جاهز اليوم
إن الوضع الأمني العالمي متوتر ــ ولا يبدو أنه سوف يتحسن كثيراً في أي وقت قريب.
وتتخذ دولة تلو الأخرى خطوات جديدة، وتوسع الجهود وتزيد الالتزامات بالأمن والاستقرار الفردي والإقليمي. والخبر السار هو أن الأدوات المتاحة لهذه الجهود تتحسن بسرعة أكبر من التحديات الناشئة.
أحد الأمثلة الرئيسية هو الاستخبار والمراقبة والاستطلاع، وهي حجر الزاوية للعديد من القدرات الأخرى. ويتعين على الحكومات المسؤولة أن تعرف قدر استطاعتها، وفي أقرب وقت ممكن، عما يحدث في المجالات ذات الاهتمام حتى تتمكن من اتخاذ القرار والاستعداد ومن ثم التصرف.
ولهذا السبب تتجه العديد من الدول إلى الطائرات المسيّرة ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل في الجو والتي يتم التحكم عن بعد، ولا سيما طائرات MQ-9B SeaGuardian® وSkyGuardian® التي تحتفظ ببراءة اختراعها شركة «جنرال أتوميكس أيرونوتيكال سيستمز» General Atomics Aeronautical Systems, Inc. (GA-ASI). ومقرها سان دييغو. وتوفر الطائرات الكثيرة التنوع ومتعددة المهام والاستخدامات، وذات القدرة الواسعة، أكبر قدر من الاستخبار ومساحة واسعة لاتخاذ القرار ونطاق أوسع من الخيارات العملانية لأية منصة اليوم.
تعتمد MQ-9B على الإرث المثبت عملانياً للطائرات الأصغر حجماً من الطرازات السابقة، مثل MQ-9 Reaper وMQ-1 Predator، مع استخلاص الدروس المستقاة من أكثر من ثمانية ملايين ساعة طيران لهذه الطائرات وتكييفها مع أحدث التكنولوجيات. يعد هذا المزيج - من الإرث المثبت والابتكار الرائد - أحد العوامل التي جعلت MQ-9B مشهورة جداً لأنها تمنح المستخدمين تقريباً جميع مزايا التصميم الجديد مع القليل جداً من أكلاف ومخاطر البرنامج المصمم بدءاً من صفحة نظيفة.
تتضمن بعض هذه القدرات أكثر من 30 ساعة من التحمل، في بعض الإعدادات، بالإضافة إلى غلاف تشغيلي كامل لدرجات حرارة الغلاف الجوي والأحوال الجوية. تعني أجنحة الطائرة الأطول وقوتها الأكبر أنها بحاجة إلى مدارج أقصر من الطرز القديمة، ما يزيد من خيارات عمليات الاستخدام ويتيح مرونة أكبر في مكان تشغيل الطائرة.
على سبيل المثال، قد يتم نشر MQ-9B من محطتها الرئيسية إلى قاعدة حملة عملانية استكشافية، ومن ثم تبدأ العمل في المنطقة موضوع الاهتمام. ويمكنها الطيران من القاعدة «A»، واستخدام الإقلاع والهبوط التلقائي عبر الأقمار الصناعية، ثم استعادتها أو إخلاؤها إلى القاعدة «B». ثم يمكنها التزود بالوقود وإعادة التسلح والقيام بمهمة أخرى والهبوط في القاعدة «C»، وما إلى ذلك - ما يمنع الخصوم من القدرة على تنبؤ المكان الذي قد تكون الطائرة تعمل فيه، أو يسبقون إلى المكان الذي قد تذهب إليه.
ويعني الاتصال عبر الأقمار الصناعية أن طاقم MQ-9B يمكنه تشغيلها من أي مكان تقريباً. وأثناء تحليقها، يمكّن نظام الرصد والتجنب المدمج في الطائرة اندماجها في المجال الجوي المدني دون أية تداعيات خاصة من قبل سلطات الحركة الجوية المحلية.
