طوافات مكافحة الحرائق: توجه مستقبلي نحو المسيّرات

تسببت مواسم الحرائق الأخيرة في خسائر فادحة في بلدان من عدة مناطق. تلعب الطوافات دوراً رئيسياً في مكافحة الحرائق، حيث مكّن التقدم في معدات المنصات من توصيل كميات أكبر من المياه والعمل لفترات أطول، بما في ذلك في الليل.

التطورات التقنية

يتم تحسين معدات مكافحة الحرائق عاماً بعد عام، من خلال التحسينات في التكنولوجيات جنباً إلى جنب مع التقدم في المقاربة الإدارية المعتمدة عند معالجة الحرائق. ومن وجهة نظر شركة «هليتاك» Helitak، أشار «بلاندل» إلى تطوير خزانات خارجية ثابتة ذات طاقة استيعاب كبيرة للطائرات مثل «بلاك هوك» و«شينوك» Blackhawk and Chinook. توفر هذه الأنظمة كيس مياه قابل للتوسيع يتم سحبه عند عدم استخدامه، ما يوفر طاقة أكبر للمياه وإسقاطها عبر أبواب توصيل أكبر من دون الحاجة إلى أية تعديلات كبيرة على الطوافات. كما توفر التطورات التقنية في هذا القطاع للمشغلين إمكانية الوصول إلى مستويات جديدة من البيانات المتاحة. سلط «بلاندل» الضوء على إطلاق نظام التحكم القابل للبرمجة ووضع الخرائط الحية ‏Live Mapping الخاص بالشركة، والذي يشتمل على بيانات معلومات عن الخزان معبئاً عن بعد وتسجيل عمليات جمع المياه وتسليمها، إلى جانب إعداد تقارير مستندة إلى السحابة عن عمليات الخزان من القاعدة الرئيسية. «يعطي هذا النظام للمشغل نظرة عامة حية حول «ماذا وأين» يتم إخماد الحرائق والتقارير التشغيلية لتحليل أنظمة الخزانات»، بحسب ما قال بلاندل. ويوافق «مايكل باول» Michael Powell، رئيس شركة ‏Isolair Helicopter Systems، على أن موسم الحرائق يصبح أطول وأكثر صعوبة كل عام. وعلى سبيل المثال، بدأ موسم الحرائق في أستراليا قبل شهرين من الموعد المعتاد. وقد خلق هذا فترة مزدحمة للغاية للشركة، التي تنتج الخزانات منذ ما يقرب من 30 عاماً. تقوم شركة Isolair بتصنيع الخزانات لمجموعة من الطوافات من مختلف مصنعي المعدات الأصلية وتعمل في عدد من الأسواق حول العالم، بما في ذلك فرنسا، والبرتغال، وإسبانيا ومؤخراً الصين. «ويتجلى أكبر دافع الآن للعملاء في تعقب نظام تحديد الموقع العالمي GPS وتحديد المواقع على الخرائط»، بحسب ما أخبر باول لشفيرد. وقال إن خدمة الغابات الأميركية والمشغلين الآخرين يريدون معرفة مكان جمع المياه، وأين ستسقط، وكميتها. وأضاف: «هناك عدد قليل من الشركات التي تقوم بذلك الآن - إنه أمر بسيط للغاية».

