تركيا بين التكنولوجيات غير الآهلة براً وبحراً وجواً
تتأهب القوات المسلحة التركية لتحقيق «تحوّل رقمي» وقد تكيّفت مع مفاهيم «الذكاء الصناعي» (AI)، و«التكنولوجيات غير الآهلة» وأنظمة «القيادة والسيطرة والاتصالات والكومبيوترات والفضاء السيبراني والاستخبار» (C5I). وستشكّل الواجهة البينية «تفاعل الجندي-الآلة» soldier-machine interaction أساساً للارتقاء بمفهوم «الجنود الرقميين».
تكمن أحدث مجالات التفاعل ضمن القوات المسلحة التركية في ما بين سلاح الجو والجيش، ومن ثم الجيش والبحرية، وكذلك البحرية وسلاح الجو، بما يشكل بالتالي نوعاً من ثلاثي استراتيجي. ويتوجب في هذا السياق أن يشتمل مفهوم «الجنود الرقميين» Digital Troops على ثلاث سمات مهمة: سرعة الوحدات، وفعاليتها في شن الهجمات؛ ونطاق التفاعل خصوصاً المدعومين باستخدام «الذكاء الصناعي» و«الآلات الإدراكية» Cognitive Machines (القادرة في الوقت الحقيقي على تحليل وتفسير بيانات معقدة، وبيئات واقعية، وإدراك الأنماط والسياقات والمتغايرات، واتخاذ القرارات استناداً إلى تلك المعلومات بما يحاكي القدرات العقلية البشرية). وكانت الخطوات الأولى في اتجاه «مسار التحول نحو الرقممة» قد بدأت قبل 20 عاماً مع مشروع «نظام إدارة معلومات قيادة سلاح الجو» (AFCIMS)، وهو لم يكن مشتركاً في الحلف الأطلسي (NATO) أنذاك. ومنذ ذلك الوقت فصعوداً، أدركت «هيئة الأركان التركية العامة» كيفية اعتماد الرقممة على أساس خطوة بخطوة وتبنّي عقيدة عسكرية جديدة. وفي وقتنا الراهن، تعود نجاحات «العربات الجوية غير الأهلة» (UAV) التركية في مختلف بقع التوتر في العالم إلى مشروع AFCIMS. ويأتي تمويل الجيش التركي في هذا السياق كعامل مساعد لتحقيق التقدم في هذا المجال.
وفقاً لشركة «هافلسان» (Havelsan) يُحدد «نظام دعم الكفاية واتخاذ القرار في إدارة المعركة» (Battle Management Effectiveness & Decision Support System) حالياً بسبعة معايير ضمن مجال «المكونات العملانية»: وهي «القيادة والسيطرة» (C2)؛ والاستخبار؛ والدعم الناري؛ والقدرة على البقاء؛ والدفاع الجوي؛ وقوة المناورة و«دعم خدمة القتال» (اللوجستيات القتالية). ويتم نقل البيانات المُولّدة إلى حقل إدراك الوضع المحيط، حيث يؤدّي «إطار سينفن لصنع القرار» Cynefin Decision-Making Framework دوراً مهماً في صوغ «مهارات القتال» و«متطلبات المهمة»، ما يشكل إسهاماً كبيراً في بناء «أنظمة التكيف والإدراك» (A&CS). وتُعتبر «تكنولوجيات الجندي الرقمي» في الأساس أنظمة تكيُّف وإدراك وهي تتألف حالياً من أنظمة متقدمة للجهوزية القتالية والتدريبية» و«نظام القيادة والسيطرة المرن النقال المستمكن شبكياً» و«عناصر القتال التقليدي»، و«أنظمة المعلومات الذكية»، و«الأنظمة المستقلة المدمجة»، و«الأنظمة الروبوتية»، وأخيراً وليس آخراً «الجندي الرقمي» Digital Soldier (CENKER). ويتمثل الهدف الرئيسي في الوظيفية التامة لـ «أنظمة الأنظمة» (Systems-of-Systems) وبالتالي الاستخدام الأمثل لنظام «مستشعر إلى رامٍ» sensor-to-shooter. ويعني