ثاني اختبار حي ناجح لمستشعر الدفاع الجوي والصاروخي ذي المستوى الأدنى LTAMDS من “ريثيون” التابعة لشركة “آر تي أكس” رصد وتعقب واعتراض صاروخ باليستي تكتيكي
أكملت “ريثيون” Raytheon، التابعة لشركة “آر تي أكس” RTX، اختباراً حياً ناجحاً جديداً لمستشعر الدفاع الجوي والصاروخي ذي المستوى الأدنى (LTAMDS) المتقدم والذي يعمل بزاوية 360 درجة. ويُعدّ هذا الاختبار الأحدث ضمن سلسلة من الاختبارات الناجحة، حيث جاء عقب اختبار حي لصاروخ كروز واختبار التحقق من المقاول الذي تم الانتهاء منه مؤخراً. وأثبتت جميع النجاحات أداء الرادار وتقدمه من خلال اختبارات التطور. وفي فعالية الاختبار هذه التي أُجريت في ديسمبر 2023 بالتعاون مع الجيش الأمريكي، تم إطلاق بديل للصاروخ الباليستي التكتيكي وهو يحلق في مسارٍ يشكل تهديداً. ونجح LTAMDS في تحديد الهدف وتتبعه، وتم تمرير بيانات مساره إلى نظام قيادة المعركة المتكامل (IBCS) لإصدار أمر الإطلاق، ومن ثم قام رادار LTAMDS بتوجيه صاروخ PAC-3 لاعتراضه. وقال العقيد في الجيش الأمريكي جيسون تيت، مدير مشروع STARE في مكتب البرامج التنفيذية للصواريخ والفضاء: “في كل اختبار، نضع الرادار في مواجهة التهديدات الفعلية التي قد تواجهها قواتنا في ساحة المعركة. ومع كل نجاح نحققه، نشهد تحسناً في قدرة هذا الرادار التحويلي. تمثّل هدفنا منذ البداية بتصميم رادار من الجيل التالي قادر على تجاوز كامل نطاق التهديدات الحالية والمستقبلية - وسنحقق هذا الهدف مع LTAMDS”. يشكّل رادار الدفاع الجوي والصاروخي ذو المستوى الأدنى (LTAMDS) الجيل القادم من رادار الدفاع الجوي والصاروخي للجيش الأمريكي. ويستخدم هذا الرادار الذي يعمل بزاوية 360 درجة، تقنيتي مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) ونيتريد الغاليوم (GaN) من “ريثيون”، مما يوفر أداءً أفضل ضد مجموعة كاملة من التهديدات، بما في ذلك الطائرات المأهولة وغير المأهولة، وصواريخ كروز، والصواريخ الباليستية بالإضافة إلى الأسلحة الفرط صوتية. وقامت “ريثيون” ببناء ستة رادارات LTAMDS منذ فوزها بالعقد في عام 2019، وتحرز تقدماً كبيراً في اختبارات التطوير التي ستستمر في عام 2024. من جانبه، قال بيل باترسون، مدير برنامج LTAMDS في “ريثيون”: “تمتلك هذه الرادارات قدرة عالية على بحث ورصد وتعقب وتمييز التهديدات وتوجيه الصواريخ لمواجهتها. نحن نظهر هذه القدرات كافةً في اختبارات التطوير التي تقوم بها الحكومة الأمريكية”.
يحتوي LTAMDS على ثلاث مصفوفات هوائيات – واحدة أساسية في الأمام، واثنتان ثانويتان في الخلف. وتعمل المصفوفات الثلاث معاً لاستكشاف التهديدات المتعددة والتعامل معها من أي اتجاه وفي الوقت نفسه. تستخدم “ريثيون” تقنيتي مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA)، وتكنولوجيا نيتريد الغاليوم للمهام العسكرية (GaN)، والتي تساعد في تعزيز إشارة رادار LTAMDS وتحسين قدرته على الاستشعار لمدى أبعد ودقة أكبر. بدوره، قال بوب كيلي، مدير قسم المتطلبات والإمكانات في “ريثيون”: “يمتلك LTAMDS قدرة تحويلية مهمة، حيث يستطيع التعامل مع التهديدات الراهنة، ويتمتع في الوقت ذاته بالنطاق والقوة والمرونة البرمجية للتعامل مع التهديدات المتطورة ودعم الاحتياجات القتالية المستقبلية أيضاً”.
وأشار كيلي إلى أن الرادار يحظى باهتمامٍ كبير من أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة لقدرته العالية على رصد التهديدات بزاوية تغطية 360 درجة. وأضاف قائلاً: “إن القدرة على كشف ومواجهة سيناريوهات الهجوم المعقدة والمتسقة ومتعددة التهديدات يعتبر أمراً بالغ الأهمية في أنظمة الدفاع متعددة المستويات”. وفي عام 2023، وافق وزير الدفاع البولندي على خطاب قبول مع الجيش الأمريكي، لتعزيز قدرات الدفاع الجوي والصاروخي للجيش البولندي بـ 12 راداراً من طراز LTAMDS. وعند اكتمال صفقة البيع العسكرية الأجنبية هذه، ستكون بولندا، وهي دولة حليفة للناتو، أول شريك دولي يشتري الرادار، والذي سيكمل نظام “باتريوت” الحالي لديها. وتمثل منظومة باتريوت العمود الفقري لأنظمة الدفاع الجوي في 19 دولة، وقد أبدت العديد من هذه الدول اهتمامها بـالحصول على LTAMDS لأنها “تحقق لهم تطوراً مهماً في قدراتهم للدفاع الجوي والصاروخي” على حد تعبير كيلي. وأضاف باترسون: “حافظت منظومة ’باتريوت‘ على ريادتها لأكثر من 40 عاماً، ولا يمكن لأحد أن ينكر كفاءتها العالية، حيث تشكل قوة دفاعية قوية وموثوقة وفعالة في ميادين القتال. وإن كان لأي رادار أن يرتقي بمنظومة الدفاع الجوي هذه إلى المستوى التالي، فهو بلا شك LTAMDS”. واختتم كيلي قائلاً: “قمنا بتحديد مجموعة من التغييرات في تصميم باتريوت لتمكين دمج LTAMDS كجزء من تكوين المنظومة”.
بهدف تسريع عملية تشغيل LTAMDS، تعمل “ريثيون” على استخدام الرادارات الستة بالتعاقب لاختبارها بشكل متزامن في الشركة وعبر مواقع الحكومة الأمريكية - وهو نهج غير نمطي في برامج التطوير. وتحاكي هذه الاختبارات بيئات القتال الحقيقية المليئة بالتهديدات التي تتحرك بسرعة كبيرة وبشكل متزامن على ارتفاعات ومسافات مختلفة. وسيتبع اختبارات التطوير في عام 2024، اختبارات المؤهلات البيئية وقدرات التنقل، بالإضافة إلى اختبارات التآزر على مستوى الأنظمة، مع توقعات بالوصول إلى إثبات القدرة التشغيلية الكاملة للرادار بحلول نهاية العام