أسلحة الدعم العضوية للمشاة
من الرشاشات إلى مدافع الهاون، ومن أسلحة الرمي المباشر إلى الصواريخ الحديثة، لدى الجنود مجموعة من الأسلحة تساعدها على الفوز في القتال.
مع نهاية معظم المعارك، فإن المشاة هم الذين يتغلبون على العدو ويحتفظون بالأرض. ومع ذلك، فإن واقع الحروب الحديثة هو أنه إذا أصبحت وحدات المشاة تعتمد على المقاتلين الأفراد فقط، فسيكونون في وضع غير مؤاتٍ وسيخسرون الكثير من المزايا.
لا يرغب أي جندي أو قائد محنّك خوض القتال من دون دعم رشاشات الفصيلة والسرية، وهواوين سرية المشاة، وأسلحة الرمي المباشر بما في ذلك الصواريخ الموجهة والمحمولة. وإن الاستخدام الفعال لهذه الأسلحة قد يكون العامل الفعال ليس في نتيجة الاشتباك فحسب، بل في كلفة الإصابات التي ستنتج عنه. إن القدرة على استخدام أسلحة الدعم هذه بشكل صحيح ضد الخصم في ميدان القتال هي المهارة التي يتمتع بها القائد القتالي المدرب جيداً والحرفي الضليع في الأعمال القتالية الجادة والاشتباك ببساطة ضد مجموعة مسلحة بغض النظر عن الزي الذي يرتدونه.
أدى استخدام الرشاشات إلى تغيير مفهوم ميدان القتال. حيث إن قدرتها على توفير رمايات دقيقة ومستدامة لا تجعل منها المعلم أو المؤثر المفضل لإنشاء موقف دفاعي فعال فحسب، بل أيضاً لدعم الهجوم. وتتواجد الرشاشات الخفيفة في معظم الأحيان في حضيرة/مجموعة مشاة. وعادة ما تستخدم هذه الرشاشات قاعدة ثنائية القوائم لتأمين رمي أكثر ثباتاً من الرمي يدوياً، لكن التبدد المتأصل فيها أو الملازم لها يجعلها أكثر ملاءمة لمهام الشل بدلاً من الرمايات الفائقة الدقة.
يهدف الرمي الشلّي إلى إرباك العدو ما يسمح بحرية الحركة للقوات الصديقة. وهذه هي الحال مع «سلاح الحضيرة الآلي» (Squad Automotive Weapon) أو FN M249 SAW، صنع شركة «أف أن هيرستال» FN Herstal البلجيكية، الذي يستخدم بمعدل رشاش واحد في كل من رهطًي الرمي في الجيش الأميركي. الجدير بالذكر أن SAW هو رشاش خفيف عيار 5.56 ملم يلقّم بمشيطة أو شرشور وعادة ما يستخدم قاعدة ثنائية القوائم.
يستخدم الجيش الألماني الرشاش MG4 صنع شركة «هكلر أند كوخ» Heckler & Koch وهو أيضاً عيار 5.56 x 45 ملم على مستوى حضيرة. وتماماً على غرار سابقاته في الحرب العالمية الثانية، تتطور تكتيكيات الحضيرة في هذا السلاح.
تم تزويد الجيش الروسي والعديد من جيوش الدول الأخرى بأسلحة رشاشة خفيفة خفيف مع طاقم من جنديين في كل حضيرة. وعلى مدى سنوات عديدة كان الرشاش RDP عيار 39x7.62 ملم المجهز بمخزن أسطواني مع مشيطة/شرشور سعة 100 طلقة هو السلاح الأساسي. وتم استبداله على مستوى حضيرة بالرشاش RPK المجهز بمخزن أسطواني الشكل مبدئياً عيار 7.62 ملم أيضاً. وفي وقت لاحق تم إصدار الرشاش RPK-74 الذي جرى تعديله لإطلاق ذخائر عيار 39x5.45 ملم من مخازن ذخيرة سعة 30 أو 45 طلقة أو مخزن أسطواني سعة 100 طلقة.
وتعكس الرشاشات M249، و MG4 و RDP/RPK السمة المرغوبة جداً التي تسمح باستخدام الذخيرة نفسها (وغالباً المخزن ذاته) في كل من البنادق الهجومية وسلاح الحضيرة الآلي الذي يبلغ مداه القتالي نحو 800 متر.