قدرات متفاوتة

تنشط فئات وأحجام مختلفة من الطوافات في مجال مكافحة الحرائق، مع اختلاف متطلبات المعدات. وقال بلاندل إن الطائرات الخفيفة لديها طاقة حمولة تراوح بين 850 و1250 ليتراً، ويمكن لنظيراتها الثقيلة أن تحمل أكثر من 2800 ليتراً. على الرغم من أن المنصات المتوسطة التي تحمل ما بين 1,250 و2800 ليتر من المياه قد تكون الأكثر استخداماً في جميع أنحاء العالم، إلا أن الطائرات العمودية الثقيلة لديها طاقة مياه أكبر، وفي بعض الحالات، توفر قدرات متعددة الأغراض لنقل البضائع والحمولات. ويمكن للطوافات الأكبر حجماً أيضاً تقديم الدعم الطبي وأعمال الإخلاء بالتزامن مع مكافحة الحرائق من الجو، وفقاً لِـ«بلاندل». وقال إن بعض الحرائق تتطلب توصيل الحد الأقصى من المياه في أقصر وقت ممكن، لكنه أشار إلى أن ذلك يأتي بثمن: تشغيل الطائرات الأكبر حجماً والأكثر كلفة، ما يؤدي إلى ارتفاع كلفة الليتر الذي يتم تسليمه. وأوضح «بلاندل» أن «الطائرات الأصغر حجماً لها أيضاً مكان مهم في ظروف معينة، خاصة إذا كان هناك مسافة كبيرة من مصدر تجميع المياه. إن استخدام أعداد أكبر من الطوافات الأصغر حجماً للإخماد الأولي، مع توصيل المياه بشكل أكثر اتساقاً بينما تعود طائرات أخرى للتزود بالوقود، يمكن أن يؤدي إلى نتيجة أفضل من «حريق الغابات الذي يجمع الزخم ويستمر في الاشتعال بينما تكون الطائرة الأكبر حجماً بعيدة عن مكان الحريق بحثاً عن المياه».

تحتوي كل طوافة S-70i Firehawk على خزان مياه تبلغ سعته 3,785 ليتراً، وأنبوب تنفس قابل للسحب، ومعدات هبوط موسعة لتوفير الخلوص الأرضي للخزان، ورافعة إنقاذ خارجية كهربائية
وافقت إدارة LACoFD على تسليم طوافتين من طراز S-70i في كانون الأول/ديسمبر 2017، والتي يتم تعديلها حالياً لإعداد Firehawk. إضافة إلى ذلك، وقّعت سيكورسكي عقوداً لتزويد إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا CAL FIRE وإدارة سان دييغو للإنقاذ من النيران San Diego Fire-Rescue.
مكافحة الحرائق

