ينعقد معرض «سي فيوتشر 2021» Seafuture2021 هذا العام، على الطريقة الإيطالية، بعدما غاب العام الفائت بسبب جائحة «كوفيد 19»، ليُعوِّض في فعالياته ونشاطاته على ما فات المشاركين والعارضين من تطوُّراتٍ تكنولوجية وإنتاجية في القطاع البحري والملاحي و«الاقتصاد الأزرق [البحري]» (Blue Economy)، استشرافاً لآفاق تكنولوجيا «الجيل الخامس» (5G) التي ستُشكِّل عمادَ الاقتصاد العالمي في مستقبلٍ غير بعيد.
مجلة «دفاع21» Defence21 حاورت السيّدة كريستينا باغني Cristina pagni، رئيسة Italian Blue Growth Srl المنظمة للمعرض، وجاءت بالخُلاصة التالية:
يُمثِّل معرض Seafuture2021 في دورته السابعة مؤتمر الأعمال للتكنولوجيات البحريّة والأخرى ذات الاستخدام المزدوج: فريدٌ من نوعه في حوض البحر الأبيض المتوسط لأنّه يُنظَّم داخل قاعدة بحريّة. ويتَّسِم هذا الحَدَث بإمكانياتٍ قوية في تشبيك الأعمال، وإرساء التواصُل وترويج تضافر الجهود بين المؤسّسات والمعاهد والعلماء والباحثين، وكُبريات المجموعات الصناعية الوطنية والدولية، و«الشركات الصغيرة والمتوسطة» SME، والشركات الناشئة ذات الاختصاصات المبتكرة وتكتُّل شركات التكنولوجيات البحريّة والملاحيّة. ويُمثِّل معرض Seafuture نموذجاً للتفوُّق والتنافُس الصناعيَين، والاستدامة والابتكار الذي يُحفِّز نمو الاقتصاد البحري.
أشعرُ بفخرٍ كبير في القول بأنّ معرض Seafuture قد سجَّلَ نموّاً مضطرداً خلال السنوات المنصرمة. لقد حرصنا بكلّ جهدٍ على تنظيم كلّ دورة للخروج بأقصى نتائج مرجوّة وقد أصبح هذا الحَدَث الآن المؤتمر الإيطالي الأكبر في قطاع «الاقتصاد الأزرق (البحري)» Blue Economy. وقد أكّدت حتى تاريخه 220 شركة عارضة و 133 صُحافياً معتَمداً مشاركتهم في هذه الدورة التالية. وإضافةً إلى ذلك، سيحضر هذا الحَدَث أيضاً 50 وفداً من البحريّات العالمية ممثَّلةً برؤساء أركان بحريّاتها ورؤساء أركان الجيش، إلى جانب وزراء الداخلية من داخل الاتحاد الأوروبي ومن خارجه.
قرّرنا تأجيل الدورة السابقة من معرض Seafuture من العام 2020 إلى العام 2021 لضمان سلامة، بل حضور، جميع المشاركين. وأخذاً في عين الاعتبار استمرار حالة الطوارئ الصحية على الصعيد الدولي، جرى تطوير بروتوكول خاص بوباء «كوفيد 19» من أجل هذا الحَدَث. ونحن نعمل بكلّ جهدٍ وكدّ لضمان إقامة معرض Seafuture في جوٍّ من السلامة والأمان كي لا نُعرِّض للخطر الجهود التي بَذَلها جميع الموظّفين والشركات، في بلدنا حتى حينه. ولهذا السبب استحدثنا خطة سلامة وأمن تناغُماً وتوافقاً مع وزارة الصحة الإيطالية. وبداية، سيُطلَب من جميع المشارِكين إبراز بطاقة خضوعهم للتلقيح ضدّ هذا الوباء. وبما أنّ معرض Seafuture هو من كلّ النواحي مكانٌ تسود فيه التكنولوجيا، قمنا أيضاً بإنشاء نفق تعقيم بأيونات الفضة عند المدخل، وهذا الأخير هو بمثابة مرشّة رذاذ خارجية تهدف إلى تعقيم كلّ مَنْ يعبُر هذا النفق من رأسه حتى أخمص قَدَميه. وستكون الأجهزة التي ستقيس درجة حرارة الجسم أيضاً جزءاً من الإجراء الإلزامي لدخول المعرض. وعلاوة على ذلك، باتت في تصرُّفنا تكنولوجيا مبتكرة بالكامل قدّمتها لنا شركة ناشئة. وستُمكِّننا هذه التكنولوجيا من تعقيم المنصّات والمخازن كلّ يوم.
