IDEX-NAVDEX 2017: ريادة إماراتية في تنظيم المعارض

مرة جديدة، أبرز «معرض ومؤتمر الدفاع الدولي» IDEX 2017، و«معرض الدفاع البحري» NAVDEX 2017 قدرة الإمارات العربية المتحدة على تنظيم هذه الفعالية الكبرى بنجاح منقطع النظير، حيث بهرت هذه الدولة العالم بالاهتمام الذي أولته لكل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بهذا الحدث العالمي، من حيث جودة التنظيم والتحضير والتنفيذ وحُسن الضيافة والاستقبال، ليخرج بأبهى صور التميُّز والرُّقي. ولقد بات جلياً للجميع أن الإمارات استطاعت خلال سنوات قليلة إحداث نقلة نوعية فريدة في صناعة المعارض التجارية، ورسخت مكانتها على خريطة العالم المعرضية واستضافت بنجاح – يشهد له الجميع – فعاليات ضخمة في شتى المجالات استقطبت آلاف الزوار.

 

وهدف معرض IDEX 2017 إلى بناء قاعدة صناعية دفاعية متطورة ومتكاملة ضمن برنامج الأوفست OFFSET الذي تم تأسيسه أوائل تسعينيات القرن الفائت بهدف نقل التكنولوجيا والمعرفة وتوطينها في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب استثمار نسبة معينة من صفقات السلاح في مشاريع تجارية أو عسكرية. وفي هذا المجال، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة تطوير مجال التصنيع الدفاعي بتوفير كل المستلزمات الداعمة والضرورية لذلك والاستثمار في مجال البحوث العسكرية والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وذلك في إطار خطة شاملة لتطوير قطاع التصنيع داخل الدولة، من جهة، ومن جهة أخرى تكريس مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها قوة إقليمية ودولية قادرة على الدفاع عن كيانها الوطني ومصالحها في الوقت الذي تلتزم فيه تعزيز السلام والأمن في المنطقة والعالم.

وحازت جهود المواطنين الإماراتيين في تنظيم وتنفيذ هذا الحدث العالمي على إعجاب وإشادة القيادة الرشيدة للدولة، وكذلك الشركات المشارِكة العربية منها والأجنبية، حيث أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن الإمارات ستظل رائدة بسواعد وإدارة شبابها في صناعة المعارض الدولية. وأبدى سموّه إعجابه بتنظيم المعرض ومشاركة معظم دول العالم ما أدى إلى ترسيخ موقعه في خريطة المعارض الدفاعية العالمية. وبارك سموّه لشباب الوطن جهودهم على ما يقومون به من واجب وطني وخدمة ومساعدة ضيوف الإمارات الذين يحظون بكل الاحترام والتقدير من قيادة وشعب دولة الإمارات العزيزة.

شهد حفل افتتاح المعرض عروضاً عسكرية مبهرة تحاكي مواجهات سيناريوهات لمكافحة الإرهاب

وأشار صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان، أثناء جولاته اليومية على أجنحة الشركات الوطنية والإقليمية والدولية المشارِكة في المعرض، إلى أن آيدكس وتاريخه الحافل بالنجاح منذ انطلاق دورته الأولى في العام 1993 في أبو ظبي، وما تتمتع به الدولة من استقرار، يؤكد ثقة العالم الكبيرة بقدرة الإمارات على استضافة كبرى الفعاليات والأنشطة الدولية في جميع المجالات ما جعل الإمارات محط أنظار واهتمام صناعة الدفاع والأمن في العالم.

إن التنظيم الجيد والريادة في الصناعة المعرضية ينعكسان إيجاباً على مشاركة وحضور الصناعة الدفاعية، وسجل المعرض في دورته الحالية رقماً قياسياً في عدد الشركات العارضة وصل إلى 1235 شركة.