ويوجد عدد من الطوافات المخصصة لأعمال مكافحة الحرائق بشكل خاص. وتشمل هذه الطوافات Sikorsky S-70 Firehawk،‏ والتي تم تطويرها للعمل مع إدارة إطفاء الحريق في مقاطعة لوس أنجلوس LACoFD في أعقاب الحرائق المدمرة التي حصلت في العام 1993. وقالت جانيت إيتون Jeanette Eaton، نائبة الرئيس الإقليمي لكندا والولايات المتحدة في سيكورسكي Sikorsky، وهي شركة تابعة لِـ «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin: «إن المطلب كان عبارة عن طوافة متعددة المهام يمكنها مكافحة حرائق البراري بقوة، وتوصيل كميات كبيرة من المياه بشكل موثوق إلى أي جزء من تضاريس كاليفورنيا المتنوعة، والقيام بذلك في ظروف بيئية قاسية». تعتمد الطوافة الأصلية على طراز UH-60L، وهي من الجيل الثاني من طوافات «بلاك هوك»، وهي مجهزة من قبل LACoFD‏ بنظام جوي لمكافحة الحرائق. تم تعديل المنصة لعمليات الطيار الأحادي، في حين تم تجهيز الطائرات الحالية أيضاً بتصميم داخلي للأعمال الطبية. وأضافت إيتون: «لقد طورت إدارة LACoFD فن مكافحة الحرائق من الجو بشكل كبير في العقدين الأولين من هذا القرن. مع تزايد حدة حرائق الغابات، وامتداد موسم الحرائق على مدار العام تقريباً، تتطلع وكالات مكافحة الحرائق في جميع أنحاء كاليفورنيا إلى استنساخ أو اعتماد نجاحات إدارة LACoFD». تعمل Sikorsky مع United Rotorcraft، وهي قسم من Air Methods، على تقديم طرز جديدة من Firehawk تستند على الجيل الثالث من طوافات S-70i Black Hawk. وافقت إدارة LACoFD على تسليم طوافتين من طراز ‏S-70i في كانون الأول/ديسمبر 2017، والتي يتم تعديلها حالياً لإعداد Firehawk.‏ إضافة إلى ذلك، وقّعت سيكورسكي عقوداً لتزويد إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا CAL FIRE وإدارة سان دييغو للإنقاذ من النيران ‏San Diego Fire-Rescue. وقامت الشركة المصنعة للمعدات الأصلية بتسليم S-70i إلى الأخيرة في حزيران/ يونيو 2018، والتي تم تعديلها بواسطة ‏United Rotorcraft في العام 2019. وقد طلبت‏ CAL FIRE خمس طوافات «بلاك هوك»، حيث تخضع حالياً أول طوافة لعملية تحويل إلى Firehawk.‏ تحتوي كل طائرة Firehawk، أعيد إعدادها من قِبَل United Rotorcraft، على خزان مياه تبلغ سعته 3,785 ليتراً، وأنبوب تنفس قابل للسحب، ومعدات هبوط موسعة لتوفير الخلوص الأرضي للخزان، ورافعة إنقاذ خارجية كهربائية. يقوم الأنبوب القابل للسحب بضخ الماء إلى الخزان بمهلة 60 ثانية أثناء تحليق الطائرة فوق مصادر المياه - قد يكون بركة، أو نهراً أو بحيرة، أو حتى خزان مياه نقال. يمكن أيضاً ملء خزان الطوافة أثناء وجودها على الأرض. وأشارت إيتون إلى أهمية عملية الهبوط، قائلةً إنه يمكن تعديله من حيث الكمية أو التركيز، اعتماداً على مصدر الوقود وخصائص الحريق، ولتجنب الخطر المحتمل على الأطقم الأرضية. تم تجهيز مقصورة الطوافة بما يصل إلى 12 مقعداً قابلة لإعادة إعدادها لرجال الإطفاء وأفراد الطاقم أو اثنين من المحفات والفريق الطبي. وقالت إيتون إن الجيل الجديد من Firehawk يشتمل على محركات «جنرال إلكتريك» 1700-701D أكثر قوة وشفرات عريضة لزيادة قدرة الرفع. تتولى قمرة القيادة الرقمية المتقدمة العديد من وظائف الطيران للطائرة، ما يسمح للطيار ببرمجة المهمة مسبقاً وإدارتها خلال ضوابط الرحلة مثل السرعة، ودقة التحليق، والاتجاه والارتفاع حسب الحاجة. وتشمل التطورات الأخرى إلكترونيات الطيران القادرة على الرؤية الليلية، وخريطة رقمية متحركة، ونظام تجنب التضاريس والعوائق، ونظام متكامل لإدارة سلامة المرحلة الجوية، ومسجل بيانات الطيران، ونظام التحكم بالاهتزازات، وهيكل طائرة أقوى مع مقاومة أكبر للتآكل. وقالت إيتون إن شركة Kawak ‏ Aviation تقوم بتصميم خزان مياه من الجيل التالي «للاستفادة من الأداء المتزايد لطوافة S-70i، وتحديداً قدرتها على المناورة». سيتضمن هذا الخزان الجديد عدداً من التحسينات، بما في ذلك أنبوب التنفس القابل للضخ الذي يمكنه ملء الخزان في أقل من 60 ثانية وشاشة عرض رقمية لحالة الخزان ولوحات التحكم. وقالت إنه يتم أيضاً تطوير نظام تدفق متكامل لمنع التلوث المتبادل للأنواع الغازية بين مصادر المياه. قامت LACoFD وSikorsky بتقييم العديد من خيارات خزان المياه، بما في ذلك الخزان الداخلي والخزان الخارجي القابل للإعداد. ومع ذلك، فقد حددت الخدمة خزاناً خارجياً تحت بطن الطوافة لأغراض سلامة الطائرة، وكفاءة تساقط المياه، والقدرة على استخدام الطائرة في إعداد متعدد الأدوار، بحسب ما قالت إيتون.

