الطوّافات البحرية: تقرير شامل

من مجرّد عينٍ راصدة في السماء إلى منصّة دفاعية متعدّدة الأدوار متكاملة بحدِّ ذاتها، وُلِدَت الطوّافة البحرية في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية وهي ماضية في مواصلة مهامها في ما يتعدّى العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين.

ومن بين الطوّافات التي تُستخدم من السفن، فإنّ الانقسام الوظيفي الرئيسي هو ما بين تلك الطوّافات التي تُشكِّل جزءاً عضوياً من نظام المهمة لسفينة سطح حربية على غرار الطرّاد، أو المدمِّرة أو الفرقاطة أو أي زورق دورية لأعالي البحار وتلك التي تُنزِل قوات قتالية على الشاطئ من سفنٍ برمائية. وبغض النظر عن المنصّات الجوّية المتخصِّصة على غرار طوّافات النقل الثقيل والأخرى الهجومية، فإنّ المجموعة ذاتها من تلك العربات الجوّية الأساسية تُستخدَم لهاتَين المجموعتَين من الوظائف الدفاعية.

تعدُّد استخدامٍ متنامٍ

خلال النصف الثاني من القرن العشرين، لعبت الطوّافة البحرية العضوية دوراً مهماً في «الحرب المضادة للغوّاصات» ASW و«الحرب المضادة لسفن السطح» ASuW والذي شكل المهمة القتالية الرئيسية للطوافة، فيما كانت تُوفّر أيضاً خدمات «البحث والإنقاذ» SAR و«عمليات الإمداد العمودي» VERTREP ومهام نقل الجنود – بما في ذلك عمليات دعم القوات الخاصة – ومن ثم توسَّعت في السنوات الأخيرة إلى محاربة القرصنة والتصدي للهجمات الشاملة بواسطة زوارق مائية صغيرة وسريعة.

تتطلّب المنصّات الأكبر ذات أنظمة المهام الأكثر تعقيداً طواقم من ثلاثة أو أربعة عناصر وتتَّصِفُ بسِمة «الفرقاطات الطائرة» بسبب قدرتها على تولِّي هاتَين المهمتَين على حدٍّ سواء، وفي آنٍ إذا ما اقتضت الضرورة، وتتّصل بشبكات تكتيكية مشتركة ومتعدّدة الجنسيات عبر وصلات بيانية.

ومن ناحية الأسلحة، انبثق الطوربيد الخفيف الوزن من سلاحٍ متقدم على نحو أمثل للاشتباك مع الغوّاصات النووية السريعة الغائصة في العمق، إلى سلاحٍ يمكن أن يشتبك أيضاً مع الغوّاصات الصامتة المُشغَّلة بالطاقة التقليدية في مياهٍ ساحلية صاخبة ومعقّدة.

ومع الصواريخ الموجّهة، يصبح الأمر أكثر تنوعاً فضلاً عن القدرة القتالية المتزايدة بغية التعامل مع مجموعة أوسع من الأهداف، بدءاً من سفن السطح الحربية الكبيرة نزولاً إلى «زوارق الهجوم السريعة الشاطئية» FIAC، وهجمات شاملة بزوارق صغيرة و«الحشوات المتفجِّرة المرتجلة ميدانياً» IED المحتملة والمحمولة على متن قوارب. وهذا ما دفعَ إلى تطوير صواريخ صغيرة جداً على غرار صاروخ «غريفن» Griffin زنة 16 كيلوغراماً، عيار 43 بوصة من «رايثيون» Raytheon، الذي جرى تطويره من صواريخ مضادة للمدرّعات على غرار صاروخ «هلفاير» Hellfire من «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin، و«بريمستون» Brimstone من «مبدا» MBDA وصولاً إلى صاروخ AM39 Exocet زنة 670 كيلوغراماً وبطول 4.69 أمتار وهو أيضاً من MBDA. وتتوافر أسلحة مثيلة، وفي بعض النواحي متفوّقة ولا سيّما من ناحية السرعة، من مُصنِّعين روس وصينيين.

