الصواريخ الجوّالة: مهاجمة البرّ من البحر
لطالما أدَّت «الصواريخ الجوّالة المُطلَقة من البحر» Sea-Launched Cruise Missiles (SLCM) دوراً حتميّاً لا نظير له في جميع الأزمات الرئيسية تقريباً منذ حرب الخليج. ومع تنامي التحدّيات يجري تطوير صواريخ جوّالة متقدِّمة لمنصّات الإطلاق العمودية والمائلة من الغوّاصات والسفن المنتشرة في أعالي البحار، ومنها ما يفوق سرعة الصوت، وفقاً لِمَا كتبه لوكا باروزي Luca Peruzzi في النشرة المتخصِّصة «يوروبيان سيكيورتي أند ديفنس» European Security & Defence.
إنّ المدى الطويل والبصمة المنخفضة والدقّة العالية مقرونة بقدرات «جندي في الحلقة» man-in-the-loop متوافرة لمُجاراة الأوضاع الدينامية المتَّسِمة بنشاطٍ حَرَكي بما يتيح تنفيذ عمليات اجتثاثية دقيقة بعيداً عن الشاطئ في بيئاتٍ مَحمِيّة بدفاعات أو مكتظّة. لكنّ سيناريوهات الحرب الساحلية، المتَّصِفَة بكون الأهداف في البحر وعلى الشاطئ موجودة في بيئاتٍ محفوفة بالتشويش وأخرى دينامية متَّسِمة بنشاطٍ حَرَكي، قد حَثَّت مُصنِّعي ومُشغِّلي أنظمة الأسلحة إلى إجراء ليس فقط تحسيناتٍ على الصواريخ المضادة للسفن للتصدِّي لهذه السيناريوهات المتطلِّبة فحسب، بل أيضاً تطوير قدرات هجومية برّية لتوسيع نطاق الاستخدام العملاني لتلك الصواريخ في تصرُّف القائد. بيدَ أنّ سوق التصدير لهذه الأسلحة، الخاضعة لمعاهدات «نظام التحكُّم بتكنولوجيا الصواريخ» MTCR، تُحِدُّ من المدى والحمولة على التوالي إلى 300 كيلومتر و 500 كيلوغرام.
سيُواصِل «الصاروخ الجوّال المُطلَق من البحر توماهوك» Tomahawk SLCM المجرَّب ميدانياً كونه السلاح الأبرز في القدرات الهجومية الضاربة برّاً من البحر لدى البحرية الأميركية والبحرية المَلَكِيّة البريطانية، من خلال البرنامج التحديثي لإعادة مَنْح شهادة صلاحيّة منتصف عمر الصاروخ المخطَّط له فضلاً عن تحسيناتٍ وتعزيزاتٍ أخرى. وتتضمَّن تلك القدرة على العمل بحصانةٍ أكبر وسط بيئاتٍ تشويشية وأخرى «مانعة للدخول/ المنطقة المحرَّمة» Anti-Access/Area Denial (A2/AD)، وفي اعتماد رأسٍ باحثٍ جديد متعدِّد الأنماط للعمليات المضادة للسطح. ومع أكثر من 2,500 صاروخٍ أُطلِقت في خلال القتال وعمليات اختبار، لا يزال هذا «الصاروخ الجوّال المُطلَق من البحر» من صنع شركة «رايثيون» Raytheon قيد الخدمة على متن سفن وغوّاصات البحرية الأميركية وعلى الأخص اشتقاق Block 4 الأحدث من عائلة هذه الصواريخ أو اشتقاق الهجوم البرّي التكتيكي TOMAHAWK (TLAM) (بعدما تمّ سَحْب اشتقاق Block 3 من الخدمة في العام 2018)، فضلاً عن خدمته على متن غوّاصات البحرية المَلَكِيّة البريطانية.
وستحتفظ البحرية الأميركية بمخزونها من صواريخ الاشتقاق Block 4 حتى منتصف أو أواخر أربعينيات هذا القرن، من خلال فترة الخدمة أو العمر المتوقَّعة (30 عاما) وذلك عبر برنامجها التحديثي لإعادة مَنْح شهادة الصلاحية في منتصف عمر خدمة الصواريخ، بدءاً بتلك الصواريخ التي أُعيد نشرها عملانياً في الربع الأول من السنة المالية 2019. وثمة برنامج على خطٍّ موازٍ يتضمّن أيضاً مخزون المملكة المتحدة من تلك الصواريخ التي ستخضع لتحديثاتٍ على طقم الملاحة والاتصالات لتشمل هندسة اتصالات متقدّمة جديدة تستند إلى جهاز راديو «حل الصندوق الوحيد المدمج» ISBS وهوائيَين ساتليَين جديدَين (يُغطِّيان حيِّز «التردُّد فوق العالي» UHF الحالي وحيّزَ تردُّدٍ ثانياً) تستبدل الأنظمة الراهنة لمعالجة مسألة استبدال المكوِّنات المادية المتقادمة والبُنية التحتية للاتصالات المقرَّر إنهاء خدمتها.
