الصواريخ والمدافع المحمولة جواً في الطوّافات القتالية

لا تنفكّ منتجاتٌ جديدة تدخل سوق تسليح الطوّافات القتالية، بما في ذلك الصواريخ ومنصّات الإطلاق والمدافع الرشّاشة المتوافرة للمُشغِّلين العسكريين، وما يتضمَّن ذلك من تأثيراتٍ محفِّزة تكمن خلف تطويرها، وهو ما ألقت عليه مجلة «شيبارد»  نظرة من كثب في نشرتها المتخصِّصة «ديفنس هليكوبتر».

ينبغي تصميم أية معدّات جديدة لتركيبها على الطوّافات مع الأخذ في الاعتبار عوائق الحجم والوزن. كما ينبغي على مُصنِّعي الأسلحة وبُنَى الدعم أنْ يأخذوا في الحسبان متطلّبات المهمة الخاصة والقدرة على الفتك المطلوبة للطوّافات الهجومية.

الدقّة الحاسمة

تُشكِّل الدقّة بالنسبة إلى منصّات إطلاق الصواريخ غير الموجهة (الحشوات الصاروخية)  عاملاً حاسماً، لضمان إصاباتٍ دقيقة في الهدف مع الحدّ من الأضرار الجانبية. وقال تيم مور Tim Moore، مدير تطوير «نظام إدارة الطيران»  FMS لدى شركة «أرنولد ديفنس» Arnold Defense، إنّ الدقّة كانت محط التركيز الرئيسي في تطوير الطراز الأحدث من المنصّات لدى الشركة وهو LWL-12A.

وأضاف: «ينبغي على القادة أنْ يكونوا على بينة من الحقيقة التي مفادها أنّ ليس تأثير التدمير المباشر فحسب هو ما يقومون بإحداثه في الهدف بل أيضاً التأثير الناعم/ غير المباشر بعد الإصابة وما يعني ذلك للرأي العام الوطني والسياسي على حدٍّ سواء». وتابع: «لذا ينبغي الاحتفاظ بالقدرة على ضرب الأهداف بكلّ دقّة بعيداً عن نطاق الأضرار الجانبية المحدودة إذ أصبحنا مُلامِين على ما نقوم به تحت أضواء وسائل الإعلام أكثر فأكثر».

وقد استُخدِمَ قاذف الصواريخ الخفيف الوزن LWL-12 من قِبَل القوات الخاصة الأميركية لسنوات عديدة، وقد أوضحت الشركة المُصنِّعة Arnold Defense أنّ هذه المنصّة قد تمّ تأهيلها طيرانياً في إطار اختبار نظام الأسلحة الإجمالي على متن الطوّافة S-70 في ميدان التجارب «يوما» Yuma بولاية أريزونا.

وأكّدت الشركة أنّ لهذا الطراز اشتقاقاتٍ عديدة: الأساسي LWL-12؛ والتناظري LWL-12A؛ والرقمي LWL-12D؛ وقاذف المدى الممدَّد LWL-12L لصالح «أنظمة الأسلحة المتقدِّمة ذات الدقّة العالية»  APKWS الذي سوف يحرك مركز الثقل إلى موقع مؤاتٍ للمحافظة على ايرودينامية الطوّافة بحسب مصنّع المعدات الأصلي OEM. ومع ذلك، فإن الوحدة التناظرية LWL-12A هي قيد الإنتاج حالياً.

نفذت LWL-12 عروضها على متن مجموعة من طوّافات «القوّات الخاصة» الأميركية، بما في ذلك طوّافتا MH-60 Black Hawk و MH-6 Little Bird. وأكّد كريس فريلمان Chris Frillman، مدير برامج أنظمة الأسلحة لدى شركة Arnold Defense، أنّ «فوج طيران العمليات الخاصة»  SOAR الـ 160 كان المُشغِّل الأول الذي يعمل على تكييف طوّافة «بلاك هوك» Black Hawk لتصبح طوّافة هجومية مسلَّحة متوسطة.

وتستضيف منصّة أو قاذف الإطلاق 12 صاروخ عيار 2.75 بوصة أو70 ملم ويبلغ وزنها فارغة نحو 28.6 كيلوغراماً، ما يجعل منها مقبولة لدى المُشغِّلين الذين ينشدون قوة أكبر لقاء وزنٍ أقل. وفي السنوات الأخيرة عجزت طوّافات خفيفة الوزن على غرار Bell 407 و Boeing AH-6 عن نقل حمولات صواريخ أكبر حجماً وذلك بسبب مسائل تتعلَّق بالوزن، لكن الآن بعد تجهيزها بمحرّكاتٍ أكثر قوة وفي ظل التصميم الأخف وزناً لمنصّة LWL-12A، بات بإمكانها أن تُحلِّق بمنصَّتَيْ إطلاق تتضمّنان في الإجمال 24 صاروخاً.

