التاكسي الجوي: المستقبل الواعد
لطالما نوقشت فكرة استغلال «التاكسي الطائر» (flying taxi) لاجتياز الأجواء فوق المدن المكتظة والمزدحمة بسرعة كبيرة، لكن تطوير المكونات المادية الضرورية أصبح الآن على قدم وساق. ومع ارتفاع وتيرة الطلبات للحصول على طائرات «الإقلاع والهبوط العموديين الكهربائيين» (eVTOL)، استطلع مايكل دوران ما هي الشركات التي أوشكت على تجسيد هذا الحلم إلى حقيقة.
تتغير المشهدية سريعاً في عالم «الحركة الجوية الحَضَرية» (UAM). وأخذ الصخب الإعلامي يُفسح في المجال أمام اختبارات فعلية للطيران، والتصديق ومنح شهادات القبول. ولا تزال هذه الخطوات من دون أرباح، لكن أموال الاستثمار لا تنفك تتدفق. وتستطلع هذه الدراسة ما الذي يقوم به اللاعبون الأساسيون الخمسة في عالم «الحركة الجوية الحَضَرية»، وتختبر مدى حماستهم في تلقي معلومات عملية مستقاة من الجهات المعنية وأصحاب الشأن في هذا الحقل. ويسود شعور لدى هؤلاء بأن «التاكسي الجوي» الأول سوف يحلق في الوقت المناسب في الصيف المقبل خلال فعاليات الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس Paris Olympics ]بين 26 تموز/يوليو و 11 آب/أغسطس[. ويشكل «اتحاد النقل الجوي المدني» Civil Air Transport Association (CIVATAgobal) الهيئة التجارية الدولية لقطاع «الحركة الجوية المتقدمة» (AAM)، ويهدف إلى تمكين عمليات «حركة جوية حَضَرية» (UAM) آمنة، ومُدرّة للربح ومسؤولة بيئياً. وأوضح فيليب باتروورث-هايز، مدير الاستراتيجية والاتصالات لدى اتحاد CIVATAglobal أنّ هناك أربع مسائل ينبغي التصدي لها قبل أن تُحقق «الحركة الجوية الحَضَرية» (UAM) هدفها في «أولمبياد» باريس صيف العام الفائت. وهي التكنولوجيا، والنظم أو القواعد، والمعايير، وقبول الهيئات العامة والمحلية. ومن الناحية التكنولوجية يعتقد باتروورث-هايز أنه ستكون ثمة «طائرة تاكسي» متوافرة خلال هذا العام، لكن ثمة مجالات أخرى يتعين العمل عليها بجهد مكثف. وقال: «هناك الكثير من القواعد والأنظمة على أعلى المستويات التي وضعتها «إدارة الطيران الاتحادي الأميركي» (FAA) و«الاتحاد الدولي للنقل الجوّي» (IATA)، لكن ما أن نبدأ بالبحث عن التفاصيل حتى تتبين لنا الثغر»، وأضاف «إنها أمور أساسية مثل نوع الرادار الذي سيدعم الطائرة، وما هي الاتصالات، وكذلك نظام الإشارة الذي سنستخدمه».
