أنظمة الإنذار المبكر والسيطرة المحمولة جواً
تعتبر طائرة الإنذار المبكر المحمول جواً AEW واحدة من أكثر الطرق المجزية اقتصادياً لمراقبة وضع دولة غير صديقة. وبغض النظر عما إذا كانت الطائرة في المياه الدولية أو في المجال الجوي الخاص بك، باستطاعة المشغلين الموجودين في الجزء الخلفي من الطائرة توجيه المستشعرات في الاتجاه المناسب، ومن ثم إعادة التموضع والعمل بناءً على البيانات الواردة.
هناك العديد من الخصائص لامتلاك هذه القدرة الجوية. وتُعدّ مراقبة أراضي الخصوم لكشف وتعقب الطائرات، أو السفن أو العربات في غاية الأهمية. كذلك فإن أداء أنظمة القيادة والسيطرة في ميدان القتال الجوي، عندما يتمكن الأفراد الموجودون على متن الطائرة من توجيه المقاتلين أو الطائرات الهجومية إلى أهدافها هو شيء آخر. أو بدلاً من ذلك يمكنهم إجراء المراقبة على أهداف برية أو بحرية، والتمييز بين القوات الحليفة والقوات المعادية لخفض فرص وقوع حوادث زرقاء –على– زرقاء Blue-on-blue.
باختصار يمكن لمنصات الإنذار المبكر المحمولة جواً AEW جمع المعلومات من مجموعة واسعة ومتنوعة من المصادر حول الأحوال الجوية والسطحية (سطح مياه البحر) الأخرى وتحليلها وتوزيعها. ويمكن التحكم في ميدان القتال الجوي التكتيكي، وتوفير التوجيه للطائرات المقاتلة وسفن القتال السطحي والعناصر البرية، فضلاً عن تقديم الدعم لطائرات على غرار الصهاريج الجوية ومنصات الاستخبارات.
توفر هذه الطائرات للجيوش عدداً من المزايا التكتيكية، أحدها، والتي غالباً ما يتم تجاهلها، هي القدرة على الرؤية الجوية داخل الوديان والتغلب على النقاط العمياء أو الثاوية إذا حجبت قِمَم الجبال موجات رادارات الدفاع الجوي المرتكزة أرضاً البعيدة المدى.
على الرغم من تسليم أول طائرة إلى القوات الجوية الأميركية USAF قبل 47 عاماً، فإن أكثر طائرات AEW شعبية هي نظام الإنذار المبكر والسيطرة المحمول جواً E-3 AWACS. وحالياً، فإن العملاء الخمسة الذين يشغّلون 60 طائرة نشطة هم: القوات الجوية الأميركية (31 طائرة تم خفضها إلى 24)، وحلف شمال الأطلسي (15)، والقوات الجوية الفرنسية (4)، والقوات الجوية الملكية البريطانية (5) والقوات الجوية الملكية السعودية (5).
يبلغ مدى طائرة E-3 نحو 5000 ميل، ويمكن زيادة هذا المدى من خلال إعادة التزود بالوقود جواً. وخضعت معظم طائرات E-3 إلى عمليات تحديث منتظمة للتغلب على التقادم ومواكبة التهديدات الناشئة. وتقوم القوات الجوية الأميركية، بموجب عقد بلغت قيمته 2.7 ملياري دولار، بتحديث 24 من أصل 31 طائرة E-3 مع نظام جديد أكثر تطوراً تحت مسمى Red Hat Linux لتحل محل أنظمة السبعينيات والثمانينيات المتقادمة الموجودة حالياً على متنها وبدأت عمليات تطوير E-3 Block 40/45 منذ العام 2003، ومن بين أمور أخرى، سيتم دمج المسارات الجوية، والبرية والبحرية في شاشة عرض ذات مستشعر واحد مدمج تتماشى مع معظم أنظمة الإنذار المبكر المحمولة جواً الحديثة. تم استخدام E-3G في القتال للمرة الأولى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، حيث يعتقد أن وجهتها كانت قاعدة العديد القطرية، حيث تم استخدامها لتنسيق الحملة الجوية المتعددة الجنسيات ضد «داعش» وتعقب الطائرات الروسية المحلّقة في الأجواء الروسية من دون استخدام مستجيبات تحديد هوية الصديق أو العدو IFF.