 شهدت العمليات المضادة للقرصنة استخدام طوّافات بحرية مجهزة بأسلحة إجمالية يُشغِّلها طاقم على غرار مدافع رشّاشة ذات أغراضٍ عامة، ورشّاشات ثقيلة وحتى بنادق قنص عيار 12.7 ملم.

وبانضمامها إلى بيئة عملانية غالباً ما تكون شديدة العداء، فإنّ التعقيدات الميكانيكية، والإلكترونية، والتجارية والسياسية لبرامج الطوّافات البحرية غالباً ما تستغرق فترةً أطول وكلفة أعلى بكثير ممّا كان متوقّعاً.

طوّافة AS565 MBe Panther. الصورة: Airbus Helicopters
إقلاع الصاروخ Sea Lion الألماني

البحرية الألمانية، على سبيل المثال، بحاجة ماسة إلى استبدال طوّافاتها Mk 41 Sea King، ومن ثمّ أسطول طوّافات Lynx الخاصة بالفرقاطات. وذلك شكَّل المشكلة التي أدت إلى تطوير برنامج NH90، حيث تُخطِّط البحرية المذكورة بوضع هذا المطلب قيد التنافس، على الرغم من كونها أحد العملاء الأوّليين، والذي أدى في نهاية الأمر إلى الموافقة على شراء 18 منصّة منها في العام 2013.

أُطلقت تسمية Sea Lion على اشتقاق الطوافة NH90 الخاصة بـِ «طوّافة فرقاطات حلف الناتو» NH90 NFH، التي من المتوقّع أن تستلمها البحرية الألمانية، بعد التحليق الأول الناجح الذي أعلنت عنه «ايرباص هليكوبترز» Airbus Helicopters في 8 كانون الأول/ديسمبر 2016.

وقال وولفغانغ شودر Wolfgang Schoder، من الشركة: «نشعرُ بالفخر لتسليم الطوّافة البحرية الأكثر حداثة هذه إلى القوات المسلّحة الألمانية في الوقت المحدّد. إنّ هذا الجيل الجديد من الطوّافات البحرية NH90، أي Sea Lion، قد استفاد من الخبرات التي حصّلتها دول أخرى كانت تستخدم هذه المنصّة».

وتؤكّد Airbus على أنّ طوّافة Sea Lion لديها مزيد من المستشعرات وأجهزة ملاحة واتصالات أفضل مقارنةً باشتقاقات NH90 السابقة، ما يُمكِّنها من العمل في مجالٍ جوّي مدني، كما جرى تحديث نظام «التعرُّف إلى الصديق من العدو» IFF.

وتمهيداً لقبول الطوّافة، تُخضِع البحرية المذكورة الطواقم الجوّية وخبراء الصيانة لدورات تدريبية، كما تُطوِّر بُنية تحتية ومباني جديدة في القاعدة الجوّية البحرية في نوردهولز  Nordholz، حيث ستجثم هذه الطوّافات.

وقال نائب الأدميرال البحري أندرياس كراوس Andreas Krause: «تتطلّع البحرية قُدُماً، بكونها العميل الأول، لاستلام طوّافات NH90 Sea Lion في الوقت المحدّد مع نهاية العام 2019. إنّنا نتوقّع حالياً مرحلة اختبار ناجحة».

وفيما يُنتَظر دخولها الخدمة في العام 2022، من المتوقّع أن تتولّى طوّافة Sea Lion مجموعة واسعة من الأدوار من بينها «البحث والإنقاذ» SAR، والاستطلاع البحري، ومهام القوات الخاصة فضلاً عن نقل الجنود والشحن. وإلى جانب العمل انطلاقاً من قواعد برّية، ستُحلِّق Sea Lion أيضاً من على متن سفن الدعم القتالي Type 702 (فئة Berlin) لدى البحرية الألمانية. كما من المقرّر أن يبدأ هذا الصيف الإنتاج المتوالي لهذه الطوّافات في مصنع شركة Airbus Helicopters في «دوناوورث» Donauwörth.

