أنظمة الأسلحة الموجهة المضادة للدبابات المحمولة والمركّبة على عربات: زيادة الدقة والمدى والتدمير
لقد كان الطلب على أنظمة الأسلحة المضادة للدبابات بنوعَيْها المركّبة على عربات والمحمولة ظهراً شديد النمو خلال العامين 2018 و 2019، مع طلبات عبر العالم لتشكيلة واسعة من الأنظمة، ومن بين الأمور التي تلعب نمواً متعاظماً هي الذخائر ووحدات الإطلاق أو القواذف ذات الوزن المنخفض. فيما يكافح المقاولون للحصول على ذخائر فائقة الدقة والمدى والقدرة التدميرية.
إن التحسينات في الأنظمة المحمولة ظهراً كانت مدفوعة بالضرورة المتزايدة للتصدي لمعالجة مسارح العمليات/ القتال في الأماكن الآهلة أو القتال المتقارب، إضافة إلى إحالة صاروخ «جافلين» Javelin FG-148، المستخدم على نطاق واسع على التقاعد في العام التالي. وإلى ذلك، فإن ذخائر المدى الأطول والدقة المتعاظمة تقوم بإعداد خطة للأبحاث والتطوير في أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات المحمولة ظهراً.
وكان هناك أيضاً تغييرات وتحديثات جذرية في الذخائر، إضافة إلى تحسينات لتخفيف الوزن في وحدات الإطلاق والتحكم فيما بدأت تطفو على السطح متطلبات لقواذف أصغر قابلة للاستخدام في الأماكن المغلقة.
وتظهر إحدى تجليات هذا التوجه الكامنة في الرغبة بزيادة الدقة والمدى، في برنامج ذخائر «كارل غوستاف» Carl Gustaf، وهو حصيلة تطوير تعاوني قامت به شركتي «رايثيون» Raytheon و«ساب» SAAB.
ويستجيب هذا المشروع إلى مطلب قيادة العمليات الخاصة الأميركية لذخائر موجهة جديدة لقاذف «كارل غوستاف أم4» Carl Gustaf M4 والقواذف التقليدية M3 في عطاء لزيادة قدرة السلاح كارل غوستاف عيار 84 ملم الذي يرمى من على الكتف. وأميط اللثام عن هذا السلاح في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وستقوم ذخائر كارل غوستاف الموجهة ليزرياً شبه النشطة بزيادة المدى الفعال للنظام حتى 2000 متر.
وبحسب ما قال فاجر بيرج، نائب رئيس وحدة أعمال القتال الأرضي، ورئيس التسويق والمبيعات لدى SAAB في الولايات المتحدة الأميركية: «يطمح البرنامج إلى إطلاق ثلاث قذائف تعمل بالتوجيه الليزري شبه النشط على أهداف لإظهار دقة ومدى السلاح». ومنح الجيش الأميركي لمشروع تعاوني عقد دراسة في أيلول/ سبتمبر 2018، وجرى اختبار ثلاث قذائف ضد أهداف تحاكي التهديد خلال العام الحالي. صمم الرأس الحربي المتقدم للمقذوف لاختراق الدروع الخفيفة، والدشم والبنى الإسمنتية وخفض في الوقت عينه الأضرار الجانبية. ومع زيادة المدى، فإن الذخيرة الجديدة ستمكن الوحدات الأرضية الرمي على أهداف من داخل الأبنية. وهي بالتالي تناسب القتال المتقارب والقتال في الأماكن الآهلة، وهو شيء قد يصبح مهماً بازدياد كما يعتقد فاجر بيرج.
وبدورها Saab كانت أيضاً تطور القذيفة الذكية الشديدة الانفجار، ما يخولها الاستخدام بشكل كامل مزايا الذكاء المدمجة داخل المقذوف أو الطراز الاشتقاقي M4 CLU. وهو يتضمن قدرة لبرمجة صاعق القذيفة باستخدام بيانات من نظام إدارة الرمي المدمج. ويصادف هذا العام نهاية خدمة الصاروخ «جافلين» Javelin FGM-148، والذي كان موضع افتخار للعسكرية الأميركية لعدة أجيال.
وتثابر Raytheon على جهودها لتطوير الطراز FGM-148F وطرز G لاستبدال الذخائر الأقدم عهداً. وبالنسبة لطرز G، فإن تخفيضات في الكلفة والوزن هي بقدر أهمية تحسين احتمالات الإصابة. وهي تلحظ رأساً باحثاً غير مبرد لتحسين الرصد والتعرف وتحديد هوية التهديد فضلاً عن سرعة الاشتباك. ويتم توفير الوزن من خلال إزالة وحدة مبرد البطارية وبدلاً من ذلك الاستغناء عنها بمكون خارجي.