يلفت باتروورث-هايز إلى أن %80 من المعايير متوافرة، لكن هناك عناصر أساسية مثل الاتصالات يتعين إيجاد حل والتوافق عليه. وقال: «إن المسألة الرابعة هي الأكثر صعوبة، وتتعلق بموقف الهيئات والسلطات العامة والمحلية. إنها صناعة تشهد ضغوطاً، فمطوّرو التكنولوجيا يضغطون على تلك المجتمعات لتحقيق هذا الغرض، ويستطلعون مواقف تلك المجتمعات المعنية وتهيّؤها للقبول». وأشار أيضاً إلى الانفصال بين صناعة الطيران وطريقتها في تنفيذ الأمور من جهة ومقاربة «وادي السيليكون» (Silicon Valley) في تطوير التكنولوجيا من جهة أخرى. وأوضح «ترغب صناعة الطيران في معرفة كيف سيبدو عليه النظام الناضج كي نتمكّن من تطوير المعايير ونُظم وقواعد السلامة. ومن ثم هناك مقاربة «وادي السيليكون» ويتعلق ذلك بالهندسة المرنة وتطبيق أنظمة جديدة ما أن يكتمل تطويرها». لكنّ باتروورث-هايز عندما يلتقي بالجهات المعنية المؤثرة في هذه الصناعة، فإن الموقف الطاغي الذي يرصده هو أنهم يعلمون بأن هناك مسائل كثيرة يتعين حلها، لكنهم واثقون أيضاً من أن الحلول لا ريب ستنبثق. ويقول: «إن الزخم وكميات الأموال التي تُضخّ في هذه الصناعة الآن كبيرة جداً لدرجة أننا سنجد وسيلة لتطوير الخدمات الأولى»، وأضاف «إذا ما توجهت إلى الصين، فستجد أن ذلك يحدث بالفعل مع خدمات الطيران التجارية EHang، وفيما هم يفعلون ذلك، نتمكّن من التعلم». أما الأنباء المهمة لدى شركة «إيف» EVE UAM المختصة بـ «الحركة الجوية الحَضَرية»، والمتفرعة من شركة «إمبراير» Embraer، فهي أنها على وشك أن تصبح شركة عامة. ومن المتوقع أن يكون قد اكتمل التحول في الأعمال، الذي يتضمن اندماج شركة EVE مع شركة «زانيتي» Zanite المتخصصة بعمليات الاستحواذ لأغراض خاصة. وفي إطار عملية هذا التحول، ضمنت شركة Zanite، التي سيتغيّر اسمها إلى «إيف هولدينغ» EVE Holding، اتفاقيات من شأنها أن تستقطب 305 ملايين دولار عبر بيع الحصص إلى العديد من المستثمرين من القطاع الخاص. وستكون شركة Embraer المساهم الأكبر في شركة EVE Holding، ما يشكّل أكثر من %80 من هذه الشركة العامة. ويقع مقر شركة EVE في ولاية فلوريدا الأميركية، وكانت قد وقعت في آذار/مارس العام 2022 «خطاب نوايا» مع شركة الخطوط الجوية «غلوبال كروسينغ ايرلاينز» Global Crossing Airlines (GlobalX) لطلبية تصل إلى 200 طائرة ذات «إقلاع وهبوط عموديين كهربائيين» eVTOL من صنع شركة EVE. وتنشط شركة GlobalX بصفتها مقدم خدمات طيران للركاب «طائرة وطاقم وصيانة وتأمين» ACMI وكذلك كخطوط جوية للاستئجار الخاص (شارتر) Charter Airline Serving تخدم أسواق الولايات المتحدة، والكاريبي، وأميركا اللاتينية. وتقول شركة GlobalX إنها ستستخدم الطائرات ذات «الإقلاع والهبوط العموديين الكهربائيين» eVTOL في أنحاء جنوب فلوريدا من أجل استقطاب العملاء إلى رحلاتها في مطاري «فورت لاودردايل» Fort Lauderdale و«ميامي». كما ستنشط أيضاً محلياً في كل من «ميامي»، و«نابليس»، و«بالم بيتش» و«فلوريدا كيز». وفي أستراليا، عقدت EVE شراكة مع شركة «ناوتيلوس أفييشن» Nautilus Aviation لتسريع تطوير منظومة «حركة جوية حَضَرية» ودودة للبيئة. وقد طلبت Nautilus نحو 10 من طائرات eVTOL من شركة EVE لكي تبدأ رحلات طيران فوق منطقة «الحاجز المرجاني العظيم» (Great Barrier Reef) بحلول العام 2026. ويقع «الحاجز المرجاني العظيم» في منطقة حساسة ومهددة بيئياً، لذا فإن استخدام طائرات لا ضجيج لها ولا انبعاثات هناك سيكون ذا قيمة عالية. وشركة Nautilus هي مشغّل رائد للوفود السياحية على متن طوافات في المنطقة وبالتالي هي المرشّح الأمثل للعمل مع شركة EVE.