وفي هذا الصدد رحّب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتنامي مشاركة الشركات العالمية في IDEX 2017، وحضورها الفاعل والمتنوِّع في فعاليات المعرض، إلى جانب تقديمها أحدث الأنظمة الدفاعية والعسكرية التي تلبي احتياجات أسواق المنطقة والعالم. واستطرد قائلاً بأن المعرض محطة مهمة واساسية لتلاقي الخبرات والأفكار وعرض الابتكارات والمشاريع المتقدمة في تطوير وتحديث الصناعات الدفاعية كما أنه منصة لمناقشة أهم القضايا المتعلقة بشؤون الدفاع من خلال وجود أبرز القادة والمسؤولين والخبراء وصنّاع القرار.

وفي حين أكدت الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أهمية معرض آيدكس الذي أصبح علامة بارزة لصناعة المعارض على مستوى العالم لما يتميز به من حضور ومشاركات دولية واسعة من مختلف دول العالم فضلاً عما يشهده من صفقات تجارية وعسكرية كبيرة ومهمة.

لفت الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بعيد افتتاحه معرض الدفاع البحري NAVDEX 2017 إلى أن نجاح المعرض يعود «إلى أن أجهزتنا الوطنية اكتسبت المزيد من التجارب والخبرات العملية لتنظيم المعارض الدولية المتخصصة وفقاً لأفضل المعايير العالمية، مستلهمين ذلك من توجهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحرص القيادة العليا على تحقيق الريادة والصدارة العالمية».

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في زيارة لجناح Lockheed Martin

ولا يقتصر نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في صناعة المعارض والفعاليات على معرض «آيدكس» فحسب، بل أيضاً على ما تزخر به أجندة الإمارات على مدار العام بأهم وأبرز الفعاليات الإقليمية والعالمية، ويعود الفضل في ذلك إلى الدعم اللامحدود الذي تلقاه تلك الصناعة الواعدة، كما أشرنا، من القيادة الرشيدة، إضافة إلى ما تمتلكه الإمارات من مميزات في هذا الشأن، من بنية تحتية متطورة على صعيد شبكة الطرق والموانئ والمطارات، وبيئة تشريعية وسياسية واقتصادية آمنة وجاذبة للاستثمارات، إضافة إلى موقعها الجغرافي.

وينعكس دعم الدولة لتلك الصناعة الواعدة من القيمة الإجمالية لحجم الاستثمار العامل في قطاع المعارض والفعاليات في الدولة التي تُقدَّر بِـ 37 مليار درهم. وفقاً لاتحاد غرف التجارة والصناعة العام الماضي، وتلك السياسة الناجحة هي ما أهّلها لتكون واحدة من أكبر ثلاثة أسواق للمعارض في الشرق الأوسط، حيث يزداد عدد المعارض والمؤتمرات المُقامة سنوياً وعدد العارضين والزوار الذي يصل عددهم إلى نحو مليون زائر في العام.

 جناح Airbus Group في المعرض

ومن المتوقع أن ينتقل القطاع إلى مستوى أعلى من الأداء مع «إكسبو 2020 دبي» الذي سيجعلها تتصدر المشهد الدولي لصناعة المعارض، إذ تؤكد التقارير والدراسات أن سياحة المعارض في الإمارات تنمو بمعدل 7 في المئة بفضل التحضيرات والتجهيزات لتنظيم «إكسبو 2020»، حيث يضخّ القطاع 2.39 مليار درهم سنوياً في الاقتصاد الوطني، ومن المتوقع أن ينمو إلى 5.1 مليار درهم بحلول 2020.

تعتبر صناعة المعارض والفعاليات قاطرة تجر باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتنطوي على أهمية بالغة من خلال زيادة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين مختلف دول العالم والترويج للدولة كبيئة أعمال جاذبة. وتوفير فرص عمل والتشديد على تأسيس مشاريع صغيرة ومتوسطة، إضافة إلى دورها الأساسي في ازدهار قطاع السياحة بما في ذلك الإشغال الفندقي والضيافة والطيران. كما إنها تشكل فرصاً واعدة للاطلاع على التجارب الناجحة وتبادل الخبرات والأفكار المبتكرة. وكل ذلك يعكس الدور الكبير لهذا القطاع الحيوي في المسيرة التنموية للدولة على كل الصعد.