ويتوقع أن يبرم عقد لإنتاج رأس حربي خلال العام الحالي الذي يصادف إنهاء خدمة FGM-148 وعندما يبصر الطراز G النور خلال العام 2021 فإن كل مكونات النظام ستتغير برمتها، وفيما سيبقى الاسم التجاري ذاته فإن Javelin اليوم هو غير 1996، بحسب ما أكد دين بارتن مدير مشروع أنظمة الأسلحة للقتال المتقارب في الجيش الأميركي.
وإضافة إلى ذلك، أنهى الجيش الأميركي في أيار/مايو 2018 عقداً لشراء ألفي صاروخ من الطراز F، وكما ذكر أعلاه طور هذا الاشتقاق المشروع المشترك JV الذي يجمع شركتي «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin و Raytheon. صمم الرأس الحربي المتعدد الأغراض الجديد لتحسين قدرات نظام الصاروخ Javelin ضد أهداف غير مدرعة أو مضادة للأفراد من دون التضحية بقدراته التدميرية ضد الأهداف المدرعة التقليدية. ويجدر الذكر أن الطراز F أنجز برنامج اختباراته العام 2017.
المرونة، الكلفة المجزية والدقة كانت الأهداف الرئيسية وراء تطوير «صاروخ المدى المتوسط» Missile Medium Range (MMP) الفرنسي، والذي سيخلف الصاروخ «ميلان» Milan الذي تنتجه شركة «ميلان لأنظمة الصواريخ». ويشكل MMP استجابة مستمرة للضرورات التي أوجزتها برامج معدات المشاة Felin ومنصة Scorpion الخاصة بالجيش الفرنسي. ويؤمل من النظام خفض الأضرار الجانبية في بيئات شديدة التعقيد من خلال وصلة ألياف بصرية تسمح بعمليات «جندي ضمن الحلقة» (التي تسمح بإعادة توجيه الصاروخ إلى هدف آخر غير الذي يستهدفه). وصاحب ذلك أيضاً إدماج وظيفة ملاحة ضمن الصاروخ تسمح بعمليات خارج خط النظر. ويمكن أن تحسن هذه القدرة أيضاً داخل بيئة مركز معلومات حديثة. وكزميله Javelin FGM-148F، فإن نظام MMP هو كناية عن رأس حربي متعدد الأغراض مع خيار انتقائي لنمطي تشغيل مضاد للدروع أو مضاد للبنى التحتية، وسيتجلى التوفير في الكلفة من خلال حاضني الدمج والتوافق التشغيلي. ويمثل MMP للتو الصاروخ الأول ضمن عائلة MBDA لذخائر القتال السطحي والمطلقة من الأرض والجو. وستشاطر هذه المقالة التكنولوجيا المهمة ذاتها تماشياً مع استراتيجية هندسة الصاروخ العامة التي يعتمدها «مصنع المعدات الأصلي» OEM، والتي تهدف إلى خفض الأكلاف ومخاطر التطوير.
فيما تصبح الصواريخ أكثر دقة، وقادرة على التحليق لأمداء أطول، فإن «وحدات الإطلاق والتحكم» Control and Launch Units (CLU) تشهد أيضاً تغييرات، على وجه الخصوص، خسارة وزن دراماتيكية ولكن مع تحسن قدرات التسديد. وعلاوة على ذلك، فإن توفير الأكلاف يلعب أيضاً دوراً في التطوير فيما يأمل العسكريين حصد المنافع التي ستجلب المزيد من التوافق.
إن التحسينات التي تُجرى على وحدات CLU وحصراً نظامي FGM-148F و G هي قيد التنفيذ. كما إن الجهود التي تبذل لتخفيض الوزن واستغلال التطورات التقنية الحديثة – على غرار الإلكترونيات الصغرية – يتوقع أن تحسن أداء الصواريخ في ميدان القتال. ووصف نورم مونتانو، رئيس المشروع المشترك في Raytheon التطورات التي طالت وحدات CLU أنها أدت بالضرورة أداءً محسناً وبصمة أصغر حجماً. وبالنسبة إلى وحدات CLU الخفيفة الوزن فإن التركيز الأكبر ينصب الآن على تخفيض الحمل الفيزيائي للرؤية البعيدة.
