أنظمة المدفعية الذاتية الحركة المجنزرة: تحول شامل إلى المدفع عيار 155 ملم/ كاليبر 52
على الرغم من أنّ أنظمة المدفعية المجنزرة لم تعد تحظى بالشعبية كشأنها في ما مضى، فإنها لا تزال فعالة مع اعتماد الذخيرة المناسبة. وقد تطرّق «كريستوفر أف فوس» في نشرة «آرمادا إنترناشونال»، إلى ماضي وواقع هذه الأنظمة المجنزرة.
فيما يسود اتجاه واضح نحو مشتريات تضم أنظمة المدفعية «الذاتية الحركة» self-propelled (SP) المدولبة من قِبل عدد متزايد من المستخدمين النهائيين، فلا يزال ثمة سوق لأنظمة المدفعية «الذاتية الحركة» المجنزرة، ولو أن هناك عدداً محدوداً من الخيارات لأنظمة جديدة بالكامل. وفي حين تُركز هذه المقالة في الأساس على المنصة المدفعية، فإنها فحسب جزء من نظام متكامل يشتمل على الذخيرة (المقذوف، الحشوة الدافعة والصاعق)، و«نظام إدارة الرمي» (FCS) على المنصة، وكذلك على مستوى بطارية مدفعية وفوج مدفعية وصولاً إلى المراقب الأمامي المتقدم، والأكثر أهمية من كل ذلك، نظام حيازة الهدف وإعادة الإمداد بالذخائر. ويُطالب المستخدمون النهائيون بمدى أبعد ودقة أكبر لكن المدى يعني أن معظم الأهداف تتعدى مدى رؤية المراقب الأمامي لذلك ثمة توكيد كبير على حيازة الهدف في الوقت الحقيقي وهو ما يمكن تنفيذه من قِبل مجموعة متنوعة من الوسائل، بما فيها الرادار، ونظام تحديد موقع الصوت، والحرب الإلكترونية والعربات الجوية غير الآهلة. وإضافة إلى تطوير وميدنة أنظمة جديدة، ثمة تركيز أكبر بكثير على تطوير الذخائر. ويمكن تحقيق أمداء أبعد باعتماد قذائف مدفعية عيار 155 ملم ذات «العقب المجوّف» Hollow Base (HB)، والمعززة صاروخياً Rocket Assisted (RA)، و«قذيفة المدى المُمدّد والكاليبر الكامل» Extended Range Full Bore (ERFB)، وتوليفات القذائف ذوات «المساعِدات الصاروخية» وعقب الحشوة الدافعة الانسيابية الحرارية [base bleed] BB، والأحدث منها القذائف عيار 155 ملم المشغّلة بمحرك نفاث انضغاطي. وهناك أيضاً قذائف مدفعية عيار 155 ملم صُممت لمهاجمة أسقف العربات المدرعة الضعيفة على غرار عربات من صنع «ب أيه إي سيستمز» BAE Systems/ و«نكستر بونوس» Nexter Bonus، وشركة «راينميتال» Rheinmetall الألمانية/ شركة «ديهيل ب. جي. تي. ديفنس سمارت» Diehl BGT Defence SMArt. وبينما تتميز أنظمة المدفعية الذاتية الحركة المدولبة بعدد من الخصائص، بما في ذلك أكلاف التشغيل والصيانة المتدنية والحركية الاستراتيجية الأكبر بفضل منصتها المدولبة لا المجنزرة، فإنّها تنطوي على عدد من المثالب والسيئات. ومن بين تلك السيئات حمولة الذخائر المخفضة. وخير مثال على ذلك هو نظام المدفعية الذاتي الحركة المجنزر الألماني PzH 2000 عيار 155 ملم/ كاليبر 52 من صنع شركة «كراوس مافي ويغمان» Krauss-Maffei Wegmann (KMW)، الذي