طائرة التدريب المتقدم Red Hawk في المرحلة النهائية لإجراء التجارب
تخطت «طائرة التدريب المتقدم» T-7A Red Hawk الجديدة من شركة «بوينغ» Boeing عائقاً كبيراً في حزيران/يونيو الماضي عبر دخولها «تجارب الانتقال على أرض المطار» taxi trials. وكانت شركة Boeing، منذ فترة، تختبر تحليق طائرتين نفاثتين تمثلان إنتاجها من هذه الطائرات التدريبية، وقد راكمت نحو 500 ساعة طيران وتأكدت من صلاحية قرابة 8,000 نقطة بيانات من خلالهما، لكن اختبارات الانتقال على أرض المطار يؤذِن للمرة الأولى بأنّ طائرة تدريب الطيّارين المتقدمة قد أصبحت متكاملة القدرات وهي الآن مهيّأة للانتقال بقوتها الذاتية. وتبع ذلك تجارب مماثلة على سرعات متزايدة، ما يُدلّل على أن التحليق الأولي لهذه الطائرة التدريبية بات وشيكاً، ربما في وقت لاحق من هذا الصيف.
والطائرتان المشاركتان في هذه التجارب هما من نوع APT2، وهي التجارب الأولى لخمس منصات للتطوير الهندسي والصناعي التي تُبنَى لصالح «سلاح الجو الأميركي». وقد حلّق بهما اثنان من طيّاري Boeing، من بينهم ستيفن شميدت Steven Schmidt طيّار الاختبار الرئيسي لطائرة T-7 في القمرة الأمامية. وقد أكد الاختبار الأولي بنجاح صلاحية وظائف المناولة الأرضية.
وتعمل شركة Boeing مع سلاح الجو الأميركي حالياً لحل مسائل تتعلق بطائرة T-7A التي أثارها تقرير «مكتب المساءلة» التابع للحكومة الأميركية. والمجال الرئيسي الذي اشتملت عليه هذه المسائل هو «نظام إخراج الطيّار» (pilot extraction system). فطائرة T-7 هي المنصة الأولى التي تحتضن مقعد القذف ACES 5 من الجيل التالي من صنع شركة «كولينز ايروسبايس» Collins Aerospace التي صمّمته لتلبية مجموعة واسعة من «قياسات الجسم البشري» (anthropometric). وتُغطي أوزان الطيّارين بين 48 و 132 كيلوغراماً. وقد أثار مدى الوزن الأكثر، خصوصاً عند حدّه الأدنى، بعض الهواجس إزاء مدى شدّة أو حدّة انفصال الطيّار عن المقعد، لكن ثمة حلول قيد التطوير في هذا المجال. ويبدو أن المهندسين قد حلّوا مشكلة أخرى باستخدام نظام تهشيم القبّة الزجاجية لقمرة الطيّار انفجارياً، وقد أُجريت اختبارات ناجحة في هذا الشأن خلال شهر شباط/فبراير الماضي.
وفازت شركة Boeing وشريكها الصناعي «ساب» Saab بعقدٍ لتزويد 346 طائرة تدريب من نوع T-7A لكي تستبدل الطائرات المتقادمة Northrop T-38 Talon بموجب «برنامج التدريب المتقدم للطيّار» التابع لـ «سلاح الجو الأميركي»، إضافة إلى 5 طائرات EMD لصالح اختبارات «سلاح الجو».
ويضم العقد حزمة تدريب شاملة مستندة أرضاً، مع 46 جهاز محاكاة صُممت بتقنية العرض الضوئي الصوري بدقّة استبانة 8k للأوضاع التدريبية التي تتطلب تعريفاً مرئياً عالياً، على غرار محاكاة انتقال الاشتباكات الجوية من موقع يتعدى مدى خط النظر (الرادار) إلى ما يقع ضمن نطاق خط النظر.
ومن شأن نظام T-7، بما في ذلك التدريب على متن الطائرة والآخر الأرضي، أن يُوفر قدرة «كبسة زر واحدة»، حيث بالإمكان أن تنطبق برامج تحديث أية برمجيات على كامل النظام. إنها «قدرة حيّة-افتراضية-بنّاء» (LVC) كاملة مع إمكانية أن يُنتج المدرّب في القمرة الخلفية سيناريوهات محاكاة لصالح الطالب في المقعد الأمامي خلال الطيران. وتعمل شركة Boeing على قدرة «الواقعية المعززة» (AR) حيث يمكن، على سبيل المثال، رؤية هدف جوي أو أرضي محاكى مولّد في النظام أيضاً «خارج النافذة» بواسطة خوذة شاشة «واقعية معزّزة» رأسية.
وتؤكّد شركة Boeing أنّ الطائرة التدريبية T-7 تستقطب الكثير من الاهتمام وسط العملاء الدوليين، وأن هذا الطراز يمكن تعديله وتكييفه لأداء عددٍ من الأدوار الأخرى، على غرار الطائرات المخصصة لمحاكاة طائرات العدو ومنصات الهجوم الخفيف. ومع ذلك فإن الشركة في هذه الأثناء «تُركّز على تسليم هذه الطائرة التدريبية المتقدمة إلى سلاح الجو الأميركي».