بريطانيا تعرض مجسماً لمقاتلة الجيل السادس المستقبلية
تخطط المملكة المتحدة لإنتاج مقاتلة الجيل السادس لتحل محل مقاتلتي «تايفون» Typhoon و «تورنيدو» Tornado، والتي أميط اللثام عنها في معرض Farnborough 2018. أول ما يلفت الانتباه في المجسم المعروض بالحجم الكامل للمقاتلة المسماة Tempest، التي من المفترض أن تحلق في الأجواء بحلول العام 2035 هو انسيابيتها الأنيقة.
تعتبر المقاتلة المستقبلية الثنائية المحرك في صميم استراتيجية القتال الجوي المستقبلي التي كشف عنها وزير الدفاع البريطاني غافن وليامسون Gavin Willimason خلال فعاليات المعرض، في حين تم إجراء بعض المقارنات بينها وبين مقاتلة F-22 Raptor صنع «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin.
ما يثير الإعجاب هو تصميم المجسم نفسه الذي طوره فريق Tempest بأكمله في غضون أربعة أشهر فقط.
سوف تساهم «بِ أيه إي سيستمز» BAE Systems في أنظمة القتال الجوي المتقدمة، وستوفر «رولز رويس» Rolls-Royce أنظمة الطاقة والدفع المتقدمة، في حين ستكون «ليوناردو» Leonardo مسؤولة عن المستشعرات، والإلكترونيات وإلكترونيات الطيران المتقدمة، فيما ستتولى «مبدا» MBDA مسؤولية أنظمة الأسلحة المتقدمة.
وعند الصعود إلى قمرة القيادة، سيساورك إحساس حقيقي عما ستتمكن هذه المقاتلة من تحقيقه!.. الشيء الأبرز هو أنه لا توجد أنظمة تحكم واضحة، فجميع هذه الأنظمة «افتراضية» وتم تضمينها في شاشة عرض مركبة على خوذة. وهي تتفاعل مع حركات اليدين والعينين، وعند تجربة ذلك، يصبح من الواضح كيف يمكن لهذه المقاتلة أن تكون غير آهلة بسهولة أو آهلة عندما تتطلب الظروف ذلك.
وعلى الرغم من أن مدربي BAE Systems أكدوا على ذلك، في العديد من سيناريوهات القتال، إلا أن الحدس البشري لا يزال ضرورياً.
سيشتمل تسليح المقاتلة على أسلحة الطاقة العالية التي يمكنها إطلاق رشقات مركزة من أشعة الليزر، أو المايكروويف أو الأشعة الذرية. وربما تكون الميزة اللافتة للنظر هي قدرة الطيار على إطلاق وتشغيل طائرات غير آهلة Drones.
وتكمن الفكرة وراء ذلك في إرباك أية أنظمة دفاع جوي معادية بالاشتباك الشامل مع العديد من العربات الجوية غير الآهلة ما يحد من إمكانية استيعابها والاشتباك معها.
إن تجربة الخوذة، مع شاشات عرض الواقعية المعززة، تكشف عن أن تشغيل الأسلحة أمر بديهي بشكل لا يصدق. ستتمكن برمجيات المقاتلة الجديدة من تعزيز قدرات المقاتلة بمرور الزمن، بحيث سيتم تطويرها بشكل مستدام لتتماشى مع ظروف القتال المتغيرة.
ما هو مدهش حقاً حول هذه التكنولوجيا، هو أن الطيار سيكون قادراً على إعطاء ردود الفعل الإدراكية وأيضاً كشف ما إذا كانت الإنذارات والاستجابة ضعيفة.
من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين سيعملون في هذا البرنامج على مدى العقد المقبل من الفيزيائيين والمهندسين والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، والأكيد أن هذا البرنامج سيوفر آلاف فرص العمل لليد العاملة البريطانية الماهرة خلال العقدين المقبلين على الأقل.
خصصت وزارة الدفاع البريطانية ملياري جنيه استرليني لأكلاف التطوير، وهو مبلغ زهيد مقارنة ببرنامج تطوير Typhoon الذي بلغت أكلافه 20 مليار جنيه استرليني.
إنه رهان كبير على المعرفة والخبرة الهندسية البريطانية، وأيضاً على براعة مندوبي المبيعات البريطانيين. كذلك فإن التعاون مع المقاولين الآخرين، ربما من السويد، أمر لا بد منه.^