على مستوى السرية، تُستخدم رشاشات أثقل وزناً عادة من عيار 7.62 ملم يتم إطلاقها بشكل أكثر فعالية من قاعدة ثلاثية القوائم وعند استخدامها مع تقنية «الحصد والإسترعال» Traverse & Elevation (T&E) باستطاعتها أن توفر رمياً فعالاً ودقيقاً على مدى 1100 متر. وأوضح جيمس أوينز James Owens، نائب الرئيس المساعد لتطوير المنتجات العسكرية في FN America التي تصنع الرشاش MAG58/ M240: «إن أهم ميزة للرشاش المتوسط هي قدرته على توفير رمايات كثيفة لفترة طويلة. وهي ميزة أساسية للفوز بالمعركة النارية أو قطع التماس في حالة الكمين أو توفير تغطية نارية للسماح للقوات الصديقة بالمناورة».
يستخدم الجيش الأميركي والعديد من جيوش دول حلف شمال الأطلسي الرشاش FH MAG 58/ M240 كسلاح يلقّم بواسطة مشيطة/شرشور. كما يستخدم الجيش الألماني الرشاش MG3 صنع «راينمتال» Rheinmetall، وهو طراز مُحدَّث من الرشاش MG42 الناجح جداً الذي أنتج في العام 1943. وقد تم استبداله في العام 2010 بنظام الرشاش H&K MG5 (HK121). كما يستخدم الجيش الروسي الرشاش PK ولاحقاً PKM المحسن. ويمكن استخدام هذان السلاحان مع مخزن سعة 100 طلقة أو من علبة ذخيرة سعة 200 طلقة. والميزة الرئيسية لهذه الرشاشات هي قدرتها على الرمي المستدام، وخاصية السبطانات الثقيلة وبتصميم يسمح بالتبديل السريع للسبطانة. وهذا يسمح لطاقم الرشاش المؤلف من ثلاث أو أربع جنود برمي رشقات أو هطلات نارية قصيرة ومستدامة إما على امتداد الخطوط الدفاعية أو لدعم عمليات هجومية من قِبَل حضائر المشاة. وفي الأخيرة، تستخدم هذه الرشاشات تقنية «الحصد والإسترعال» T&E التي بإمكانها مواكبة الرمي على بُعد أمتار قليلة من رجال المشاة المهاجمين.
توفر هواوين المشاة مدى قريب نسبياً، واستجابة سريعة وقدرة رمي غير مباشر لجنود المشاة. وعادة ما يكون المشغّل فرداً واحداً لمدفع الهاون عيار 51 ملم، أو طواقم للمدافع أعيرة 60 ملم أو 81 ملم (82 ملم لمدافع الهاون الروسية/ الصينية)، ومع الجوف الأملس للسبطانة، تستخدم الوحدات الميكانيكية/ المدولبة الهاون عيار 120 ملم. ويسمح مدفع الهاون، نظراً لزاوية الرمي العالية، للقائد في الخط الأمامي للجبهة بالرمي على الأهداف في الأماكن الثاوية، ووراء الأشجار والبنايات، وفي البقع المنخفضة التي لا يمكن الوصول إليها بواسطة أسلحة الرمي المباشر التقليدية على غرار الرشاشات. أما أكثر أنواع الذخائر استخداماً فهي القذائف الشديدة الانفجار، والذخائر الدخانية التي يتم إطلاقها بغرض تشكيل الستائر الدخانية أو تعليم الأهداف، وكذلك ذخائر الإنارة المعلقة بمظلات.
يستخدم الجيش ومشاة البحرية الأميركيين إضافة إلى خمسة جيوش أخرى، بما في ذلك الجيش الأسترالي، مدفع الهاون M224 الخفيف الوزن عيار 60 ملم. ويبلغ مدى هذا المدفع 2490 متراً ووزنه 48 رطلاً ويتم توزيع مكوناته على الطاقم لحمله عند الانتقال. وأعاد الجيش البريطاني في العام 2007 إستخدام مدفع الهاون الخفيف M6-895 عيار 60 ملم والذي يبلغ مداه 3800 متر بناءاً على متطلبات عاجلة من وحداته التي كانت تخدم في أفغانستان. ولدى مدافع الهاون هذه عيار 60 ملم مدى أدنى منخفض ما يسمح بالرمي على الخصم المهاجِم على مسافة قريبة. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، تقدم «ساب دينامكس» SAAB Dynamics ذخيرة متعددة الأغراض مضادة للأفراد والمواد ألا وهي M1061 MAPAM التي لديها قذائف متشظية يمكن التحكم بها.
