Paris Airshow 2019: أوروبا الأوروبية
افتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صباح 17 حزيران/يونيو الفائت «معرض باريس للطيران 2019» في دورته الثالثة والخمسين، الذي جرى تحت شعار المشروع الطموح الذي تمثله المقاتلة الفرنسية الألمانية المستقبلية، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
ووصل ماكرون إلى لوبورجيه على متن طائرة الصهريج الجوي والنقل الجديدة A330 MRTT تابعة لسلاح الجو الفرنسي، قبل أن يحضر عرضاً جوياً.
وبعد ذلك حضر الرئيس الفرنسي مراسم إزاحة الستار عن مجسم للطائرة المستقبلية التي تندرج في صلب مشروع «نظام القتال الجوي المستقبلي» SCAF، بحضور وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي والألمانية أورسولا فان دير ليين ونظيرتهما الاسبانية مارغاريتا روبليس.
ووقعت الوزيرات الثلاث بعد ذلك بحضور رئيس الدولة اتفاق إطار ينظم العلاقات بين الدول الثلاث لمشروع SCAF الذي يهدف إلى استبدال طائرات «رافال» Rafale و«يوروفايتر» Eurofighter الحالية، بحلول العام 2040. ويكرس توقيع الإتفاق انضمام إسبانيا رسمياً إلى المشروع.
وقال إيريك ترابييه رئيس مجلس إدارة مجموعة «داسو أفييشن» Dassault Aviation التي تنفذ مشروع SCAF بالتعاون مع «إيرباص» Airbus إن «إسبانيا ستنضم إلى فرنسا وألمانيا اليوم». وأضاف: «إنها خطوة مهمة لأن دول أوروبا تميل إلى شراء المنتجات الأميركية. نحن نقترح طائرة أوروبية للأوروبيين، مستقلة عن التكنولوجيا الأميركية».
لكن الضغوط البيئية ستضع التقدم في المجال التقني، من أنظمة الدفع إلى المحروقات البديلة للكيروسين، ومواد البنى الجوية وأشكال الطائرات المستقبلية، في صلب اللقاء العالمي للصناعيين في هذا القطاع.
ودعا المجتمعون إلى مضاعفة الجهود لإنتاج طائرات أقل تسبباً للتلوث وتحقيق هدف خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العام 2050 بمقدار نصف ما كانت عليه في العام 2005 تحت ضغط المطالب البيئية المتزايدة لأجيال شابة مصممة على مقاطعة الطائرات لصالح وسائل نقل أقل تسبباً للتلوث.
أما بالنسبة للعارضين في المعرض، الذي يشكل عادة فرصة للتنافس بين «ايرباص» Airbus و«بوينغ» Boeing في حجم الطلبيات، فقد واجهت المجموعة الأميركية وضعاً معقداً بعد حادثين لآخر ما أنتجته للرحلات المتوسطة أي طائرات «بوينغ 737 ماكس» Boeing 737 MAX ، وكان همها الأكبر هو استعادة ثقة الزبائن. وكل طائرات «737 ماكس» موضوعة خارج الخدمة حالياً منذ آذار/مارس الفائت، من دون أي موعد لاستئناف رحلاتها حتى الآن: أي بعد الحصول على شهادة صلاحية الطيران من «وكالة الطيران الإتحادي» FAA.
وقال دينيس مويلنبورع رئيس مجلس إدارة بوينغ للصحافيين عشية افتتاح المعرض: «لدينا عمل شاق لنكسب أو نستعيد ثقة الزبائن»، معترفاً بأن «هذه الثقة تضررت بالحادثين الأخيرين لطائرة تابعة لشركة «ليون اير» وأخرى تابعة لشركة الطيران الاثيوبية أسفرا عن سقوط 346 قتيلاً».
وأضاف: «جئنا إلى هذا المعرض الذي يركز على الأمن»، وشدّد على أهمية أن يكون المنتجون «هنا لنتحدث إلى زبائننا».
توافد كبار صناع الطائرات في العالم للمشاركة في الدورة الثالثة والخمسين من معرض باريس للطيران وسط حروب تجارية وانتكاسات لبعض شركات الطيران العملاقة وتزايد المخاوف المتعلقة بالسلامة الجوية.
وشكل الحدث فرصة لقياس نبض صناعة الطائرات التجارية في العالم البالغ حجمها 150 مليار دولار سنويا، والتي يعتقد محللون كثيرون إنها بصدد مرحلة من التباطؤ نظرا لشتى الضغوط العالمية، من توترات التجارة إلى ضعف النمو الاقتصادي.