ذلك توليفة من الأنظمة المخصصة أو الموجهة وفق المهام، تجمع معاً مواردها وقدراتها في نظام جديد أكثر تعقيداً، وبالتالي استحداث قدرة وظيفية أكبر وأداء أفضل في الإجمال، مقارنة بأنظمة القتال الفردي. أما التحدي في «بيئة الحرب المستقبلية» بجميع الأسلحة (جواً/براً/بحراً) يكمن في الاستخدام المتوازن والفعال لأنظمة «القيادة والسيطرة» (C2). وقد طورت في هذا السياق شركتا «أسلسان» Aselsan و Havelsan أنظمة C2 لصالح القوات المسلحة التركية، نذكر منها «أنظمة القيادة والسيطرة المرنة»، و«أنظمة القيادة والسيطرة التشبيكية»، و«أنظمة القيادة والسيطرة النقالة»، ونظام Genesis ADVENT (للبحرية)، ونظام «حكيم» HAKIM (لسلاح الجو)، حيث اعتُمد فيها «الذكاء الصناعي». ومن أجل الارتقاء بكفاية وفعالية أنظمة C2 إلى أعلى مستوى، يتعين تجهيز أنظمة اتصالات فائقة التعقيد، وقد طورت شركة Aselsan لهذا الغرض أنظمة اتصالات راديوية وساتلية جديدة تصل ما بين «المقر» (المقار) والجبهة. وتشهد أنظمة C2 تطوراً متواصلاً، وقد أخذت تتولى عن الإنسان مهمة صنع القرار، لكن يتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كان «الذكاء الصناعي» الافتراضي سيتولى أخيراً إدارة البيانات الواردة من أنظمة المعلومات الميدانية. وقد طورت شركة «ميلسوفت» MILSOFT توليفة من منصات الأنظمة المعقدة لـ «العربات جوية غير الآهلة» والمسيرات، تلك التي بإمكانها أن تُحدث، تضافراً مع المجالات المختلفة، دوراً خاصاً لإدارة الترددات وإدارة البيانات في المنطقة العملانية أو الميدانية. وتُعتبر تلك في الأساس بمثابة منصة دمج بيانات حيث تُجمع بيانات من مختلف المصادر من قِبل حلول استخبارية خاصة فيُصار إلى دمجها وتحليلها ومعالجتها بواسطة خوارزميات مبتكرة لوضع صورة دينامية للوضع المحيط. والوظيفية الدفاعية، بدءاً من الوصلة العسكرية Link-M(ilitary)، هي نظام وصلة بيانات تكتيكية يتيح تبادل البيانات التكتيكية بين المنصات البحرية والبرية والجوية باستخدام أجهزة راديو متوافرة أو جديدة بالترددات العالية جداً VHF وفوق العالية UHF. ويدعمها «معالج وصلة بيانات متعددة»، فتُلبي معاً المتطلبات الأساسية لقدرة تشبيكية تتماثل مع معايير حلف شمال الأطلسي «الناتو». ومع ذلك، يقع في صميم تلك نظام الاستخبار MILSOFT Intelligence System (Mil-INTEL)، الذي صُمم لإجراء تحليل كاف وفعال لمختلف أنواع البيانات الاستخبارية، ما يسمح لضباط الاستخبار التنقيب في جميع البيانات بسرعة عالية واستخلاص معلومات مجدية منها، وبالتالي القيام بتحليل متعدد الأبعاد باستخدام منظورات مختلفة ومشاركة التحليل مع ضباط آخرين في ما تقتضي الحاجة. ويمكن لهذه المنصات أن تُظهر صورة إجمالية لمنطقة العمليات مع منظورات [صور-مشاهد] خرائطية مختلفة (ثنائية الأبعاد/ ثلاثية الأبعاد)، وتوفير بيانات فيديوية/استشعارية في الوقت الحقيقي وتعزيزها بأدوات تحليل إضافية. ونتحدث هاهنا عن نظام «مستشعر - رامٍ» يرسم صورة تكتيكية ويمد المشغّل بوظائف داعمة من أجل تمكين صنع قرار فعال.