كما يلاحظ القارئ الكريم مفاصل الريادة الإماراتية لتنظيم المعارض جاءت على ألسنة القادة الإماراتيين لاعتقادنا الراسخ بأن هؤلاء يدركون جيداً ماذا يفعلون ويقرنون دائماً القول بالفعل، والعلم بالعمل

أيدكس ونافدكس بالأرقام

برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، افتتح في 19 شباط/ فبراير الفائت كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2017» IDEX 2017 في دورته الثالثة عشرة ومعرض الدفاع البحري «نافدكس 2017» NAVDEX 2017 في دورته الرابعة في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض الذي امتد حتى 23 شباط/ فبراير.

نُظِّم المعرض من قِبَل شركة أبو ظبي الوطنية للمعارض بالتعاون مع القوات المسلحة الإماراتية، وشارك فيه 1235 شركة عارضة متخصصة بالصناعات الدفاعية من 57 دولة منها 8 شركات شاركت للمرة الأولى (مصر، عُمان، الكويت، ماليزيا، هنغاريا، رومانيا، قبرص وكازاخستان)، وانحسرت المشاركة الوطنية بِـ 150 شركة. كما انعقد في اليوم السابق للافتتاح أعمال مؤتمر الدفاع الدولي بمقر الأرشيف الوطني في أبو ظبي، بحضور معالي وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي وكوكبة كبيرة من الخبراء والمتخصصين وصنّاع القرار. وحضر المعرض نحو 105 آلاف زائر وبلغت قيمة صفقات الدورة الثالثة عشرة نحو 19.2 مليار درهم مقابل 18.3 مليار درهم إجمالي صفقات معرض آيدكس 2015 أو زيادة قدرها 4.6 في المئة.

وبحسب العقيد الركن بحري فهد ناصر الذهلي المتحدث الرسمي باسم معرض الدفاع البحري NAVDEX 2017، فإن الشركات الوطنية استحوذت على %64.4 من إجمالي صفقات معرضي IDEX و NAVDEX أو 52 صفقة من أصل 82 فيما استحوذت الشركات الإقليمية والدولية على %36.6 من خلال ال 30 صفقة الباقية.

100 شركة متخصصة في المجال البحري في NAVDEX

أعلنت شركة أبو ظبي الوطنية للمعارض «أدنيك» عن ارتفاع الإقبال من قِبَل الشركات الدولية المتخصصة بالصناعات الدفاعية البحرية للمشاركة في فعاليات معرض الدفاع البحري «نافدكس 2017» الذي يقام بالتزامن مع معرض الدفاع الدولي «أيدكس 2017» بالرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله.

وقال حميد مطر الظاهري، الرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي الوطنية للمعارض «أدنيك» ومجموعة الشركات التابعة لها بالإنابة: «شهدت الدورة الحالية لمعرض NAVDEX مشاركات دولية متميزة وذلك من قِبَل الشركات العارضة المتخصصة بقطاع الصناعات الدفاعية البحرية، إضافة إلى مشاركة العديد من القطع البحرية من عدد من الدول الشقيقة والصديقة».

وتقدم الظاهري بالشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة في الدولة، متمثلةً في قيادة القوات البحرية، على الدعم الكبير والمساندة في الإعداد والتخطيط لإقامة هذه الفعالية المتميزة.

وأضاف: «ساهمت البنية التحتية الفريدة والمتطورة لمركز أبو ظبي الوطني للمعارض التابع لِـ «أدنيك» في تعزيز تنافسية معرض NAVDEX على مر السنوات، حيث يتميز المركز بقدرته على استضافة العروض الداخلية، إضافة إلى منصات العرض الخارجية، وصولاً للميناء البحري الملحق بالمركز، والتي تعد مواصفات ينفرد بها المركز ويتفوق على نظرائه في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي مكّن المشاركين من عرض القطع البحرية على اختلاف أحجامها، وتقديم العروض الحية لقدراتها المختلفة».

