أو شل الحشوات قبل تفجيرها.
إن وضع جندي في الخط الأمامي من الجبهة مزوداً بكاشف يدوي كان المعيار التكتيكي منذ استقدام تقنية الاستشعار المغناطيسية. وكانت هذه الأنظمة تقوم بدور جهاز مركب في أعلى الكاشف المحمول يدوياً يعطي إنذاراً للمشغل عندما يتحسس معدناً حديدياً. وتعتمد قوة إشارة الإنذار على حجم الهدف، إنذاراً قوياً إذا كان الهدف كبيراً والعكس صحيح. يعلم الهدف المحتمل ومن تم يُعرّف كتهديد حقيقي أو عدمه. وكما فسّر كلاي فوكس، رئيس أنظمة كشف أو رصد أنظمة IED أثناء تقديمه Vallon الرائد في كشف الألغام والمتفجرات: «التحدي هو أنه عندما تستجيب الكاشفات إلى شيء ما قد يكون أو لا يكون لغماً، وهكذا فإن الاعتماد على المستشعر الواحد قد لا يكون كافياً. وإلى ذلك، فإن الألغام غير المعدنية من دون أي معدن أو حتى معدناً ضئيلاَ فقط هي التي تستخدم ميدانياً في هذه الأيام. وهكذا، فإن لغم Vallon المسمى Vallon’s Mine Hound (VMR3) يستخدم رأساً باحثاً مع كلا الكشف المعدني EMI وراداراً خارقاً للأرض GPR». واستحوذ فيلق المشاة البحرية USMC على الكاشف Mine Hound واستخدمه في العراق. بدوره تعاقد الجيش الأميركي مع شركة L-3SDS لتطوير النظام AN/PSS-14، وهو يماثل نظام الاستشعار الثنائي الذي يستخدم تقنيتي EMI و GPR. يقوم GPR بإرسال إشارة رادارية تعمل على تردد منخفض التي تضرب عدم اتصالية في التراب وتعكسها إلى الهوائي المتلقي ومن ثم إلى معالج الإشارة الموجود على متن الكاشف. كما تقوم خوارزميات معالجة الإشارة المحسّنة برفض الألغام الكاذبة وتصنيف الحقيقية منها. الألغام المعرّفة يمكن إما إزالتها فيزيائياً أو تفجيرها بحشوة ناسفة. إن إزالة أو نزع الألغام قد يكون على وجه الخصوص خطِراً جداً إذا كان اللغم ملحقاً بشرك مفخخ لمنع إزالته. وأفصح فوكس عن المزيد من المعلومات قائلاً: «الأداء لن يكون المعيار الوحيد لكاشف الألغام، فالوزن والحجم وسهولة الاستخدام هي أيضاً من الخصائص الرئيسية. وهكذا، فإن كاشف الألغام الخاص بـِ Vallon يدمج الإلكترونيات المتقدمة والتي تخفض وبصورة بارزة الحجم والوزن». ويقدم كاشف الألغام VMC4، على سبيل المثال، قدرة كشف المعادن والأسلاك ووزنه لا يزيد عن 1.25 كيلوغراماً.
إن محدودية القوى الراجلة من عرباتها في كشف الألغام يعود إلى بطء فِرق كشف الألغام بسبب تعرضها لرمايات العدو وإلى الأذى من جراء انفجار لغم أو حشوة IED. وتعمل أنظمة الكشف المركّبة على عربة على تعريف الألغام/حشوات IED المحتملة المزروعة على جانبي الطريق وعلى امتدادها.