يقول كريس موريس، مؤسس ومالك شركة «موريس غروب» Morris Group، الشركة الأم لشركة Nautilus، إن الشراكة مع EVE تسرّع التقدم نحو تحقيق 100% من رحلات الطيران السياحية فوق «الحاجز المرجاني العظيم» عبر طائرات كهربائية منعدمة الانبعاثات. ويضيف موريس: «نعتقد أن النجاح الاقتصادي والاستدامة البيئية يتماشيان معاً، ويهدفان إلى تعزيز وإثراء البيئات التي نعمل فيها». ويتابع: «ستندمج تكنولوجيا eVTOL من شركة EVE على نحو سلس في عملياتنا لإتاحة مجموعة من التجارب السياحية المثيرة، المنعدمة الانبعاثات». ويكفي إلقاء نظرة على الأداء الأخير للشركة الأميركية «جوبي أفييشن» Joby Aviation المختصة بتكنولوجيا eVTOL، لتُشكّل خير دليل على كيفية عمل سوق «الحركة الجوية الحَضَرية» (UAM) اليوم. وعلى الرغم من تعرّض هذه الشركة لخسارة قدرها 294 مليون دولار على مدى الأعوام الفائتة، فإنها أنهت مثلاً العام 2021 مع تحقيق 1.3 مليار دولار نقداً واستثمارات على المدى القصير. وفي العام 2022، كان التركيز الأساسي للشركة منصبّاً على فوز تكنولوجيا eVTOL لديها بشهادة التصديق، وتطوير خط إنتاجها الأول لهذه الطائرات الكهربائية. وكان متوقعاً أن تُنفق في ذلك العام نحو 350 مليون دولار كنفقات تشغيل ومشتريات للمنشآت والمعدات. وفي آذار/مارس من ذلك العام، استأنفت شركة Joby اختبارات الطيران مع نموذجها الاختباري الثاني السابق للإنتاج بعد توقف جاء في أعقاب حادثة تعرضت لها الطائرة الأولى لتلك الشركة مطلع العام 2022. وقد حلّقت الطائرة الثانية للمرة الأولى في كانون الثاني/يناير من العام 2023 بعد تلقّي الإذن من «إدارة الطيران الاتحادي» وسلاح الجو الأميركي. وبحلول نهاية شهر آذار/مارس، سجّلت نحو 38 تحليقاً، وحققت سرعات تزيد على 90 ميلاً في الساعة (145 كيلومتراً في الساعة). وكانت شركة Joby قد سجّلت في العام 2021 تحليقاً لأكثر من 5,300 ميل (8,500 كيلومتر)، وحقّقت 65 تيرابايت من بيانات التجارب واختبرت فترة مكوث لهذه الطائرة الكهربائية لمسافة 154.6 ميلاً (248.8 كيلومتراً) بشحن كهربائي واحد. وفي خطوة أخرى نحو تحقيق خدمات «التاكسي الجوي»، أعلنت شركة Joby أنها كانت قد بدأت المرحلة الرابعة من أصل المراحل الخمس التي يتعين استكمالها لكي تتمكن من الحصول على شهادة الناقل الجوي Part 135 من «إدارة الطيران الاتحادي الأميركي». وتلحظ هذه المرحلة الأخيرة مراقبة ممثلين من إدارة FAA لمُدرّبي طيّاري شركة Joby وهم يقومون بالتدريب والإجراءات العملانية، باستخدام برنامج التدريب وكتيبات الإرشادات التي أعدتها الشركة. بالإضافة إلى الحصول على شهادة الإنتاج وشهادة خاصة بالطراز، فإن شهادة Part 135 هي واحدة من ثلاث مصادقات تحتاج إليها شركة Joby لتمكينها من بدء «خدمات الشراكة في الرحلات الجوية» ride sharing في خلال هذا العام. وفي آذار/مارس العام 2022، أصبحت الشركة الألمانية «فولوكوبتر» Volocopter أول مطوّر لطائرات eVTOL يُجري اختبارات طيران من قِبَل طواقم فرنسيين. وجاءت تجارب الطيران هذه، مع الطراز الاختباري 2X بنطاقه الكامل جزءاً من برنامج اختبار لـ «الحركة الجوية الحَضَرية» (UAM) على مدى أسبوع، وضمت شركات Volocopter، و Groupe ADP و RATP Group. ويعمل هؤلاء الشركاء معاً لإطلاق خدمات «تاكسي جوي» تجارية في الوقت المناسب. أُجريت اختبارات الطيران في «مطار بونتواز» (Pontoise Airport)، على بُعد 25 ميلاً (40 كيلومتراً) من باريس. واستغرق التحليق الأول خمس دقائق، حيث نفّذ كبير طيّاري الاختبارات بول ستون Paul Stone مجموعة من المناورات الجوية الأساسية، بما في ذلك الإقلاع العمودي، والطيران الأفقي، والتحويم والهبوط العمودي.