وبالنسبة إلى SAAB، فإن أية خسارة هي نتيجة حتمية للتخفيضات في الحجم والتأسيس على المواد الجيدة. وبناءً عليه، خسر نظام «كارل غوستاف» ثلاثة كيلوغرامات من أصل عشرة في الطراز M3. وتم إنجاز ذلك باستخدام مادة التيتانيوم بدلاً من الفولاذ لجوف السبطانة المحلزن، يضاف إليها التحسينات التي طالت لفافات الألياف الكربونية بحسب ما صرّح فاجر بيرج. الذي أضاف: إن أنبوب الإطلاق أصبح أقصر، وهناك اختلاف آخر لِـ M3 وهو أن قدرة M4 للرامي على تعديل القبضة الأمامية ولمتكأ الكتف والقدرة على حمل السلاح مذخراً. وللنظام خيارات مفتوحة لاستضافة النقطة الحمراء ومناظير تلسكوبية وذكية.
وتأمل SAAB أيضاً لجعل القاذف Carl Gustaf M4 سهل الحصول عليه وتوفيره بأسعار مجزيةٍ اقتصادياً للعملاء من خلال تصميمه ليكون جاهزاً لاستضافة الذخائر المستقبلية القابلة للبرمجة – مع عدد من القذائف قيد التطوير حالياً – ولكنها تحافظ على توافقها التام مع جميع قذائف كارل غوستاف التقليدية الموجودة حالياً. وتتضمن هذه أربع قذائف مضادة للدروع، وأربعة متعددة الأدوار أو مضادة للبنى الهيكلية، وثلاثة مضادة للأفراد وقذيفتين للدعم (دخانية ومضيئة).
وإلى ذلك، هناك نوعان من القذائف عيار 84 ملم خاصة بالتمرين إضافة إلى ذخائر خاصة بالتدريب من عيار 7.62 ملم و 20 ملم. وهذا يعني أن باستطاعة المستخدم رمي الذخائر المطورة حديثاً من القواذف الموجودة.
المدى المحسن والوزن المخفض هما من الخصائص المتكاملة لنظام «الصاروخ الموجه المضاد للدبابات المحمول على الظهر» MP ATGM من الإنتاج المحلي في الهند. وكانت «منظمة الأبحاث والتطوير الدفاعي» DRDO في البلد قد أعلنت أنها اختبرت عملية إطلاق نار بنجاح لهذا النظام للمرة الثانية في صحراء راجستان في الرابع والعشرين من آذار/ مارس 2019. وبحسب وزارة الدفاع الهندية، فإن جميع أهداف المهام لُبّيت أثناء الاختبارات حيث تمكنت الصواريخ من ضرب أهدافها المحددة بدقة على أمداء مختلفة. ويراوح مدى الصاروخ بين 200 متر و 2.5 كلم، وبإمكانه أيضاً تنفيذ عمليات إطلاق نار ناجحة في أماكن مغلقة. ويلحظ نظام MP ATGM، الذي يزن 14.5 كلغ، رأساً باحثاً رادارياً حرارياً مع إلكترونيات طيران مدمجة ووحدة إطلاق وتحكم قابلة للانفصال.
وتعتقد SAAB بأن التركيز المتجدد على الحرب في الأماكن الآهلة يعني إضافة قذيفة موجهة إلى ملف كارل غوستاف في الوقت الصحيح. لذا، فإن قدرات المدى الممدد والتوجيه الدقي والأماكن المغلقة هي جميعاً من العناصر الحيوية والمعيارية في مستقبل أسلحة الدعم المحمولة ظهراً.
باختصار، تتضمن المتطلبات تحسينات في المدى والفتك لمجموعة كبيرة من الأهداف، وتخفيضاً في وزن الصاروخ وتحسيناً في الاتصالية لحرب الشبكة المركزية. وعلاوة على ذلك، هناك مطلب قوي جداً من المستخدمين اليوم لمتعقب هدف متعدد الطيف لتحقيق إطباق قوي على الهدف ويمكن تعقب الهدف في كلا المستشعرات الحرارية والمرئية في الوقت ذاته.
إن المطلب على مدى الـ 12 شهراً في العام الفائت كان ثابتاً من خلال طلبات متعددة حول العالم. وتلقى Javelin المشروع المشترك تعديلاً لعقد بقيمة 307 ملايين دولار أثناء العام 2018 ومن خلال مكتب «المبيعات العسكرية الأجنبية» FMS لكل من أستراليا، وإستونيا، وليتوانيا، وتايوان، وتركيا وأوكرانيا.