كما سيتم طَرْح متلقِّي «نظام تحديد الموقع العالمي» GPS الذي يملك قدرة الإشارة العسكرية الجديدة M-code [الأكثر أماناً ومقاومةً للتشويش] أيضاً بدءاً من السنة المالية 2022 للعمل مع مجموعة سواتل نظام الـ GPS العسكرية الأميركية من الجيل التالي. ومن شأن البرنامج المُرتَقب «نظام الرأس الحربي المتعدِّد المفاعيل الانفجارية المشترك» JMEWS والتحسينات على الصاعق المموَّل بالتعاون بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أنْ يتيح التعامل مع متطلّبات تحييد أهدافٍ مُعادية ناشئة، بما في ذلك «الأهداف الصلبة والمتوارية عميقاً» HDBT.
وفي إطار برنامج قدرة إعادة النشر السريع للصاروخ البحري الضارب Maritime Strike TOMAHAWK، فازت شركة Raytheon أيضاً بعقدٍ في أيلول/سبتمبر العام 2017 لإدماج رأسٍ حربي جديد متعدّد أنماط التشغيل لتمكين الاشتباك مع أهداف بحريّة متحرِّكة في عددٍ من صواريخ Block IV يُحدَّد لاحقاً، على أن تبدأ عمليات التسليم بدءاً من السنة المالية 2022. كما وتُعتَمد تحسينات أساسية في البرمجيات والمكوّنات المادية في نظام التحكُّم بالسلاح على الشاطئ وعلى المنصّات البحرية. وإضافة إلى ذلك اختبرت البحرية الأميركية وشركة Raytheon في كانون الثاني/يناير العام 2017 القدرة على المتن (وكانت في الأساس على الشاطئ) للتخطيط والتلقيم والإطلاق والتحكُّم ما بعد الإطلاق بمهام السلاح TOMAHAWK بعمليتَي رمي للصاروخ من البحر، للتعامل مع عملياتٍ دينامية متَّسِمة بنشاطٍ حركي أو مُلِحّة، من دون دعمٍ من على الشاطئ. لكنّ شركة Raytheon تحتفظ بقدرات الإنتاج للمبيعات العسكرية الأجنبية في ما يتعدَّى المملكة المتحدة.
استخدمت البحرية الروسية للمرّة الأولى الصاروخ الجوّال المُطلَق من البحر Novator JSC KALIBR (المعروف بتسمية CLUB في سوق التصدير) في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2015 وفي العمليات اللاحقة طوال الأزمة السورية، إلى جانب تطوير أسطول سفن أصغر حجماً لكن ذات قدرات ضاربة أكبر نطاقاً، ما أحدثَ تأثيراً كبيراً في التوازن الاستراتيجي البحري العالمي. أمّا الصاروخ الجوّال للهجوم البرّي 3M-14، المطوَّر ضمن عائلة KALIBR أيضاً من أنظمة الأسلحة المضادة للسفن وللهجوم البرّي والمضادة للغوّاصات المُطلَقة من سفن السطح والغوّاصات (ويُسمَّى في الولايات المتحدة SS-N-30A) فيأتي في اشتقاق 3M-14T المُطلَق من سفن السطح واشتقاق 3M-14 المُطلَق من الغوّاصات، وهو يختلف عن صاروخ 3M-14T باستخدامه «حاوية الإطلاق المتنقِّلة» TLC، وهو يُلقَّم ويُرمَى من منصّات الإطلاق العمودية أو المائلة على حدٍّ سواء.