ويقوم حلف شمال الأطلسي أيضاً بتحديث 14 طائرة من طراز E-3 من جراء تركيب منضدات طيران ومجموعات إلكترونيات طيرانية جديدة التي ستحل محل الأنظمة التناظرية الخاصة بحقبة السبعينيات. وأعلنت شركة «بوينغ» Boeing في العام 2014 أنها فازت بعقد بلغت قيمته 257 مليون دولار أميركي لدمج خمس شاشات عرض بلورية رقمية بالألوان الكاملة مع بيانات الرادار والملاحة والمحرك القابلة للتفصيل. وقد بوشر العمل في هذا البرنامج في آب/ أغسطس 2016 وانتهى في العام 2018.
وفي أيار/ مايو 2017، أعلنت Boeing أنها أكملت «برنامج تطوير نظام الرادار» RSIP على أسطول طائرات E-3 AWACS التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، الذي بدأ كبرنامج تطوير مشترك بين الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي، وتشتمل المجموعة التي صممتها «نورثروب غرومان» Northrop Grumman على كمبيوتر رادار جديد، ولوحة صيانة للتحكم بالرادار وبرمجيات وأجهزة كهربائية وميكانيكية.
ووفقاً لبيان صحفي أصدرته Boeing، قال كيث بيرنز Keith Burns، مدير برامج AWACS السعودية في الشركة: «من شأن البرمجيات المحدثة، وأنماط تشغيل الرادار المتعددة وعمليات التحسين برمتها أن تشكل التحديث الأكثر أهمية لرادار AWACS منذ تطويره في سبعينيات القرن الماضي».
وفي حين أن معظم أساطيل E-3 العملانية كانت تخضع بانتظام للتحديث، إلا أن طائرات E-3 التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية لم تخضع لأية تحسينات في السنوات الأخيرة. وكان من الممكن حل هذا الأمر بموجب «مراجعة الدفاع والأمن الاستراتيجية للمملكة المتحدة» SDSR في العام 2015، والتي أعلنت أن طائرات E-3D Sentry AEW1 التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ستخضع لعمليات تحديث كبيرة بحلول العام 2025. ومع ذلك، اكتفى دين أندرو Dean Andrew قائد قوة ISTAR في سلاح الجو الملكي البريطاني بالتعليق التالي: «سواء كانت عمليات تحديث E-3 أو نظاماً جديداً أو أي شيء آخر في السوق يعتمد على القيمة مقابل المال». ويبدو أنه سيكون من الأسهل شراء طائرات AEW جديدة مع أنظمة أكثر تطوراً على متنها من تحديث طائرات E-3D الحالية.
يدعو الموقف الرسمي لسلاح الجو الملكي البريطاني إلى أن برنامج استدامة قدرة AWACS سيؤخذ في الاعتبار بعد دراسة كاملة للتهديدات الحالية والناشئة وبما يخدم مصالح الأمن القومي. وكانت إحدى نقاط الحوار الرئيسية خلال فعاليات معرض (RIAT) Royal International Air Tatoo، الذي انعقد في تموز/ يوليو 2018، هي استبدال طائرات AWACS البريطانية. وتعتبر طائرة Boeing E-7، وهي طراز AEW من طائرة Boeing 737-300، مفضّلة بشدة لسلاح الجو الملكي الأسترالي ولكن عرضها في RIAT خلال الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس سلاح الجو الملكي البريطاني أطلق إشاعات مفادها أن صفقة E-7 مع أستراليا تكاد تنتهي. ومع التزام سلاح الجو الملكي البريطاني بهيكل طائرة 737 آخر، على شكل Boeing P-8 Poseidon، ستكون هناك مزايا محددة لتحليق النوع نفسه من هذه الطائرات.
وفي الختام، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في الثاني والعشرين من آذار/مارس 2019 عن إبرامها صفقة لشراء خمس طائرات Boeing E-7S بقيمة 1.98 مليار دولار أميركي.
هناك ثلاث قوات جوية تستخدم حالياً E-7 هي: أستراليا (6 طائرات، تم تسليم الأولى في أيار/ مايو 2010)، وكوريا الجنوبية (4، تسلمت الطائرة الأولى في آب/ أغسطس 2011) وتركيا (4، تسلمت الطائرة الأولى في كانون الثاني/ يناير 2014). وتم تجهيز E-7 بـِ «القبعة العلوية» Top Hat معدلة تقع فوق بدن الطائرة، وهي تحمل رادار صفيف مسح إلكتروني متعدد الأدوار MESA متقدم. ويوجد على متن الطائرة عشر منضدات تحكم لطاقم المهام، وباستطاعة الطائرة، بحسب سلاح الجو الملكي الأسترالي، تغطية أربعة ملايين كيلومتر مربع خلال مهمة واحدة مدتها عشر ساعات، ويمكنها تغطية الأهداف البحرية والجوية بالتزامن، والذي يعتقد أن أنظمة E-3D قادرة على القيام بذلك الآن.