وإلى ذلك، تم الاستحواذ على كارل غوستاف بصفقات متتالية في العام 2018 من قِبَل لاتفيا، وسلوفينيا، إضافة إلى طلب آخر من قبل دولة لم يُفصح عن اسمها. وخلال الفصل الرابع من العام 2018 باعت SAAB قواذف Carl Gustaf M4 إلى الجيش الأميركي بموجب عقد بلغت قيمته 19 مليون دولار. بوشرت عمليات التسليم لِـ M4 تحت مسمى أميركي M3E1 في العام الفائت وستستمر ثلاث سنوات.
وتلقى مصنع المعدات الأصلي SAAB في تموز/ يوليو 2018 طلباً بقيمة 54 مليون دولار من الجيش الأميركي لتوريد المزيد من القذائف المضادة للدروع AT4 المطلقة من على الكتف والخاصة بالأماكن المغلقة والحساسية المنخفضة CS RS. وطورت الذخائر SAAB AT4CS RS للعمل بشكل رئيسي في البيئات الحضرية والأدغال. «نحن نعتقد بأن القتال في الأماكن الآهلة (الحضرية) سيصبح مهماً بازدياد في المستقبل. وفي البيئة الحضرية، فإن قدرة الأماكن المغلقة هي من الضروريات. ولهذا السبب أصبحت ذخائر AT4CS أكثر شعبية في السوق كما أوضح فاجر بيرج. الذي أضاف: «إن الحاجة لأنظمة أسلحة دعم أكثر دقةً ستزداد مع الوقت، ليس لأنها تمكّن الاشتباك مع الهدف على أمداء ممددة فحسب، ولكن أيضاً لأنها تتغلب على مخاطر الأضرار الجانبية على المدى القريب. ويتطلع مهندسونا إلى الكيفية التي تمكّننا من تحسين أنظمتنا في المستقبل، كما أن الدقة العالية هي واحدة من العناصر الرئيسية المهمة في ذلك التطور».
صممت ذخيرة AT4 القابلة للاستهلاك بعد الاستخدام، للعمل كسلاح ثانوي يوفر قدرة مضادة للدروع في نظام خفيف الوزن يمكن حمله بسهولة على ظهر الجنود واستخدامه عندما تدعو الحاجة.
ووافقت الولايات المتحدة رسمياً على بيع 210 صواريخ و 37 قاذفاً إلى أوكرانيا في أيار/ مايو 2018 من خلال المتعاقدين «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin و «رايثيون» Raytheon بكلفة بلغت 47 مليون دولار. وأكد رسميون أميركيون مع نهاية شهر نيسان/ أبريل من ذلك العام بأن عملية التسليم الأولية قد تم إنجازها.
إن الدمج السهل للأنظمة المركّبة على عربة بغية وضع مدافع علوية في المنصات كانت أيضاً ولا تزال من الأمور الرئيسية. وهناك عدد من الدول تحقق نجاحاً في هذا المضمار.
وعلى سبيل المثال، أدخل الصاروخ Javelin ضمن أسطول الجيش الأميركي لعربات «سترايكر» Stryker، وتضمنت الدفعة الأولى، التي اعتلت مدافعها على سطح ناقلات الجند المدرّعة Stryker، الصاروخ «دراغون» Dragon، وكانت ألمانيا من الدول التي تسلمت هذا السلاح وهو الآن قيد الخدمة في قاعدة فوج الفرسان الثاني. وعلّق مونتانو على ذلك قائلاً: «الصاروخ بحق لا يختلف عن إعداد الصاروخ الذي يُرمى من على الكتف أو إعداد المنصة – وهكذا فهو يتيح الفرصة لاستخدام Javelin بطريقة أكثر مرونة».
وفي مكان آخر، كشفت شركة Electro Optic Systems (EOS) النقاب عن برجها T2000 للعربات المدرعة في آذار/ مارس 2019، والذي صمم لسوق الصادرات العالمية، وهو الآن قيد العطاء أو المناقصة من قِبَل ثلاث دول إحداها برنامج أستراليا Land 400 Phase 3.
