تركيا تتطلع لتحقيق صادرات دفاعية بقيمة 10 مليارات دولار بحلول العام 2030
حققت صناعة الدفاع والجوفضاء التركية، في العام 2022، إنجازات مهمة، بما في ذلك إيرادات بقيمة 12.2 مليار دولار أميركي، وصادرات بقيمة 4.396 مليارات دولار، واستثمارات في البحث والتطوير تجاوزت الـ 2 مليارات دولار. ومن أجل تعزيز صادرات صناعة الدفاع وتحسين الاستدامة من خلال التعاون الدولي، أبرمت تركيا اتفاقيات تعاون في مجال صناعة الدفاع، مع 84 دولة (بما في ذلك البرازيل، وجمهورية الكونغو الديمقراطية في العام 2022). بالإضافة إلى ذلك، شاركت تركيا في العديد من المعارض الدولية بحضور قوي من خلال «المشاركة الوطنية»، على غرار الأحداث التالية: ADAS/ الفيليبين، وDIMDEX/ قطر، وDSA/ماليزيا، وFIDAE/الشيلي، وAAD/ جنوب أفريقيا، وMSPO/بولندا، وADEX/ أذربيجان، و IndoDefence/ إندونيسيا، وIDEAS/ باكستان، التي شهدت قدرات العديد من الشركات التركية. مرة واحدة سنوياً، يتم عقد «اجتماعات تعاون في صناعة الدفاع» مع الدول التي تم توقيع اتفاقيات تعاون معها، بهدف معالجة مسائل التعاون ذات الصلة وتطوير الحلول. وفي العام 2022، عقدت تركيا اجتماعات تعاون مماثلة مع العديد من الدول بما في ذلك رومانيا، ولاتفيا، والبرازيل، وبنين، والسنغال، ونيجيريا، والنيجر، وأوغندا، وتنزانيا، وأذربيجان، وإندونيسيا، وروسيا، وباكستان والبرتغال.
اعتباراً من العام 2022، حققت صناعة الدفاع والجو فضاء التركية نجاحاً ملحوظاً من خلال تصدير 228 نوعاً مختلفاً من المنتجات إلى 170 دولة. ويعد هذا الإنجاز نتيجة حتمية للتنسيق الفعال من قبل «إدارة التعاون الدولي» التابعة لِـ «وكالة الصناعات الدفاعية» (SSB)، والتي ساهمت في وضع تركيا كلاعب بارز على خارطة صناعة الدفاع العالمية. شهدت الصناعة نمواً كبيراً في صادرات الدفاع والجوفضاء، يُعزى ذلك إلى المبادرات الاستراتيجية مثل إبرام اتفاقيات تعاون في مجال الصناعة الدفاعية مع دول في الأسواق المستهدفة والمشاركة الفعالة في المعارض الدولية الدفاعية والجوفضائية من خلال «المشاركة الوطنية». تهدف هذه المساعي إلى تعزيز صادرات الصناعة الدفاعية، وتحسين التعاون الدولي، وضمان استدامة هذا القطاع على المدى الطويل. ومن المتوقع أن يستمر الاتجاه التصاعدي في العام 2023، حيث حددت «وكالة الصناعات الدفاعية» (SSB) هدفاً للتصدير بقيمة 6 مليارات دولار أميركي. وتفيد أرقام صادرات الدفاع والجوفضاء التركية في نيسان/أبريل 2023، والتي أعلن عنها «مجلس المصدرين الأتراك» (TIM) في أوائل أيار/مايو، مزيداً من التحقق من صحة هذا التوقع.
وبحسب بيانات الصادرات لشهر نيسان/أبريل 2023، حققت صناعة الدفاع والجوفضاء التركية صادرات بقيمة إجمالية 418.133 مليون دولار أميركي. وفي حين كان هناك انخفاض بنحو %21 مقارنة بصادرات الشهر السابق التي بلغت قيمتها 505.979 مليون دولار، فقد وصل إجمالي قيمة الصادرات للأشهر الأربعة الأولى من العام الفائت إلى مستوى جديد بلغ 1.507.900 مليار دولار، مسجلاً زيادة بنسبة %12.7 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022 الذي حطم الأرقام القياسية (1.337.864 مليار دولار أميركي).
وفي نيسان/أبريل 2022، سجلت صناعة الدفاع والجوفضاء التركية صادرات بقيمة 390.461 مليون دولار أميركي. وفي نيسان/أبريل من العام 2023، كانت هناك زيادة بنسبة %7.1 في صادرات الدفاع والجوفضاء مقارنة بالعام السابق. وجاء أداء القطاع خلال الأشهر الأربعة الأولى على النحو التالي: 280,685 مليون دولار في كانون الأول/يناير، و303,103 مليون دولار في شباط/فبراير، و505,979 مليون دولار في آذار/مارس، و418,133 مليون دولار في نيسان/أبريل.
خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023، حققت شركات صناعة الدفاع والجوفضاء التركية نجاحات تصديرية ملحوظة، مع الجهود الترويجية والتسويقية المستمرة لتسليط الضوء على هذه الإنجازات. على سبيل المثال، وقعت شركة MKE A.S. عقوداً مع مقدونيا الشمالية (3 بطاريات مدفعية مؤلفة في الإجمال من 18 مدفع BORAN)، وبنغلادش لبيعها مدافع خفيفة من نوع BORAN القابلة للنقل الجوي، وقد كشفوا أيضاً أن المفاوضات جارية حالياً مع خمس دول أخرى لبيعها معدات دفاعية. وكان قد أعلن أن شركة Otokar وبنغلاديش وقعتا اتفاقية بقيمة 54 مليون دولار أميركي لبيع عربات مدرعة تكتيكية مدولبة من نوع «كوبرا» COBRA II وأنه تم تسليم الدفعة الأولى منها، بموجب الاتفاقية، التي أبرمت في النصف الثاني من العام 2023. أعلنت «أسلسان» ASELSAN مؤخراً عن منحها عقداً بقيمة 9.456 مليون دولار أميركي مع عميل أجنبي لم يكشف النقاب عنه. بالإضافة إلى ذلك، حصلت ASISGUARD على عقد بقيمة 36.5 مليون دولار أميركي مع قوات الشرطة النيجيرية، وهو عميل بارز في أفريقيا ويشكل سوقاً مهماً لصادرات صناعة الدفاع والجوفضاء التركية. وشاركت أيضاً شركات أخرى في هذا المشروع على غرار HAVELSAN وSTM وNUROL MAKINA، حيث عرضت الجهود التعاونية وأنشطة التسويق الخارجية ضمن قطاع صناعة الدفاع والجوفضاء التركية. وقد تم تسليط الضوء على التآزر فيما بين هذه الشركات كعوامل مهمة ساهمت في نجاح عملية الاستحواذ على هذا المشروع.
وكجزء من هذا المشروع، تولت ASISGUARD، بصفتها المدمج الرئيسي الاضطلاع بمسؤوليات مختلفة. ويشمل ذلك توفير كاميرات حرارية نقالة طويلة المدى ومتعددة المستشعرات، وأبراج، والمعدات ذات الصلة لمهام الاستطلاع والمراقبة. كما أنها مسؤولة عن توريد أنظمة الطائرات المسيرة المقاتلة SONGAR، وإنشاء وتجهيز مراكز القيادة والسيطرة، وأيضاً إنشاء البنية التحتية للطاقة والبيانات للمشروع. يتضمن دور HAVELSAN في المشروع توفير طائرات مسيرة ذات أجنحة ثابتة لمهام المراقبة والاستطلاع الجوية وعربات جوية قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي. كما أنها مسؤولة عن تطوير برمجيات القيادة والتحكم لتمكينها من أداء وقيادة النظام بفعالية. تساهم «نورول ماكينا» NUROL MAKINA في هذا المشروع من خلال تقديم عربات مدرعة تكتيكية مدولبة رباعية الدفع. وفي الوقت ذاته، تقوم شركة STM بتزويد عربات الاستطلاع والمراقبة الجوية غير الآهلة كجزء من مشاركتها في المشروع. وسبق أن وقّعت نيجيريا عقوداً لشراء ست مسيرات قتالية من طراز BAYRAKTAR TB2 مع محطتي تحكم أرضيتين، و30 طائرة من دون طيار من شركة Fly Bvlos Teknoloji، وهي فرع من شركة Coşkunöz Holding، وثلاثة حواضن تهديف ASELPOD من ASELSAN، وزورقي دورية بحرية يعملان بعيداً عن الشاطئ من طراز OPV-76 من حوض DEARSAN لبناء السفن (ومن المتوقع أن توقع عقداً لتحديث منتصف حياة الخدمة للفرقاطة (F89) NNS Aradu في المستقبل القريب)، وست طوافات هجومية من طراز T129B ATAK. ويجري الآن مفاوضات لتوريد مسيرات ANKA. كما وقعت شركة «الجوفضاء التركية» Turkish Aerospace عقداً مع ماليزيا لبيعها مسيرات ANKA، تتكون من 3 أنظمة، ومن المقرر أن تتم عمليات التسليم الأولية في شباط/فبراير 2025. كما وقعت أيضاً عقوداً مع إندونيسيا والجزائر لبيع 12 مسيرة من طراز ANKA لكل منهما. ستقوم شركة الطيران التركية أيضاً بتسليم مسيّرتين من طراز AKSUNGUR إلى قيرغيزستان. من ناحية أخرى، وقعت شركة BAYKAR Teknoloji عقداً بقيمة 321 مليون دولار أميركي مع رومانيا، لبيعها 18 مسيّرة قتالية BAYRAKTAR TB2 UCAVs (3 أنظمة)، وحزمة الدعم اللوجستي، والتدريب، ومساعدات التدريب.