إن الرادار والكاميرات الملاحية ومدخلات الأقمار الصناعية وغيرها الكثير يمنح طياري MQ-9B عن بعد إدراك الوضع ذاته، أو أفضل، مثل الطيار الذي يجلس في قمرة القيادة التقليدية. يتحدث طيارو SeaGuardian عبر الراديو مع مراقبي الحركة الجوية تماماً مثل أية طائرة أخرى.
ويعني مستشعر الأشعة تحت الحمراء البصري الإلكتروني الموجود في الطائرة، أنها قادرة على توفير فيديو عالي الاستبانة في أي وقت من النهار أو الليل. ويتيح لها رادار الفتحة الاصطناعية الرؤية من خلال الدخان أو الضباب أو العوائق الأخرى. ويمكنها حمل أي عدد من حمولات المهام المتخصصة – بدءاً من جمع المعلومات الاستخبارية مروراً بالاتصالات ووصولاً إلى المطاردة المضادة للغواصات.
ويختلف استخدام الدول لهذه القدرات بقدر اختلافها ــ وبقدر اختلاف المهام التي تواجهها.
المملكة المتحدة، على سبيل المثال، التي تتسلم نموذجاً من MQ-9B تحت مسمى Protector RG Mk 1، كلفت سربها بمهام «المراقبة البرية والبحرية، لتعقب التهديدات ومكافحة الإرهاب ودعم السلطات المدنية في المملكة المتحدة، على غرار مساعدة قوات خفر السواحل الملكية في مهام البحث والإنقاذ».
وفي الوقت نفسه، تستخدم قيادة العمليات الخاصة في سلاح الجو الأميركي طائراتها MQ-9B SkyGuardian لإظهار أساليب جديدة لدمج الطائرات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة من بدون طيار لدعم العمليات الخاصة.
يستخدم خفر السواحل الياباني MQ-9B للحفاظ على إدراك وضع عالي الجودة في المجال البحري وبخاصة الجزر اليابانية، كما تفعل البحرية الهندية. ويمكن أن يشمل ذلك دعم المساعدات الإنسانية والإغاثة من الكوارث، أو البحث والإنقاذ، أو مهام مكافحة القرصنة، كما أثبتت البحرية الهندية مؤخراً في بحر العرب.
هناك، عندما أصدرت سفينة شحن نداء استغاثة في أوائل شهر كانون الثاني/ يناير تفيد بأن مجموعة من الرجال المسلحين صعدوا على متن السفينة، كانت إحدى الوحدات الأولى التي استجابت هي MQ-9B SeaGuardian التابعة للبحرية الهندية. ومع وصول السفن والطائرات الأخرى إلى المنطقة، تمكن قادة البحرية من مراقبة السفينة المختطفة واستجابتهم مباشرة، في الوقت الفعلي، عبر الفيديو والمعلومات الاستخبارية الأخرى التي توفرها الطائرة MQ-9B.
إن آخر دولة تتبنى MQ-9B هي كندا، التي تعتزم البدء باستخدام الطائرة لدعم عمليات الدوريات في أراضيها داخل منطقة القطب الشمالي الشاسعة والمتجمدة. ساعد توثيق سنوات من التحقق في الطقس البارد، وتحديثات شبكة الأقمار الصناعية، وغيرها من الابتكارات، في إظهار للقوات الجوية الملكية الكندية أن MQ-9B كانت المنصة المناسبة لاحتياجاتها.
وتواجه هذه الدول وغيرها عددا من التحديات الفريدة التي تتناسب مع ظروفها، فضلاً عن التحديات التي تتقاسمها مع البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم. وفي كثير من الحالات، ليس هناك ما يجب القيام به سوى الاستعداد والاستجابة بأفضل شكل ممكن. مع MQ-9B SeaGuardian وSkyGuardian، سيكونان جاهزين