وبحسب ما قال أحد مهندسي Boeing: «الاختلاف الرئيسي بين Wedgetail و AWACS هو أنك لست مقيداً بدوار 360 درجة. المشكلة هنا هي كم من مقدار القوة تريد وضعها في مدى وصول الرادار الخاص بك، وهو إعداد يتناسب والمهمة. كما تسمح أيضاً وظائف تعريف الصديق من العدو IFF والرادار المدمجة للنظام بالوصول إلى أبعد من الأنظمة الأخرى في ميدان القتال الجوي لتشكيل إلمام بالوضع أكبر من هذا الميدان، يمكنك وضع الطاقة في بقعة المهمة المعهودة حيث يكون لديك الأولوية القصوى».
اليابان هي الدولة الوحيدة التي اشترت نظام إنذار مبكر وسيطرة محمول جواً AEW&C خاص بها، حيث تشغل أربع طائرات Boeing E-767 وعلى الرغم من المشاكل الأولية التي تمت تسويتها الآن. وقد أضافت إليها أربع طائرات E-D Hawkeyes، بكلفة 1.7 مليار دولار أميركي، والتي سوف تشمل المعدات ذات الصلة وقطع الغيار والدعم اللوجستي. وتم التعاقد على شراء أول طائرة بقيمة 151.3 مليون دولار في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. والجدير بالذكر أن تايوان تشغل ست طائرات E-2K Hawkeyes.
يبرز نجاح «غلوبال آي» GlobalEye AEW من شركة «ساب» SAAB كتهديد جديد لهيمنة Boeing. وقد تغلبت الطائرة السويدية على منافستيها Boeing E-7A و Northrop Grumman E-2D وفازت بعقد AEW الإماراتي الذي طال أمده. وتم الإعلان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 عن صفقة بقيمة 1.27 مليار دولار أميركي لشراء طائرتي GlobalEye، وأضيفت طائرة ثالثة بموجب عقد ثانٍ بقيمة 235 مليون دولار في شباط/ فبراير 2017. وتسلمت القوات الجوية الإماراتية الطائرة الأولى في التاسع والعشرين من نيسان/ أبريل 2020 والثانية في العشرين من أيلول/ سبتمبر الفائت.
وأوضح ماتس ويكسل مدير برنامج SAAB GlobalEye: «يمكننا رؤية أهداف صغيرة للغاية، على غرار الزوارق المطاطية والزلاجات المائية، وفي الجو يمكننا رؤية أهداف شبحية على أمداء أطول». لقد أصبح هذا ممكناً برادار صفيف المسح الإلكتروني النشط AESA المتعدد أنماط التشغيل ذات المدى الممدد Erieye ER الذي يعمل بالحيز S والمثبت على سطح بدن الطائرة. وتدعي SAAB أن لديه مدى رصد تم تحسينه بأكثر من %70 مقارنة بطراز الجيل السابق، يصل إلى 300 ميل (450 كيلومتر). هناك مستشعران آخران يعملان إلى جانب EriEye ER هما الرادار البحري Seaspray 7500 صنع «ليوناردو» Leonardo وبرج Star Safire 380 HD البصري الإلكتروني/ الأشعة تحت الحمراء EO/IR. ومن أجل تأدية مهامهم يجب أن تهبط الطائرة إلى نحو 5000 قدم. وباستطاعة الرادار تعقب ما يصل إلى 300 هدف، بينما يسمح Star Safire 380 HD للمشغلين في المقصورة الخلفية بالتركيز على أي شيء يثير الاهتمام.
لدى SAAB أكبر شبكة من مشغّلي AEW– هناك ثمانية مشغلين وثلاثة أنظمة: السويد (طائرتا SAAB 340)، البرازيل (ثلاث طائرات EMB 145/R-99)، اليونان (أربع EMB-145 H)، المكسيك (طائرة EMB 145 SA) ، باكستان (3 طائرات SAAB 2000 إضافة إلى 3 قيد الطلب)، المملكة العربية السعودية المعروفة بأنها لا تفصح عن عقودها الدفاعية (طائرتا SAAB 2000) والإمارات العربية المتحدة (طائرتا SAAB 340 وثلاث طائرات Bombardier 6000 GlobalEye).
أضافت القوات الجوية الباكستانية، التي تشغل نظام EriEye المركّب على طائرة SAAB 2000، أربع طائرات ZDK-03 Karakoram Eagles التي تم تسليمها بين عامي 2010و 2012. وتستخدم هذه الطائرات هيكل طائرة Shaanxi Y-9G مع قبة علوية. وقامت شركة CETC الصينية بتحديث هياكل طائرات Shaanxi Y-9G الأربعة لتلائم تركيب رادار AESA في القبة.