ولهذا الغرض، تم تسليح البرج بصاروخين مضادين للدروع من نوع Spike LR2 صنع شركة «رافائيل» والاثنان يحتميان بدرع العربة ويظهران فجأة عند الضرورة، كما يمكن تركيب صاروخ Javelin أيضاً في هذا البرج، ويتألف نظام الصاروخ Spike LR2 من رأسين حربيين شديدي الانفجار مضادين للدروع من شأنهما أن يحسنا قدرة خرق الدروع بأكثر من 30 في المئة. وهناك أيضاً رأس حربي عاصف متعدد الأغراض يتضمن تحكماً بالصاعق.
لدى الرأس الحربي المتعدد الأغراض صاعق ذكي يسمح للرامي باختيار نمط التفجير بحسب نوع الهدف. ويتضمن هذا الإعداد فتح ثغرة بواسطة الرأس الحربي الأول بعمق 20 سم من الإسمنت المقوى ممهداً الطريق للرأس الحربي الرئيسي الدخول من خلال هذه الثغرة لينفجر داخل الدشمة أو مركز الرمي. وباستطاعة الرامي أيضاً اختيار نمط التشغيل AB أو الانفجار جواً (Airburst) للاشتباك مع المسلحين في أرض مكشوفة. وفي نمط التشغيل هذا، يتيح الرامي الفرصة للرأسين الحربيين الانفجار بالتزامن في الهواء فوق الهدف، محدثاً بصمة مدمرة على الأرض وشل الأهداف بفعالية.
وأضاف بين غرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة EOS قائلاً: «صمم البرج T2000 من (البابوج حتى الطربوش) كمنصة جديدة لدعم تشكيلة واسعة من الحلول الناشئة في الاستطلاع والحماية والفتك من عدة بائعين في بيئة مدمجة بالكامل. ويستخدم البرج معياراً صناعياً للروابط البينية للعربة وتمثل الجيل التالي من دمج القدرات.
ستتنافس EOS مع هذا البرج لتلبية متطلبات حلفاء أستراليا وشركائها العالميين، ومع أكثر من 700 مليون دولار من العروض التنافسية، التي سبق أن قدمت عطاءاتها أوائل العام 2019 ليتاح النظر فيها ما بعد العام 2020.
سيتم إنتاج البرج بداية في مدينة كانبرا، أما الإنتاج المتوالي، فيفترض أن يكون بدأ أواخر العام الفائت. وتقوم حالياً EOS بتقييم وضع المصنع الجديد مع خيارات تتضمن جنوب أستراليا وكوينزلاند.
وكجزء من مشروع المرحلة الثانية من برنامج Land 400 الأسترالي، ستجهز عربة الاستطلاع القتالي «بوكسر 8x8» CRV Boxer 8x8 بنظام الصاروخ الموجه المضاد للدبابات للمدى البعيد Spike LR ATGM صنع شركة رافائيل، إضافة إلى عربة Block 1 Vehicle صنع «كونغزبيرغ» Kongsberg وBlock II Vehicles صنع EOS التي يتم التحكم بها من بُعد ونظام حماية نشط. ونظام الصاروخ الموجه المضاد للدبابات Spike، شأنه كبقية الأنظمة الثانوية في عربة Boxer 8x8 CRV، تتم إدارته من خلال عملية مراجعة التصميم لعقد الاستحواذ Land 400 Phase II . وتتقدم هذه المراجعات بحسب توقعات وزارة الدفاع والبرنامج المتفق عليه مع شركة «راينمتال» Rheinmetall بحسب ما أكد ناطق رسمي في وزارة الدفاع الأسترالية، وقد بدأت عمليات التسليم خلال العام الحالي على أن تنتهي في العام 2026.
وسبق أن أكد مسؤول رفيع المستوى أن نظام Spike ATGM أُدمج على 45 منصة، وستسمح البيانات المتراكمة لشركة رافائيل بدعم Rheinmetall في إدماج Spike LR على برج Lance turret. وعلاوة على ذلك، فإن Spike LR1 سبق أن تم دمجه وتأهيله على برج Lance لعربة قتال المشاة Puma التابعة للجيش الألماني، ما يسمح بدمج سلس للاشتقاق LR2.
إضافة إلى برنامج Boxer الأسترالي، تتطلع وزارة الدفاع الرومانية إلى تسليح علوي لعربة القتال المدولبة Piranha V 8x8 من صنع «جنرال دينامكس يوروبيان لاند سيستمز» GDELS. وستكون مسلحة بحاوية تضم سلاحين موجهين مضادين للدبابات ورشاش محوري عيار 7.62 ملم، ومع ذلك، فإن القوات المسلحة الرومانية لم تختر لغاية الآن نظام ATGM.
