التخطيط الجديد لمياه البحار: دور Fincantieri في القطاع البحري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تعتبر شركة «فينكانتيري» Fincantieri واحدة من أكبر بنّائي السفن في العالم، ولديها إرثٌ عريق من التميُّز يمتد لـ 230 عاماً. إن قاعدة عملائنا تحتل مركزاً عالمياً، وتشمل، من بين قوات أخرى، القوات البحرية الإيطالية، والأميركية، والقطرية والإماراتية. بدءاً من المراحل الأولية لتحديد احتياجاتها وحتى لتسليم منتجات وحلول عالمية المستوى تجسد Fincantieri المرونة والقدرة على التكيف كشريك موثوق به.
تعد أحواض بناء السفن لدينا الـ 18 حول العالم في طليعة الابتكار، حيث تدمج التكنولوجيا المتطورة بسلاسة في حين تتعاون مع الشركات المحلية لتشاطر الخبرات وتطوير المعرفة الصناعية. وتمتد مهمتنا إلى ما هو أبعد من بناء السفن؛ نحن ملتزمون بإحداث قيمة لعملائنا وموظفينا والمؤسسات التي نخدمها. إن هذه المقاربة لا تحسّن الاقتصادات المحلية فحسب، بل ترقية أفضل الممارسات أيضاً.
تقليدياً، عمل بنّاؤو السفن كموردين، حيث يقدمون المنتجات على قاعدة مواصفات محددة مسبقاً. ومع ذلك، وفيما الطلبات البحرية أصبحت أكثر تعقيداً، تمضي Fincantieri إلى ما هو أبعد من هذا الدور التقليدي. نحن نعمل كشريك استراتيجي، ونعزز النظام البيئي الذي يمتد إلى ما بعد العمليات التجارية. وتعكس هذه المقاربة صداها، على وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يشكل التنويع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي أهمية مركزية في الاستراتيجيات الوطنية.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية، انبثقت صناعة بناء السفن من صناعة ثقيلة إلى قطاع مكثف في مجالي رأس المال والتكنولوجيا. ويقع في قلب هذا التحول مفهوم نقل التكنولوجيا (ToT)، وهي ممارسة تنطوي على مشاطرة خبراتنا التكنولوجية ومعرفتنا لبناء بنية تحتية دفاعية مستقلة. وهذا يشمل تعبئة القوى العاملة الكفية، وإنشاء قطاع تصدير دفاعي قوي، وتنفيذ برامج تطوير التكنولوجيا. ويرمي هدفنا إلى تطوير فريق محترف يتمتع بمهارة حرفية متخصصة، وقادر، بصورة مستقلة، على بناء وصيانة المنصات البحرية من دون دعم خارجي. ومن خلال القيام بذلك، فإننا ندعم الأعمال المحلية لتحسين قدراتها التكنولوجية والإنتاجية، والمساهمة في التنمية الاقتصادية على نطاق أوسع.
تتضمن استراتيجيتنا تضمين أنفسنا في النظام البيئي الصناعي المحلي، وتعزيز القدرات التي تدوم جيداً إلى ما هو أبعد من النطاق المباشر لأي مشروع منفرد. وتتوافق هذه المقاربة مع تطلعات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتنمية القدرات المحلية وخفض الاعتماد على المصادر الخارجية. على سبيل المثال، فإن تركيز دول الخليج على تعزيز الأمن البحري وحماية موارد الطاقة يتطلب وجود سفن سطحية وتحتمائية/ غواصات متقدمة. إن قدرة Fincantieri على تفصيل تقديماتها - التي تراوح بين المدمرات المتطورة والغواصات متعددة الاستخدامات - تضمن حصول هذه الدول على حلول تلبي متطلباتها العملانية المحددة. وهذه المقاربة المفصلة تسهل أيضاً دمج التقنيات المتقدمة بشكل أكثر سلاسة في البرامج البحرية المحلية، ما يعزز الترويج للكفاءة والفعالية.
إن فوائد هذه المقاربة ذات منحيين. بالنسبة لِـ Fincantieri، فهي تضمن أن عملاءنا يمتلكون الخبرة اللازمة لصيانة وتشغيل الأنظمة المتقدمة التي نقدمها. وبالترادف، بالنسبة لشركائنا هي تعني كسب مدخل إلى التكنولوجيا المتطورة وتقنيات التصنيع المتقدمة وتعزيز القدرة التنافسية في السوق. وتضمن هذه المقاربة التعاونية أن صناعتنا المحلية لا تستفيد من خبراتنا فحسب، بل تلعب أيضاً دوراً نشطاً في عمليات التطوير والبناء.
بُنيت مقاربتنا على اعتقاد أساسي بأن التعاون يجب أن يكون استراتيجياً وتعزيزياً. نحن نركز على البرامج البحرية المتخصصة التي تم تطويرها بالتعاون الوثيق مع الشركات المحلية، وتفصيلها لتلبية المتطلبات المحددة لكل بلد، وبالتالي ضمان الملاءمة ات الوقع الكبير.