عرضت الشركة الصينية خلال فعاليات معرض Zhuhai للطيران 2016 طائرتين مختلفتين من الطراز Y-9 AEW&C، تضمنت KJ-500/ZDK06 مع قبة علوية في ساحة العروض الثابتة، بينما عرضت في جناحها طرازان من K/JE-03 نفسها، مع رادار اشعاع متوازن تم تقديمه بعدة ألوان مختلفة. وأظهر مقطع فيديو أيضاً تحسينات في قدرات نظام ZDK-06 الأحدث، التي وفّرت وسيلة أكثر مرونة للهجوم والدفاع. ومن خلال العمل مع المقاتلات، والعربات الجوية غير الآهلة، والسفن الحربية ومقار القيادة، يمكن لهذا النظام ربط بيانات المعلومات التي يرصدها على مسافات طويلة والعكس بالعكس، كما يمكنه ربط الصورة الجوية وكذلك بيانات الدفاعات الجوية الأرضية. ويقال إن ZDK-06 يقدم توجيهاً حتى منتصف المسار، وتحديث مسار الصاروخ في طريقه إلى هدف متحرك أيضاً.
يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بتشغيل أربع طائرات Gulfstream 550 معدلة بشكل كبير لمهام AEW. وتم تجهيز الطائرة المسماة EITAM بمجموعة EL/W-2085 المتعددة المستشعرات والتي توفر تغطية كاملة على مدار 360 درجة، مع هوائيات تعمل بالحيز S ذات النطاق الضيق في مقدمة وخلف الطائرة، وكذلك هوائيات الحيّز L ذات النطاق الأعرض المثبتة على جوانب طائرة G550 CAEW. وباستطاعة الطائرة المكوث في الجو لمدة عشر ساعات ويبلغ مداها 7000 كلم. العميل الأحدث لطائرة Gulfstream 550 هو سلاح الجو الإيطالي الذي تسلم طائرتين في العامين 2016/17 بموجب صفقة بقيمة 750 مليون دولار أبرمت في العام 2012.
شاركت «الصناعات الجوفضائية الإسرائيلية» IAI أيضاً في صفقة سلاح الجو الهندي للاستحواذ على ثلاث طائرات AEW&C من طراز Ilyushin II-76 المعروفة تحت مسمى A-50eHI - وتم طلب طائرتين إضافيتين في آذار/ مارس 2016. وبموجب صفقة بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار، تم تعديل هياكل الطائرات الثلاث الأولية II-76 من قبل IAI وشركتها الفرعية Elta في مطار تل أبيب مع تركيب نظام الرادار IAI EL/W-2090 AEW&C Phalcon بما فيه رادار AESA في قلب النظام. ويتم جمع البيانات بواسطة أجهزة الاستشعار الثلاثة الأخرى للنظام – الصفيف الممرحل لتعريف الصديق أو العدو IFF، و ESM/ELINT و CSM/COMINT– وتتم إحالتها بشكل متقاطع حيث عند رصد الهدف فإنها تبدأ تلقائياً ببحث نشط في ما بينها. والرادار قادر على تعقب عدة أهداف سريعة الحركة على مدى يصل إلى 400 كلم، وتضمن مجموعة الاتصالات وصلات آمنة بالصوت/ البيانات في الجو والأرض والبحر.
اشترت القوات الجوية لجمهورية سنغافورة في العام 2007 أربعة أنظمة إنذار مبكر محمولة جواً CAEW تم إعدادها من Gulfstream 550 بموجب صفقة بلغت قيمتها مليار دولار أميركي. وقد أحدثت CAEW مع مجموعة مستشعرات EL/W-2085 ثورة في الطريقة التي تنفذ بها القوات الجوية السنغافورية مهام AEW بعد 23 عاماً من اعتمادها على E-2C Hawkeye.
في العام 2020، بدأت شركتا ELTA و Airbus Defence & Space (ADS) بتطوير طراز AEW يرتكز على طائرة النقل التيربوداسرية C295. وجهزت الطائرة بأنظمة المهام المتعددة نفسها المتوافرة في طائرة Gulfstream 550 ، والمعروفة بِـ EL-W/2095 التي من المفترض أن تكون طرازاً محدثاً من 2095، التي جهزت بها طائرات سلاح الجو الهندي A-50eHis. ولم يتم بيع هذه الطائرة حتى الآن وتواصل الشركتان الترويج لها.