وتستخدم عربات إزالة الألغام لتنظيف ممر داخل حقل ألغام محتمل. وتتألف عربة الحماية من الألغام وحشوات IED من صفيف من المستشعرات ممدد أمام العربة مع الاحتفاظ بالسائق/ المشغل محمياً في العربة. وبناء لذلك، طُوِّرت عربة «هسكي» Husky Mark III VMMD من الأساس من قِبَل شركة DCD Protected Mobility (DPM) في جنوب أفريقيا. ويقع في المقصورة المركزية الرادار الخارق للأرض NIITEK Visor 2500 ضمن صفيف أمامي مؤلف من أربعة أسطح أمامية متوازية 3.2 أمتار. وباستطاعة Husky أن تنظف ممراً بعرض ثلاثة أمتار أثناء تقدمها وبسرعة قصوى تصل إلى 50 كلم/ س. وعند حصول الكشف يقوم المشغل بتعليم موقعه ليصار إلى نزعه أو تفجيره لاحقاً من قِبل عناصر متخصصة. يزوّد الكشاف أيضاً بنظام ملاحة بالقصور الذاتي NGC LN-270 INS مع نظام تحديد الموقع العالمي ووحدة مضادة للتشفير SAASM إضافة إلى خيار EMI COILS الكشف المعدني للنظر بالعمق. وتتطلع Husky، المصممة لضغط أرضي منخفض، للمرور فوق ألغام مضادة للدبابات أشد تدميراً التي قد تغفلها، فيما توفر المقصورة المحمية وبطن العربة المصنّع بشكل Vee hull الحماية ضد متفجرات أقل وزناً. زود الطراز الأحدث من عربة Husky بمقصورة تتسع لمقاتلَين بما في ذلك السائق، مع مشغل مستشعرات مستقل.
ويجمع كاشف الألغام VDM، الذي طورته شركة «مبدا» MBDA، توليفة شرك بعرض 3.9 أمتار متموضعة على ذراع التشغيل البعدي لحشوات IED، إضافة إلى كاشف معدني تحت بطن العربة مع جهاز تعليم أوتوماتيكي للممر. وباستطاعة VDM أن يستضيف مستشعرات إضافية ولكنه يعمل أيضاً كجزء من فريق تنظيف الممر أو الثغرة في حقل الألغام. وأظهرت التجارب بأن الجيش الفرنسي استعمل كاشف VDM لتنظيف ممر بطول 150 كيلومتراً في يوم واحد، وبسرعة قصوى تصل إلى 25 كلم/ س.
هناك تمايز ما بين تنظيف هجومي للألغام وتنظيف متعمد. فالأول عادة ما يشكل خطراً عينفاً ويتضمن استخدام أنظمة لحراثة الأرض بواسطة سلاسل معدنية معززة بكريات معدنية بآخرها تعمل بالقصور الذاتي من جراء دوران أسطوانة ضخمة لتفجير الألغام وحشوات IED مهما كانت زنتها ونوعها. استخدمت هذه الطريقة للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية في دبابات القتال الرئيسية لدى الجيش البريطاني وأثبتت جدارتها.
تعمل شركة «تنظيف الألغام أردفارك» Aardvark Clear Mine، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، بشكل خاص على تصميم هكذا نوع من أنظمة تنظيف الألغام. وتقوم السلاسل القابلة للتبديل بالدوران بسرعة 300 دورة في الدقيقة من قِبَل مشغلين في داخل مقصورة قيادة مدرعة. وباشر الجيش الأميركي ميدنة نظامه الخاص بتنظيف الألغام في العام 2014 والذي يستند إلى شاحنة تكتيكية ثقيلة M1271 زنة 20 طناً. يتألف النظام من إطارات معبأة بسائل رغوي، ودرع واقٍ من عصف الانفجارات و 70 سلسلة/ مطرقة والتي تتحرك ضمن حقل ألغام بسرعة 1.2كلم/ س. ويتعاظم الاهتزاز على متن العربة إلى درجة أن عناصر الطاقم يجلسون على مقاعد هوائية. الحلول الأخرى على غرار سلسلة PTD Mine التي طورتها مجموعة FAE الإيطالية تستخدم معدات بناء ثقيلة معدلة، ولديها ميزة مهمة كون هذه المعدات يتم تسلّمها من مصادر تجارية وعلى وجه الخصوص القطع والخدمات والتي تلقى استحساناً في عمليات إزالة الألغام الإنسانية. وإلى ذلك، فإن ماكينات FAE تشغل من بُعد. كما أن سلاسل Flail عادة ما تكون أسرع من أنظمة تنظيف الألغام الأخرى ولكنها تقتصر على الأماكن الأكثر انكشافاً.