وأوضح أن الدورة الحالية شاركت فيها نحو 100 شركة متخصصة بالصناعات الدفاعية البحرية من 27 دولة، مقارنة بِـ 23 دولة في الدورة الماضية للمعرض وبنسبة نمو بلغت %17، مبيناً أن عدداً من القطع الحربية الزائرة شاركت في منطقة العروض الحية التابعة لِـ NAVDEX على المنصة البحرية (المارينا) التابعة لِـ ADNEC إضافة إلى ميناء زايد في العاصمة أبو ظبي.

من جانبه، قال سعيد المنصوري، مدير معرضي IDEX و NAVDEX: «يعكس الإقبال الكبير من قِبَل الشركات الدولية المتخصصة بالصناعات الدفاعية البحرية إلى المشاركة في فعاليات الدورة الحالية الأهمية الكبرى التي يلعبها هذا المعرض على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال توفير منصة تفاعلية للخبراء والمتخصصين للتعرف إلى أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية في هذا القطاع الحيوي».

وأشار إلى أن معرض NAVDEX قد شهد نقلات نوعية في عدد وحجم المشاركات المحلية والدولية منذ انطلاقته الأولى في عام 2011، حيث أقيمت فعاليات المعرض في دروته الحالية على مساحة تجاوزت الـ 13 ألف متر مربع، وشارك في فعالياته ما يزيد على 18 قائداً للقوات البحرية، و21 قائد حرس سواحل من العديد من الدول، كما شاركت 11 قطعة بحرية من الدول الشقيقة والصديقة، منها عدد من الفرقاطات والمدمرات، والعديد من القطع البحرية المختلفة، والتي رست على المنصة البحرية (المارينا) التابعة لِـ ADNEC، إضافة إلى ميناء زايد في العاصمة أبو ظبي.

وأضاف إن التطور الكبير الذي حققه معرض NAVDEX، يُعد دليلاً حياً على نجاح استراتيجية شركة أبو ظبي الوطنية للمعارض في إطلاق الفعاليات الجديدة ورعايتها لتنمو وتتطور وفق أعلى الممارسات العالمية، وذلك للتأكيد على مكانة إمارة أبو ظبي كعاصمة لصناعة سياحة الأعمال في المنطقة.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يدشن فرقيطة «الهيلي»

دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي على هامش معرض الدفاع البحري « نافدكس» بدورته الرابعة فرقيطة الصواريخ بينونة فئة «الهيلي» التي أنتجتها شركة «أبو ظبي لبناء السفن» بأيد وعقول إماراتية وطنية. ورفع سموه علم الدولة على سارية الفرقيطة معلنا تدشينها الرسمي ودخولها الخدمة ضمن أسطول القوات البحرية الإماراتية. وقام سموه بعد ذلك بجولة تفقدية في مختلف أرجاء الفرقيطة وتوقف عند غرفة القيادة والتحكم واستمع من ضباط القوات البحرية إلى شرح واف حول المهام القتالية للفرقيطة والتقنيات العالية التي تستخدم في هذه القطعة البحرية التي تعد القوة الضاربة للقوات المسلحة الإماراتية .

 في السياق نفسه، وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دشن سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي زورق دورية السواحل الإماراتي «أريلة» التابع لجهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية في إمارة أبو ظبي وذلك على هامش فعاليات مؤتمر ومعرضي آيدكس ونافدكس في الرصيف البحري لأرض المعارض في أبو ظبي.^

 

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يدشّن فرقيطة الصواريخ بينونة فئة «الهيلي»
مؤتمر الدفاع الدولي المصاحب لمعرضَيْ «آيدكس» و«نافدكس» البواردي: الابتكارات التكنولوجية أولوية في تخطيطنا الدفاعي

انطلقت في مقر الأرشيف الوطني في أبو ظبي أعمال مؤتمر الدفاع الدولي 2017 المصاحب للدورة الثالثة عشرة لمعرض الدفاع الدولي IDEX 2017 ومعرض الدفاع البحري NAVDEX 2017، حيث جمع المؤتمر نخبة من الخبراء والمتخصصين وصنّاع القرار لمناقشة أهم المواضيع والقضايا المتعلقة بقطاع الصناعات الدفاعية.