على مستوى السرية، تم ميدنة مدافع الهاون عياري 81 و 82 ملم من قِبَل جيوش في جميع أنحاء العالم. ويشتق مدفع الهاون الأميركي M252 المتوسط الوزن من التصميم البريطاني للمدفع L16 (الذي لا يزال قيد الخدمة في 17 جيشاً) وهو يستخدم بعض المواد المتقدمة تكنولوجياً لخفض وزنه. واستمرت هذه العملية مع مشاة البحرية الأميركية في العام 2015 مع تقديم الطراز M252 A2 الأخف وزناً بنحو ستة أرطال مع تبريد محسّن للسبطانة ما يسمح بمزيد من معدلات الرمي المستدام. ولدى هذا المدفع مدى فعال يبلغ 5935 متراً باستخدام ذخائر شديدة الانفجار مع شعاع قتل يبلغ عشرة أمتار فقط. كما يمكن إعداد صاعق M734A1 المتعدد الخيارات صنع L-3 للعمل بوضع التفجير التقاربي، أو الصدمي أو التأخيري أو القريب من الأرض. كما تتوافر أيضاً القذائف الدخانية، والإنارة المرئية وبالأشعة تحت الحمراء وحتى القذائف الموجهة الفائقة الدقة PGM.
تقدم قذائف PGM قدرة جديدة لمدافع الهاون في السرية. ومن خلال تعاون شركتي «جنرال دينامكس أوردنانس أند تكتيكال سيستمز» General Dynamics Ordnance & Tactical Systems (GD-OTS) و«ب أيه إيه سيستمز» BAE Systems باستخدام مقاربة «التحكم بمدافع الهاون الموجهة» Roll Control Guided Mortar (RCGM)، تم تطوير ذخيرة عيار 81 ملم التي توفر دقة لا تتجاوز الأربعة أمتار على مدى 4000 متر. أما قذائف الهاون عيار 120 ملم، وعلى الرغم من أنها أثقل بكثير، فهي أكثر ملاءمة لتركيبها على العربات أو قَطْرِها وبالتالي غالباً ما تكون من ضمن جدول تجهيزات الكتيبة. كما تتميز أيضاً بمدى أبعد وفتكاً أعظم وهي مناسبة بشكل خاص لقذائف PGM. وتجمع قذيفة XM395 صنع «أوربيتال أيه تي كاي» Orbital ATK (حالياً Northrop Grumman) بين توجيه نظام تحديد الموقع العالمي GPS وأسطح التحكم الاتجاهي في حزمة تحل محل الصواعق المعيارية ما يسمح بدقة أقل من 10 أمتار.
تم استقدام أول سلاح دعم ناري مباشر من حيث المبدأ لتوفير قدرة مضادة للدبابات لسرية المشاة الخفيفة. وتعتبر «بازوكا» Bazooka عيار 2.75 الأميركية و«بانزرفوست» Panzer-Faust الألمانية، التي هي من مخلفات الحرب العالمية الثانية خير مثال على ذلك. ويتميز هذان السلاحان وأغلبية الأسلحة اللاحقة بأنها عديمة الارتداد، حيث يسمح ضغط الغاز الناجم عن حشوة الدفع أو الإقلاع في القذيفة المطلقة بالخروج من مؤخرة السلاح. وبدأ استخدام الرؤوس الحربية بـِ «حشوة مجوفة لرأس حربي شديد الانفجار مضادة للدبابات» HEAT Shaped Charge التي تم تصميمها لاختراق الدروع. ومع ذلك، تضمنت الأهداف الأخرى المخابئ، والملاجئ والدشم وقوات العدو. وفي وقت لاحق، طوّرت القواذف عديمة الارتداد وسبطاناتها الملولبة أو المخددة مدى أطول ودقة أكبر. كما طورت ذخائرها لتناسب الأهداف والمهام المختلفة على غرار الذخائر الشديدة الانفجار والمضادة للأفراد. وتوزعت الأعيرة الشعبية على العيارات التالية: 57، و 75، و 84، و 90 و 106 ملم في حلف شمال الأطلسي و 82 و 107 ملم في حلف وارسو.
