IDEF 2019: معرض تركي بامتياز

المترجم


يعتبر «المعرض الدولي للصناعة الدفاعية 2019» International Defence Industry Fair أو IDEF 2019، وهو واحد من المعارض الدولية الأربع الأكبر والأكثر أهمية في العالم، معرض تركي بامتياز، حيث شارك فيه 485 شركة تركية عارضة من أصل 1061 شركة شاركت في المعرض، أي بمعدل %46. وكبقية المعارض، مهّد IDEF الطريق للتعاون الدولي والإقليمي والوطني من خلال الوفود الرسمية، ورؤساء برامج المشتريات الدفاعية وأركان الصناعة الدفاعية للتلاقي تحت سقف واحد لإجراء المحادثات التجارية وتطوير الأعمال.

ويأتي المعرض هذا العام ضمن إطار نموّه التصاعدي حيث شارك فيه، كما ذكر أعلاه، 1061 عارضاً من 53 دولة، بما فيها إسرائيل، و 151 وفداً رسمياً من 70 دولة (بلغ عدد أفرادها 581 عضواً)، و 4 منظمات دولية، مقابل 820 شركة عارضة من 56 دولة و 133 وفداً رسمياً من 67 دولة (بلغ عدد أفرادها 537 عضواً) ومنظمتين دوليتين في دورته السابقة IDEF 2017. وهو بذلك يعتبر المعرض الأكبر في تاريخ IDEF منذ نشأته في العام 1993، ومنصة مهمة جداً لمراجعة وتفحص الأنشطة التعاونية بين الدول المرتبطة ببرامج تعاونية موسّعة في القطاع الدفاعي. واقتصرت المشاركة العربية على أربع دول هي لبنان، والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين. ومن حيث المشاركة الدولية حلّت الولايات المتحدة في الطليعة بعد تركيا بِـِ 128 شركة عارضة (لوحظ حضور متواضع لأباطرة الصناعة الدفاعية الأميركية، وموسّع للشركات الصغيرة والمتوسطة)، تبعها الصين بِـ 59 شركة، والمملكة المتحدة 57 شركة، وألمانيا 56 شركة، وفرنسا 42 شركة، وإيطاليا 26 شركة وجمهورية كوريا 24 شركة.
وإلى ذلك، حضر المعرض 396 محرراً دفاعياً جاؤوا من 26 دولة، واستضاف نحو 2200 لقاء لرجال الأعمال وفق جدول زمني محضر مُسبقاً. وتضمن المعرض 14 قاعة عرض، و 20 مكتباً لسلطات المشتريات الدفاعية التركية بغرض جمع الوفود الرسمية مع الشركات العارضة في لقاءات ثنائية، وشهد توقيع 60 عقداً دفاعياً، وانتشر على مساحة 120000 متر مربع. كما استضاف أيضاً 76010 زائرين نوعيين يأتي في طليعتهم رؤساء الدول والجمهوريات، وزراء الدفاع والأمن الداخلي، رؤساء الأركان العامة المشتركة، قادة القوات البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى رؤساء المشتريات الدفاعية والأمنية. وهو يثابر على تعزيز موقعه كنقطة لقاء مركزية مهمة في صياغة الاتفاقيات الثنائية، وكان الراعي البلاتيني لِـ IDEF 2019 شركة الإلكترونيات الدفاعية التركية «أسلسان» Aselsan.