في ما يتعلق بأرشيفات «وكالة الصناعة الدفاعية التركية» (SSB)، المعروفة سابقاً بِـ «الأمانة العامة للصناعات الدفاعية» (SSM)، فإنّ الحدث الرسمي الأول الخاص بنظام «جندي المستقبل» التركي قد بدأ تحت مسمى Single Private Modernisation of the Future في العام 2008. وتتألف النسخة الحالية من نظام «جندي المستقبل» التركي CENKER من منظومتين أساسيتين: «وعي محيط يستند إلى مستشعرات قابلة للارتداء»، و«واقع معزز في بيئة عملانية». ويمكن لجنود المشاة المستقبليين في منظومة «الوعي المحيط» التواصل على نحو دائم بـ «مركز العمليات» و«القيادة والسيطرة التكتيكيين» عبر قنوات اتصالات متعددة في البيئة الرقمية، وبالتالي يدعمون وعيهم للوضع المحيط في الوقت الحقيقي. وفي الوقت ذاته، تجمع «المستشعرات القابلة للارتداء» معلومات عن الوضع البدني للجندي استناداً إلى «تحليل حركة الجسد»، تلك التي تُرسَل إلى «مركز العمليات». ويتصل جندي المشاة بواجهة بينية مع المسيرات و«العربات الأرضية غير الآهلة» (UGV) عبر «كاميرا بصرية إلكترونية/ حرارية» EO/Thermal Camera وبوابة محمية لتنفيذ المهمة، فيما يكون السلاح بالطبع متصلاً على نحو تفاعلي مع الشبكة المركزية. أما في منظومة «الواقع المعزز» في البيئة العملانية، يكون جندي المشاة متصلاً بـ «السحابة القتالية» Combat Cloud من خلال واجهات بينية مختلفة و«وحدة الحافة [التكتيكية]» Edge Unit. وبفضل «الشبكات العصبية العميقة» وكذلك «معالجة البيانات» بدعمٍ من «محرك المؤثرات المرئية الثلاثية الأبعاد» 3D Visualisation Engine، يمكن توليد صورة رقمية ثنائية متطابقة للميدان. ويحافظ نظام CENKER بالطبع على تقاربه مع معايير الحلفاء: «البنية الهندسية لنظام الجندي» Soldier System Engineering Architecture (الولايات المتحدة)، و«البنية الهندسية العامة» Generic Soldier Architecture (الناتو)، وكذلك «البنية الهندسية المرجعية لأنظمة الجندي المفتوحة العامة» Generic Open Soldier Systems Reference Architecture (الاتحاد الأوروبي). ويمكن تجهيز نظام CENKER عند الحاجة بهيكلٍ خارجي، وبالتالي يمكن تخفيض ثمن الوزن الإجمالي. وإضافة إلى ذلك، تمكنت شركة البرمجيات «بايتس» BITES، التي تشارك فيها Aselsan، من تطوير تطبيق المُراسلة النصية البرمجي ATOK، وهي اختصار لـ «طقم العمليات التكتيكية العسكرية». ويتألف هذا الطقم من تكنولوجيات مدمجة محمولة صممت لتعظيم القدرة على حفظ أمن الجنود. وستقوم منصة نقالة مدرعة رباعية الدفع مجهزة بشبكة جوال من الجيل الخامس 5G من صنع شركة «أولاك» ULAK وبتكنولوجيات محمولة على غرار نظام المعلومات الجغرافية ونظارات «الواقع الافتراضي» (VR) بدعم وحدات عسكرية فرعية تضم نحو 15 جندياً. وإضافة إلى ذلك، يتيح نظام برمجي للمراسلة النصية طُوّر خصيصاً مشاركة جميع أنواع المعلومات. وقد صمم هذا النظام حالياً للقتال عن قرب في الأحياء السكنية، وتُبذل محاولات لإرساء تناغم في الواجهة البينية بين الجنود والمنصات النقالة في شبكات خلوية. أما المرحلة الثانية من المشروع، وهي تطوير قدرات مماثلة في الطرق والتضاريس الوعرة، فقد بدأ في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2021.