شهد تنوع استخدام الأسلحة العديمة الارتداد استمراراً مستداماً على الرغم من تطوير الصواريخ الموجهة، وذلك لتلبية معظم الأدوار الأساسية المضادة للدروع. ويصنَف نظام السلاح «كارل غوستاف» Carl Gustaf عيار 84 ملم كقيمة مضافة في هذه الأسلحة لوحدات المشاة الصغيرة. وتم استقدام Carl Gustaf للمرة الأولى في العام 1948 وهو قيد الخدمة حالياً في أكثر من 50 دولة. ويتم تطويره باستمرار من قِبَل مطوره السويدي SAAB Bofors Dynamics. وتم خفض وزنه وطوله في الطراز M4 حتى أصبح وزنه 15 رطلاً وطوله 950 ملم. وهو يلقّم من مؤخرة السلاح ويحتوي عموماً إما على مناظير بصرية 3X، والنقطة الحمراء Aim-point Red Dot أو منظار ليلي وقائس مسافات ليزري. وتشتمل ذخائره على القذائف الشديدة الانفجار HE، وHEAT، والدخانية، والإنارة، و HE ثنائية الغرض وقذيفة معززة بدفع صاروخي RAP. يبلغ مداه 700 متر (ويصل إلى 1000 متر مع RAP) ضد الأهداف الثابتة.
وإلى ذلك، تتوافر قذائف لهدم الجدران في حرب الأماكن الآهلة، وتدمير الدشم، كما يمكن إطلاقه من داخل غرفة مغلقة.
طوّرت شركة «ديناميت نوبل ديفنس» Dynamit Nobel Defence DND الألمانية تشكيلتها الخاصة من الأسلحة المتقدّمة المُطلَقة من على الكتف التي تمّ تصديرها إلى نحو 23 بلداً. ويتضمّن القاذف «بانزرفاوست» Panzerfaust عيار 110 ملم مع وحدة رمي قابلة لإعادة الاستخدام مع منظارٍ بصري وهي تأتي باشتقاقها الأساسي الشديد الانفجار المضاد للدبابات HEAT فضلاً عن اشتقاق ترادفي وآخر ترادفي محسّن. وإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً اشتقاق مخصّص للتدريب على التهديف. كما أنّ اشتقاق HEAT، ذا رأس الحشوة المرتدّة retracted spike، فعّال أيضاً ضد العربات الخفيفة المدرّعة والتحصينات الميدانية فيما تستطيع الاشتقاقات الترادفية تدمير دبابات القتال الرئيسية المجهَّزة بِـ «دروع تفاعلية متفجّرة» ERA. ويمكن التغُّلب على أهداف ثانوية أيضاً باشتقاقَي «بانكرفاوست تي» Bunkerfaust T و«آي تي» IT، فيما توفر شركة «دي أن دي» DND أيضاً اشتقاق Bunkerfaust الذي يستخدم حشوة خارقة وقنبلة ذات انفجار استتباعي follow through grenade (FTG). وتملك جميع الاشتقاقات البالغ وزنها 13-14 كيلوغراماً، قدرة «الرمي من مكان مُغلَق» FFE مجرّبة فيما يُوصَى بوحدة رمي Dynarange لاشتقاق Bunkerfaust IT لأمداءٍ تصل إلى 600 متر أو ضد أهدافٍ متنقّلة. وتوفر هذه الوحدة احتمالاً عالياً للإصابة من الطلقة الأولى وتشتمل على قائس مسافات ليزري فعّالٍ حتى 2000 متر، وكومبيوتر بالستي، ومنظار عالي الاستبانة ومكثِّف ضوئي للصور اختياري للرؤية الليلية.