وختاماً، طورت شركة «روكتسان» Roketsan التركية السلاح الموجه المضاد للدبابات للمدى المتوسط «ميزراك – أو أومتاس» Mizrak-O OMTAS لتلبية متطلبات الجيش التركي لسلاح موجه مضاد للدبابات يمكن استخدامه من قِبَل وحدات راجلة وأيضاً مطلق من على عربة. وسيكون هذا السلاح مركّباً على منصة العربة الرباعية الدفع PARS 4x4 التي خضعت لعدة تجارب تأهيل.
ولدى الصاروخ Mizrak-O مدى يراوح بين 200 متر و 4 كلم ويمكن إطلاقه بأنماط الرمي التالية: «إرمِ وانسَ» و«إرم وحدث»، و«إطباق قبل الإطلاق»، و «إطباق بعد الإطلاق» و«هجوم مباشر» و«هجوم رأسي». جهز الرأس الحربي الترادفي برأس باحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء وبإمكانه التغلب على العربات المدرّعة الثقيلة بحسب المصنِّع. وفي نمط العمليات الراجلة، فإن الصاروخ، الذي يزن 35 كلغ، يطلق من قاذف مركب على قاعدة ثلاثية القوائم زنة 36 كلغ. ويتضمن مناظير نهارية حرارية.
وفي تموز/ يوليو 2019 قالت Roketsan بأن عمليتي الإنتاج والتأهيل لنظام OMTAS أنجزت بالكامل وأن الصاروخ أصبح جاهزاً للإنتاج المتوالي. وفي العاشر من كانون الثاني/ يناير 2019 أعلن عن عقد ما بين شركتي Roketsan و«أسلسان» Aselsan بقيمة 47 مليون دولار لإنتاج عدد غير محدد من الرؤوس الباحثة الحرارية لاستخدامها في نظام OMTAS مع برنامج تسليم بدءاً من العام الفائت وينتهي في 2026.
وبالنظر إلى المستقبل، يرجح أن تدمج هذه الأسلحة المضادة للدبابات على منصات غير اهلة. وعلى سبيل المثال، فإنه وخلال فعاليات «آيدكس2019» عرضت شركة «ميلرم روبوتكس» Milrem Robotics العربة البرية غير الآهلة «ثيميس» THeMIS مع نظام MBDA IMPACT (Integrated MMP Precision Attack Combatant) مجهزة بنظام الصاروخ المدمج MMP في برج القتال الهجومي الدقيق مع صاروخين MMP من الجيل الخامس مع رشاش للدفاع الذاتي.
وهذا يبني على تاريخ النظام الروسي الروبوتي القتالي المتعدد الأغراض URAN 9 الذي أميط اللثام عنه في العام 2016 في الأسواق العسكرية المضادة للإرهاب. ويتضمن الحل نظام الصاروخ الموجه للدبابات «أتاكا» ATAKA في إعداده الأولي.
تهدف العربات الأرضية غير الآهلة إلى سلامة الجندي؛ إذ بإمكان الجنود استخدامها فيما هم يبقون على مسافة آمنة وباستخدام اتصالية لاسلكية أو سلكيةً بحسب طول سلك التوصيل في الأخير. وفي إعداد THeMIS MMP سيكون النظام ذو بصمة حرارية وصوتية منخفضة ما يجعل المنصة غير مكشوفة حتى إنجاز المهمة. إن هذا الجمع ما بين النظامين التكنولوجيين في مجالات عملهما الأكثر حداثة يشكل مثالاً جيداً على كيفية تأثير أنظمة الحرب الروبوطية في رصد ميدان القتال وجعل بعض التكنولوجيات التقليدية عديمة الفائدة بحسب ما قال كلدار فورسي الرئيس التنفيذي لشركة Milrem Robotics، وأضاف: «إن نظام القتال الأرضي غير الآهل، وهو الآن قيد الدرس مع MBDA، سيكون فعالاً جداً في المحافظة على سلامة جنودنا وزيادة على نحو كبير قدرتنا على محاربة دبابات القتال الرئيسية وأي هدف أرضي آخر.
وفيما تتطلع وزارات الدفاع نحو الأنظمة غير الآهلة لتوفير سلامة متزايدة للجندي ومضاعفة القوة، فإنه من المرجح أن تشكل طريقاً مستداماً لتطوير أنظمة الأسلحة الموجهة المضادة للدبابات المستقبلية.