Raytheon Missiles & Defense تقدم منظومة رادارية متكاملة تجمع راداريّ AN/FPS-132 و AN/TPY-2 لضمان حماية فائقة ضد الصواريخ الباليستية
تتسم هجمات الصواريخ الباليستية بالعشوائية، فلدى حدوث الغارات يمكن أن تتساقط عشرات الصواريخ من جميع الاتجاهات وبسرعات تصل حتى فرط أو فوقصوتية. كما يمكن للأعداء تمويه هذه الصواريخ وجعلها تبدو وكأنها لا تشكل تهديداً، وذلك عبر خداع دفاعات الهدف باستخدام تقنيات الحرب لإلكترونية.
وعليه، يعتمد صد الهجمات بدايةً على وجود رادار فائق القوة، أو في مثل هذه الحالة اثنين: رادار الإنذار المبكر المطور أو المحدث Upgraded Early Warning Radar من نوع AN/FPS-132، والذي يغطي نطاقاً واسعاً؛ ونظام المراقبة والسيطرة الرادارية النقال لقوات الجيش والبحرية AN/TPY-2، والذي يضمن أعلى دقة ممكنة في تمييز هوية الأهداف. وكلا النظامين من صنع شركة «رايثيون ميسلز آند ديفينس» Raytheon Missiles & Defense التابعة لشركة «رايثيون تكنولوجيز» Raytheon Technologies.
وقال جو بريس Joe Preiss، المدير التقني لقسم الدفاع الصاروخي الاستراتيجي لدى «رايثيون ميسلز آند ديفينس»: «يمكن لكلا النظامين تأدية مهامهما بشكلٍ مستقل وعلى أكمل وجه، وهو ما تحققنا منه على مدى سنوات عديدة، إلا أننا نتحدث اليوم عن الربط الكامل بينهما. وسيثمر ذلك عن اغتنام المزايا المختلفة في كل منهما لناحية كيفية وزمن رصد الأهداف. ويضمن هذا الربط تعزيز قدرات الرصد والمراقبة ولا سيما في البيئات التي يصعب فيها رؤية وتحديد التهديدات».
وتزداد أهمية ربط النظامين عندما يكون الأعداء قادرين على حجب وتمويه صواريخهم أو جعلها تبدو وكأنها لا تشكل تهديداً، وفي الوقت نفسه يحاولون التشويش على الرادار باستخدام تقنيات الحرب الإلكترونية. وفوق كل ذلك، يطلق العدو هطلة أو رشقة ضخمة من الصواريخ الباليستية نحو القوات الصديقة فكيف يمكن إذن صد هذه التهديدات بأقصى سرعة ودقة ممكنتين؟.
يمكن إطلاق الصواريخ الباليستية من أي مكان، ويمكن ان يبقى بعضها معلقاً في الغلاف الجوي للأرض والآخر يمكنه الانطلاق عبر الفضاء الخارجي. وهذا كله يحتم بقاء الرادارات الدفاعية في وضعية مراقبة مستمرة على مدار 360 درجة.
يمكن لنظامي AN/FPS-132 وAN/TPY-2 أن يعملا وكأنهما لاعبان في فريق كرة قدم واحد؛ كلاهما حاضر ومتأهب لمنع الخصم من التقدم.
يقوم رادار الإنذار المبكر المحدث بمسح حيّز واسع من السماء ولمسافات بعيدة وحتى خارج الغلاف الجوي. ويعادل هذا الرادار في حجمه مبنىً من 10 طبقات، ويدعم اعتراض تهديدات الصواريخ الباليستية قبل وصولها إلى هدفها بمسافة كبيرة.
ويمتاز رادار الإنذار المبكر المحدث باستخدام حيز الترددات فوق العالية UHF والقدرة على تعقب الصواريخ ما بعد مدى البصري تتجاوز 5,000 كيلومتراً خارج الغلاف الجوي، والأهم من ذلك، قبل وصولها إلى أهدافها بمسافات بعيدة. ويضمن هذا الرادار كشفاً مبكراً وتعقباً دقيقاً للهجمات الداهمة، كما بوسعه تصنيف الأجسام الطائرة أو الفضائية ما يساعده في التمييز سريعاً بين التهديدات الحقيقية والمزيّفة؛ ولهذا يسمى «العين الكبيرة التي لا تنام».
ويعمل رادار AN/TPY-2 باستخدام الحيز X-band للطيف الكهرومغناطيسي ويقوم، على أمداء أقصر، بتعقب وتمييز الصواريخ الباليستية الصاعدة أو الهابطة. ويضمن استخدام الرادار الحيز X-band، ذات الأطوال الموجية الأقصر، والدقة في التعقب والتمييز. وهكذا يمكن لرادار AN/TPY-2 رؤية الأهداف بوضوح فائق من مسافات بعيدة مع التمييز بين الخطر الحقيقي والزائف.
يعتبر رادارا الإنذار المبكر المحدث وAN/TPY-2 الوحيدين من نوعهما اللذين تم نشرهما في الميدان ووضعهما قيد التشغيل حالياً. وثمة خيارات محتملة ما زالت قيد التطوير وهي مصممة لاستخدام تردد واحد، ما يؤكد أهمية تشغيل رادارين للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، لأن نظاماً واحداً – حتى لو كان الأفضل – نادراً ما يؤدي الغرض المنشود منه.
وقال كريس ساليني Chris Salini، المدير التقني لأنظمة الاستشعار الاستراتيجية في «رايثيون ميسلز آند ديفينس»: «ينطوي الاكتفاء برادار واحد على مشاكل عديدة بطبيعة الحال؛ فعندما نفكر في منتج واحد يحاول تحقيق الأهداف ذاتها لرادار AN/TPY-2، المزود بترددات عالٍية لتحسين مستوى التعقب والتمييز، ورادار الإنذار المبكر المحدث الذي يستخدم الترددات المنخفضة لتحسين المراقبة والإنذار المبكر، فسنجد لدينا نظاماً واحداً يستخدم الموجة المتوسطة ويجمع مزايا النظامين السابقين لناحية الأداء العام».
ويبقى الأهم هو أن تحصل دوماً على أفضل مستوى من المراقبة وتمييز الأهداف في آنٍ معاً، كل ما عدا ذلك يعتبر حلاً غير مجدٍ.