تطوّر شركة Havelsan تكنولوجيات «المهام أو الهجمات الشاملة» (Swarm) المُباغِتة للجيل التالي من العربات غير الآهلة بما في ذلك خوارزميات هجمات شاملة تتيح لعربة غير آهلة أن تُدرك موقع ومهمة مسافة عربة غير آهلة أخرى. وبهذه الطريقة، لا تنسّق العربات غير الآهلة مع بعضها بعضاً فحسب، بل هي أيضاً قادرة على تنفيذ مهام مختلفة معاً. وبالتالي يُعرف تفاعل قدرات الهجمات الشاملة في جميع المنصات - الجوية والبرية والتحتمائية والسطحية - بمصطلح «استخبار الرهط [الزمرة]» herd intelligence. ويتألف نظام MILSOFT، الذي عُرض في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2020، من خمس مسيرات، كما ونجح هذا التنسيق الاستخباري للهجمات الشاملة أيضاً في بيئة محاكاة باستخدام 25 مسيرة. ويُنفذ نظام MILSOFT استطلاعاً ورصداً ومراقبة لمناطق وأجسام ما يجعل الاشتباك مع الأهداف الأكثر جدوى. وقد طُوّر لأجل ذلك نظام اتصالات في ما بين المسيرات المهاجمة، حيث بإمكان تلك المسيرات أن تتصل بعضها ببعض حتى مسافة 500 متر، لكن هناك أيضاً حل آخر يسمح لها بالتواصل حتى مسافة 10 كيلومترات. ويمكن نقل المعلومات المستحصلة من المسيرات المشاركة في ما بين الوحدات بفضل وظيفة ترحيل، بينما يسمح نوع السلاح الذي تُجهز به تلك العربات غير الآهلة بتمكين مزيد من الخيارات الهجومية. وتُجرى اختبارات حول كيفية نقل الأوامر من الطوافات إلى المسيرات المشاركة في الهجمة الشاملة، أي مضافرة ومناغمة الجهود الآهلة-غير الآهلة. وفي المستقبل، سيكون نظام الهجمات الشاملة قادراً على تنفيذ مهام فرعية بشكل مستقل كلياً - ولو أن لا خطط بعد لمثل هذه الاستقلالية التامة لأداء الأنظمة. وإضافة إلى ذلك، تُطوّر شركة «أس تي أم» STM التركية إطاراً تكنولوجياً للمهام أو الهجمات الشاملة تنسيقاً لصالح مسيرات الأجنحة الدوارة (المتعددة الدوارات) والأخرى من ذوات الأجنحة الثابتة في بيئات لا تستخدم «نظام الموقع العالمي» (GPS).تطوّر شركة Havelsan تكنولوجيات «المهام أو الهجمات الشاملة» (Swarm) المُباغِتة للجيل التالي من العربات غير الآهلة بما في ذلك خوارزميات هجمات شاملة تتيح لعربة غير آهلة أن تُدرك موقع ومهمة مسافة عربة غير آهلة أخرى. وبهذه الطريقة، لا تنسّق العربات غير الآهلة مع بعضها بعضاً فحسب، بل هي أيضاً قادرة على تنفيذ مهام مختلفة معاً. وبالتالي يُعرف تفاعل قدرات الهجمات الشاملة في جميع المنصات - الجوية والبرية والتحتمائية والسطحية - بمصطلح «استخبار الرهط [الزمرة]» herd intelligence. ويتألف نظام MILSOFT، الذي عُرض في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2020، من خمس مسيرات، كما ونجح هذا التنسيق الاستخباري للهجمات الشاملة أيضاً في بيئة محاكاة باستخدام 25 مسيرة. ويُنفذ نظام MILSOFT استطلاعاً ورصداً ومراقبة لمناطق وأجسام ما يجعل الاشتباك مع الأهداف الأكثر جدوى. وقد طُوّر لأجل ذلك نظام اتصالات في ما بين المسيرات المهاجمة، حيث بإمكان تلك المسيرات أن تتصل بعضها ببعض حتى مسافة 500 متر، لكن هناك أيضاً حل آخر يسمح لها بالتواصل حتى مسافة 10 كيلومترات. ويمكن نقل المعلومات المستحصلة من المسيرات المشاركة في ما بين الوحدات بفضل وظيفة ترحيل، بينما يسمح نوع السلاح الذي تُجهز به تلك العربات غير الآهلة بتمكين مزيد من الخيارات الهجومية. وتُجرى اختبارات حول كيفية نقل الأوامر من الطوافات إلى المسيرات المشاركة في الهجمة الشاملة، أي مضافرة ومناغمة الجهود الآهلة-غير الآهلة. وفي المستقبل، سيكون نظام الهجمات الشاملة قادراً على تنفيذ مهام فرعية بشكل مستقل كلياً - ولو أن لا خطط بعد لمثل هذه الاستقلالية التامة لأداء الأنظمة. وإضافة إلى ذلك، تُطوّر شركة «أس تي أم» STM التركية إطاراً تكنولوجياً للمهام أو الهجمات الشاملة تنسيقاً لصالح مسيرات الأجنحة الدوارة (المتعددة الدوارات) والأخرى من ذوات الأجنحة الثابتة في بيئات لا تستخدم «نظام الموقع العالمي» (GPS).