وتوفر شركة DND أيضاً «سلاح القنبلة العديمة الارتداد» RGW60 وكذلك السلاح الخفيف الوزن المُطلَق من على الكتف غير المعد للاسترداد RGW90، وهما يمتازان بقدرة «الرمي من مكان مُغلَق». والسلاح الأول عيار 60 ملم المصمَّم لردع الجماعات الإرهابية قد استحصلت عليه القوات الخاصة الألمانية وهو يُنتَج بالاشتقاق الشديد الانفجار المضاد للدبابات HEAT، واشتقاق الرأس المدبّب المتشظِّي الشديد الانفجار HESH، واشتقاق HEAT المتعدّد الأغراض، في حين أنّ RGW90 عيار 90 ملم هو رأس حربي ثنائي نمط التشغيل (HEAT/HESH) ضد الدروع والمباني، والتحصينات الميدانية. والمدى الفعّال لهذين السلاحين هو 300 متر و 500 متر على التوالي. كما أن السلاح RGW90-AS المضاد للمنشآت، الذي استحصلت عليه القوات المسلّحة الألمانية، والمشتمل على حشوة خارقة وقنبلة ذات انفجار استتباعي، يمكن صَليه بنمط عصفي أو ما يُسمَّى بنمط «فتحة جُحر الفأر» الاختراقي الذي يستحدثه بفضل صاعقه الذكي. وثمة ذخيرة خارقة للجدران بسماكة 174 ملم أيضاً تحت مسمى RGW90-WB. وتقوم شركة «رافائيل» Rafael الإسرائيلية بتسويق RGW90 تحت مسمى Matador.
وأحدث اشتقاق من هذا السلاح عيار 90 ملم صنع شركة DND هو RGW90-AD المشتمل على صاعق ذكي والمجهَّز بنظام إدارة رمي من صنع شركة «ايرباص ديفنس أند سبايس» Airbus Defence and Space (سابقاً «كارل زايس أوبترونكس» Carl Zeiss Optronics). ويتضمّن هذا النظام ثلاثة أنماط تشغيل وسيصبح متوافراً أيضاً لقاذفة RGW60. ويمكن إصابة أهداف حتى مسافة 1200 متر بنمط الانفجار الشاهب في الهواء، ونمط الرأس المدبّب المتشظِّي HESH أو النمط العصفي، والرأس الحربي الأخير يتميّز بتفجيرٍ تأخيري لِمَا بعد الارتطام. ومن المقرّر تسليم الدفعة الأولى من 1500 قاذفة RGW90-AD، البالغ وزن الواحدة منها 11 كيلوغراماً، إلى القوات المسلّحة الألمانية العام 2015. وتأمل شركة DND تأمين طلبات أخرى لنحو 6000 قاذفة لقوات الدفاع الاتحادي الألمانية Bundeswehr. وإضافة إلى قنبلة DM11 ذات نمطَي التشغيل HEAT/HESH، تُقدِّم DND أيضاً القنبلتين المضادتين للمنشآت DM12 و DM22، فضلاً عن القنبلة الدخانية DM15، والقنبلة المضيئة بالأشعة تحت الحمراء DM16، وكذلك القنبلة المخصّصة للتدريب DM18 لاشتقاق القاذف الأحدث RGW90. في غضون ذلك، تعمل شركة DND أيضاً على إدماج نظام إدارة رمي هذا السلاح في نظام «قيادة وسيطرة واتصالات وكومبيوترات واستخبار» C4I.
تم تقديم الصاروخ الموجه المحمول ظهراً لتوفير قدرة دفاعية مضادة للدروع على المدى البعيد لوحدات الخطوط الأمامية. وهذه الصواريخ بحاجة إلى أن تكون خفيفة ومتراصة بما يكفي ليحملها جندي، وسهلة التشغيل ولديها المدى والدقة لتدمير الهدف بشكل موثوق. وكان الهدف من إنتاجها للمرة الأولى فعاليتها في تدمير الدبابات والعربات المدرعة كصواريخ موجهة مضادة للدبابات ATGM.
ومع ذلك، شهد القتال في مسارح عمليات تسعينيات القرن الفائت على غرار المسرح العراقي استخداماً متزايداً للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM ضد مجموعة من الأهداف الإضافية بما في ذلك المواقع المحصنة في الأماكن النائية، والقناصة في نوافذ الأماكن الآهلة، والعربات الخفيفة التي يستخدمها المتمردون ورجال العصابات. إضافة إلى ذلك، ازدادت المخاوف لدى طواقم ATGM الذين اضطروا، على ضوء التكنولوجيا في ذلك الوقت، إلى فضح أنفسهم من جراء تعقب الهدف باستمرار لمدة تصل إلى 12 ثانية أو أكثر. ونتيجة لذلك، توجهت متطلبات صواريخ ATGM إلى الرؤوس الحربية الصغيرة والمحسنة ليس لتدمير دبابات القتال الرئيسية الأكثر تقدماً فحسب، بل أيضاً ضد الدشم، والمباني والأفراد. وعلاوة على ذلك، تم تعريف قدرة الرامي على حيازة الهدف، ومن ثم الإطباق عليه وبعدها عملية «إرمِ وانسَ» Fire-and-Forget.