تشكل المحادل والمحاريث المركّبة على عربة طريقة أخرى لتنظيف الألغام والتي تتجلى باستخدام المحادل المدفوعة إلى أمام العربة. وغالباً ما يمكن إدماجها بالعربات المدرعة التكتيكية المعيارية التي تراوح بين دبابات القتال الرئيسية والعربات المدولبة أو المجنزرة.
وبدورها طورت شركة «بيرسن إنجينيرينغ» Pearson Engineering نظام «سبارك II» Spark II وهو مُعدّ بصورة خاصة للاستخدام من على العربات المدولبة المحمية من الألغام، وهي بالتالي خفيفة وتستخدم الهيدروليات لتحظى بالضغط والتعليق الغازي لضمان أن تطأ المحادل التضاريس الأرضية وهذا الأمر حاسم على وجه الخصوص في تنظيف الألغام بالعرض الكامل التي يوفرها Spark II. وهنا يجب التنبه إلى أن بعض الألغام قد لا تطالها المحادل لأنها ليست باستمرار على تماس مباشر مع الأرض. وتجدر الإشارة إلى أن المحدلة يمكن التخلص منها من بُعد من قِبَل المشغل من مقعده داخل العربة. يتجلى التغير في هذه المقاربة في عرض محادل الألغام والتي هي أكثر شيوعاً في العربات المدرّعة. وهي تغطي فقط مسلك مجنزرات الدبابات أو الدواليب والتي قد تكون أخف وزناً وتتطلب قوة أقل للتقدم.
أثبتت محدلة الألغام الخفيفة الوزن صنع Pearson جدارتها القتالية من قِبل القوات الأميركية والأسترالية، ويمكن تكييفها لعربات القتال الخفيفة بما في ذلك العربتين المدرّعتين الخفيفتين LAV و«سترايكر» Stryker. ويمكن إضافة توليفة محدلة خلفية التي من شأنها أن تؤمن الحماية للعربات اللاحقة. وإلى ذلك، فإن نظام جهاز التشغيل المضاد للألغام الممغنطة AMMAD يمكن وصله ما بين صف المحادل لتفجير الصاعق المغناطيسي للألغام المضادة للدبابات وذراع الإمالة للألغام المضادة للعربات، وهذه الألغام القاتلة تنفجر تحت بطن العربة حين تمر العربة فوقها. وتجدر الإشارة إلى أن المحادل تعمل بصورة مرضية فوق أرض صلبة ولكنها قد تغرز في الأتربة الناعمة والوحول في أرض ناعمة.
وعلى صعيد آخر، فإن حراثة الألغام تركب وتشغل بطريقة مشابهة للمحادل وهي مع ذلك، مزودة بشفرات أو أسنان طويلة تقوم بحفر الأرض وقلبها لكشف الألغام المزروعة. وتنص أدبيات Pearson على أن حراثة الألغام تتطلب عربة مضيفة قوية جداً مقرونة بقوة دفع جيدة، وهي بالتالي عادة ما تستخدم في العربات المجنزرة. وإلى ذلك، تتضمن عربة الخرق الهجومي المستندة إلى جسم دبابة القتال الرئيسية MI MBT الخاصة بفيلق مشاة البحرية الأميركية، حراثة الألغام وهي مكيفة لتتلاءم مع زوارق الإنزال LCU. ومع ذلك، فإن الألغام وحشوات IED لا تكون دائماً مدفونة تحت التراب وهكذا فإن الشركة تقدم حراثة الألغام السطحية أو إضافة الشفرات. صممت حراثة الألغام السطحية الخاصة بِـ Pearson لمسح السطح أو الدرب أفقياً ودفع الألغام السطحية SMP والركام بأمان إلى جانب الطريق والتي قد تكون حشوات IED محتملة.
