DIMDEX 2022: حضور تركي مميز
تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السموالشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد حفظه الله ورعاه، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، انعقد في الفترة ما بين 21 و 25 آذار/ مارس 2022 «معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري» (ديمدكس2022)، (DIMDEX 2022) Doha International Maritime Defence Exhibition 2022 في دورته السابعة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات الذي استضافته ونظمته القوات المسلحة القطرية بحضور حشد كبير من وزراء الدفاع ورؤساء الأركان والقادة البحريين في الدول الشقيقة والصديقة إضافة إلى الشركات العارضة والسفراء المعتمدين لدى دولة قطر والضيوف تحت شعار «الحدث الدولي الأبرز لتواصل مختصي الأمن والدفاع البحري».
تميز المعرض بحضور أرقام قياسية في عدد السفن الزائرة لميناء حمد ومشاركة نحو 40 شركة دفاعية تركية من أصل 200 شركة عارضة. وفي المجال الأول تعد سفن الحربية الزائرة لميناء حمد واحدة من وسائل الجذب الرئيسية في DIMDEX 2022 حيث وصلت 14 سفينة دولية قادمة من 9 دول تتنافس لجذب الاهتمام وتشمل زوارق هجومية/ صاروخية، وفرقيطات، فرقاطات ومدمرات. وهذه الدول هي: المملكة المتحدة، إيطاليا، الهند، بنغلادش، الجزائر، المملكة العربية السعودية، عُمان، باكستان إضافة إلى قطر. وبهذا الخصوص صرح العميد الركن البحري «عبد الباقي صالح الانصاري» رئيس اللجنة المنظمة لمعرض ديمدكس بأن عرض «سفن الحربية الزائرة لميناء حمد، الذي يمنح الزوار فرصة للاطلاع على منصاتها الحديثة والتفاعل مع أفراد الطواقم، يعد واحداً من أبرز مميزات معرض ديمدكس منذ دورته الافتتاحية الأولى في العام 2008، والذي أصبح الآن الحدث الدولي الأكثر شهرة كمنصة شاملة لمختلف فروع القوات العسكرية حيث عرضت أحدث المنتجات والتقنيات في البر، والجو، والبحر، والفضاء الإلكتروني.
إن وجود عدد قياسي من 14 سفينة حربية في DIMDEX 2022 لا يصف فقط حجم المكان الدولي البارز للحدث فحسب، ولكن أيضاً يصف النجاح الذي حققناه في بناء شراكات دولية طويلة الأمد وذات طبيعة تكافلية، ونحن جاهزون لإنجاز دورة أخرى ناجحة للغاية من هذا الحدث والتي من شأنها أن ترسم خريطة طريق لمستقبل قطاع الدفاع والأمن البحري العالمي».
والجدير ذكره أن أكثرمن 80 سفينة حربية من القوات البحرية حول العالم شاركت في فعاليات معرض ديمدكس منذ انطلاق دورته الافتتاحية الأولى في العام 2008. وشهدت دورة العام 2018 وحدها مشاركة ثماني سفن دولية من سبعة بلدان، كما حاز الحدث، الذي يقام كل سنتين، على شهرة دولية بسبب العدد الهائل للجهات العارضة، وقد أصبح منصة مثالية لتبادل المعارف بين الصناعات والحكومات، حيث أسفرت الدورات السابقة عن توقيع اتفاقيات بلغت قيمتها أكثر من 32 مليار دولار أميركي، من خلال توقيع 27 اتفاقية خلال الدورات السابقة. وفي المجال الآخر، شهدت العلاقات الدفاعية ما بين دولة قطر وتركيا نمواً متسارعاً مع إشارة الأخيرة إلى مصالحها عبر برامج الشراكة المتعاظمة في مجال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة ووضعت شركات الدفاع التركية كل ثقلها في معرض ديمدكس من خلال مشاركة 40 شركة عارضة.
ونوّه «إسماعيل ديمير» رئيس مجلس إدارة الصناعات الدفاعية التركية من خلال كلمة ألقاها خلال فعاليات المعرض بالعلاقات الوثيقة ما بين البلدين، أصبح من البديهي لتركيا الاحتفاظ بوجود قوي خلال معرض DIMDEX الذي يعقد كل سنتين. في الواقع، فإن الشركات التركية مسيطرة بالفعل من خلال وجودها في المعرض، وأضاف بأن الإرادة التركية هي الدافع لتقوية العلاقات الدفاعية مع قطر والتي تشمل التعاون التقني على نطاق واسع. إن العقود المتراكمة التركية التي أدت إلى نمو الاكتفاء الذاتي للدفاع هي الآن بوضع جني ثمارها، على وجه الحصوص في تكنولوجيات الدفاع الاستراتيجية الرئيسية وحيث لا يوجد لها واردات في السوق الدفاعية.
وأشار ديمير «نود مشاطرة خبراتنا وقدراتنا التكنولوجيا المتقدمة مع دول نحتفظ معها بعلاقات وثيقة على غرار قطر. لقد أبرمت تركيا عدة عقود بيع لقطر وقدمت أيضاً مساعدات استخبارية لتلبية المتطلبات الأمنية الأخرى. وأردف ديمير قائلاً: «إن وكالته تقوم بتوريد معدات ليس فقط للقوات العسكرية التركية فحسب ولكن أيضاً إلى وزارة الداخلية».