طوّافة Panther الجيل الجديد لإندونيسيا والمكسيك

في حين أنّ NH90 هي طوّافة عسكرية بالكامل بُنيت باشتقاقات تكتيكية بحرية وبرّية، فإنّ شركة Airbus توفّر أيضاً اشتقاقاتٍ عسكرية لطوّافات تجارية لمهامٍ بحرية، بما في ذلك طوّافة «بانثر» AS565 Panther، وهي اشتقاق من طوّافة «دوفن» Dauphin. وأعلنت الشركة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، عن تسليم الطوّافات الثلاث الأولى من أصل 11 طوّافة AS565 MBe Panther إلى شركة «ب تي ديرغانتارا إندونيسيا» PT Dirgantara Indonesia، التي بدورها يُستكمل تجهيزها وتسليمها للبحرية الإندونيسية. يذكر أن الأخيرة طلبت هذه الطوافات في العام 2014 ومن المقرّر أن تتسلمها جميعاً بحلول العام 2018.

وبصفتها شريكاً منذ نحو 40 عاماً مع Airbus Helicopters، ستُمثِّل شركة PT Dirgantara Indonesia هيئة التصميم لطوّافات AS565 MBe. وستقوم الشركة بإعادة تجميع الطوّافات وتجهيزها بمعدّات المهام، وعلى الأخص طقم «الحرب المضادة للغوّاصات» ASW الذي سيشمل أنظمة سونار غاطسة وأنظمة إطلاق طوربيد.

وقال بودي سانتوسو  Budi Santoso، رئيس شركة PT Dirgantara Indonesia ومديرها التنفيذي: «نحن نعملُ مع Airbus Helicopters في العديد من المشاريع منذ سنواتٍ عديدة، ويُظهِر هذا الإنجاز اليوم على نحو أفضل مدى التزام الشركتين بهذا البرنامج. نتطلّع قُدُماً لتسلُّم هذه الطوّافات الخضر في باندونغ  Bandung، حيث إنّنا جاهزون لبدء تركيب معدّات المهام، والتأهيل والمصادقة اللاحقَين لطوّافتنا المستقبلية الخاصة بالحرب المضادة للغوّاصات».

ويقدم محرّكان من نوع Safran Arriel 2N أداءً أمثل في حالات المرتفعات والحر الشديد، على حدّ قول Airbus، ويُمكِّنانها من تحقيق سرعة قصوى تصل إلى 165 عقدة إضافةً إلى مدى يصل إلى 780 كيلومتراً. وهما يدفعان نظام دوّار رئيسي من المواد المركّبة Starflex رباعي الشفرات عبر علبة تروس رئيسية جديدة، وكذلك الجيل الأحدث من دوّار الذيل المصنوع من مادة Fenestron وطيّار آلي رباعي المحاور يُخفِّض من عبء العمل على الطاقم.

والعميل الأول لاشتقاق Panther الأحدث هذا هو البحرية المكسيكية، التي تلقّت أولى طوّافات AS565 MBe قبل شهرين من تقديم إندونيسيا طلبها للحصول على 11 من هذه الطوّافات في العام 2014، كما أعلنت شركة Airbus Helicopters في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، أنها ستقوم بتسليم الطوّافات المتبقيّة مع مطلع العام 2018.