برز في البيئة التركية لتطوير المسيرات ذوات الدوارات الصغيرة، العديد من الشركات وجميعها قد أنشأ أقساماً للأبحاث والتطوير (R&D)، بفضل المساعدات المالية من الدولة. وخلافاً لصناعة «العربات الجوية غير الآهلة»، فإنّ المشهد الصناعي في هذا المجال شديد التنوع. فأثناء النزاعات في «ناغورنو كاراباخ» بين أرمينيا وأذربيجان، وفي ليبيا وسوريا على الأخص، شُنّت هجمات شاملة لمسيرات تركية ضد دبابات وأنظمة صواريخ ورادارات ومراكز قيادة بغية التأثير في مجرى الحرب ما استرعى انتباه الرأي العام. وفي البداية، يتولى الجنود التحكم بالمعارك، لكن مع تقدم مجريات القتال بحدة أكبر، تتولى المسيرات المهام من دون تدخل بشري. وستخضع جميع هذه الأنظمة لعملية القيادة والسيطرة العسكرية OODA (راقِبْ، وجِّهْ، قرِّرْ، تحرّكْ) وتتخذ قرارات في غضون بضع ثوان، وشعارها هو «مَن يكون أسرع من عدوّه سيُهيمن على المعركة ويفوز بالحرب». وزعم تقرير حديث للأمم المتحدة أن مسيرة تركية من طراز KARGU-2 دمرت هدفها في ليبيا من دون وجود «جندي في الحلقة» (مشغّل) man in the loop، أي في إجراء ذاتي مستقل تماماً كشأن روبوت قاتل. لكن ذلك ما أنكره رئيس «وكالة الصناعة الدفاعية التركية» (SSB) إسماعيل ديمير Ismail Demir، الذي أكد أنه في تلك الحالة كان ثمة جندي عند طرف حلقة صنع القرار وأوقف المهاجم قبيل تنفيذ فعله. وتنشط عشرات الشركات في الصناعة التركية وقد اخترنا STM كمثال هنا فحسب. لقد طورت هذه الشركة مسيرات تُستخدم لمرة واحدة فحسب أو ما يُسمى «مسيرات الكاميكازي» Kamikaze drones وتُدعى ALPAGU، وهي مذخّرة بمتفجرات زنة نحو 4 كيلوغرامات. وقد تمت برمجتها لتُلاحق هدفها بتحليق منفرد أو ضمن تشكيلات لتشتبك مع أهداف مثل تجمعات لمقاتلات العدو أو عرباته المدرعة. وتُطلق هذه المسيرات الانتحارية من منصات إطلاق ويمكنها التحليق لنحو 20 دقيقة في الجو مع مدى فعال يصل إلى 5 كيلومترات وارتفاع 100 متر. وقيل إن سرعة تلك المسيرات تصل إلى 120 كيلومتراً في الساعة. وهناك مسيرة KARGU من صنع الشركة ذاتها، وهي عربة «استخبار ومراقبة واستطلاع» (ISR) مجهزة بمستشعرات حرارية وبصرية استطلاع وقتال متقدمة تقنياً، وتملك قدرة «جندي في الحلقة». ويبلغ مداها نحو 5 كيلومترات مع فترة مكوث للمهمة تبلغ 15 دقيقة، وتُحقق سرعة 72 كيلومتراً في الساعة، وارتفاع أقصى للمهمة يصل إلى 2,500 متر، مع وزن قتالي يبلغ نحو 6.3 كيلوغرامات. أما المثال الأخير فهو المسيرة الاستطلاعية TOGAN، ذات الأبعاد المماثلة لمسيرة KARGU، لكنّها قادرة على البقاء عملانياً في الجو لنحو 50 دقيقة وعلى ارتفاع يصل إلى 3,300 متر. وتتميز المسيرات التركية الصغيرة بالقدرة على العمل في هجمات شاملة، لكن سيكون بإمكان الهجمات الشاملة الهائلة بمساعدة من معالج يتحكّم به «الذكاء الصناعي» أن تُكمل في المستقبل القريب مهام تتجاوز بكثير قدرة القادة البشر. وستؤدي شركة «داسال» DASAL، وهي مشروع مشترك بين «أسلسان» Aselsan و«ألتيناي» Altinay، دوراً حيوياً في سوق المسيرات، وهي تعرض مسيرات متعددة الدوارات في أربعة أحجام: صغروي، صغير، متوسط وكبير، مع مجموعة واسعة من الاشتقاقات. ومن شأن مسيرة صغروية بحجم كف اليد تزن بضع مئات من الغرامات، ومسيرة «الباتروس» ALBATROS الضخمة التي تزن نحو 700 كيلوغرام مع حمولة تصل إلى 150 كيلوغراماً، أن تلعبا ليس دوراً مهماً على المستوى العملاني لصالح الجنود فحسب، بل أيضاً من ناحية استحداث أسواق جديدة.