ينقل 60 قذيفة وحشواتها الدافعة، بينما ينقل المدفع الفرنسي الأساسي CAESAR (6x6) عيار 155 ملم/ كاليبر 52 (السداسي الدفع) من شركة «نكستر» Nexter ، 18 قذيفة وحشواتها الدافعة. وفي معظم الحالات، ما خلا نظام المدفعية الذاتي الحركة المدولب BAE Systems Bofors Archer، يضطر الطاقم إلى الترجل من العربة لتشغيل النظام وهذا ما يستغرق وقتاً ويجعل الطاقم عرضة لنيران الأسلحة الخفيفة وشظايا القذائف. وعلى مدى سنوات عديدة، بقي نظام M109 عيار 155 ملم/ كاليبر39، الذي طوّرته الولايات المتحدة، نظام المدفعية الذاتي الحركة المعياري لدى معظم دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» (NATO) فضلاً عن العديد من الدول الأخرى حول العالم. وبالنسبة إلى بعض الدول، على سبيل المثال سويسرا، جاءت تحديثات تلك الأنظمة مع مجموعة كبيرة من التحسينات بما في ذلك السبطانة الأطول عيار 155 ملم/ كاليبر 47 لتوفير زيادة في المدى.
ونفذ عدد من المقاولين الدفاعيين، بمَا فيهم حالياً الشركة الأميركية BAE Systems، والشركة الإيطالية «أوتو ميلارا» Oto Melara (حالياً «ليوناردو» Leonardo)، والشركة الألمانية Rheinmetall، حزمة من برامج التحديث التي شملت تركيب سبطانة عيار 155 ملم/ كاليبر 52 تلبي متطلبات «مذكرة التفاهم البالستية المشتركة» (JBMoU). وحسبما هو معروف، لم يدخل أيٌّ من أنظمة M109 المحدّثة هذه الخدمة حتى تاريخه، ولو أنها تشكّل خطوة تغيير في القدرة من ناحية المدى. أما الشركة الهولندية المتوقّفة حالياً عن العمل «أر دي أم تكنولوجي» RDM Technology، فقد طوّرت حزمة تحديثات لنظام M109 تتضمن سبطانة عيار 155 ملم/ كاليبر 47 من صنع شركة «رواغ» RUAG كتلك التي جُهز بها نظام M109 المحدث لدى الجيش السويسري، وتسلمت الإمارات العربية المتحدة 85 نظاماً مماثلاً تحت مسمى M109L47، وقد استُكملت عمليات التسليم في العام 1999. أما ألمانيا، وعلى غرار العديد من الدول الأخرى، فإنها نشرت، إضافة إلى نظام المدفعية الذاتي الحركة M109 عيار 155 ملم/ كاليبر39، النظام الأميركي M107 عيار 175 ملم ونظام M110A2 عيار 203 ملم (ثماني بوصات). لكن جميع هذه الأنظمة قد أُخرِجت من الخدمة على مراحل. واحتُفظ بنظام M110A2 لفترة طويلة بسبب امتلاكه قدرة نووية تكتيكية. وعقب منافسة شديدة، اختُير نظام المدفعية الذاتي الحركة المجنزر PzH 2000 عيار 155 ملم/ كاليبر 52 من Krauss-Maffei Wegmann (KMW) لتلبية متطلبات الجيش الألماني، وقد تم تسليم ما مجموعه 185 نظاماً من خط إنتاج «كاسل» (Kassel) بين عامَي 1998 و 2002. وانخفض هذا العدد لاحقاً، إذ إن بعض الأنظمة قد جرى تمريرها إلى دول أخرى، من بينها كرواتيا (12)، وليتوانيا (21)، ومن ثم أخيراً أوكرانيا (تسلمت أنظمة مماثلة من ألمانيا وهولندا). وتمّ أيضاً تزويد