تهدف الحشوات الخطية المتفجرة لفتح ممر وتنظيفه ضمن بقعة ملغّمة، على وجه الخصوص، الهجوم الاختراقي الذي يتصف بالسرعة والضراوة في التنفيذ. وكالعادة فهي تتألف من سلسلة من الحشوات المتفجرة موصولة مع بعضها البعض على حبل فولاذي مربوط بصاروخ في مقدمة الحشوات الخطية. وتخزن التوليفة بكاملها ضمن صندوق طويل أو بلاطة خاصة special pallet. وفي منتجَيْ BAE Giant Viper وخلفه Python، تُحمل توليفة الحشوة على مقطورة، وغالباً ما تكون القاطرة عربة هندسية قتالية أو دبابة قتال رئيسية. وعندما يصل الصاروخ المحلق إلى مداه فإنه يقع أرضاً في البقعة التي يجب تنظيفها، وعند تفجير الحشوة فإن مفعول العصف يحدث ضغطاً عالياً كافياً لتفجير الألغام المجاورة. إن هذا النوع من النظام سينظف ممراً عرضه 8 أمتار وطوله 100 متر. وتقوم دول أخرى على غرار الهند والصين بإنتاج تصاميم مشابهة للحشوات الخطية والتي غالباً ما تحظى بقدرات معيارية أو تقوم بها عربات هجومية خارقة خاصة بها.
وهناك أيضاً أنظمة حشوات خطية أصغر حجماً، طورت لتنظيف ممر مخصص لوحدات المشاة الراجلة، والحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً والأفخاخ والأشراك، ويعتمد عرض الممر الذي سينظف على حجم/ وزن النظام وقدرته على الحمولة.
صمم العديد من الأنظمة المضادة للألغام/ IED المميدنة لأغراض حقول ألغام أكثر تقليدية، موضوعة على الطرق أو تشكل حواجز دفاعية. تشكل الحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً IED تحديات جديدة في هذا المجال والتي غالباً ما تكون مزروعة على جوانب الطرق أو موضوعة في أماكن يصعب دخولها. وصنّع نظام Buffalo في الأساس من قِبَل شركة Force Protection Industries، وهي الآن جزء من GDLS. وهو مصمم ليسمح لفرق التخلص من الذخائر المتفجرة/تنظيف الطرق بتعريف وشل حشوات IED ضمن نطاق حماية العربة المدرّعة. يتميز نظام Buffalo بعلوّه عن الأرض ولديه بطن بشكل V لحماية العربة من عصف الانفجار. ولدى المقصورة المدرّعة شبابيك عريضة تسمح للطاقم، المؤلف من 4 إلى 6 أفراد، بالرؤية خارجاً وتحديد مواقع التهديدات المحتملة. ولديه أيضاً ذراع ذات مفاصل بطول 9 أمتار وغيره من الملحقات المختلفة التي يتم التحكم بها من داخل العربة، كما يمكن استخدامه لإزالة الأنقاض التي قد تتوارى تحتها حشوات IED لتعريفها باستخدام كاميرا مركبة على الذراع ولنزع أو استرجاع اللغم أو حشوة IED. وتستخدم الآن ست دول نظام Buffalo وهي: الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا وباكستان.
إن القدرة الفريدة التي يحدثها Buffalo تم تكييفها مع العربات المقاومة للألغام والمحمية من الكمائن MRAP وذلك من خلال إدماجها مع أذرع مفصلية مشابهة. كما أن هذه الأذرع حدِّثت أيضاً من خلال إضافة مستشعرات مختلفة تتضمن كاميرات حرارية وغيرها من التكنولوجيات التي تقدم براهين إضافية لتقرير ماهية الجسم المشبوه.
إن استقدام ما يسمى الحشوات المتفجرة المرتجلة ميدانياً التي يتم التحكم بها راديوياً RC-IED، والتي غالباً ما تنفجر بسهولة باستخدام هاتف نقال، أثار مشكلة جديدة. إن هذه الحشوات المتفجرة IED يمكن تفجيرها على أمر من قِبَل مشغّل يقع على مسافة من الحشوة والذي يقوم باختيار التوقيت المناسب لتفجير حشوة IED. وهذا ما يجعله غالباً أكثر فعالية فيما هو يستطيع اختيار الهدف المحدد الذي يصعب التصدي له.