1. تطوير قدرة التصميم: نحن نركز على تنمية مهارات وقدرات التصميم المتقدمة، وتمكين الفرق المحلية من الوصول إلى آفاق جديدة في الهندسة المعمارية والابتكارية البحرية؛
2. إضفاء الطابع المؤسسي على مهارات القوى العاملة: نقوم بإنشاء إطار شامل لتطوير وإضفاء الطابع المؤسسي على خبرات بناء السفن، استناداً إلى المعرفة والخبرات المتراكمة لشركة Fincantieri؛
3. قدرات دمج النظام: نحن نعزز نمو قدرات دمج النظام الحاسمة لضمان الأداء الأفضل للسفن؛
4. نقل تكنولوجيا سلسلة الإمداد: نقوم بتحسين سلسلة الإمداد لدينا من خلال دمج قدرات التصميم والمهارات التقنية ضمن بيئة تعاونية، وتسهيل إنشاء وتعديل وتصدير السفن والمكونات المتقدمة.
5. دعم على امتداد حياة الخدمة: نحن نضمن ثقافة دعم شامل على امتداد حياة الخدمة، من خلال خلق القدرات المحلية لضمان التوافر العملاني للمعدات البحرية.
أعادت شركة Fincantieri صياغة دورها كشريك استراتيجي حيوي للقوات البحرية الأميرية القطرية، والتي تمتد إلى ما هو أبعد من بناء السفن التقليدية. وخلال فعاليات معرض «ديمدكس 2024» DIMDEX 2024 ، وأبرمت Fincantieri والقوات البحرية الأميرية القطرية QENF مذكرة تفاهم محورية، من شأنها تمهيد الطريق لبرنامج تعليمي وتدريبي متقدم. وذلك عقب العقد المُبرم في العام 2016 لشراء سبع زوارق بحرية وخدمات دعم شاملة، قامت شركة Fincantieri بالفعل بتسليم ست زوارق وباشرت بالتدريب الضروري لطواقم QENF. وتستعد هذه الشراكة الآن لرفع مستوى القدرات البحرية لـ QENF، ما يضمن الدمج السلس مع القوات البرية والجوية القطرية والقوات البحرية المتحالفة معها، ويؤكد التزام Fincantieri بالتميز والجهوزية البحرية المبتكرة على المدى البعيد.
تدعم هذه الجهود، بشكل جماعي، تعزيز صناعة بناء السفن المزدهرة، التي تتميز بالابتكار والاستمرارية، والقدرة على بناء وتصدير الحلول البحرية المتقدمة وبرامج الشراكات الدائمة التي تدفع التقدم والنجاح المتبادل.
إن محفظة Fincantieri متنوعة كما متطلبات عملائنا العالميين. في صميم التزامنا بمفهوم نقل التكنولوجيا ToT تكمن مجموعة شاملة من الحلول البحرية المصممة لدعم مختلف جوانب برنامج ToT. تشمل عروضنا مروحة واسعة من السفن السطحية والغواصات، والفرقاطات المتقدمة والمدمرات، وصولاً إلى الغواصات المتطورة، والتي تم تصميم كل منها لتلبية أعلى معايير الأداء والموثوقية.
وفي سياق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن الحاجة إلى هكذا محفظة متنوعة هي جلية على نحو كبير. إن الممرات المائية الشاسعة ذات الأهمية الاستراتيجية في المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، تشكل أهمية بالغة للتجارة العالمية والاستقرار الإقليمي. وبالتالي، فإن الحاجة إلى حماية المناطق البحرية الشاسعة والبنية التحتية الحيوية تتطلب اتباع مقاربة متعددة الاستخدامات في المشتريات البحرية. وبالتالي فإن محفظة Fincantieri لا تخدم فقط مجموعة من المنتجات، ولكن أيضاً كأصول استراتيجية يمكن تكييفها مع الاحتياجات الناشئة لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تم تجهيز زوارقنا السطحية بأحدث أنظمة القتال وتكنولوجيا الملاحة المتقدمة وأنظمة الدفع المتطورة، ما يضمن الأداء المتفوق والقدرة على التكيف. هذه السفن مناسبة لمجموعة من المهام، بدءاً من الدوريات والمراقبة وصولاً إلى عمليات القتال والإنقاذ، وتوفر حلولاً قوية وموثوقة للدول التي تسعى إلى تعزيز أمنها البحري ومدى وصولها العملاني.
ومن ناحية أخرى، تمثل غواصاتنا قمة التكنولوجيا البحرية تحت الماء. بفضل قدرات التخفي وأنظمة السونار المتقدمة وأمداء العمليات الموسعة، تم تصميم هذه السفن لتقديم مزايا استراتيجية في كلا السيناريوهات الدفاعية والهجومية، ما يجعلها مناسبة على وجه الخصوص للدول التي تهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية التحتمائية والحفاظ على تفوق استراتيجي في المياه الإقليمية.
فيما تستمر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالعمل في أماكن ديناميكية وجيوسياسية معقدة وحيوية، فإن دور Fincantieri كشريك استراتيجي سيكون فعالاً في تشكيل قدراتها البحرية المستقبلية. ومن خلال التعاون والتقدم التكنولوجي وبناء القدرات، لا تشارك Fincantieri في هذا التحول فحسب، بل تقوده بفعالية، ما يضمن تأمين المصالح البحرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورفع قدراتها الصناعية إلى آفاق جديدة.^