وأقيمت أعمال المؤتمر، الذي عُقد تحت عنوان «الابتكارات الإحلالية في مجالات الدفاع والأمن» قبيل انطلاق فعاليات معرضي IDEX و NAVDEX 2017 في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض، بمشاركة 1235 شركة عالمية متخصصة بالصناعات الدفاعية وبنسبة نموّ تزيد عن %3 مقارنة مع الدورة السابقة في العام 2015.

تضمن مؤتمر الدفاع الدولي 2017 ثلاث جلسات رئيسية، الأولى بعنوان: «الابتكارات والتقنيات التخريبية الناشئة، هل هي بحاجة لمفهوم عسكري جديد؟»، وحملت الجلسة الثانية عنوان: «القفزة الكبيرة القادمة في الدفاع السيبراني»، وأما الجلسة الثالثة فخُصِّصت لمناقشة: «هل يمكن من خلال العمليات الدفاعية والأمنية السيطرة على التقنيات التخريبية المتعددة أو التخفيف من تأثيراتها؟».

وترأس هذه الجلسات كل من معالي النائب كريستوفر باين، وزير الصناعات الدفاعية في أستراليا، ورئيس مجلس النواب الأسترالي، وتوماس كينيدي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «رايثيون» Raytheon في الولايات المتحدة الأميركية، والدكتور إس بي كوشار، الرئيس التنفيذي لمجلس تطوير المهارات في قطاع الاتصالات في الهند.

استهل المؤتمر بالنشيد الوطني لدولة الإمارات، ثم كلمة رئيسة لمعالي الوزير محمد أحمد البواري، وزير دولة لشؤون الدفاع، حيث رحّب معاليه بالمشاركين في أبو ظبي، معبِّراً عن سروره بحضور هذا المؤتمر المتميز، وإتاحة الفرصة للتفكير في موضوع يحظى بأهمية الجميع، ويتعلق بتخطيط وتطوير القدرات العسكرية للدفاع عن الدولة.

وأبرز معاليه أهمية «الإحلالية التكنولوجية» وتأثيراتها على تنظيم القوات المسلحة، حيث إننا نعيش اليوم في عالم اعتاد التغيير التكنولوجي المستمر، إذ لا يكاد يمر شهر من دون أن نسمع عن تقدم تكنولوجي جديد، سواء كان ذلك على سبيل المثال لا الحصر في مجال الروبوطات، أو تقنية التصنيع ثلاثية الأبعاد، أو العربات ذاتية الحركة أو المواد المتقدمة. فالشعور بأن كل شيء يسير بشكل متسارع، هو حقيقة واقعة، ونحن نعلم أننا إذا اقتصرنا على اتباع الآخرين فقط، فسوف نبقى متخلفين.

ولفت البواردي إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات يحدث فيه التطور بشكل متسارع أكثر من المجالات الأخرى، حيث إن ثورة المعلومات المتسارعة التي تأتي دائماً بجديد تُحدِث في الواقع تغييراً في بيئة العمل العسكري. فقد جلبت ثورة المعلومات معها نوعاً جديداً من الحرب، إنها الحرب السيبرانية. وهناك عدد متزايد من القوات المسلحة حول العالم تنظر إلى الحرب السيبرانية والدفاع السيبراني باعتبارهما قدرات عملياتية تتطلب مزيداً من التطور، بما في ذلك الاستثمار في القدرات الرقمية، وتجنيد المحترفين الموهوبين، وبناء القدرات الاستخباراتية، وصياغة عقائد الحرب السيبرانية لديهم.