اليونان بأنظمة PzH 2000 جديدة بالكامل (24)، وهنغاريا (24) مع توقع استكمال عمليات التسليم خلال الأشهر القليلة المقبلة)، وإيطاليا (2 من ألمانيا والباقي يُصنّع في إيطاليا من قِبل شركة Leonardo حالياً بموجب ترخيص)، وهولندا (57) وقطر (24). ولا تزال شركة KMW تنتظر عقداً محتملاً من الحكومة الألمانية على 100 نظام PzH 2000 مشيّدة حديثاً لصالح أوكرانيا، لكن لم تتلقَ تلك الشركة هذا العقد حتى مطلع 1 آب/ أغسطس العام 2023. وقد استُئنفَ إنتاج نظام PzH 2000 لصالح الجيش الألماني إذ تم في آذار/مارس العام 2023 إبرام عقد مع شركة KMW لشراء دفعة من 10 وحدات على أن يتم تسليمها بدءاً من العام 2025 إضافة إلى خيار للحصول على 18 وحدة إضافية سيتم تسليمها على ثلاث دفعات، تضم كل دفعة ست وحدات. وإضافة إلى ذلك، هناك عدد من التحديثات المخطط لها للمستقبل من أجل تخفيض أعداد الأنظمة الفرعية المتقادمة فضلاً عن تخفيض عديد الطاقم عبر أتمتة «نظام مناولة الذخيرة» (AHS). وفيما تشكّل شركة KMW المقاول الرئيسي لنظام PzH 2000، فإن الذخيرة عيار 155 ملم/ كاليبر52 والعناصر المرتبطة بها، فضلاً عن القذائف والحشوات، ستوفرها شركة «راينميتال وابونز أند ميونيشنز» Rheinmetall Weapons & Munitions. أما شركة Krauss-Maffei Wegmann، تلك التي بدأت قبل نحو 20 عاماً فحسب كمشروع استثماري خاص، فقد طوّرت «النظام المدفعي» (AGM)، وقد ظهر للمرة الأولى مدمجاً في خلفية عربة مجنزرة مخصصة لِـ «راجمة الصواريخ متعددة الإطلاق» M270 (MLRS) من فائض الجيش الأميركي. وجُهزت وحدة AGM بسبطانة عيار 155 ملم/ كاليبر 52 من صنع شركة Rheinmetall تملك القدرات البالستية ذاتها كشأن نظام PzH 2000 لكنها تُلقّم عبر نظام مناولة للذخيرة أوتوماتيكي بالكامل AHS مع وحدة نارية تتألف من 30 قذيفة عيار 155 ملم والحشوات الملازمة لها.
ويقوم بتوجيه السلاح نحو الهدف طاقم من جنديين يجلسان في مقصورة التحكم الأمامية المحمية. وقد جرى في الآونة الأخيرة إدماج هذا النظام المدفعي في خلفية «العربة المدرعة المتعددة الأدوار» (MRAV) الثمانية الدفع ARTEC Boxer (8x8) المدولبة طبعاً. وفي إطار منافسة شديدة، طوّرت شركة «فايكرز شيب بيلدينغ أند إنجينيرنغ ليمتد» Vickers Shipbuilding & Engineering Limited (VSEL)، التي باتت تُعرف اليوم بـ BAE Systems، النظام المدفعي الذاتي الحركة AS90 عيار 155 ملم/ كاليبر 39، وقد تم اختياره لاحقاً لاستبدال أنظمة M109 التي يستخدمها «اللواء المدفعي الملكي» Royal Artillery (RA) البريطاني. وتم في الإجمال تصنيع 179 مدفع AS90 في مدينة «باروين-فورنيس» (Barrowin-Furness) البريطانية، مع تصنيع الدفعة الأولى من خط الإنتاج في العام 1992، والدفعة الأخيرة في العام 1995. وكانت الذخائر عيار 155 ملم/ كاليبر 39 يُزوّدها «مصنع الذخائر الملكي» (Royal Ordnance Factory) في مدينة «نوتنغهام» (Nottingham)، الذي أُغلق منذ ذلك الحين. وقد أُخضع نظام AS90 للتجارب في عدد من الدول لكنه لم يحقق أية مبيعات تصدير فيما توقف التسويق قبل بضع سنوات. وقد تبنّت بولندا برج نظام AS90 لنظامها المدفعي الذاتي الحركة Krab SP، كما سيتبيّن لاحقاً. وكان من المتوقع أن يخضع نظام AS90 للتحديث بذخيرة عيار 155 ملم/ كاليبر 52 فضلاً عن «نظام الحشوة التراكبية» Modular Charge System (MCS) لاستبدال نظام الحشوة الكيسية أو الجِرابية القديمة، وقد تم اختبار هذا النظام لكن لم يُستخدم بعد. وأرسلت المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة دفعة من أنظمة AS90 عيار 155 ملم/ كاليبر 39 إلى أوكرانيا، التي شددت مراراً على بديلها الذي يُدعَى «منصة النيران المتنقّلة» Mobile Fires Platform (MFP) التي طوّرتها منظمة المعدات والدعم الدفاعيين «ديفنس إيكويبمانت أند سابورت» Defence Equipment & Support. وربما تكون المنصات البديلة مجنزرة أو مدولبة، ومن أجل جَسْر هوة القدرات بسبب نقل أنظمة AS90 إلى أوكرانيا، تتسلّم المملكة المتحدة دفعة من الأنظمة المدفعية Bofors Archer من شركة BAE Systems عيار 155 ملم المدولبة السداسية الدفع المستندة إلى شاحنة «فولفو» Volvo الملائمة لجميع التضاريس. وينشر الجيش البولندي حالياً نظاماً مدفعياً ذاتي الحركة تحت مسمى Krab عيار 155 ملم/ كاليبر 52 وهو يستند في الأساس إلى هيكل نظام K9 من صنع شركة «هانواها ديفنس» Hanwha Defense الكورية الجنوبية مجهزاً بطراز معدل من برج AS90 المصنوع في بولندا والمسلّح بذخائر الـ 155 ملم/ كاليبر 52، وهي أيضاً تصنعها في بولندا شركة HSW. وكانت تركيا إحدى الدول الأوروبية القليلة التي لم تستخدم سلسلة M109 الأميركية من أنظمة المدفعية ذاتية الحركة عيار 155 ملم، بل قامت، عوضاً عن ذلك، بتحديث الأنظمة المدفعية الأقدم عهداً M52 عيار 105 ملم و M44 عيار 155 ملم التي زوّدتها بها الولايات المتحدة.
وأصبح هذان النظامان يحملان تسمية M52T و M44T وقد جُهّزا معاً بذخيرة عيار 155 ملم/ كاليبر 39 فضلاً عن تحسينات أخرى من بينها مولّد طاقة ديزلي أكثر فعالية في استهلاك الوقود من محرّك البنزين الشديد الاستهلاك. وكانت تركيا على مدى سنوات تُصنّع نظام المدفعية الذاتي الحركة T-155 Firtina عيار 155 ملم/ كاليبر 52 وهو في الأساس النظام المدفعي K9 من صنع شركة Hanwha الكورية الجنوبية أيضاً، مطوّراً على نحو أمثل لتلبية متطلبات تركيا، وتستخدم تركيا بالفعل اشتقاقاً محدّثاً منه. وبينما لا تزال ذخائر الـ 155 ملم/ كاليبر 52 تُلبّي المدى الأقصى لِـ «مذكرة التفاهم البالستية المشتركة» JBMoU، فإن مدى رمي المقذوف M107 HE القديم لا يتعدى 11 ميلاً (18 