اعتباراً من نيسان/أبريل 2023، قامت BAYKAR Teknoloji بتصدير BAYRAKTAR TB2 إلى 30 دولة، بينما تم تصدير AKINCI UCAV إلى ستة دول. وقد دفعت عقود التصدير وعمليات التسليم، الناجحة هذه، تركيا إلى مكانة أعلى بين روّاد مصدِّري الدفاع في العالم. وبحسب تقرير توجهات عمليات انتشار السلام الدولية للعام 2022 الذي نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فقد بلغت حصة تركيا في صادرات الدفاع العالمية %1.1 للمرة الأولى، مسجلة زيادة بمعدل %0.6 خلال الفترة الممتدة ما بين العامين 2013 و2017. وهذا النمو في حجم صادرات الدفاع الدولية، والذي بلغ زيادة بنسبة %69، جعل البلاد تحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر مصدري الدفاع في جميع أنحاء العالم.
ومع استمرار قطاع الدفاع في تحقيق النمو، هناك توقعات بأن يتضاعف الحجم الاقتصادي لهذا القطاع بحلول العام 2025. وكان رئيس وكالة الصناعات الدفاعية، إسماعيل ديمير، قد أعلن سابقاً عن هدفهم في الوصول إلى 10 مليارات دولار من صادرات القطاع قبل العام 2025. يشير الهدف المتمثل في مضاعفة الصادرات الحالية في صناعة الدفاع، على الأقل بحلول العام 2025 ، وسيكون هناك المزيد من التحديات المقبلة في أنشطة صناعة الدفاع الوطنية. بسبب الحظر والقيود السرية المفروضة على صناعة الدفاع الوطنية التركية. أصبح من الضروري أن تحقق البلاد الاكتفاء الذاتي وتطوير وإنتاج قنواتها الخاصة، والعناصر الفرعية المهمة، والأنظمة، وتوفير جميع الأدوات والمعدات اللازمة. وتكمن الطريق نحو تحقيق هذه الأهداف بإتقان وإنشاء التقنيات الخاصة بالدولة.
إن النهج الأكثر إلحاحاً لمعالجة هذه المشكلة هو توقف الاعتماد على المصادر الخارجية في صناعة الدفاع، والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل. وهذا يستلزم إنشاء اقتصاد حديث حيث يتم التعامل مع جميع الجوانب، من التصنيع إلى المواد الخام، محلياً دون الاعتماد على الواردات. ومع ذلك، فمن الواضح، خاصة في حالة تركيا، أن تحقيق اقتصاد مكتفٍ ذاتياً بالكامل، حيث يتم تطوير جميع المنتجات، وخاصة في صناعة الدفاع، أمر غير ممكن. وفي القرن الماضي، حتى الولايات المتحدة، على الرغم من قدراتها الصناعية الكبيرة، كان عليها أن تعتمد على الواردات من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
لقد حاول الاتحاد السوفييتي، أو على الأقل بدا أنه يفعل ذلك، لكن هذا النهج كان عاملاً رئيسياً ساهم في انهياره في نهاية المطاف. تعد الصين حالياً واحدة من الدول القليلة التي يمكنها تحقيق مستوى معين من الاكتفاء الذاتي في الإنتاج، ويعود ذلك أساساً إلى الحجم الضخم لصادراتها. لذلك، ولكي تحافظ تركيا على تقدمها في الصناعة والصادرات الدفاعية مع خفض التبعية إلى الحد الأدنى، فإنها ستحتاج إما إلى تحقيق قوة اقتصادية كبيرة تمكنها من الإنتاج المحلي لجميع المكونات المطلوبة دون الاعتماد على الواردات أو إنشاء «تحالف من الدول ذات التفكير المماثل» الذي باستطاعته توفير أنظمة فرعية ومكوّنات مهمة لصناعة الدفاع والجوفضاء، خالية من الحظر والقيود.^