تركز طوافات  Bell 407 على إخماد الحرائق في الأطراف أو الإطفاء الأولي
تجارب متنوعة

تستخدم LACoFD طوافات Firehawk الخاصة بها في أغلب الأحيان لإدخال رجال الإطفاء المجهزين بالمناشير والأدوات اليدوية الأخرى إلى حافة خط النار ثم مساعدتهم من الجو. «بينما يقوم رجال الإطفاء بإخماد الحرائق على الأطراف، تحلق طوافة Firehawk إلى أقرب مصدر للمياه وتعود بسرعة عالية إلى مكان الحريق بكامل طاقتها، التي غالباً ما تكون على سبيل المثال لا الحصر 125 كيلو طن». بحسب ما قالت إيتون التي أضافت: «إن القدرة على الطيران على ارتفاع منخفض، بالقرب من جوانب الأودية أو المباني، تعني أنه يتم إسقاط الماء بدقة وقوة كبيرتين. والنتيجة هي خفض حدة النيران حتى يتمكن رجال الإطفاء على الأرض من التقدم». يعد الحصول على كميات كبيرة من الماء وحملها وإسقاطها على النار بشكل متكرر أمراً شديد التطلب، لكن Firehawk ‏ قادرة على استيعاب الضغوط الهائلة من دون أية أضرار تذكر. «على الرغم من أنها مجهزة لمكافحة الحرائق، إلا أن طائرات Firehawk التابعة لـ LACoFD تنفق عادةً %20 فقط من الوقت في محاربة الحريق» بحسب ما أضافته إيتون. وغالباً ما تستخدم الطائرات في عمليات الإخلاء الطبي ومهام البحث والإنقاذ. إن رفع الأشخاص من الوديان والجروف الصخرية مهمة ليست نادرة، أو رفع حصان تقطعت به السبل من الوادي عبر خطاف الحمولة الذي يبلغ وزنه 4082 كلغ مع إزالة خزان البطن. عندما يتحول الحريق إلى حريق هائل عبر عدة كيلومترات، يمكن استخدام مقاربة أكثر تكتيكية. خلال «حريق وولسي» Woolsey Fire الذي حصل في أواسط تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، والذي التهم 40,470 هكتاراً وأكثر من 670 مبنى على مدار أسبوعين، استخدمت أطقم العمليات الجوية في LACOFD طوافاتها الثلاثة من طراز Firehawk. ‏ وقال مايك ساغيلي Mike Sagely، أحد كبار الطيارين في LACOFD، لشفيرد: «بدا الحريق من الجو ليلاً، وكأنه عالم يقترب من نهايته». باختيار المباني والمنازل كأهداف بالصدفة تقع على الأرض. وأضاف ساغيلي إنه وعضوي الطاقم الآخرين، مراقب السلامة والمسعف، حاولوا حماية وإنقاذ أكبر عدد ممكن من المنازل. أسقطت الطائرة العمودية الماء لمدة 40 ساعة من أول 48 ساعة. وأوضح ساغيلي أن الطاقم أعاد تعبئة خزان البطن عدة مرات أثناء التحليق على ارتفاع بضعة أقدام فوق برك السباحة السكنية. كما سلط الضوء على أشغال عمال الصيانة الذين عملوا على ضمان قدرة أطقم الطائرات على العمل لمدة إجمالية تبلغ 110 ساعات خلال الأيام الأربعة الأولى. «لقد أخمدنا الحرائق بضراوة شديدة لأن طائرات Firehawk قادرة، بكل بساطة، على القيام بذلك». وقال إن هذه الطائرات تحبها بشكل أفضل عندما تحلق طوال الوقت.