لفت كريستيان بوير Christian Bauer، المدير التجاري لدى شركة Volocopter، بعد الاختبارات تبين أن المُطوِّر قد برهن ريادته في باريس مجدداً. فقد كانت شركة Volocopter قد نفذت التحليق الأول أمام العامة في فرنسا لطائرة eVTOL عبر الطاقم خلال «منتدى باريس الجوي» في حزيران/يونيو العام 2021. وقال بوير: «أثبتنا من خلال التحليق بطائرتنا باشتقاق آهل بطاقم في مطار باريس، إحدى مدن الإطلاق الأول لهذه الطائرة، أنها ستُشكّل إضافة عملية لطرق جوية محتملة (من المطار إلى المدينة)». وكما هو الحال مع الطائرات ذات الدوار، سيُشكّل الضجيج مشكلة حينما يتعلق الأمر بقبول تحليق طائرة eVTOL في الأماكن الآهلة. فقد اشتمل برنامج مطار Pontoise على اختبارات ضجيج مكثفة باستخدام مستشعرات وُضعت على مسافات محسوبة ومتباعدة على طول مسار تحليق الطائرة. كما وُضعت المستشعرات على ارتفاعات مختلفة مركّبة على ساريات، ومنصات ثلاثية القوائم ومنشآت في المطار. ويُصار إلى إدخال بيانات الضجيج في برمجيات نمذجة modeling software لتوقع الضجيج الفعلي والمحسوس خلال المراحل المختلفة للطيران. وقد تمكنت شركة Volocopter من جمع 170 مليون دولار في أحدث جولة تمويل ليصل إجمالي تمويلها إلى 579 مليون دولار. وستستخدم الشركة هذه الأموال للحصول على شهادة المصادقة على الطيران وإطلاق نشاطاتها تجارياً. أما شركة «فيرتيكال ايروسبايس» Vertical Aerospace، المُدرجة في «بورصة نيويورك»، ومركزها مدينة «بريستول» البريطانية، فتؤكد أنها تقود سوق طائرات eVTOL من ناحية قيمة حجوزات طلباتها، التي تشمل 1,350 طائرة. وكانت شركة تأجير الطائرات «أفولون» Avolon قد أعلنت في آذار/مارس العام 2022 أنها قد أدخلت في الخدمة جميع طائرات VX4 eVTOL الـ 500 التي كانت قد طلبتها من شركة Vertical. وفي الواقع، فإن التزاماتها مع العملاء، بما في ذلك الخيارات، قد تجاوزت هذا الرقم بنحو 50. ومن بين هؤلاء العملاء شركات خطوط جوية رائدة على غرار «الخطوط الجوية اليابانية»، و «آير آسيا» AirAsia، و«غول» Gol البرازيلية. وفي الآونة الأخيرة، أضيفت مجموعة الطيران التركية «غوزين» Gözen إلى القائمة مع التزامٍ للحصول على 100 طائرة.