في العقد المنصرم، استفاد تطوير «العربات الأرضية غير الآهلة» (UGV) من التكنولوجيات الجديدة، ولو أنها تعمل حالياً كروبوتات مُتحكّم بها من بُعد، لكنها سرعان ما ستنخرط في تنفيذ المهام على نحو مستقل. وقد طوّرت «وكالة الصناعة الدفاعية التركية» SSB خطة لهذه العربات قبل سنوات عديدة ويُفترض أنها باتت تتمتع بالقدرات التالية: الاستقلالية، الحركية، والقدرات القتالية. وتنقسم هذه العربات إلى ثلاث فئات: خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وتشمل فئة الخفيفة منها ثلاثة أنواع من الروبوتات التكتيكية بين 1-6 كيلوغرامات. وهي مجهزة بتطبيق drop-cam الفيديوي (تسجيل على مدار 360 درجة في الوقت الحقيقي)، ومكبّرات صوت، وهي تُستخدم في البيئات الآهلة لمهام تُراوح من الاستطلاع والمراقبة والرصد إلى التخلص من القنابل؛ وقد جُهز بها العديد من وحدات القوات الخاصة. وفي حالة عربات UGV المتوسطة-الثقيلة، تقدّمت وكالة SSB بعروض لحجمين، الأول زنة 500 كيلوغرام والآخر زنة 2.5 طن. وفي الفئة الأولى، وصلت أربع عربات UGV مؤخراً إلى مرحلة الاختبار النهائي من قِبل «القوات البرية التركية» - وهي ASLAN UGV من Aselsan، و BARKAN من شركة Havelsan، و FEDAI من مجموعة «بست غروب» Best Group، و HANCER من شركة «إليكترولاند ديفنس» Elektroland Defence، وهي تتنافس مع بعضها بعضاً. وقد جُهزت هذه «العربات الأرضية غير الآهلة» الأربع جميعاً بنظام السلاح المشغّل عن بُعد SARP من Aselsan، إضافة إلى مستشعرات بصرية إلكترونية، وأنظمة وصلة بينية. وقد أجرت هذه المتنافسات النهائيات اختبارات رمي مع رشاشاتها عيار 7.62 ملم، ومن المقرر أن تخضع هذه العربات للإنتاج المتوالي على نطاق كامل، وهي تلبي متطلب الوصلة البينية المرقممة لـ «نظام جندي المستقبل التركي». وقد تقدمت بعض الشركات أيضاً بعروض إلى وكالة SSB في فئة «العربة الأرضية غير الآهلة» زنة 2.5 طن. ومن المقرر أن يقع الخيار في نهاية المطاف على واحدة من تلك المنافسات. ومن شأن شركة «كاتميرسيلر» Katmerciler أن تبرز في هذا المجال. وينبغي لعربات UGV في هذه الفئة أن تملك الخصائص التالية: الاستطلاع، والمراقبة والإضاءة على الهدف. كما أنها بفضل أبعادها قادرة على حمل أنظمة أسلحة ثقيلة على غرار «الصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات»، وعند الضرورة نقل الجرحى إلى خارج المناطق الوعرة. ويراوح وزن عربات UGV الثقيلة بين 14 و 25 طناً وهي تحديداً العربات الرباعية الدفع EJDER YALÇIN من شركة «نورول ماكينا» Nurol Makina، و KIRPI II و AMAZON من شركة صناعة العربات العسكرية التركية «بي أم سي» BMC. وستُستخدم هذه المنصات أساساً في المهام اللوجستية والاستطلاع في الأماكن المحفوفة بالمخاطر. وستُجهز خصيصاً بقوة نيران عالية وتُدمج بها آلات قوية لتحسين الحركية. وستتصل هذه العربات بينياً مع العربات البرية لدى الجيش التركي وسينطوي تشغيلها على تضافر ومناغمة الجهود الآهلة-غير الآهلة المكثفة مع العربات المدرعة السداسية والثمانية الدفع من الجيل الأحدث. وكانت شركة صناعة عربات القتال المدرّعة التركية «ف ن أس أس» FNSS قد عرضت خلال فعاليات «معرض الصناعات الدفاعية الدولي 2021» IDEF 2021، دبابتها المجنزرة SHADOW WARRIOR، القادرة على التحرك ذاتياً فوق التضاريس الأرضية وتنفيذ مهام على نحو مستقل. وكانت شركة BMC قد طرحت نموذج العربة المدرعة الرباعية الدفع AMAZON المجهزة بمسيرة تعمل أيضاً على نحو ذاتي مستقل. وتشتمل العربتان على مستشعرات متعددة ونظام «مستشعر الرصد الضوئي التصويري وتحديد المدى» (LIDAR)، وهي تكنولوجيا تقوم بمسح البيئة على نحو ثلاثي الأبعاد باستخدام تكنولوجيا ليزرية. في