منصات مختلفة

استخدمت جميع منصات بيل 407 و412 و429 في عمليات مكافحة الحرائق، بحسب ما أكد كارل كرينشو Carl Crenshaw، مدير حلول العملاء لِـ «مصنعي المعدات الأصلية» OEM في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، تركز طوافات Bell 407‏ التي تستخدمها شركة Sarasota Police & Fire في ساراسوتا بولاية فلوريدا، على إخماد الحرائق على الأطراف أو الإطفاء الأولي، في حين أن هناك بعض العملاء من القطاع العام الذين يستخدمون Bell 429 لمهام البحث والإنقاذ أثناء مهام مكافحة النيران. وقال كرينشو إن الطوافة 525 الجديدة للشركة ستوفر أيضاً مزايا لمكافحة الحرائق من خلال «قدراتها على الطيران عبر الأسلاك التي تخفض من عبء العمل على الطيار»، إلى جانب المنافع التي توفرها قدرة الرفع للطائرة وغيرها من التكنولوجيات. باستطاعة Bell دمج معدات مكافحة الحرائق المطلوبة في الطوافة، بدءاً من أنظمة رسم الخرائط والواقعية المعززة وحتى أنظمة الكاميرات متعددة الاستشعار. وقال كرينشو: «تصمم شركة بيل الطائرات لتلبية أية متطلبات للمهمة ويتم أخذ جميع المهام في الاعتبار أثناء التصميم الأولي». وبالعودة إلى مستقبل المعدات الملازمة للمنصات، أشار إلى التطورات في الكاميرات وغيرها من التقنيات الموجودة على متن الطوافة، والتي قال إنها «ستسمح بإدارة واستجابة أفضل لمكافحة الحرائق، وخفض المخاطر وتحسين جميع الكفايات الأخرى». وقال جوزيف بابتيست Joseph Baptiste، خبير تسويق مهام العمل الجوي في شركة «إيرباص» Airbus، إن لدى Airbus Helicopters أيضاً مجموعة من المنصات ذات التطبيقات في سوق مكافحة الحرائق، بما في ذلك H125، وH145، وH215 وH225 الجديدة. يمكن تجهيز الطوافات بمجموعة واسعة من المعدات لمكافحة الحرائق، على غرار الدلو «بامبي» SEI Industries Bambi.