ويأتي صاروخ 3M-14، بطوله البالغ 8.9 أمتار مع حاوية TLC (6.2 أمتار من دونها)، ووزنه المقدَّر بنحو 3,150 كيلوغراماً (بدون الحاوية 1,696 كيلوغراماً)، مجهَّزاً بأجنحة قابلة للثَّنِي، وجهاز مُعزِّز للدفع وآخر لضبط الاستقرار على علو منخفض ما دون سرعة الصوت، ويبلغ مداه 1,500-2,000 كيلومتر (تُخفَّض إلى 275 كيلومتراً بحسب التصدير) وفقاً لوزارة الدفاع الروسية. ويستخدم الصاروخ للتوجيه والتهديف بيانات مبرمجة مسبقاً وملاحة بإشارة «دوبلر» Doppler / «القصور الذاتي»، وجهازَ تلقٍّ للملاحة بنظامَي GPS و«نظام ساتل الملاحة العالمي» GLONASS، وجهاز قياسٍ راداري للارتفاع، ونظام رصد للتضاريس، والرأس الباحث الراداري ARGS-14 للتوجيه الطرفي، الذي يُرشِد نحو الهدف رأساً حربياً متكاملاً زنة 450 كيلوغراماً. وثمة اشتقاقٌ جديد من «نظام الرمي المتعدّد الأغراض من السفن» (SGPS)، يضمّ أيضاً منصّات 3S-14، لصاروخ 3R-14 UKSK الواسع الانتشار قيد التطوير بغية إطلاق ليس فقط صاروخَي KALIBR و YAKHONT/BrahMos بل أيضاً أنواعٍ أخرى من أنظمة الأسلحة قيد الخدمة حالياً والأخرى المستقبلية، بما في ذلك صاروخ 3M22 ZIRCON. ونجد عائلة KALIBR ASCM/SLCM في الخدمة لدى كلّ من الصين والهند والجزائر وفيتنام، ويُروَّج في أسواق التصدير باشتقاقاتٍ جديدة، من بينها اشتقاق التلقيم/الإطلاق «حاوية الشحن المعيارية المُغلَقة» CLUB-K.
شَهِدَ العام 2017 أيضاً تطوُّراً كبيراً لبرامج قدرات مهاجمة البرّ من البحر شملت بحرياتٍ رئيسية في أنحاء العالم. فقد عَمَدت البحرية الفرنسية إلى إدماج «الصاروخ الجوّال البحري» Missile Croisière Naval (MdCN) المعروف أيضاً بتسمية NCM من شركة «مبدا» MBDA في الفرقاطات المتعدّدة المهام FREMM من فئة AQUITAINE. وبرنامج تطوير وإنتاج صاروخ MdCN، الذي انطلقَ في أواخر العام 2006 مع إشعار عقد «وكالة المشتريات الدفاعية الفرنسية» إلى مجموعة MBDA، قد سجَّل عدة تجارب رمي اختبارية وتأهيلية بدأت في العام 2010 ووصلت إلى ذروتها في تشرين الأول/أكتوبر العام 2014، أعقبها اختبار رمي ناجح اعتُبِرَ الأول لصاروخٍ جوّالٍ مصنوعٍ أوروبياً من على متن سفينة قتال أوروبية، تمثَّلت في فرقاطة AQUITAINE تابعة للبحرية الفرنسية، وذلك في شهر أيار/مايو العام 2015. وهذا الصاروخُ البحري الجوّال MdCN الثقيل الذي يُقارِب سرعة الصوت بطول 5.5 أمتار وزنة 1,400 كيلوغرام، المستَنِد إلى الهندسة العملانية للتهديف وتخطيط المهمّة للصاروخ الجوّال التباعُدي التقليدي المُطلَق جوّاً SCALP-EG/STORM SHADOW، ذو المقطع العَرَضِي الراداري المنخفض والهيكل الأسطواني الشكل بزعانفه وجُنيحاته المُنثَنية والمخصَّص للإطلاق من أنابيب الطوربيد قطر 533 ملم، يأتي مجهَّزاً برأسٍ حربي متكاملٍ زنة 250 كيلوغراماً وجهاز دفع نفّاثٍ تيربوي من نوع Microturbo TR50، ويصل مداه إلى نحو 1,000 كيلومتر بحسب أحدث الأرقام المصرَّح عنها.
ويتشارك صاروخ MdCN المزايا التالية مع نظام التوجيه SCALP-EG/STORM SHADOW، وهي: قدرات القصور الذاتي INS والملاحة بنظام GPS ومقارنة التضاريس المرصودة مع رأسٍ باحث ذي قدرة التصوير بالأشعة تحت الحمراء بقدرات «التعرُّف الأوتوماتيكي إلى الهدف» ATR، لإحراز دقّة إصابة متريّة في المرحلة النهائية للارتطام. وقد استُكمِلَت أولى عمليات تسليم صاروخ MdCN، القابلة للإطلاق من منصّات عمودية VLS ومن حاويات أنبوبية من السفن والغوّاصات على السواء، في شهر شباط/فبراير العام 2017، وتلتها دفعة أخرى في العام 2018، ومن ثمّ في السنتَين 2019 و 2020 لغوّاصات الهجوم النووي فئة BARRACUDA (SUFFREN). وذَكَرَت التقارير أنّ فرنسا قد روَّجَت في سوق التصدير لصاروخها MdCN لكلٍّ من بولندا وقطر.