يعتبر صاروخ «جافلين» FGM-148 Javelin، الذي طوره المشروع المشترك الذي يجمع شركتي «رايثيون» Raytheon و «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin، واحداً من أوائل الصواريخ المميدنة التي قدمت قدرة «إرمِ وانسَ». وهو يستخدم رأساً باحثاً ذا صفيف مسطح بؤري يعمل بالتصوير الحراري الذي يعرِّف بصمة الهدف الذي حدده الرامي من خلال منظاره. وعند إطلاقه يقوم الصاروخ بِتبييته homes in على الهدف بشكل مستقل عن الرامي. وتم زيادة مدى الصاروخ من 2500 متراً في الطراز الأصلي إلى 4750 متراً في الطراز الأحدث. يُستخدم Javelin الذي يبلغ وزنه 49.2 رطلاً وطوله 1.2 متراً، عادة من قِبَل طاقم من جنديين مع «وحدة الإطلاق/ التحكم» Launch/ Control Unit (LCU) مع صاروخ واحد أو اثنين.
هناك جهود تُبذل الآن لتطوير LCU جديدة تكون أخف وزناً بنسبة %40. وستتضمن هذه الوحدة أيضاً شاشة عرض جديدة عالية الاستبانة، ومقابض يدوية مدمجة، وكاميرا ملونة، ومعين ليزري لتوجيه الصاروخ، ونظام تحديد الموقع العالمي GPS مدمج، وقائس مسافات ليزري، ومؤشر زاوية اتجاهية Azimuth indicator. ونظراً لزيادة استخدام Javelin ضد أهداف أخرى من الدبابات، تم تطوير طراز جديد هو FGM-148E مع رأس حربي جرى تحسينه لتحقيق مفعولَيْ العصف والتشظي.
ووصفَ دين بارتن Dean Barten، مدير «مشروع أنظمة أسلحة القتال المتقاربة» لدى «مكتب البرنامج التنفيذي للصواريخ والفضاء»، حيازة متوقَّعة لنحو 2,000 رأس حربي متعدّد الأغراض بكونها «تطوُّراً كبيراً جداً بالنسبة إلينا. إنّه رأسٌ حربي يحافظ على قدرة الفتك ذاتها ضدّ العربات المدرّعة ... لكن إضافةً إلى ذلك، قمنا بتعزيز قدرة الفتك المضادة للأفراد وللعربات ذات السقف القُماشي».
في غضون ذلك، يُحقِّق الاشتقاق الجديد FGM-148 ‘G-model’ حالياً تقدُّماً نحو المصادقة عليه، في حين يُتوقَّع أن يُستهلَّ إنتاجه في العام 2021. أمّا تخفيض الكلفة والوزن فهو قوة دافعة محورية في تطويره، فضلاً عن الاحتمالية المحسَّنة للإصابة.
قدمت شركة «مبدا» MBDA، التي أنتجت صاروخ «ميلان» Milan الواسع الانتشار، صاروخ MMP الجديد للجيش الفرنسي، والذي تم تصميمه كصاروخ متعدد الأغراض قادر على تدمير أهداف ثابتة أو متحركة تراوح بين العربات الخفيفة ودبابات القتال الرئيسية الأحدث، إضافة إلى الأفراد والتحصينات.
يحتوي MMP على ثلاثة أنماط تشغيل للاشتباك: «أرمِ وانسَ»، ورابط بيانات بصري للرامي و«الإطباق بعد الإطلاق» Lock-On After Launch (LOAL). ويسمح الأخير للرامي بإطلاق الصاروخ، ومن ثم حيازة الهدف باستخدام الوصلة البصرية والإطباق عليه. ولدى الرأس الحربي للصاروخ نمطا تشغيل يمكن اختيار أي منهما: مضاد للدروع قادر على اختراق أكثر من 1000 ملم من الدروع المتجانسة RHA التي تأتي تحت الدروع التفاعلية المتفجرة ERA، ومضاد للبنى التحتية الذي يمكنه اختراق أكثر من مترين من الخرسانة على أمداء تصل إلى 5000 متر، كما يمكن إطلاق MMP بأمان من حيّز مغلق. وتم تسليم 400 صاروخ للجيش الفرنسي في العام 2017.