وقد خضعت منصّة LWL-12A للاختبار من قِبَل شركة «أل-3 ويسكام» L-3 Wescam بالولايات المتحدة في ميدان الاختبار «يوما»، دعماً لـ «نظام أسلحة المهمة القابل للتعديل» الخاص بالشركة. وشمل الاختبار منصّة LWL-12A، وصواريخ AGM-114 Hellfire والرشّاشات الدوارة الخفيفة Dillon M134، بحسب الشركة.

Airbus Helicopters
مخالبٌ جديدة للصقور العربية!

كان الهدف الرئيسي من حاضن LWL-12A هو استخدامه على متن طوّافة Bell 407، خصوصاً اشتقاق MRH (الطوّافة المتعدِّدة الأدوار) الذي طوّرته شركة «نورثستار أفييشن» Northstar Aviation ومقرّها الإمارات العربية المتحدة. ومن الطبيعي أن يكون السوق الأوسع لمنصّة LWL-12A هي طوّافة Black Hawk، التي تتَّسِم بآفاقٍ أوسع لدى مشغِّلين في الأردن والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن الولايات المتحدة.

وأكّدت شركة Arnold Defense أنّه إضافةً إلى القوّات المسلّحة الخاصة الأميركية ثمة اهتمام عالمي كبير بمنتجها خصوصاً من دول شرق أوسطية. ويبقى هذا المنتج أيضاً أساسياً للسوق الأميركية إذ إنّه لم يتوافر حتى الآونة الأخيرة منصّات صواريخ محمولة جوّاً تتسع لـ 7 أو 19 صاروخاً، على غرار منصّة الشركة M261.

وقال فريلمان إنّ منصّة الإطلاق LWL-12A بصواريخها الـ 12 تُوازِن احتياجات الوزن المخفَّض والقوة النارية المتزايدة. ويمكن استخدامها في طوّافات الهجوم المسلَّحة الثقيلة حيث لعامل الوقت في إصابة الهدف أهمية قصوى، إذ إنّ المنصّة تُخفِّض عبء الوزن بنحو %40. كما يمكن استخدامها في مهام الهجوم الخفيف والاستطلاع المسلَّح حيث ترتدي القوة النارية أهمية بالغة. وتوفَّر منصّة LWL-12A قوة نارية أكثر بنسبة %40 من منصّة M260 السُباعية القواذف.

ويؤكِّد فريلمان أنّ امتلاك منصّة إطلاق من ذوات الطلقات الـ 12 يمنَح المُشغِّل مزيداً من الخيارات والصواريخ للاشتباك مع مجموعة أكبر من الأهداف، ما يُعزِّز فعالية وكفاية المهمة.

 -	جرى تأهيل منصة الإطلاق FZ220 صنع Thales للاستخدام من على متن الطوافة الخفيفة MD 530G
Thales وخفّة المواد المركَّبة

في جانبٍ آخر من سوق منصّات الإطلاق، أعلنت شركة «تاليس» Thales في نيسان/ أبريل العام 2018 أنّ طرازها FZ220 قد جرى تأهيله للاستخدام على متن الطوّافة الخفيفة MD 530G. وهذه المنصّة المصنوعة من المواد المركَّبة هي أخفّ بنحو %50 من منصّات الإطلاق المعدنية المماثلة، ولا تطالها مسائل البِلَى والتآكل وفقاً للمُصنِّع.

واختبرت Thales أيضاً رمي صواريخ عيار 70 ملم غير موجَّهة وأخرى موجَّهة ليزرياً باستخدام نظام إدارة السلاح HForce من صنع شركة «ايرباص هليكوبترز» Airbus Helicopters على متن طوّافة H145M.

BAE Systems

وتكنولوجيا الدقّة

من شأنّ تكنولوجيا الصواريخ الموجَّة ليزرياً APKWS من «ب أيه إي سيستمز» BAE Systems أنْ تُحوِّل الصواريخ التقليدية عيار 70 ملم إلى ذخائر فائقة الدقة وذلك بتركيب طقم التوجيه الليزري بين الرأس الحربي ومحرِّك الصاروخ غير الموجَّه.

ويُخفِّض الصاروخ من الأضرار الجانبية في المحيط القريب من الأهداف. ويُستَخدم نظام APKWS على متن مجموعة متنوّعة من الطوّافات بما في ذلك Boeing AH-64E Apache، وكذلك Bell UH-1، و AH-1، و MH-60R و MH-60S.

ووافقت شركة BAE في الآونة الأخيرة على صفقة بقيمة 175 مليون دولار مع البحرية الأميركية لتزويدها بأكثر من 7,000 صاروخ موجَّه ليزرياً APKWS. وجرى ذلك ضمن عقد غير محدَّد التسليم وغير محدَّد الكمية بقيمة 600 مليون دولار للعام 2016 لتزويد صواريخ APKWS لكلٍّ من «سلاح الجو الأميركي»، و«الجيش الأميركي»، و«فيلق مشاة البحرية الأميركية»، و«البحرية الأميركية»، فضلاً عن الدول الحليفة.