انضمّت البحرية الهندية إلى النادي الضيّق للقوّات الحربية التي تنشر أنظمة سلاح ضاربة للبرّ من البحر في شهر نيسان/أبريل من العام 2018، مع اختبار الرمي الأول لاشتقاق الصاروخ الجوّال الفائق لسرعة الصوت لمهاجمة البرّ BrahMos من على متن فرقاطة من فئة TALWAR ضدّ هدفٍ مرتكزٍ برّاً.
ونظام BrahMos، الذي طوَّرته شركة «براهموس ايروسبايس» BrahMos Aerospace وهي مشروعٌ مشترك بين شركة «نيبو ماشينو ستروينيا» NPO Mashinostroeyenia الروسية و«مؤسّسة الأبحاث والتطوير الدفاعية الهندية» DRDO لإطلاقه من منصّاتٍ عديدة، والمشتَق من نظام السلاح الروسي P800 YAKHONT (3M55 ONIKS)، وهو صاروخٌ زنته 3,000 كيلوغرام وطوله 8.9 أمتار يُشغَّل على مرحلتَين بسرعةٍ تفوق سرعة الصوت (2.8 ماك) وبمدى يصل إلى 290 كيلومتراً الذي ازداد تدريجياً بعد انضمام الهند إلى معاهدة MTCR في العام 2016.
تعمل الحكومة الصينية والصناعة على تسويق اشتقاقات تصدير لصاروخ ASCM مخصَّصة للتطبيقات الضاربة للبرّ بما يُعطِي لمحة عن القدرات الوطنية الصينية إضافةً إلى المعلومات المحدودة حول قدرات «الصواريخ الجوّالة المُطلقة من البحر» SLCM. وفيما تحدُّ معاهدة MTCR من مدى اشتقاق التصدير، فإنّ الاشتقاقات الوطنية يمكن أن تكون ذات أمداءٍ أطول. وتعرض المجموعة الدفاعية المحلية «كاسيك» CASIC اشتقاقها للهجوم البرّي CM-602G الذي يمكن إطلاقه أيضاً من على متن السفن، من صاروخ C-602 ASCM ما دون سرعة الصوت الموجود حالياً في الخدمة لدى البحرية الصينية بتسمية YJ-62. ويشتمل صاروخ CM-602G بمداه البالغ 290 كيلومتراً ورأسه الحربي زنة 480 كيلوغراماً، على طقم توجيه INS/GPS أساسي مع قدرة اختيارية «جندي داخل الحلقة».
وفي العام 2016، كشفت مجموعة CASIC النقاب عن صاروخ CM-302 ASCM المطوَّر محلياً القادر على تحقيق سُرعات بين 1.5 و 3 ماك، وبذلك يقترب كثيراً من سرعة الصاروخ الموجود في الخدمة YJ-12، البالغ مداه 280 كيلومتراً مع رأسٍ حربي زنة 250 كيلوغراماً. وقد يؤدّي تطوير CASIC لصالح البحرية الأميركية صاروخ JY-18 الثلاثي المراحل ذي السرعة الفائقة لسرعة الصوت في المرحلة النهائية والمدى البالغ 537 كيلومتراً، المُتَماثل في تصميمه مع نظام السلاح الروسي KALIBR، إلى تطوير صاروخ جوّال مُطلَق من البحر دون سرعة الصوت. وفي هذا المجال، ذَكَرت التقارير أنّ المدمِّرة الجديدة Type 55 مسلَّحة باشتقاق ASCM مُطلَق عمودياً من الصاروخ الجوّال دون سرعة الصوت لمهاجمة البرّ DH-10/CJ-10 المُطلَق أرضاً، والبالغ مداه 2,000 كيلومتر.
لا ينفكّ صاروخ شركة MBDA اشتقاق Excocet MM 40 Block 3 ، الذي دخل الخدمة في أواخر العام 2010 ويجري تجهيزه أو تسليمه حالياً إلى أحد عشر عميلاً من بينهم البحرية الفرنسية، يستقطب عملاء جدداً على غرار «القوّات البحرية الأميرية القطرية»، التي طلبت في العام 2016 عدداً كبيراً من تلك الصواريخ لتطبيقاتٍ مستَنِدة إلى السفن والدفاعات الساحلية على حدٍّ سواء.