وتابع البواردي: «إن مؤسسات الدفاع حول العالم لديها سجل طويل من الابتكارات الإحلالية تهدف إلى كسب ميزة نسبية على أعدائها. ومع ذلك، فإن دور القيادة التقليدي قد يتآكل مع مرور الوقت، حيث إن الابتكار والتقدم التكنولوجي يحدث في معظمه، وبشكل متزايد، في الشركات الخاصة غير المعتادة على العمل مع مؤسسات الدفاع، وتقدم هذه الشركات منتجاتها لمجموعة واسعة من المستهلكين».

من جانبه، قال سعادة اللواء ركن طيار فارس خلف خلفان المزروعي، رئيس اللجنة العليا المنظِّمة لمعرضي IDEX و NAVDEX 2017: «سعدنا بحجم الإقبال الكبير على المشاركة في فعاليات مؤتمر الدفاع الدولي 2017، الأمر الذي يبرهن على المكانة الكبيرة التي وصل إليها معرض IDEX، والأهمية المتنامية للمؤتمرات المتخصصة التي يبحث من خلالها الخبراء والمتخصصون الآليات اللازمة لمجابهة التحديات الأمنية والدفاعية التي تواجه دول المنطقة والعالم».

وتوجه معاليه بالشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة لدولة الإمارات على دورها المهم والأساسي في إنجاح معرض ومؤتمر IDEX وذلك من خلال اللجنة العليا وفِرَق العمل التابعة، الذين وصلوا الليل بالنهار للخروج بالمعرض والمؤتمر بالشكل الأمثل، وتوفير الإمكانيات والخبراء والمتحدثين من القوات المسلحة لدولة الإمارات وصولاً لتوجيه الدعوات لكبار القادة والمتخصصين للمشاركة في المؤتمر.

وقال حميد مطر الظاهري، الرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي الوطنية للمعارض «أدنيك» ومجموعة الشركات التابعة لها: «إن تنظيم فعاليات المؤتمر المصاحب لمعرضي IDEX و NAVDEX يأتي ضمن جهود «أدنيك» الرامية لنقل وتوطين المعرفة، في قطاع الصناعات الدفاعية الذي يُعدّ أحد أبرز القطاعات التي ركّزت عليها خطة أبو ظبي ورؤيتها الاقتصادية 2030».

وأضاف: قامت أدنيك، منذ تأسيسها قبل عقد من الزمن، بالمساهمة الفاعلة في استقطاب العديد من المؤتمرات الدولية المتخصصة إلى إمارة أبو ظبي، من خلال التعاون مع العديد من المؤسسات الوطنية ومن أبرزها هيئة أبو ظبي للسياحة ومكتب أبو ظبي للمؤتمرات.

جناح Boeing في المعرض
مجلس الشركات الدفاعية: تسهيل المشاريع المشتركة والاستثمارات الأجنبية

ناقش مجلس الشركات الدفاعية القضايا الرئيسية ذات الصلة بتطوير قطاع الصناعات الدفاعية، وذلك خلال اجتماعه نصف السنوي الذي عُقد في العاصمة أبو ظبي. وخلال إقامة مؤتمر أبو ظبي للأوفست (أديوك) ومعرض ومؤتمر الدفاع الدولي IDEX 2017، سلط مجلس الشركات الدفاعية الضوء على نجاحه في استقطاب المشاريع لدولة الإمارات، وذلك من خلال الدور الحيوي الذي يضطلع به والمتمثل بكونه منصة تجمع تحت مظلتها الشركات والمؤسسات المعنيّة بقطاع الدفاع.

ويعتبر مجلس الشركات الدفاعية جزءاً من مجلس التوازن الاقتصادي ويهدف إلى تنسيق وتسهيل المشاريع المشتركة ما بين متعاقدي الدفاع من دولة الإمارات ونظرائهم الدوليين وليساهم بالتالي في توسيع قطاع الصناعات الدفاعية. ويمثل أيضاً منصة لتسهيل الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتشييد منصات الدفاع وتكنولوجيا الأمن والعمل على تحقيق أهداف دولة الإمارات في مجال الدفاع.