كيلومتراً) بينما مدى رمي القذيفة M549A1 HE المعزّزة صاروخياً يزداد إلى أكثر من 18 ميلاً (30 كيلومتراً). ويتم إحراز المدى الأطول برمي «القذيفة الكاليبر الكامل والمدى المُمدّد وعقب الحشوة الدافعة الانسيابية» [لملء الفراغ في الضغط المنخفض خلف عقب القذيفة عند انطلاقها ما يحدّ من قوة طيرانها] Extended Range Full Bore Base Bleed وهو نحو 25 ميلاً (40 كيلومتراً). ويأتي نظام T-155 Firtina مدعوماً بـ «عربة بويراز لإعادة الإمداد بالذخيرة» Poyraz Ammunition Resupply Vehicle (ARV) التي تستخدم بعض مكونات فائض دبابات M48 لدى الجيش التركي لكنها تأتي مجهزة بمنشأة علوية جديدة مُحكمَة التلحيم welded superstructure. وتحمل هذه العربة في الإجمال 104 قذائف عيار 155 ملم التي يتم نقلها باستخدام جهاز ناقل تلسكوبي. ومن البديهي الاعتقاد بأن نظام المدفعية الذاتي الحركة PzH 2000 عيار 155 ملم/ كاليبر 52 التركي، هو كشأن دبابة القتال الرئيسية KMW Leopard 2 (MBT)، سيحظى بقبول معظم أعضاء حلف «الناتو». لكن في الآونة الأخيرة تضاعف الطلب على نظام Hanwha K9 Thunder عيار 155 ملم/ كاليبر 52، الذي طُوّر لملاقاة المتطلبات العملانية المحددة لدى جيش كوريا الجنوبية لإمداد أسطولها الكبير من أنظمة M109A3 عيار 155 ملم/ كاليبر 39، وذلك من قِبل عدد متزايد من الدول منها أستراليا، ومصر، وأستونيا، وفنلندا، والهند، والنروج وبولندا (هيكل البدن وأنظمة متكاملة). شهدت هذه الأنظمة تطويراً مستمراً من خلال نظامَي K9A1 و K9A2 اللذين جرى تطويرهما على نحو أمثل لتلبية المتطلبات المحددة لدى المستخدمين النهائيين. وقد نقلت بولندا بعض أنظمة Krab إلى أوكرانيا. وإضافة إلى نظام K9، طوّرت كوريا الجنوبية «عربة إعادة الإمداد بالذخيرة» K10 (ARV) التي باستطاعتها نقل 104 قذائف وحشوات عيار 155 ملم التي تلقّم مباشرة من القفص (bustle) الخلفي لبرج عربة نظام K9. وقد اختير نظام K10 أيضاً من قِبل عدد من الدول، من بينها أستراليا (نظام AS10)، والنروج وبولندا. وإضافة إلى ذلك، هناك «عربة التحكّم بتوجيه الرمي» (FDCV) تدعى K11 مركّبة على هيكل البدن ذاته، وقد طلبته مصر وبولندا. وعملت شركة BAE Systems في الولايات المتحدة على تطوير نظام M109 International الدولي إلى مرحلة النموذج الأولي، وهو يشتمل على عدد من التحسينات من بينها سبطانة عيار 155 ملم/ كاليبر 52، لكن لم تُبرم أية عقود تصدير وتوقّف تسويقه. وشهدت الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الأخيرة العديد من البدايات المتعثرة في تحديث أنظمتها المدفعية الأنبوبية الذاتية الحركة، ومن بينها نظام XM2001 Crusader عيار 155 ملم، الذي لو تمت ميدنته لكان نظام المدفعية الذاتي الحركة الأكثر تقدماً في العالم مع مدى بعيد جداً ومعدل رمي عالٍ.