تُركِّز طوّافة H225M من Airbus Helicopters، على المراقبة البحرية و«الحرب المضادة لسفن السطح» ASuW، حيث يُستخدَم في المهمة الأخيرة زوج من صواريخ MBDA AM39 Exocet
العرض الأول لطوّافة القتال البحرية البرازيلية H225M

جاء العرض الأول للاشتقاق القتالي البحري الأول لطوّافة H225M من Airbus Helicopters، وهو عضو من عائلة طوّافات Super Puma/Cougar، في مدينة إيتاجوبا Itajubá البرازيلية في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2016. وهذه الطوّافة المتعدّدة المهام، التي جرى تطويرها وبناؤها لصالح مطلب البحرية البرازيلية من قِبَل شركة «هيليبراس» Helibras المحلية المتفرّعة من Airbus Helicopters، تقتصر أعمال هذه الطوافة على المراقبة البحرية و«الحرب المضادة لسفن السطح» ASuW، حيث يُستخدَم في المهمة الأخيرة زوج من صواريخ MBDA AM39 Exocet التي سيُجهَّز بهما هذا الاشتقاق.

وطوّرت شركة Helibras نظام المهام، وهو يدمج معاً رادار AN/APS-143 OceanEye من شركة «تليفونكس» Telephonics، و«إجراءات الدعم الإلكترونية» ESM وقدرات استخبارات الإشارة، ومتلقِّي «نظام تحديد الهويّة الأوتوماتيكي» AIS لمعالجة الإشعاعات من سفنٍ متعاونة، ومعلوماتٍ تُقدَّم من هذه السفن إلى المُشغِّل من خلال محطة أو منضدة خاصة في المقصورة الخلفية.

ومن المقرّر أن يتم تسليم طوّافة H225M البحرية القتالية الأولى العام المقبل عقب اختبارات عسكرية للمصادقة عليها، وهي تُشكِّل جزءاً من طلب أكبر لـِ 50 طوّافة من هذا النوع بإعدادات مختلفة، من بينها 26 وحدة جرى تسليمها إلى الجيش والبحرية وسلاح الجو البرازيلي أثناء هذا الإعلان.

وتتولّى شركة Helibras في إيتاجوبا المسؤولية الكاملة لتجميع طوّافات H225M البرازيلية كافةً، وهي مهمة تشمل إدماج أنظمة المهام، واختبار التحليق وإجراءات القبول الصناعي. وتُشارك أكثر من 37 شركة برازيلية في سلسلة الإمداد التي استحدثتها Helibras بهدف ضمان %50 من صنع برازيلي بحلول العام 2020.

وجاء كشف النقاب عن الاشتقاق البحري القتالي البرازيلي الأول للطوّافة بُعيد إعلان الكويت عن قرارها شراء 30 طوّافة خدمة من نوع H225M Caracal المتعدّدة الأدوار التي من المقرّر أن تخدم في العديد من المهام بما في ذلك العمليات البحرية، وعمليات البحث والإنقاذ القتالية، والإخلاء الطبي والنقل العسكري لصالح سلاح الجو والحرس الوطني الكويتيين.

طوّافة Wildcat من Leonardo هي الاشتقاق الأحدث من Lynx، لكنّها في الحقيقة طوّافة جديدة بالكامل، وتبدو في الصورة مسلحة بـصاروخ FASGW من MBDA
تجديد أسطول البحرية البريطانية

وصل تجديد أسطول طوّافات البحرية الملكية البريطانية إلى معلم متقدم في الأشهر القليلة الماضية، مع تسليم طوّافة Leonardo Wildcat الأخيرة في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وإنجاز التحليق الأول لطوّافة Leonardo Merlin Mk4 في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.

وطوّافة AW101 Merlin Mk4 هي تحديثٌ أُجرِيَ على 25 طوّافة Mk3/Mk3A التي صُمِّمت لتعزيز قدرة طوّافات وحدة الكومندوس البرمائية لدى البحرية المذكورة في إطار «برنامج استدامة خدمة طوّافة Merlin».