العقد المنصرم، استفاد تطوير «العربات الأرضية غير الآهلة» (UGV) من التكنولوجيات الجديدة، ولو أنها تعمل حالياً كروبوتات مُتحكّم بها من بُعد، لكنها سرعان ما ستنخرط في تنفيذ المهام على نحو مستقل. وقد طوّرت «وكالة الصناعة الدفاعية التركية» SSB خطة لهذه العربات قبل سنوات عديدة ويُفترض أنها باتت تتمتع بالقدرات التالية: الاستقلالية، الحركية، والقدرات القتالية. وتنقسم هذه العربات إلى ثلاث فئات: خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وتشمل فئة الخفيفة منها ثلاثة أنواع من الروبوتات التكتيكية بين 1-6 كيلوغرامات. وهي مجهزة بتطبيق drop-cam الفيديوي (تسجيل على مدار 360 درجة في الوقت الحقيقي)، ومكبّرات صوت، وهي تُستخدم في البيئات الآهلة لمهام تُراوح من الاستطلاع والمراقبة والرصد إلى التخلص من القنابل؛ وقد جُهز بها العديد من وحدات القوات الخاصة. وفي حالة عربات UGV المتوسطة-الثقيلة، تقدّمت وكالة SSB بعروض لحجمين، الأول زنة 500 كيلوغرام والآخر زنة 2.5 طن. وفي الفئة الأولى، وصلت أربع عربات UGV مؤخراً إلى مرحلة الاختبار النهائي من قِبل «القوات البرية التركية» - وهي ASLAN UGV من Aselsan، و BARKAN من شركة Havelsan، و FEDAI من مجموعة «بست غروب» Best Group، و HANCER من شركة «إليكترولاند ديفنس» Elektroland Defence، وهي تتنافس مع بعضها بعضاً. وقد جُهزت هذه «العربات الأرضية غير الآهلة» الأربع جميعاً بنظام السلاح المشغّل عن بُعد SARP من Aselsan، إضافة إلى مستشعرات بصرية إلكترونية، وأنظمة وصلة بينية. وقد أجرت هذه المتنافسات النهائيات اختبارات رمي مع رشاشاتها عيار 7.62 ملم، ومن المقرر أن تخضع هذه العربات للإنتاج المتوالي على نطاق كامل، وهي تلبي متطلب الوصلة البينية المرقممة لـ «نظام جندي المستقبل التركي». وقد تقدمت بعض الشركات أيضاً بعروض إلى وكالة SSB في فئة «العربة الأرضية غير الآهلة» زنة 2.5 طن. ومن المقرر أن يقع الخيار في نهاية المطاف على واحدة من تلك المنافسات. ومن شأن شركة «كاتميرسيلر» Katmerciler أن تبرز في هذا المجال. وينبغي لعربات UGV في هذه الفئة أن تملك الخصائص التالية: الاستطلاع، والمراقبة والإضاءة على الهدف. كما أنها بفضل أبعادها قادرة على حمل أنظمة أسلحة ثقيلة على غرار «الصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات»، وعند الضرورة نقل الجرحى إلى خارج المناطق الوعرة. ويراوح وزن عربات UGV الثقيلة بين 14 و 25 طناً وهي تحديداً العربات الرباعية الدفع EJDER YALÇIN من شركة «نورول ماكينا» Nurol Makina، و KIRPI II و AMAZON من شركة صناعة العربات العسكرية التركية «بي أم سي» BMC. وستُستخدم هذه المنصات أساساً في المهام اللوجستية والاستطلاع في الأماكن المحفوفة بالمخاطر. وستُجهز خصيصاً بقوة نيران عالية وتُدمج بها آلات قوية لتحسين الحركية. وستتصل هذه العربات بينياً مع العربات البرية لدى الجيش التركي وسينطوي تشغيلها على تضافر ومناغمة الجهود الآهلة-غير الآهلة المكثفة مع العربات المدرعة السداسية والثمانية الدفع من الجيل الأحدث. وكانت شركة صناعة عربات القتال المدرّعة التركية «ف ن أس أس» FNSS قد عرضت خلال فعاليات «معرض الصناعات الدفاعية الدولي 2021» IDEF 2021، دبابتها المجنزرة SHADOW WARRIOR، القادرة على التحرك ذاتياً فوق التضاريس الأرضية وتنفيذ مهام على نحو مستقل. وكانت شركة BMC قد طرحت نموذج العربة المدرعة الرباعية الدفع AMAZON المجهزة بمسيرة تعمل أيضاً على نحو ذاتي مستقل. وتشتمل العربتان على مستشعرات متعددة ونظام «مستشعر الرصد الضوئي التصويري وتحديد المدى» (LIDAR)، وهي تكنولوجيا تقوم بمسح البيئة على نحو ثلاثي الأبعاد باستخدام تكنولوجيا ليزرية.