ينتسب MMP إلى الجيل الخامس من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وجرى التشديد فيه على المرونة التي تتيح الاشتباك مع مجموعة واسعة ومتنوّعة من الأهداف. وتزعم MBDA «دقّة لا تُضاهى» للسلاح وتُشدِّد على أنه يتيح للمُشغّل تدمير أهداف على مدى تباعدي يتعدّى مدى النيران المُعادية. وهذا في غاية الأهمية لأنه يتعين على وحدات الصواريخ الاشتباك مع عربات مدرّعة مجهّزة بأنظمة تهديف وتحكُّم بالرمي حديثة ومعاصرة مقترنة برشّاش أوتوماتيكي متوسط العيار، ومدافع دبّابات قتال رئيسية ترمي ذخيرة متقدّمة وحتى صواريخ موجّهة بدقّة خاصة بها. ويشتمل صاروخ MMP على رأس باحث ثنائي نمط التشغيل مع كاميرا بالأشعة تحت الحمراء غير مبرّدة وكاميرا أخرى ملوّنة بالأشعة المرئية، وهي توليفة تسمح للسلاح بالاشتباك مع مجموعة واسعة من الأهداف بما في ذلك تلك ذات التباين الحراري المنخفض. كما أنّه يحتوي على وصلة بيانات من الألياف البصرية fiberoptic التي يمكن استخدامها لإبقاء «الفرد داخل الحلقة» وأيضاً إتاحة الاشتباك مع أهدافٍ لا يمكن رؤيتها مباشرةً من موقع المُشغّل. وفي هذه الحالات، يعتمد المشغّل على معلومات عن هدف من طرف ثالث حتى يصبح باستطاعته رؤية الهدف من خلال الرأس الباحث للصاروخ، الذي يتم ترحيل صوره عبر وصلة الألياف البصرية.
Kornet-EM 9M133، هو نظام سلاح موجه مضاد للدبابات متعدد الأغراض من تصميم شركة KBP الروسية، وحظي باهتمام كبير بعد استخدامه من قِبَل الجيش السوري وحزب الله. تم تصميم الصاروخ لتدمير الدروع التفاعلية المتفجرة في دبابات القتال الرئيسية، والعربات المدرعة، والتحصينات والأهداف الجوية المنخفضة/ البطيئة. ويوجّه الصاروخ أوتوماتيكياً بالأشعة الليزرية. ويبلغ وزن الطراز الأحدث من Kornet مع قاعدة الإطلاق الثلاثية القوائم والقاذف 72.7 رطلاً. وبالنظر إلى شعبيته الواسعة، ليس من المستغرب نجاح KBP في تصديره إلى أكثر من 26 دولة واستخدامه من قِبَل العديد من القوات غير النظامية.
ويشتمل النظام أيضاً على نمط رمي الصَّليَة حيث يمكن إطلاق صاروخَين في آنٍ ضد هدفَين منفصلَين، ما يُضاعف من سرعة الرمي وفعاليته. وثمة نمطٌ آخر في هذا الصدد، حيث يمكن توجيه صاروخَين على خط الإشعاع ذاته ضد الهدف نفسه، وهو خيارٌ متوافر لمواجهة أهداف خطرة جداً.
ويتألف النظام من منصّة إطلاق أوتوماتيكية يمكنها أن تستوعب أربعة صواريخ جاهزة للرمي في حاويات نقلها وسبطانات إطلاقها، ومنظار تصوير تلفازي نهاري وآخر حراري مع رأسٍ باحث ومعين ليزريين، وباستطاعة الأخير قياس أمداء تُراوِح بين 200 متر و 15 كيلومتراً، وآليات تسديدٍ دقيقة بالاتجاه والارتفاع.
وثمة صاروخان يرتبطان بهذا النظام. الأول 9M113M-2 وهو سلاح رئيسي مضاد للدروع يشتمل على رأس حربي ترادفي شديد الانفجار. وبفضل سرعةٍ تصل إلى 300 متر/ثانية يبلغ مداه الأقصى 8 كيلومترات ويزن 31 كيلوغراماً مع حاويته البالغ طولها 1,210 ملم.
أمّا الصاروخ الآخر فهو 9M113FM-3 الذي يشتمل على رأسٍ حربي أُحادي متفجِّر ومدى أقصى يصل إلى 10 كيلومترات مع سرعة تحليق تبلغ 320 متراً/ثانية. وبوزنه البالغ 33 كيلوغراماً يبدو أثقل قليلاً لكنّ يأخذ مكانه تماماً في حاوية شريكه.