 جرى تطوير طوّافة Merlin Mk4/4A بالكامل على نحو أمثل للعمليات من على متن السفن، وتتميّز بنظام الثني الأوتوماتيكي لشفرات الدوّار الرئيسي ونظام ثني دوّار الذيل، وتتشاطر إلكترونيات طيران قمرة القيادة مع اشتقاق Mk2 ASW، ما يعني خمس شاشات عرض مدمجة قياس 10 بوصة * 8 بوصة، وشاشتَين لمسيتَين للتحكُّم بأنظمة الطوّافة ومعدّات المهام، إضافةً إلى جهازَين للتحكُّم بمؤشر التسديد والتهديف.

وطوّافة Wildcat هي الاشتقاق الأحدث من Lynx، لكنّها في الحقيقة طوّافة جديدة بالكامل، جرى تسليم أولاها في العام 2009. وتمّ تحديث طوّافات Wildcat HMA 2 الـ 28 التي تسلّمتها البحرية الملكية على نحو أمثل للعمليات من على متن سفن صغيرة في أحوال جوّية قاسية ليلَ نهار. وباستطاعة الطوّافة استخدام مجموعة واسعة من الأسلحة بما في ذلك المدافع المركّبة في حاضن، أو رشّاشات مركّبة في حاضن أو على محور ارتكاز رأسي، وطوربيد، وحشوات تفجير في العمق، وصواريخ موجّهة وغير موجّهة مضادة لسفن السطح.

فجوة في قدرة الصاروخ

لطالما كان السلاح الرئيسي المضاد لسفن السطح المرتبط بعائلة Lynx هو الصاروخ المضاد للسفن  MBDA Sea Skua، وهو سلاح يوجَّه بالنبض الراداري شبه النشط SARH، المجرَّب قتالياً والذي باستطاعته تبييت طاقة رادار الطوّافة التي تنعكس عن الهدف. وهذا لم يعد مفهوماً تشغيلياً قابلاً للبقاء ضد الدفاعات الجوّية المعاصرة، ومن المقرّر أن يُسحَب Sea Skua من مخزون البحرية البريطانية هذا العام ولن يُستبدَل بـ «السلاح الموجَّه المستقبلي المضاد للسطح» FASGW الجديد على هيئة صاروخ MBDA Sea Venom قبل العام 2020 كأقرب حدٍّ، ما يستحدث فجوة في الدفاع الذاتي عن السفن.

وصاروخ Sea Venom زنة 110 كيلوغرامات، المطوَّر بالتعاون مع فرنسا، التي تنشدُ «صاروخاً خفيف الوزن مضاد للسفن» Anti-Navire Léger (ANL) لاستبدال صاروخ AS-15TT الموجَّه رادارياً وأوتوماتيكياً «على امتداد خط النظر»، قد صُمِّم لتحقيق مدى يزيد على 20 كيلومتراً بغية توفير قدرة تباعدية آمنة لمنصّة الإطلاق ويستهدف الاشتباك مع مجموعة أكبر من الأهداف مقارنةً بالصواريخ السابقة. ومع طول يصل إلى 2.5 متراً ورأس حربي يزن 30 كيلوغراماً يمكنه أن يؤمّن قدرة شبه خارقة للدروع، عصفية ومتشظِّية، تستهدف تدمير الأهداف التي تراوح ما بين الزوارق الصغيرة والسفن الحربية الكبيرة، سواء في البحر أو عند الموانئ فضلاً عن الأهداف البرّية الشاطئية. ويتميّز الرأس الباحث بالأشعة تحت الحمراء ببرمجيات معالجة متقدّمة للصور، في حين أنّ وصلة البيانات الراديوية تُمكِّن المُشغِّل من التأكُّد من الهدف الذي يُطبِق عليه السلاح، وإعادة تصحيح نقطة الارتطام أو التحوُّل إلى هدفٍ آخر.