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجراها منظم المعرض «مؤسسة القوات المسلحة التركية TAFF مع الشركات العارضة والزوار التوجهات التالية: %99 من العارضين حازوا على ثقة الزوار؛ %98 من العارضين سيشاركون في الدورة المقبلة IDEF 2021 ؛ 93% من العارضين سيشجعون زملاءهم على حضور المعرض؛ %95 منهم عبّروا عن رضاهم عن سير أعمال المعرض؛ %99 من الزوار سيزورون المعرض في دورته التالية.
انعقد «المعرض الدولي للصناعة الدفاعية» IDEF 2019 في دورته الرابعة عشرة في مركز طييب للمعارض والمؤتمرات الدولية، الكائن في ضاحية West Marina لمدينة إسطنبول، في الفترة الممتدة من 30 نيسان/ أبريل ولغاية الثالث من أيار/ مايو، تحت رعاية رئيس الجمهورية التركية، واستضافته وزارة الدفاع الوطني التركية ونظّمته مؤسسة القوات المسلحة التركية TAFF، وهو يحتل الآن مركزاً مرموقاً في المعارض الصناعية الدفاعية في العالم كنتيجة حتمية لزيارته من قِبَل رؤساء ووفود المشتريات الدفاعية والأمنية من كل أنحاء العالم ويلعب دوراً مهماً في تحقيق أهداف الصناعة الدفاعية التركية وغيرها من الدول الصديقة والحليفة.
تأسس معرض IDEF في العام 1987 بتبرعات من قِبَل الشعب التركي، ويعمل مجلس أمانته تحت رعاية رئيس الجمهورية التركية ويتضمن: نائب رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، رئيس القوات المسلحة التركية ومؤسسة القوات المسلحة التركية. وهو يصنّف، من حيث الشركات العارضة والعمليات التجارية، المعرض الرابع في العالم من بعد DSEI، وEurosatoryو IDEX.
وشهدت الدورة الحالية دعماً مالياً ملحوظاً من قِبَل الحكومة التركية للشركات الصغيرة والمتوسطة في ما خص اشتراكهم في المعرض للمرة الأولى، وتخلل المعرض خلال فعالياته الأنشطة التالية:
- عرض أنشطة مشتريات الدفاع والأمن الداخلي في اليومين الثاني والثالث للمعرض.
- تنظيم محاضرات، وندوات وحلقات دراسية للمرة الأولى لمناقشة المواضيع المختلفة وبخاصة زيادة مساهمة IDEF في تطوير وتوطين الصناعة الدفاعية التركية.
- إنشاء قطاع موردي الأنظمة جنباً إلى جنب مع الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة بغية دعم تطلعات الشركات لتصبح من مورِّدي الأنظمة.
- تنظيم يوم مهني في اليوم الأخير للمعرض يجمع المتخرجين والتلامذة الجامعيين وغيرهم من الشباب الذين يفتشون عن فرص عمل في مجال الصناعة الدفاعية.
 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة للمعرض