دخل «نظام السلاح الخفيف المضاد للدبابات من الجيل التالي» NLAW، الذي تم تطويره من قبل SAAB Dynamics، الخدمة في الجيشين البريطاني والسويدي. وهو عبارة عن صاروخ موجه محمول ظهراً يعمل بتقنية «إرمِ وانسَ» باستطاعته مهاجمة الأهداف الثابتة والمتحركة على أمداء تبدأ من 20 متراً وتصل إلى 800 متر. ويتوجب على الرامي تعقب الهدف لعدة ثوانٍ ومن ثم ينطلق الصاروخ باستخدام توجيه «خط البصر المتوقع» Predicted Line of Sight (PLoS) لضرب الهدف.
يبلغ وزن NLAW، 27.5 رطلاً، ما يسهل حمله نسبياً ويمكن إطلاقه من حيّز ضيق وباستطاعته تنفيذ أي هجوم رأسي ما يجعله ملائماً لضرب الدبابات أو الهجوم المباشر على الدشم والأبنية. وينطلق الصاروخ بعيد إطلاقه بقوة دفع منخفضة ومن ثم تتسارع إلى 200 متر/ الثانية. وعلى عكس Javelin أو MMP، فصاروخ NLAW ليس مصمماً ليكون سلاحاً جماعياً بل يتم إنتاجه للجنود الأفراد حسب الحاجة. ومنذ إنتاجه الأولي حصلت ستة جيوش على NLAW بما في ذلك المملكة العربية السعودية، وفنلندا، وماليزيا وإندونيسيا.
وبحسب أندرز واهلستروم Wahlstrom Anders رئيس وحدة أعمال «أنظمة القتال الأرضي» لدى شركة «ساب» Saab، ثمة يقظة مفاجئة نحو الاستحصال على قدرة مضادة للدبّابات. وأشار واهلستروم إلى أن عملية كشف النقاب عن منصّات روسية جديدة، على غرار دبّابة القتال الرئيسية «أرماتا» T-14 Armata، تعتبر تهديداً متنامياً من جراء بروز تكنولوجيات قتالية جديدة، وبالتالي متطلّب ضروري لإجراءات مضادة محسَّنة.
ويرى واهلستروم أنّ «السلاح الخفيف المضاد للدبّابات من الجيل التالي» NLAW من صنع شركة Saab سيفي تماماً بالمتطلّبات الحالية والمستقبلية. وبُنِيَ نظام السلاح زنة 12,5 كيلوغرام – ليكون قادراً على المهاجمة الرأسية الانقضاضية والأخرى المباشرة على حدٍّ سواء – وذلك وفق المبدأ القائل أنّه إذا جرى توزيع النظام على نطاقٍ واسع في وحدات المشاة فإنّه سيخدم كخطٍ دفاعي ثانٍ فعّال، يحرم دبابة القتال الرئيسية للعدو «من حرّية التحرُّك العملاني».
وأوضحَ واهلستروم: «ينبغي نَشْر هذا النظام في كل الوحدات القتالية، وعلى آمر الدبابّات المُعادية أنْ يعلم أنّه ولو تغلّب على الأسلحة الموجَّهة المضادة للدبّابات فعليه أن يخشى انقضاض السلاح الخفيف المضاد للدبّابات من الجيل التالي NLAW من كلّ حدبٍ وصوب».
إن التنفيذ المثالي للقوات القتالية يجبر العدو أو الخصم على مواجهة عدد من الإجراءات الموجهة إلى قوته، ما يشكل معضلة حول مكان الرد دون مغادرة المناطق المعرضة للخطر. كما أن إجراء الرمي بواسطة المدافع الرشاشة والهواوين في حين تأخذ رشاشات الرمي المباشر والصواريخ الموجهة مواقع رئيسية. وعندما يتم الجمع بين المناورة بواسطة القوى الصديقة يضع الخصم في وضع لا يُحسَد عليه. فالبقاء أو النجاة هو أمر مدمر وحتى الانسحاب يمكن أن يتوقع تكبد خسائر. إن قدرة سرية المشاة على إلحاق مثل هذه الهزيمة بالخصم هي نتيجة مباشرة للوضع المدمر والاستخدام الفعال لأسلحة دعم المشاة المنضوية بتصرف الوحدة.^