ويلي ذلك نظام «المدفع في ما يتعدّى خط النظر» XM1203 (NLOS-C) عيار 155 ملم، وهو منصة الرمي غير المباشر ضمن «نظام القتال المستقبلي» Future Combat System الذي تم إلغاؤه. وفي الوقت الراهن، فإن نظام المدفعية الأنبوبي الموجود حالياً في الخدمة لدى الجيش الأميركي هو سلسلة BAE Systems M109 عيار 155 ملم/ كاليبر 39، الذي يمكن تعقب أصولها في الماضي إلى أكثر من 60 عاماً. ومنذ ذلك الحين، خضع نظام M109 لتحديثات متواصلة مع أحدث اشتقاق للإنتاج هو M109A7 Paladin، والمقاول الرئيسي في تطويره هو شركة BAE Systems لكنه لا يزال يحتفظ بسبطانة عيار 155 ملم/ كاليبر 39 ما يحدّ من مداه وفق المعايير السائدة اليوم. ويعود هذا النظام أساساً إلى برج M109A6 محدّث ومركّب على هيكل بدن جديد بالكامل، وهو يُمثل قدرة الرمي غير المباشر الرئيسية لدى «الفِرَق القتالية في اللواء المدرّع» لدى الجيش الأميركي. وجاء العقد الأول للحصول على نظام M109A7 في العام 2017، بينما أُبرم العقد الأحدث في تموز/يوليو العام 2022 لشراء 40 بطارية، تتألف من 40 نظام M109A7 المدفعي و 40 ناقلة ذخيرة M992A2، وهو ما يرفع إجمالي عدد الأنظمة المُباعة إلى 310 وحدات تبلغ قيمتها 1.9 مليار دولار. وكانت ناقلة الذخيرة M992 تُدعى في الأساس «عربة الدعم الميداني لذخائر المدفعية» (FAASV) لكنها اليوم يُشار إليها بتسمية «ناقلة الذخيرة المجنزرة» Carrier, Ammunition, Tracked (CAT).
وجرى إنتاج ودعم أنظمة M109A7/ M992A2 في مخزن «أنيستون» (Anniston) للجيش الأميركي، فضلاً عن منشآت BAE Systems في مدينة «يورك» (York) البريطانية، وفي الولايات المتحدة الأميركية في كل من «مينيابوليس» (Minneapolis) [بولاية مينيسوتا] الأميركية، ومدينة «ستيرلينغ هايتس» Sterling Heights [بولاية متشيغان]، وبلدة «إنديكوت» Endicott [بولاية نيويورك]، و«إلغين» Elgin [بولاية إلينوي] و«آيكين» Aiken [بولاية كارولينا الجنوبية]. لكن المثلبة الرئيسية في نظام M109A7 هو تجهيزه بذخيرة عيار 155 ملم/ كاليبر 39 بدل أن يُجهز بذخيرة عيار 155 ملم/ كاليبر 52 التي جهزت على مدى عقود عديدة بنظام PzH 2000 وغيرها من أنظمة المدفعية الذاتية الحركة الأخرى. وعكف الجيش الأميركي منذ سنوات على تطوير «النظام المدفعي الثقيل البعيد المدى» (ERCA) عيار 155 ملم، وهو يشتمل على السبطانة الأصلية عيار 155 ملم/ كاليبر 58 التي جرى تطويرها في «مختبر بينيت» (Benet Laboratory) وتصنيعها في [القاعدة العسكرية] «ووترفليت أرسينال» (Watervliet Arsenal) [بولاية نيويورك]، وكذلك المُلقّم الأوتوماتيكي المركّب خلف البرج لزيادة معدل الرمي والحد من متطلبات الطاقم. ويشتمل طقم الذخائر الجديد على قذيفة XM1113 RAP عيار 155 ملم ونظام حشوة جديد، ومن شأن هذه القذيفة أن تشكّل خطوة تغيير من ناحية المدى والدقة المتزايدة عندما تُجهّز بـ «طقم التوجيه الدقيق» M1156 (PGK)، من شركة «نورثروب غرومان» Northrop Grumman، الذي يُركّب على «أنف القذيفة».