وتتمثل إحدى نقاط القوة لمجلس الشركات الدفاعية في لجنة الإدارة المؤلفة من ست شركات تملك «توازن» Tawazun اثنتين منهما، بينما الشركات الأربع الأخرى وطنية. وتتألف اللجنة من أعضاء من القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية ومن مؤسسات بارزة مثل مجلس التوازن الاقتصادي وغرفة تجارة وصناعة أبو ظبي، الأمر الذي يجعل من هذا المجلس أحد أبرز هيئات الدفاع عالية الأهمية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة على حد سواء.

هذا، وحرص المجلس على تعزيز دور أعضائه والترويج لهم على الصعيد الدولي بهدف استشراف فرص العمل والاستثمارات المشتركة، وذلك من خلال التعاون ما بين مجلس الشركات الدفاعية الذي يمثل الشركات الإماراتية ومجلس متعاقدي الدفاع الذي يجتذب الشركات الدولية. وتسهم أواصر العلاقات الفاعلة بين هاتين المؤسستين في إبرام شراكات استراتيجية مهمة ما بين الشركات الإماراتية ونظيراتها الدولية تعود بقيمة كبيرة لعملية التنمية المنشودة في الدولة على المدى البعيد.

 ونجح مجلس الشركات الدفاعية خلال فترة قصيرة في تحقيق نموّ لافت من خلال الزيادة الكبيرة في عدد أعضائه من شركات متعاقدي الدفاع من القطاع الخاص، والبالغة 40 عضواً خلال فترة العامَيْن الماضيين. وأعلنت اللجنة عن قائمة الفعاليات التي تشارك بها هذا العام بدءاً من اجتماع مجلس الشركات الدفاعية الذي سيعقد دورته الخامسة في أيار/ مايو المقبل، على أن ينطلق الاجتماع السادس في تشرين الأول/ أكتوبر 2017. وإضافة إلى ذلك، يشارك المجلس في معرض DSEi 2017، الذي يعتبر من أبرز فعاليات الأمن القومي في المملكة المتحدة ويقام خلال الفترة ما بين 12 و 15 أيلول/ سبتمبر المقبل. ويعتزم المجلس خلال مشاركته في هذا الحدث في المملكة على التعريف بأعضائه والخدمات المتنوعة التي يقدمونها لشركات ومؤسسات الدفاع الدولية التي تتطلع إلى بناء جسور استراتيجية مع شركاء محتملين.

ويتيح المجلس لأعضائه العديد من المنافع من بينها تسهيل فرص الاستثمارات الأجنبية المباشرة وبناء تكنولوجيا الأمن والدفاع وتعزيز مهام المؤسسات التشريعية والترويج للشركات الأعضاء وتسويق خدماتها محلياً ودولياً ومساعدة الأعضاء بتخليص البضائع والخدمات الأمنية. وتتمثل أهم أولويات المجلس في ترجمة أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الدفاع وتحقيق التنوع الاقتصادي بعيداً عن النفط والغاز.

وأكد مطر الرميثي، الرئيس التنفيذي لوحدة التطوير الصناعي في مجلس التوازن الاقتصادي، معلقاً على أحدث إنجازات مجلس الشركات الدفاعية، «تبوأ مجلس التوازن الاقتصادي منذ تأسيسه في العام 1992 مركزاً متميزاً في تطوير وتنفيذ المشاريع التجارية الجديدة والمتنوعة على نحو لافت. ويحرص المجلس على مواءمة عملياته وسياساته مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال المساهمة في عملية التنويع الاقتصادي والاستدامة ونقل التكنولوجيا. ونتطلع إلى فتح آفاق جديدة أمام أعضاء المجلس من خلال الوصول إلى قاعدة أوسع لمجتمع الدفاع الدولي وإيجاد المنصات الاستراتيجية للتعريف بهؤلاء الأعضاء».

 شاركت AUSTAL بفعالية في معرض NAVDEX 2017 وتبدو في الصورة سفينة الدعم الفائقة السرعة «المبشر»
المعرض
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2017
رقم الصفحة
26

أخر المقالات