AUSA 2018: الهيكلية الجديدة والأولويات
انعقد معرض «رابطة الجيش الأميركي 2018» Association of US Army (AUSA 2018) في الفترة الممتدة من 10 ولغاية 12 تشرين الأول/ أكتوبر، في مركز واشنطن للمعارضWashington Convention Center. شارك في المعرض نحو 960 شركة عارضة منها 700 شركة عرضت أحدث منتجاتها، وتوزعت نسبة كبيرة من هذه الشركات على خمسة أجنحة متخصصة (جناح عضويةAUSA، جناح المحاربين القدامى فيAUSA، جناح الجهوزية القتالية فيAUSA، جناح المعيَّنين الجدد فيAUSA وجناح الشركات الصغيرة)، وعشرة أجنحة دولية: الأسترالي، الفرنسي، الألماني، اليوناني، الإسرائيلي، الياباني، الكوري، النروجي، البولندي والسويسري.
وكان شعار «رابطة الجيش الأميركي» AUSA لهذا العام «جاهز الآن، أكثر فتكاً غداً»، ويعتبر المعرض أيضاً الأكبر حجماً منذ العام 2012 من حيث عدد الشركات العارضة، والمعروضات والزوار الذين بلغ عددهم نحو 30.000 زائر نوعي. ومن ضمن المعروضات كان هناك الكثير من المعدات والمنصات القتالية الثقيلة التي لم يشهدها أي معرض في غضون السنوات العديدة الماضية. وكان هناك أيضاً شعور متجدد في الإثارة من قِبَل العارضين عقب إعادة إنشاء قيادة مستقبليات الجيشArmy Futures Command في مدينة أوستن، ولاية تكساس.
في الواقع أنشئت هذه القيادة بعد دراسة مستفيضة من قِبَل القيادات العليا في الجيش. وإلى ذلك، وافقت هذه القيادات وبصورة رسمية على وضع ستة مشاريع أو أولويات التي هي في الواقع ثماني أولويات: الرمايات البعيدة الدقيقة، عربة قتال أرضية، منصة أو طوافة الرفع العامودي المستقبلية، الدفاع الجوي والصاروخي، قدرة الفتك للجندي، شبكة اتصالات غير قابلة للخرق إضافة إلى حلول تحديد الموقع والملاحة والتوقيت وبيئة التدريب المركب. ومن الطبيعي أن تتضمن هذه الأولويات الأنظمة والأجهزة ذات الصلة.
وتعتبر قيادة مستقبليات الجيش، من دون أدنى شك، هيكلية الجيش الأكثر أهمية منذ العام 1973 وهي تشير إلى مقاربات جديدة، وسياسات جديدة ونماذج من القيادات الجديدة لتطوير قدرات الجيش التي يحتاجها للانتصار في حروب اليوم والغد. وكعادته كان الجيش الأميركي منفتحاً على تطوير الأعمال من خلال رؤساء هذه الأولويات أو الفِرَق الثمانية المتخصصة والمتقاطعة من حيث الوظائف، كان لديها الفرصة للاتصال بالزوار من خلال إجراءات واضحة، كما كان متوافراً لمتعاقدي الدفاع إجراءات واضحة جداً للدخول في أنشطة تحديث معدات الجيش الأميركي. وبالتالي فإن الهيكلية التي أرساها الجيش الأميركي لدعم أولويات التحديث كانت أكثر وضوحاً للأعمال المجدية وغيرها.
وبحسب الجنرال المتقاعد كارتر هام رئيسAUSA، فإن الجيش الأميركي أدرك بأن ممارساته السابقة كانت تفتقر إلى السرعة والابتكار في ميدنة المعدات العسكرية بسرعة أكبر وكلفة أفضل.
وفي الوقت الذي ركز فيه المحاضرون في المؤتمرات والمنتديات التي عقدت خلال فعالياتAUSA 2018، على الموضوعات التقليدية الكلاسيكية، تناول كيرستين نيلسون، في خطابه الرئيسي حول دور الجيش المتعاظم في أعمال الإغاثة التي نفذها عقب الإعصار ماريا الذي ضرب بورتوريكو العام الماضي، وكان من الطبيعي أن تشمل عروض الصناعة الدفاعية المنتجات، والخدمات الخاصة بالجيش وكذلك العروض الأمنية للأجهزة الأمنية داخل وزارة الداخلية الأميركية.
ومن المفيد ذكره، شهد تمويل الجيش وبدعم من مجلس الشيوخ زيادة دراماتيكية في ميزانيته الدفاعية، وهذا ما سمح بتحسين جهوزيته القتالية عبر ما يسمى بِـ «القوة الشاملة». وأفضى أيضاً للمرة الأولى بعد سنين عديدة إلى إيجاد طريقة تسمح بتحسينات تدريجية في الأسلحة والمعدات المتوافرة وفي الوقت عينه إعطاء العمل الأرضي الدعم الذي يحتاجه في المستقبل.
وفي الصورة العامة، يسعى الجيش الأميركي، أثناء مواجهة التحديات الأمنية، إلى المحافظة على موقعه كأكبر قوة برية في العالم، وهو يستعين بالتكنولوجيا المتقدمة لتحقيق تفوق نوعي على أعداء محتملين، مع التسليم أن أسلحة الحرب تتطور بسرعة وفي بعض الحالات أكثر مما نتوقعه، وبالتالي، فإن برامج المشتريات يجب أن تكون مرنة وواعدة لمواكبة التطور الضروري للسيطرة على التهديدات المستقبلية.
وبحسب هام: «إنه تصور مشجع أن تدرك بأن الجيش الأميركي كان هنا في ما مضى وتصدى لتحديات المستقبل الغامضة وانتصر عليها».
وسط عمليات الهيكلة والأولويات وتغييرات لعبة الحرب، يبقى الجنود القوة الثابتة للجيش الأميركي. فالجنود وبمختلف تشكيلاتهم سواء كانوا في الجيش النظامي، والحرس الوطني والاحتياط مدعومين من قبل عائلاتهم والجيش المدني الملحق بهم سيقودون الجيش خلال هذا التغيير العظيم.
وإلى ذلك، فالجنود المتفانون في خدمة وطنهم، والأكفاء جسدياً ومعنوياً سيحافظون على جيش أميركا القوي!.^