وأضاف بأن توطين المنتجات الدفاعية بحاجة أيضاً لموازنته مع برامج الشراكة الضرورية للاستحواذ على التكنولوجيا الدفاعية الأحدث. تقوم تركيا اليوم بالتركيز على التكنولوجيات الدفاعية على غرار الأنظمة غير الآهلة، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني والحرب الإلكترونية. ونبّه ديمير إلى أن المصارفات الدفاعية تشكل حملاً ثقيلاً على أعباء الدولة وذلك عندما تصبح الحاجة ماسة لإظهار القدرة الصناعية في المرحلة الأولية، ولكن عندما تبدأ هذه الصناعة بالنمو والتميز في بعض الأسواق، تصبح عندها الصادرات قادرة على تغطية المصارفات. ومن خلال تطوير صناعة دفاعية مستدامة، نستطيع أيضاً خلق تكنولوجيات جديدة، التي يمكن أن تنشط أيضاً في مجالات أخرى وخلق نمو وازدهاراقتصادي. وأضاف قائلاً: إن التطوير التكنولوجي هو في جوهر الأنشطة التي يمكنها أيضاً أن تقدم إفادة للمجالات الأخرى.
قال العميد الركن الأنصاري نحن جد مبتهجين لاستضافة الأفضل من الصناعة الدفاعية التركية للمرة الثانية. وعلى الرغم من أنها تلعب دوراً صغيراً إلا أنه هام جداً في جلب شريكين موثوقين بعضهم لبعض.
إن الشراكة النموذجية ما بين قطر وتركيا تعود إلى عدة عقود ما بعد العقود التجارية وتشكل تركيا شريكاً إقليمياً رئيسياً وتلعب دوراً مهماً في قطر لتحسين قدراتها الدفاعية. وفي الدورة السابقة لـِ «ديمدكس» عرضت 30 شركة تركية العديد من القدرات وأنجزت نجاحاً تجارياً من خلال عقود بلغت قيمتها الاجمالية 800 مليون دولار، وأنا واثق بأن الدورة الحالية ستشهد العديد من الاتفاقيات العالية القيمة ما بين قطر وتركيا. وأكثر من ذلك إن DIMDEX2022 سيشهد دولتين تثابران على تحسين التعاون والحوار المتبادل.
وتأتي هذه العلاقات ضمن إطار برامج الشراكة التي تعقدها قطر مع اللاعبين الدوليين وهي في صميم خطط قطر لصناعة الدفاع المحلية وتحقيق الهدف الأساسي المتمثل في تحسين القدرات العسكرية لدولة قطر وتقوية بنيتها التحتية الدفاعية.
ويتميز المعرض هذه المرة بأنه قد تم توسيع مساحته لتغطي الآن 35000 متر مربع. وهو الأكثر تنوعاً من حيث المنتجات والقدرات المعروضة، بما في ذلك أنظمة مكافحة القرصنة، وأنظمة C5ISR، وبرامج الذكاء الاصطناعي، والحرب الالكترونية، والاستخبارات، والأنظمة المستقلة، بالإضافة إلى الأسلحة المتقدمة مثل الذخائر الموجهة الفائقة الدقة للقوات البحرية والبرية والجوية وحلول التوافق العملياتي الدفاعي. ويشتمل المعرض على 14 جناحاً وطنياً، وعلى مؤتمر قادة البحرية في الشرق الأوسط، وعرض السفن الحربية الزائرة وبوابة إلكترونية شاملة يمكن للعارضين من خلالها طلب اجتماعات وجهاً لوجه مع وفود كبار الشخصيات.
وعادت العديد من الشركات التي حضرت الدورة السابقة، وهناك عدد كبير من الشركات، المحلية والدولية، التي حضرت ديمدكس للمرة الأولى.
ويعد مؤتمر قادة البحريات في الشرق الأوسط، الذي عقد في اليوم الثاني واستمر لمدة ثلاثة أيام، واحداً من أبرز الفعاليات في ديمدكس. فقد تم الإعلان عن موضوع المؤتمر الذي سيعقد تحت عنوان: «المرونة في المجال البحري – مواجهة التهديدات غير المتكافئة»، ومعلومات حول المتحدثين الرئيسيين حيث ضم المؤتمر عدداً من القادة والخبراء الأكاديميين لمناقشة مجموعة متنوعة من المشاكل والتحديات المعاصرة التي تواجهها البحريات، وتحاول إيجاد حلول واقعية قابلة لتطبيقها، خاصة تلك التهديدات غير المتكافئة التي تعتبر من أصعب التحديات التي يتم مواجهتها في المجال البحري. ومن أبرز الفعاليات في ديمدكس عرض السفن الحربية الزائرة أو السفير الأزرق الذي كما اصطلح عليه عالمياً لدعم الدولة المضيفة في ميناء حمد الذي سيضم مجموعة من السفن الحربية الزائرة من مختلف بحريات العالم. ومن المفاجآت التي ظهرت حضور جناح قوي للجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي يعد مخالفة للقرار الأمم المتحدة 1474 ويبدو أن هذه العقدة قد حلت في اليوم الثاني بتأهيل الجناح الذي لم يحضره أحد في اليوم الأول.
وأضاف الأنصاري قائلاً: نحن نتطلع إلى إرساء شراكة دائماً لتحسين برامج تحديث أسلحتنا وتكييف قدراتنا بما يتناسب مع متطلبات ساحة المعركة الحديثة. مع إعطاء خطط تحديث قواتنا المسلحة في الدولة أولوية قصوى، سيكون هناك الكثير من الفرص للشراكة مع قطر في مختلف المشاريع. كما انني على ثقة من أن برنامج التحديث العسكري سيعمل على تسريع النمو المذهل لصناعة الدفاع المحلية في دولة قطر من خلال إقامة مشاريع مشتركة ونقل التكنولوجيا العسكرية.