الدنماركيون يتسلّمون أولى طوّافات Seahawk

اختارت الدنمارك استبدال أسطولها من الطوّافات البحرية Lynx بتسع طوّافات MH-60R Seahawk جديدة من Lockheed Martin، وقد تمّ تسليم الطوّافات الثلاث الأولى منها في العام الفائت. ويقع مقر الطوّافات الجديدة القادرة على الانطلاق من على متن سفن حربية تابعة للبحرية الدنماركية بما في ذلك الفرقاطات من فئة Iver Huitveldt، في قاعدة «كاروب» Karup الجوّية ويُشغِّلها «السرب الجوّي 723».

جهِّزت هذه الطوّافات للمراقبة البحرية، ومهام «الحرب المضادة لسفن السطح » AsuW، وحماية القوى وكذلك عمليات النقل والخدمة، بما في ذلك دعم حلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO في عمليات محاربة القرصنة. وستوفّر أيضاً في منطقة شمال الأطلسي والقطب الشمالي الدعم للمناطق النائية، والقيام بدوريات في المناطق الحدودية، وصيد الأسماك وتوفّر تغطية «بحث وإنقاذ» SAR. وتتوقّع البحرية المذكورة تلقِّي آخر طوّافة من طوّافات Seahawk التسع في العام 2018.

وجاء تسليم طوّافة MH-60R الأخيرة من أصل 24، التي جرى طلبها في العام 2011 لصالح البحرية الأسترالية، في 27 تموز/يوليو 2016. وخلال هذه الفترة، كانت البحرية الأسترالية مشغولة جداً، وفقاً للعميد البحري سكوت لوكي Scott Lockey، المدير العام لـ «أنظمة طيران البحرية». وقال لوكي عند الإعلان عن تسلُّم الطوّافة: «لقد نفّذت البحرية الأسترالية عمليات التحليق الثلاث الأولى من على متن السفينة، وأجرت العملية الأولى لإطلاق صاروخ Hellfire وكذلك نفّذت عملية ديبكس DIPEX ناجحة ضد غوّاصة من فئة Collins».

اختارت الدنمارك استبدال أسطولها من الطوّافات البحرية Lynx بتسع طوّافات MH-60R Seahawk جديدة من Lockheed Martin
إنجازٌ بحري كبير لطوّافة King Stallion

سجَّلَت جهود فيلق مشاة البحرية الأميركية لتجديد أسطول النقل الثقيل إنجازاً مهماً في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2016 حينما استكملت طوّافة CH-53K King Stallion من Lockheed Martin/Sikorsky اختبارها العملاني الأوّليّ عبر طيّارين من فيلق مشاة البحرية دعماً لقرار الإنتاج الأوّليّ بمعدلٍ منخفض المتوقّع هذا العام.

وتركَّزت الاختبارات على عمليات الحمولات الخارجية التي تصل إلى 12,200 كيلوغرام تحويماً، ومهمة ضمن نطاق شُعاع 110 أميال بحرية مع حمولة 5,422 كيلوغراماً إضافةً إلى عمليات إنزال وإخلاء جنود مجهَّزين للقتال، وحمولات داخلية وخارجية، وعملية «نظام تسليم تكتيكي لكمية كبيرة من الوقود» TBFDS وكذلك إعداد المحفّات الطبية.

وفيما تعود فترة الخدمة العملانية لسابقات هذه الطوّافات إلى عقودٍ عديدة مضت، ومع تنامي تعدُّدية استخداماتها، وتطوير أسلحة جديدة مع مرور الزمن، والاستخدام المتزايد لأنظمة تراكبية مفتوحة في إلكترونيات الطيران، فإنّ الجيل الأحدث من الطوّافات البحرية لا ريب سيبقى في الأجواء لفترةٍ طويلة آتية.

استكملت طوافة CH-53K King Stallion من Lockheed Martin/Sikorsky اختبارها العملاني الأوّليّ عبر طيّارين من فيلق مشاة البحرية دعماً لقرار الإنتاج الأوّليّ بمعدلٍ منخفض المتوقّع هذا العام
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2017
رقم الصفحة
58

أخر المقالات