ويتميّز اشتقاق Block 3، بهيكله الذي يقلّ طوله عن 6 أمتار (مع جهاز تعزيز الدفع) ووزنه البالغ 780 كيلوغراماً، بنفّاثٍ تيربوي قوي من نوع Microturbo TRI-40 يوفِّر مدى عملاني ممدَّداً يبلغ نحو 200 كيلومتر. وتتيح حزمة الملاحة المشتركة المتقدِّمة INS/GPS، إضافةً إلى الرأس النشط بالتردُّد الراديوي، برمجةً ثلاثية الأبعاد لمراحل مسارات محسَّنة على نحو أمثل لهجماتٍ طرفيّة متزامنة لعدّة صواريخ ضدّ أهدافٍ في البرّ والبحر على حدٍّ سواء. لكنّ شركة MBDA تعمل على مزيدٍ من التحديث لقدرات عائلة صواريخ «إكزوسيت» EXOCET لمجاراة السيناريوهات والتهديدات العملانية الحالية والأخرى المستقبلية.
وجديرٌ بالذكر أنّ برنامج تطوير واختبار وإنتاج صاروخ MBDA Italia MARTE (ER) ذي المدى الممدَّد، المستَنِد إلى قدرة السلاح المتوسط المدى المضاد للسفن المُطلَق من منصّاتٍ عديدة العامل في السيناريوهات الساحلية وأعالي البحار، قد حَظِيَ بزخمٍ كبير بعدما مَنَحَت «القوّات البحرية الأميرية القَطَرية» عقداً في شهر أيلول/سبتمبر العام 2016 لإمداد نظام دفاع ساحلي يستند إلى هذا الصاروخ الجديد وسلاح EXOCCET MM40 BLOCK 3.
فازت شركة «ساب دينامكس» Saab Dynamics بعقدٍ من «إدارة العتاد الدفاعي السويدي» FMV في آذار/مارس العام 2017 لتزويد اشتقاقها الجديد من الجيل التالي من صاروخ RBS 15 ASM لكي تُجهَّز به فرقيطات البحرية السويدية من فئة VISBY والطائرات المقاتلة المتعدّدة الأدوار JAS GRIPEN E لسلاح الجو السويدي. وهذا الصاروخ الجديد الذي يُشبه من الخارج صاروخ RBS 15 من الجيل الحالي، هو تطويرٌ مُعاد الهندسة للصاروخ المضاد للغوّاصات الراهن RBS 15 Mk3، مشتملاً على تحسيناتٍ تكنولوجية في هيكله، وطقم الملاحة، ومعالجة بيانات المَسرى على متنه، إضافةً إلى الرأس الباحث العامل بالتردُّد الراديوي لتحسين القدرات في جميع الأحوال الجوّية وتطوير المدى بشكلٍ كبير، بفضل الوزن الأخفض الذي يعود إلى استخدام المواد المركَّبة في تصميم الهيكل.
وصاروخ RBS 15 Mk3 المُنتَج والمُروَّج له على نحو مشترك بين شركة «ساب» Saab السويدية وشركة «ديهل ب جي تي ديفنس» Diehl BGT Defence الألمانية، جارٍ تسليمه أو هو قيد الخدمة لدى البحريات السويدية والألمانية والبولندية وكذلك الجزائرية.
طوَّرت «وحدة أعمال أنظمة الصواريخ» لدى شركة «كونغسبيرغ ديفنس أند ايروسبايس» Kongsberg Defence & Aerospace للدفاع والجوفضاء النروجية، تلبيةً لمتطلّبات البحرية النروجية، الصاروخ البحري الضارب العالي الدقّة، والمنخفض الانكشافية، المُنطلَق مباشرة فوق سطح البحر Nytt SJØMÄLSMISSIL (NSM) القادر على العمل في البيئات الساحلية وأعالي البحار على حدٍّ سواء، وهو يتميّز عن معظم الصواريخ المنافِسة باشتماله على حزمة توجيه خامل متقدِّمة، تجمع معاً الملاحةَ المعزَّزة بنظام GPS والرأسَ الباحث ذا التصوير بالحيّز المزدوج وكذلك القدرة المستقلّة على التعرُّف إلى الهدف وإمكانية اختيار نقاط التهديف للتوجيه الطرفي. ويبلغ طوله 3.96 أمتار ووزن هيكله المصنوع من المواد المركّبة 407 كيلوغرامات، أمّا مداه فيزيد عن 200 كيلومتر.