RMMV: التحدي الاسكندنافي
دولتان وعقد واحد: طلبت النروج والسويد 650 شاحنة ومقطورة من شركة Rheinmetall MAN Military Vehicles (RMMV) لم يكن التحدي يتمثل في الحجم الكبير، بل كانت الحاجة إلى 42 نوعاً مختلفاً هي التي حولت هذا المشروع إلى مشروع إنتاج وتجهيز ضخم.
دولتان وعميل واحد: من الواضح أن هذا يتطلب الكثير من المشاورات الثنائية. على الرغم من أن النروج والسويد تربطهما العديد من العلاقات، إلا أن كل دولة لها، في نهاية المطاف، احتياجاتها الخاصة. وفي حين اعتمدت السويد إلى حد كبير على معايير مثبتة، كان لدى النروج العديد من المتطلبات الخاصة.
عندما تم توقيع العقد للمرة الأولى، كان يتضمن في الأصل 23 نوعاً مختلفاً من الشاحنات، ونوعين من المقطورات ونوعاً واحداً من الصناديق المسطحة. ومع ذلك، وعلى مر السنين، زادت الإعدادات إلى 38 نوعاً مختلفاً من الشاحنات وأربعة أنواع مختلفة من المقطورات - أحياناً بأعداد قليلة جداً. وقال الدكتور ألكسندر أبيلر، نائب الرئيس الأول للبرامج في شركة (RMMV) Rheinmetall MAN Military Vehicles، الذي واكب المشروع منذ نهاية العام 2015: «كشركة، كان علينا أن نتعلم على امتداد الطريق»، مشيراً إلى أن «الشروط في العقد الذي يغطي عملية التطوير، يجب أن يبدأ من الصفر عند تطوير أنواع جديدة من العربات».
العقد له تاريخ طويل: بالعودة إلى العام 2008، قامت مجموعة مشروع من القوات المسلحة النروجية بإعداد قائمة لمتطلبات العربات اللوجستية العسكرية الجديدة. فازت RMMV بالطلب، ولكن ليس قبل أن تجذب النروج السويد للانضمام إليها كعميل مشارك. وأخيراً، في 31 آذار/مارس 2014، أبرمت وكالة المشتريات النروجية NDMA ورديفها السويدي شركة FMV في ستوكهولم، اتفاقية إطار مع شركة RMMV لتوريد العربات اللوجستية العسكرية حتى العام 2025. وكان أول إلغاء من الاتفاقية الإطارية يتعلق بـ 335 شاحنة ذات الحركية العالية HX وشاحنات TGS-Mil المعسكرة، بالإضافة إلى المقطورات.
وكان لدى جميع الطرز شيء واحد مشترك، ألا وهو أنه كان لا بد من تلبية متطلبات تقنية معقدة للغاية وإعداد وثائق مهمة قبل البدء في الإنتاج. من غرف الاختبار الباردة إلى التوافق الكهرومغناطيسي، كان هناك نحو 600 أو 700 مطلب فني لكل عربة. مثال فريد - لشاحنة مزودة برافعة يوضح مدى الاختلاف الذي يمكن أن يكون عليه النهج بين الدولتين المتعاقدتين. «النروج كانت بحاجة إلى الرافعة في المقدمة، والسويد أرادتها في المؤخرة. والأكثر من ذلك، كان النروجيون بحاجة إلى طرز محمية وغير محمية من العربة ذاتها»، بحسب ما قال ألكسندر أبيلر. وهكذا، فإن ما بدأ كعربة واحدة تحول إلى أربع عربات، بعضها مدرع بحسب متطلبات العميل.
إن ما يجعل مهام ألكسندر أبيلر مجزية للغاية ليس مجرد التغلب على التحديات التقنية. إنه التعاون بين الثقافات مع العملاء الدوليين: «المفاوضات أو عمليات صنع القرار في بيئة دولية لا تتطور أبداً وفقاً لخطوط موحدة. إن فهم هذه الاختلافات وأخذها في الاعتبار أثناء معالجة المشروع هو ما يجعل وظيفتي مثيرة للغاية». يهتم بعض العملاء ببساطة بالمسار الأكثر سرعة للوصول إلى الحل الأمثل، بينما يرغب آخرون في أن يكونوا قادرين على الاختيار من بين العديد من المفاهيم المقترحة.