التطورات المستقبلية

وقال بابتيست إن مواسم الحرائق الأخيرة كانت مصدر قلق كبير، ليس فقط في المناطق التي تتأثر فيها بانتظام، ولكن أيضاً في البلدان التي لا تحدث فيها الحرائق بشكل شائع. ويتطور القطاع في عدة اتجاهات. وعلى سبيل المثال، قال بابتيست: «لا تزال معظم الحرائق اليوم حول العالم يتم تنفيذها في النهار، ومن الواضح أن الحرائق تستمر أثناء الليل». يوفر العمل في الظلام تحديات منخفضة الرؤية للطيارين. إن تحسين معدات الإلمام بالوضع وظهور قمرة القيادة الزجاجية قطع شوطاً طويلاً في مواجهة هذه الصعوبات أثناء المهام الليلية. يتم تكييف منصات Airbus بشكل متزايد لاستخدام مناظير الرؤية الليلية NVG وتكنولوجيا تجنب الاصطدام، بحسب ما قال بابتيست، «الأمور تتطور بسرعة كبيرة. نحن نعلم أن أجهزتنا تستخدم ليلاً في مهام مختلفة، ونعتقد أنها تتكيف بشكل جيد مع ذلك». هناك عدد كبير من العاملين في مجال مكافحة الحرائق. على سبيل المثال، توفر شركة Columbia Helicopters خدمات جوية لمكافحة الحرائق، إلى جانب عدد من الأنشطة الأخرى، على غرار خدمات تأجير الطوافات وخدمات الرفع الثقيلة. وسلط سانتياغو كريسبو Santiago Crespo، نائب الرئيس لتطوير الأعمال والتسويق بالشركة، الضوء على التقدم التكنولوجي الذي من شأنه تحسين الإلمام بالوضع والسلامة والموثوقية، مضيفاً أن استخدام تقنية الرؤية الليلية يعمل على إطالة فترة مكافحة الحرائق ليلاً. أشار كريسبو إلى أن المشغل يمكنه «الاتصال عند الحاجة» بحسب عقد أبرم مع CAL FIRE ،‏ يتضمن الحريق الكبير في Camp Fire الذي حصل في العام 2018 وهو الحريق الأكثر ضرراً في تاريخ كاليفورنيا. وأضاف إن الولاية «تضررت بشدة من حرائق الغابات في السنوات القليلة الماضية». وأخبر كريسبو شيبارد أن المعدات المستخدمة في أنشطة مكافحة الحرائق «تتطور باستمرار من حيث المتانة والوزن والملاءمة». لدى Columbia Helicopters ثلاثة أنواع من طائرات الأجنحة الدوارة التي تستخدمها لهذا التطبيق: إن نموذج Columbia Model 107-II Vertol ،‏ يحمل دلو‏SEI Powerfill Torrentula Bambi سعة 4,920 ليتراً؛ ونموذج كولومبيا موديل 234 شينوك، والذي يمكنه حمل دلو Bambi مماثل بسعة أكبر تبلغ 9840 ليتراً؛ وطائرة كولومبيا CH-47D Chinook، المجهزة بخزان داخلي لنظام Simplex Fire Attack System‏ بسعة 10600 ليتر. وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع «باول» Powell أن تلعب الطائرات من دون طيار دوراً متزايداً في هذا القطاع. وقال إن المسيرات أصبحت بالفعل «جزءاً كبيراً من إدارة الحرائق»، لكنه يعتقد أنه من المرجح أن يتوسع هذا، مع استخدام منصات أكبر لمكافحة الحرائق.

لدى Airbus Helicopters أيضاً مجموعة من المنصات ذات التطبيقات في سوق مكافحة الحرائق، بما في ذلك H125، وH145، وH215 وH225 الجديدة. ويبدو في الصورة الطوافة H125

وقال «باول»: «إنني أتطلع الآن إلى سوق المسيرات باعتبارها الشيء الكبير التالي في غضون سنوات قليلة». «اليوم، يتم استخدامها للمساعدة في تحديد مواقع الحرائق وإدارتها، ولكن في يوم من الأيام، ستُسقط مسيرات كبيرة المياه على النيران ليلاً». وينظر عدد من الشركات العاملة في هذا القطاع إلى هذا الجانب من مكافحة الحرائق ليلاً - والمعدات اللازمة لجعل ذلك ممكناً - باعتباره مجالاً ذا أهمية خاصة في السنوات المقبلة، حيث تسمح بعض البلدان اعتماد ذلك على نطاق أكبر من غيرها. ويتوقع «باول» أن يصبح هذا توجهاً متزايداً. وقال: «إن مكافحة الحرائق ليلاً تكون مثمرة». وأضاف، «درجات الحرارة أكثر برودة، وعادة ما تكون الرياح أقل سرعة ولا يوجد أشخاص في الجوار في حالة قلق». وقال «بلونديل» إن شركة «هيليتاك» تأمل أنه بعد عامين من مواسم الحرائق الكارثية والخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد وتدمير الأصول، ستستمر إدارة الغابات في التحسن في البلدان في جميع أنحاء العالم. وخلص إلى القول: «بالتزامن مع زيادة العقود الجوية الكبيرة، سيساعد هذا في مكافحة الدمار الذي حدث مؤخراً».

طائرة كولومبيا Chinook CH-47D
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2023
رقم الصفحة
26

أخر المقالات