أدت التطورات والتكنولوجيات التي شهدتها الصناعة الدفاعية التركية لصالح قواتها المسلحة، إلى بروز منتجات وخدمات قيد الطلب في الأسواق الدولية. وفي الوقت الراهن، وبغية ضمان استمرارية هذا الطلب، فإن برامج التعاون الدولي التي يوجدها معرض IDEF، كفيلة بتحسين موارد هذه الشركات في القطاع الدفاعي. وإلى ذلك، فإن تركيا قادرة على التعاون مع الدول الصديقة والحليفة لتلبية حاجات هذه الدول إضافة إلى حاجات القوات المسلحة التركية. وفي هذا السياق تقوم تركيا بتصدير العربات المدرعة، وأنظمة الدفاع الجوي، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، ومحاكيات التدريب، وزوارق حرس السواحل وأنظمة القيادة، والسيطرة، والاتصالات والبرمجيات للعديد من الدول حول العالم.
ومن حيث المبدأ، أصبحت الصناعة الدفاعية التركية نتيجةً للجهود الجبارة التي بذلها المقاولون الرئيسيون، ومقاولو الباطن، والشركات المتوسطة والصغيرة، ومعاهد الأبحاث، والجامعات، واحدة من القطاعات الأكثر أهمية في الجمهورية التركية، وصممت المنصات البرية والبحرية والجوية وغيرها من الأنظمة والأجهزة والصواريخ المكملة لها من قِبَل الشركات المحلية لتلبية حاجات قواتها المسلحة. ويتيح IDEF في هذا المجال للشركات الوطنية والدولية الترويج لأحدث منتجاتها وخدماتها في القطاعات الدفاعية والأمنية والفضائية.
وفي ظل الاقتصاديات الرائدة المتقدمة تكنولوجياً، تحتل صناعة الدفاع والجوفضاء موقعاً مهماً جداً في مجال تطوير منتجات متقدمة تكنولوجياً من خلال مقاربة مبتكرة نحو تأسيس بنية تحتية ضرورية لنمو وتطوير وتعزيز القوة العسكرية للدول.
وترى رابطة الصناعة الدفاعية والجوفضائية التركية، أنه عندما تذكر هذه الصناعة، فإنه لا يقصد بذلك الأنظمة التقليدية، بل على العكس من ذلك يقصد الصناعة التي تلامس كل أوجه الحياة من خلال تطوير تكنولوجيات ضمن نطاق واسع من الاستخدامات بدءاً بالصحة وانتهاءً بالاتصالات، أي الصناعة التي تنتج حلولاً لمشاكل الغد. فالدول في الوقت الراهن، لا ينحصر عملها في توفير أمن حدودها فحسب، ولكنها تطور أيضاً أنظمة جديدة وفريدة بغية حماية الموارد والقيم المختلفة على غرار الطاقة، والاقتصاد والاتصالات ضد التهديدات الناشئة في بيئات الحرب السيبرانية وبخاصة الأمن السيبراني. 
ولقد أصبحت هذه التطورات في عالم اليوم واحدة من الأنشطة الرئيسية في الصناعة الدفاعية. وترى الرابطة المنوّه بها أعلاه، أنه بغية تعزيز الصناعة الدفاعية، والجوفضائية، فإن الدول بحاجة إلى أسواق أكثر، وزبائن أكثر وأعمال مشتركة أكثر. وهناك الآن أربع شركات تركية ضمن الشركات المئة الأكبر في العالم، وكرابطة لمصدِّري الصناعة الدفاعية والجوفضائية، فإنها تضع التعاون مع الدول الصديقة والحليفة بدرجة أولوية لضمان استمرار الجهود إلى تطوير علاقاتها على أساس متين.
وتسعى شركات الصناعة الدفاعية التركية لتكون دائماً الأفضل في مجالات عملها، وهذا لا يتضمن المنتجات فحسب، بل يطال أيضاً خدمات الدعم اللوجستي ما بعد البيع التي تعتبر مهمة جداً للمحافظة على الجهوزية العملانية للمعدات، ولدى الرابطة خريطة طريق تركز فيها على أعمال البحث، والتطوير لضمان نجاح مستقبلي مستقر ومتوازن، وتعمل الرابطة يداً بيد مع المنظمات المختلفة في الجمهورية التركية وعلى وجه الخصوص مع رئاسة الصناعة الدفاعية، ووزارات الدفاع، والتجارة، والصناعة والتكنولوجيا كما تقوم بتطوير حلول مشتركة مع أعضائها وتشاطرهم في طلباتهم ومقترحاتهم مع الجهات المعنية ضمن إطار سعيها الدؤوب لتوفير حلول مشتركة.
في ظل التطورات والمتغيرات الاقتصادية، تلعب المعارض المتخصصة والمنظمة جيداً دوراً مهماً في إيجاد أسواق جديدة.
ساهم «المعرض الدولي للصناعة الدفاعية» IDEF بثبات منذ تأسيسه في تطوير الصناعة الدفاعية على مدى السنين إضافة إلى تقوية موقعه في العالم كإحدى الأنشطة الأكثر أهمية في المنطقة كنتيجة حتمية لكينونته المتطورة. وساهم «طييب» منذ إنشائه في العام 1979 أي الأربعين سنة المنصرمة، في تطوير الصناعة والتجارة من خلال استضافته أكثر من 361000 عارض من 125 دولة وأكثر من 60 مليون زائر من 211 دولة.
سيحتوي العدد القادم من مجلة «دفاع21» على ملف خاص عن الشركات الدفاعية التركية ومعروضاتها في IDEF 2019، 
إضافة إلى تقرير مفصّل حول مشاريع وبرامج «رئاسة الجمهورية التركية، رئاسة الصناعة الدفاعية» SSB.

المدن
الشركات
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2019
رقم الصفحة
16

أخر المقالات