بغية شل RC-IED وغيرها من أجهزة التحكم من بُعد، تم اعتماد أجهزة تشويش على الإشارة. وقالت بعض المصادر في فرع MBDA الفرنسي: «إن خبرة الجيش الفرنسي في أفغانستان ومالي أظهرت أن تضمين جهاز التشفير كان ضرورياً لنجاة وفعالية فرق تنظيف الطرق».
تجدر الإشارة إلى أن معظم أجهزة تشويش RC-IED مركّبة على عربة. وقام الجيش الأميركي ومشاة البحرية على التوالي بميدنة أجهزة التشويش SRCTec’s Duke V3 و Harris CVRJ. وبغرض حماية القافلة فإن نظام التشويش التراكبي STAR V 740 صنع AT Communications يقوم أوتوماتيكياً وعشوائياً بمسح تردد الحيزات المستخدمة للتعرف على الإشارة المستخدمة والتشويش عليها. وهذه الأنظمة بحاجة إلى الكثير من الطاقة ويراوح وزنها بين 50 و70 كلغ.
وبالنسبة إلى الجندي المترجل من عربته، فإن الوزن الخفيف لأجهزة استهلاك الطاقة هو من الأمور الحاسمة. وطورت الولايات المتحدة وميدنت نظام THOR III المحمول ظهراً. وتتم قدرة التشويش الكامل على التردد باستخدام ثلاث وحدات منفصلة. وهو يعمل على النظام اللاحق ICREW المصمم لتوسيع قدرات مدى الحماية على نحو أكبر. ويكمن الغرض من وراء ذلك الاحتفاظ بهذه الأنظمة لإحداث مدى حماية الذي ستعمل خلاله الوحدة التي تعمل فيها العربة.
وتغزو السوق حالياً أنظمة روبوطية مضادة للألغام وأنظمة مستقلة باستخدام إما نظام عربة متوافر مجهز بقدرات ملاحة وسَوق مستقلة مصممة لغرض أنظمة أرضية غير آهلة UGS. ولدى الجيش الأميركي نظامه الخاص AMDS الذي يظهر بثلاثة طرز يستخدم عندما تدعو الحاجة على نظام MTRS مشغل من بُعد. تتضمن هذه الأنظمة التي تنتجها شركة Carnejie Robotics حمولة كشف الألغام وتعليمها ووحدة لتعليم الحمولة ونظام كشف المتفجرات الخطرة وتعليمها فضلاً عن وحدة شل الحمولة.
وبدورها روسيا كانت تستخدم النظام الروبوطي لإزالة الألغام URAN-6، من صنع JSC 766UPTK منذ العام 2015، واستخدمته في سوريا. إنه نظام متعدد الوظائف زنته 6000 كلغ ويمكن تجهيزه بمجموعة من الأدوات بما فيها شفرة بلدوزر، وكاسح الألغام BOIKOVA، وذراع روبوطي، والحارث، والمحدلة ورافعة بقدرة 1000 كلغ. ويقوم مشغل واحد بالتحكم بِـ URAN باستخدام 4 كاميرات فيديوية وتحكم راديوي ذي مدى يصل إلى كيلومتر واحد.
واستعرضت شركة HDT بنجاح النظام الأرضي غير الآهل Protector مقروناً بنظام إزالة الألغام بالسلاسل الدوارة كما ذكر سابقاً، ويقوم هذا النظام بتمزيق الأجسام التي يضربها لا تفجيرها.
وفيما يتعدى الأنظمة الروبوطية المتخصصة بتنظيف الألغام، تستمر روبوطات التخلص من الذخائر المتفجرة والتي تحتل اليوم مكاناً مشتركاً في تعريف وشل التهديدات الفردية.