ثمة علاقة وطيدة بين شركتي Vertical و Avolon، يُرسّخها واقع أن المدير التنفيذي لشركة تأجير الطائرات Avolon، دومهنال سلاتيري (Domhnal Slattery)، انضم إلى مجلس إدارة Vertical بصفته رئيس المجلس غير التنفيذي في كانون الأول/ديسمبر العام 2021. أما العملاء الأساسيون الذين طلبوا مسبقاً طائرة VX4 مباشرة من شركة Vertical أو استحصلوا على حق شرائها، فمن بينهم «الخطوط الجوية الأميركية» American Airlines، وشركات الطيران «بريستاو» Bristow، و«إبيروجت» Iberojet، و«فيرجين أتلانتك» Virgin Atlantic، و«ماروبيني» Marubeni. والأكبر من بين تلك الصفقات هي صفقة «الخطوط الجوية الأميركية» American Airlines التي اشتملت على طلب مسبق للحصول على 250 طائرة، إضافة إلى خيار لِـ 150 طائرة. وفي نيسان/أبريل من ذلك العام، أعلنت شركة Vertical أن طائرة VX4 قد اجتازت شوطاً كبيراً نحو الحصول على شهادة تصديق من «وكالة سلامة الطيران في الاتحاد الأوروبي» (EUASA). وتُخطط الشركة المطورة لتشغيل هذه الطائرة في كل من المملكة المتحدة وأوروبا بدءاً من العام 2025. وما يُعزّز هذا الواقع أن «الوكالة الأوروبية للسلامة الجوّية» (EASA) قد وافقت تزامناً على إجازة منح شهادة «هيئة الطيران المدني» (Civil Aviation Authority) البريطانية لطائرة VX4. ويعني ذلك أن منح الشهادة للطائرة وإجراءات المصادقة عليها ستتم في آنٍ لدى الهيئتَين المذكورتَين. ومع العديد من العملاء في أنحاء العالم، تأمل شركة Vertical بأن عملية منح شهادة التصديق على طائراتها لدى «هيئة الطيران المدني» (CAA) و«الوكالة الأوروبية للسلامة الجوّية» (EASA) ستحظى بالقبول من قِبل أجهزة أخرى ناظمة للطيران، من بينها لا ريب «إدارة الطيران الاتحادي» (FAA) في الولايات المتحدة. وربما تستأثر الشركة الأميركية «آركر أفييشن» Archer Aviation، التي تأسست في العام 2018، بالحصة الأكبر من الطلبات المسبقة لطائرة eVTOL. فهي كانت قد كشفت في مطلع العام 2021 أن الخطوط الجوية «يونايتد ايرلاينز» United Airlines قد تقدمت بطلبية للحصول على 200 طائرة eVTOL بقيمة مليار دولار إضافة إلى خيارات شراء لنحو 100 طائرة أخرى بقيمة 500 مليون دولار. وقد سجّلت الطائرة ذات «الإقلاع والهبوط العموديين الكهربائيين» Maker eVTOL من شركة Archer، طيرانها «التحويمي» hover-in-place الأول في كانون الأول/ديسمبر العام 2021. وقد حظيت هذه الطائرة الاختبارية الثنائية المقاعد الذاتية الحركة بشهادة جدارة خاصة من «إدارة الطيران الاتحادي الأميركي» قبل ذلك ببضعة أسابيع، ما سمح للشركة ببدء اختبارات طيران. وقد أجرت «إدارة الطيران الاتحادي» (FAA) مراجعة شاملة لطائرة Maker للتأكد من أنها تلتزم بمعايير السلامة الوافية. وما أن حصلت شركة Archer على تلك المصادقة حتى تحركت سريعاً لإجراء تلك الاختبارات الجوية، وشمل التحليق الأول تسارعاً في الإقلاع من الأرض والتحويم فوق المكان قبل العودة إلى الأرض هبوطاً بسلام. وأذن ذلك باستكمال الاختبار الكامل الأول لأنظمة Archer والتثبت من أن صلاحية كل مكوناتها المادية والبرمجية تعمل على نحو صحيح للانطلاق بالطائرة وتحليقها في الأجواء.
طرحت الشركة في العام 2022 خططاً لتوسيع قدرات التحويم والوصول إلى ارتفاعات أعلى، قبل استهلال التوسع في قدرات انتقال طائرة Maker من نمط التحويم إلى التحليق في الأجواء. ولفت آدم غولدشتاين Adam Goldstein، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة Archer، بمناسبة التحليق الأول لطائرة Maker، إلى أن كل ما كانت تفعله الشركة يهدف إلى تطوير طائرة ومنظومة «حركة جوية حَضَرية» (UAM) ودودة للبيئة على حد سواء يمكنها أن تغيّر وجه السفر في ما بين المدن ووضع نظام جديد له. وأكد غولدشتاين «مع استكمال التحليق التحويمي الأول للطائرة، نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو الاقتراب من تحقيق هدفنا وإثبات قدرة شركة Archer على العمل بخطى سريعة من دون التضحية بالسلامة أو بالجودة. إن فريق عملنا يقف على أهبة الاستعداد لمواصلة تلك الخطى بينما نعمل حثيثاً لإطلاق خدمات جوية تحقق التشارك في الرحلة الجوية أو التاكسي الجوي في أواخر العام 2024».