أرجأت «بوينغ» قراراً رئيسياً لإطلاق طائرة جديدة محتملة، الطراز «إن إم إيه» NMA متوسط الحجم، لتركز كامل اهتمامها على «737 ماكس» ومشكلات اللحظات الأخيرة المتعلقة بمحرك الطائرة الجديدة «777 إكس»، حسب ما قالت بعض مصادر القطاع التجاري. لكنها كشفت عن عدد من الصفقات لطائرات عريضة البدن وهي الفئة التي تتفوق فيها على «إيرباص»، بما في ذلك صفقة لشركة الخطوط الجوية الكورية تتضمن ما لا يقل عن عشر طائرات 787.
ورغم التباطؤ، فإن طفرة دامت سنوات عديدة في طلبيات الطائرات ما زالت تولد أعمالا للموردين على غرار صناع المحركات. ومن المنتظر أن تعلن «سي إف إم إنترناشونال» الفرنسية الأميركية عن طلبية قياسية لأكثر من 600 محرك.
ولا يقتصر المعرض المقام بين 17 و23 يونيو/حزيران على صفقات الطائرات، حيث استقطب أيضا العديد من مستحوذي الأسلحة في العالم الذين يأتون لمتابعة أحدث التطورات في أنظمة القتال، من الصواريخ المضادة للطائرات إلى قدرات الحرب الإلكترونية المرغوبة بشدة.
وبحث مسؤولو القطاع أيضا المزايا والتداعيات المحتملة للاندماج المقترح بين «يونايتد تكنولوجيز» وشركة «رايثيون للصناعات العسكرية» والبالغة قيمته 121 مليار دولار. وقد تحدث الصفقة، المتوقع الإعلان عنها في النصف الأول من العام 2020، انقلابا في صناعة الطائرات، بإقامتها مجموعة تشمل أعمالها للنقل الجوي التجاري والتوريدات العسكرية، ما سيضغط على عدة موردين رئيسيين مثل «هانيويل» Honeywell و«جنرال إلكتريك» General Electric.
تابعت الوفود الزائرة للمعرض الأزمة الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج العربي، حيث تلقي واشنطن باللوم على طهران في هجمات على ناقلتي نفط بممر حيوي للشحن البحري أثارت المخاوف من مواجهة أوسع نطاقا في المنطقة.
وفي نزاع سياسي آخر له تداعياته على شركات السلاح المشاركة في المعرض، هددت الولايات المتحدة بإلغاء مشاركة تركيا في برنامج المقاتلة «إف-35» التي تصنعها «لوكهيد مارتن» بسبب شراء أنقرة منظومة رادار روسية.
على صعيد الصفقات عقدت الخطوط الجوية السعودية العزم على تعزيز أسطولها من طائرات A320NEO البالغ 35 طائرة حالياً إلى 100 طائرة، حيث أعلنت أنها طلبت 65 طائرة من هذا النوع من شركة «إيرباص»، وتقدر تكلفة هذه الصفقة بأكثر من 7.4 مليارات دولار حسب لائحة الأسعار الرسمية، ما مثل انطلاقة قوية للشركة الأوروبية العملاقة في المعرض.
وتضمن بيان لشركة «إيرباص» أن «عدد المسافرين في المملكة العربية السعودية يشهد نموا قويا على المسارات المحلية والإقليمية والدولية. الطائرات الإضافية سيتم استخدامها لدعم خطة الناقلة الوطنية لتعزيز الطاقة الاستيعابية».
ويضم خط «إيرباص نيو» طائرات مزودة بمحركات جديدة مصممة للتوفير في استهلاك الوقود بنسبة 15 بالمئة مقارنة بالأجيال السابقة.
بلغ عديد الزوار 316470 زائراً منهم 139840 زائراً تجارياً و 176630 زائراً عادياً، وشارك فيه 2453 عارضاً من 49 دولة و 2700 صحافياً. وغطى المعرض 125000 متراً مربعاً منها 52000 متر مربع للقاعات، و 35000 متر مربع للشاليهات و 38000 متر مربع لساحات العروض الخارجية. وبلغت القيمة الإجمالية للطلبات نحو 140 مليار دولار أميركي، فيما وصل عدد الوفود الرسمية إلى 304 من 98 دولة. كذلك بلغ عدد الطائرات المشاركة في المعرض 140 طائرة من بينها Airbus A320 NEO، و Boeing 787-9، و Boeing KC-46، و Bombardier Global 7500، و Rafale، و Falcon 8X من Dassault والطوافة الروسية Ansat والتركية Atak 129 وغيرها...