Boeing AH-64E Apache
إبراز المخالب الكبيرة

تتقصَّى شركة «بروفينس» Profense المُصنِّعة لمدفع «غاتلينغ» الرشّاش M134 Gatling طرقاً لمساعدة الرُّماة والطواقم عبر وسائل تخفيض الوزن لتركيب أسلحة إضافية على الطوّافة. وقال كايل فاغين Kyle Fagin، مدير المشروع لدى Profense، إنّ الشركة تتحرَّى عمليات وإجراءات تصنيع جديدة لخفض الوزن الإجمالي لأنّ ذلك يساعد من ناحية البدن والذخائر والوقود. ومثالٌ على ذلك هو تطوير الشركة للرشّاش الثقيل المشغَّل كهربائياً PF 50 عيار 12.7 ملم. ويعتمد هذا السلاح على تكنولوجيا مستخدمة في المدفع الرشّاش M134، وهو مدفعٌ رشّاش أوتوماتيكي يشغَّل كهربائياً مع معدَّل أو نمط رمي مستدام  يتجاوز 3,000 طلقة في الدقيقة. إضافة إلى ذلك ثمة نمط لإطلاق 4,500 طلقة في الدقيقة إذا ما تطلَّب المستخدم ذلك.

 -	المدفع الرشّاش M134 Gatling مركباً على طوافة UH-1y Huey
خفّة Northrop Grumman

في إطار تخفيض وزن المدفع الرشّاش للطوّافات الهجومية، تُصنِّع شركة «نورثروب غورمان» Northrop Grumman حالياً المدفع الرشّاش M230 Chain Gun الخفيف الوزن، بعد استحواذها الأخير على شركة «أوربيتال أيه تي كاي» Orbital ATK. ويُستَخدم هذا المدفع الرشّاش على متن طوّافات AH-64 Apache، وهو قادر على تدمير عربات مدرَّعة خفيفة حتى مدى يصل إلى 4,000 متر، بحسب الشركة.

ويبلغ نمط الرمي لهذا المدفع نحو 652 طلقة في الدقيقة، على الرغم من أنّ هطلاتٍ صغيرة من الطلقات فعّالة ضدّ مجموعة واسعة من الأهداف، كما تؤكِّد شركة Northrop Grumman. ويزن مدفع M230 نحو 59 كيلوغراماً.

وإضافةً إلى طوّافة Apache، يمكن استخدام هذا السلاح أيضاً على متن طوافة العمليات الخاصة الهجومية MH-60L لدى الجيش الأميركي، حيث يُركَّب المدفع الرشّاش على جانب الطوّافة، ما يُوفِّر قوة نيران إضافية عند اقتضاء الحاجة.

AH-64 Apache
الأجنحة المخفَّفة!

قامت شركة «يونيتك كومبوزيتس» Unitech Composites، بموجب عقد فازت به في العام 2014، بتسليم دفعة الإنتاج الأولى من «نظام دعم السلاح الخفيف الوزن المتعدِّد المراكن»  MLASS إلى «فوج طيران العمليات الخاصة»  SOAR الـ 160 في العام 2017، من أجل استخدامه على متن طوّافات MH-60M Black Hawk. وجرى في الإجمال تسليم تسع دفعات من هذا النظام إلى «قوات العمليات الخاصة» الأميركية.

وأُجريت اختبارات رمي حي في تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2017، بيدَ أنّ القوات المذكورة تتوق إلى تنفيذ تجارب إضافية قبل أن تُصادِق الحكومة الأميركية على أجنحة الدعم الخفيفة الوزن. وتزن حُجيرات الأسلحة المُصنَّعة من المواد المركّبة MLASS نحو 134 كليوغراماً وتبلغ أبعادها 48x71x178 سنتيمتراً.

 تُمَيْدِن الإمارات العربية المتحدة حالياً منتَج Sikorsky، لكنّ دان كيني Dan Kinney، مدير تنمية أعمال البرامج العسكرية لدى شركة Unitech يرى فرصةً في هذا البلد العربي الذي استلمَ طوّافات UH-60M جديدة مسلَّحة، فضلاً عن طُرُز أقدم. وأكّد أنّ الإمارات مهتمّة في وضع أجنحتنا الخفيفة على الطوّافات المذكورة آنفاً.

وتُبدي المملكة الأردنية أيضاً اهتماماً بأجنحة MLASS الخفيفة، وذلك بعدما تسلم 12 طوّافة Black Hawk في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير العام 2018.

MH-60M Black Hawk
خفّة الوزن أولاً والدقّة ثانياً

ما هو بيِّنٌ من خلال سلسلة إمداد الحلول التسليحية هو أهمية البُنَى الخفيفة الوزن - سواء كانت منصّات إطلاق، أو مدافع رشّاشة، أو رشّاشات و/أو أجنحة - وذلك لإتاحة المجال أمام سعة إضافية للوقود، وعددٍ أكبر لأفراد الطاقم أو كمية الذخائر الحاسمة لفعالية المهمة. ويتعيَّن على مُصنِّعي الأسلحة أن يأخذوا في الاعتبار الصورة بأكملها، ليس فقط الدقّة، بل أيضاً الإسهام الأوسع للمعدّات في إنجاح عمليات الطوّافة المسلَّحة.

المدن
الشخصيات
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2020
رقم الصفحة
40

أخر المقالات