أحد أكبر التحديات في المشروع بالنسبة للنروج والسويد كان إعداد حزمة «النظام اللوجيستي المتكامل» ILS. إن حزمة ILS، التي تمثل الدعم اللوجستي المتكامل، هو دليل التشغيل والصيانة الذي يتعمق في أصغر التفاصيل لكل نوع من أنواع العربات. «عادة، يتم إعداد حزمة ILS النهائية بمجرد الانتهاء من العربة، وبالتالي تمكين إدراج التغييرات المحتملة بعد التجارب مع عربة أثناء الإنتاج»، يوضح أبيلر. في هذا الأمر، كان لا بد من توفير دليل التشغيل والصيانة النهائي قبل العربة، ما يعني أن «وثائق ILS كانت متوافرة ليتم تعديلها كلما تم تعديل العربة - وهذا يستغرق وقتاً». في كثير من الحالات، تأخر تسليم العربات النهائية لأن حزمة ILS النهائية كانت لا تزال قيد الإعداد.
وهذا يعني أن مسؤولي RMMV من إدارة المشاريع والهندسة والإنتاج والمشتريات وإدارة الجودة كانوا جميعاً يعملون في الوقت نفسه - عملياً مع خط ساخن مخصص للدول الاسكندنافية. تم دمج معدات العملاء في النروج والسويد في منشآت مؤهلة خصيصاً من قبل RMMV.
بالمقارنة مع هذه المتطلبات، كانت لوجستيات النقل سريعة للغاية: فقد تم نقل الشاحنات إلى الدول الاسكندنافية - مباشرة من مصنع RMMV في فيينا. ولم يؤدِ هذا إلى توفير الأكلاف فحسب، بل تضاعف أيضاً باعتباره اختباراً عملياً على الطريق. وحتى الآن، تم تسليم 323 عربة إلى السويد و109 إلى النروج. وقد وصلت بالفعل طلبات شراء لِـ 220 شاحنة إضافية (95 للنروج و125 للسويد) وسيتم تسليمها في الأشهر القليلة المقبلة. قبل انتهاء صلاحية الاتفاقية الإطارية في العام 2025، تتوقع RMMV طلبات إضافية بمعدل آلاف العربات.
وتستفيد شركات المجموعة الأخرى أيضاً من هذا التدفق الترحيبي للطلبات. تقوم شركة Rheinmetall Waffe Munition بتوريد مقصورات العربات المحمية، والتي يتم تصنيعها في مصنع في Unterlüss في ولاية ساكسونيا السفلى والذي يتم تشغيله بالاشتراك مع Rheinmetall Land Systeme. وفي أماكن أخرى في ألمانيا، تقوم Rheinmetall Technical Publication بإعداد وثائق ILS، في حين تقوم Rheinmetall Norway بتطوير وتوريد أجزاء من معدات المقصورة (C41).
وصلت شاحنات TG الأولى إلى السويد في نهاية العام 2017، وأول شاحنات HX في خريف العام 2020. وتسلمت النروج أولى عرباتها في آب/أغسطس 2022. وقام مايكل ويتلينغر، رئيس مجلس إدارة RMMV، شخصياً بنقل شاحنات HX و TGS-mil إلى الجيش النروجي في حفل تسليم رسمي. وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، وصف البرنامج بأنه «المشروع الأكثر تطلباً على الإطلاق الذي نفذته شركة «Rheinmetall MAN Military Vehicles».
«٣ كل الأشياء الجيدة تستغرق وقتاً» - أثبت هذا المثل الألماني صحته أيضاً بالنسبة للنروج، والسويد، وراينمتال. إن نتائج التحدي الاسكندنافي هي من الدرجة الأولى ـ ولهذا السبب وحده تستحق الانتظار. كان جميع المشاركين في المشروع يعلمون أنهم يتجهون إلى منطقة مجهولة. وكانت التحديات كبيرة: فقد انتصر التعاون المبني على الثقة المتبادلة والعمل الجماعي الحقيقي في نهاية المطاف.