تلقت البحرية التركية «عربة السطح غير الآهلة» ULAQ USV، وهي مشروع تعاوني بين «أريس شيبيارد» Ares Shipyard و«ميتيكسان» Meteksan. وبمقدور عربة USV هذه أن تعمل بصورة مستقلة، فضلاً عن العمل انسجاماً مع أنظمة اتصالات مبتكرة. وهي تُستخدم أساساً للحفاظ على أمن السواحل، والقيام بعمليات هبوط ساحلية ومراقبة الموانئ، لكن بإمكانها أن تُضاعف إدراك الوضع المحيط في الوقت الحقيقي بإدماج مستشعرات إضافة إلى نقلها لأسلحة صاروخية. وتتصل عربات USV البحرية بـ «نظام إدارة القتال المُدمِج للبيانات المدعوم تشبيكياً» GENESIS ADVENT، وهو نظام قيادة وسيطرة من الجيل التالي طُوّر خصيصاً لصالح البحرية التركية. وفي الآونة الأخيرة، أطلقت شركة Aselsan وحوض بناء السفن Sefine Shipyard مشروعاً سيُمكّن «العربات البحرية غير الآهلة» من اصطياد غواصات عبر تصميمها التراكبي و«المفهوم الثلاثي البدن» (Trimaran) [المؤلف من بدن رئيسي يتصل به بدنان ذات اليمين وذات اليسار] مع القدرة على نقل طوربيدات وصواريخ، بل وحتى طوافات تستخدم سونار للسبر الصوتي. وباتت الصناعة الدفاعية التركية في طور تصنيع «العربات التحتمائية غير الآهلة» (UUV). وقد طورت شركة «أرميلسان» Armelsan عربات تحتمائية غير آهلة مشغلة عن بُعد؛ وهي ستُطوّر عربات UUV لتعقب غواصات العدو والغواصين المُعادين إذا ما اقتضت الحاجة. وترددت في الأوساط الدفاعية مؤخراً أن البحرية التركية هي في صدد تطوير شبكة اتصالات تحتمائية لاسلكية. وبسبب صعوبة البيئة التحتمائية نظراً إلى الانعكاسات العديدة فيها، والإشارات السونارية والضجيج البحري، فإنّ التحديات التي تقف في وجه العمليات التحتمائية هي صعبة جداً، لكنّ عربات UUV في المستقبل ستصبح مكوّناً مهماً للغواصات الآهلة. وعلاوة على ذلك، سيتم تحويل سفينة النقل البرمائية LPD ANADOLU إلى حاملة طوافات للأنظمة غير الآهلة، أي مختلف المسيرات وتلك القتالية منها، المخصصة للمهام البحرية والجوية والبرية. وثمة خطط لتحويل حاملة طوافات ثانية مشابهة تدعى LPD TRAKYA.
في إطار «العقيدة الأمنية الجديدة في العام 2023»، ومع افتتاح المرحلة الأولى من «البنتاغون التركي» الجديد، المؤلف من مجمعات مباني عديدة، تُدرك رئاسة الأركان التركية، كشأن الصناعة الدفاعية، بأن صنع القرار في الميدان من قِبل البشر سيتراجع أمام أتمتته بالآلات، في زمن «الميدان الرقمي»، وأن «التكنولوجيات غير الآهلة التشبيكية» ستُحدد مصير الحروب في المستقبل القريب. وسيكون تركيز مفهوم «جندي المستقبل الرقمي» على وجوب أن يكون ثمة مركز قيادة وتحكم أو أكثر من مركز، بما يتيح تنسيق التحركات في الوقت الحقيقي بين الأنظمة غير الآهلة والوحدات الآهلة، وبالتالي يمكن اتخاذ القرارات، من بين خطوات أخرى، إزاء أي من الإجراءات المضادة يتعين نشرها، ومتى وأين. ولكن هناك ثمة نقطة ضعف أساسية للأنظمة غير الآهلة، لأن مدى وفترة النشر يشكلان محدوديات كبيرة بالنسبة إلى هذه المنصات الحربية الحديثة حالياً. وفي هذا السياق تعمل شركة «أسبيلسان» Aspilsan، وهي شركة تابعة لـ «صندوق الجيش التركي»، مع العديد من شركات التكنولوجيا، على تطوير تكنولوجيات مبتكرة لتخزين الطاقة. وباختصار، تستند استراتيجية الرقممة لدى «القوات المسلحة التركية» إلى ثلاث ركائز أساسية: «التحوُّل»، و«التكامل الشامل»، و«الاستخبار». الخبير العسكري كورهان أوزكيلينغ nilikzÖ nahroK