لقد سعينا على الدوام إلى تقديم كلّ ما هو جديد في كلّ دورة من دورات معرض Seafuture. ولقد قرّرنا هذا العام أنّه من الأجدى تسليط الضوء على بعض المواضيع الراهنة المُلحّة على غرار الأمن السيبراني. وقد خصّصنا اهتماماً كبيراً للاستدامة والمسائل البيئية المتّصِلة بالقطاع البحري والملاحي.
أخذاً بعين الاعتبار واقع أنّنا في العام 2018 مع 170 شركة عارضة قد استحدثنا 1,230 اجتماعاً متخصِّصاً بالأعمال في ما بين أحواض السفن البحريّة وشركات الأعمال، وفي ما بين مؤسّسات الأعمال بحدّ ذاتها، نأمل هذا العام أن نُنظِّم على الأقل 1,300 اجتماعاً مماثلاً آخذين في الاعتبار أنّ الأعداد قد ازدادت. ونعتقد أنّ هذا الجزء من الحَدَث أساسيٌّ ومصدر ثراءٍ للجميع إذ إنّ الاجتماعات المتخصِّصة بالأعمال تُرسِي الأُسس لاستحداث مجالات للتعاون المستقبلي، وتطوير التعاون والتنافُس في الأسواق الدولية أيضاً. وتُمثِّل الاجتماعات المتخصِّصة بالأعمال مؤتمراً فعلياً للأعمال فضلاً عن كونها وسيلة مبتكرة للبحث عن شركاء، ومتعاونين، بل أيضاً عن عملاء و/أو مورِّدين. وباختصار، إنّها مناسبة للشركات لكي تنمو معاً.
سنسعى خلال الأيام الأربعة للحَدَث لكي نُغطِّي أكبر عددٍ ممكن من المؤتمرات والنشاطات؛ وبالتالي تتعدَّد المواضيع المطروحة؛ على سبيل المثال سيُخصَّص يومٌ بأكمله للموانئ والنقل واللوجستيات. كما سيخصص حيّزٌ كبير للمسائل البيئية. وقد وُجِّهَ معرض Seafuture بالطبع لكي يُلائم مبادرات «السياسة الخضراء الودودة للبيئة والمناخ» Green Deal Policy التي وضعتها أجندة «المفوضية الأوروبية» فضلاً عن «أهداف التنمية المستدامة» SDG التي وضعتها «الأمم المتحدة» للسُّكّان والكوكب والازدهار نحو العام 2030. ومن بين المواضيع الأخرى التعاون الدولي في برامج الدفاع والتحرُّك ضدّ الصيد غير الشرعي في البحر الأبيض المتوسط.
لا ريب أنّه من بين اهتمامات معرض Seafuture ما خُصِّصَ للتطوُّر التكنولوجي، مع تركيزٍ خاص على الأمن السيبراني. وبدأ ذلك مع تكنولوجيا «الجيل الخامس» (5G) الذي من شأنه أن يُحدِث ثورةً في الصناعة بتميُّزه بسُرعات عالية في نقل البيانات، وأدنى معدّلات التأخير في هذا النقل (low latency)، وتوصيلية واسعة الانتشار مع مستوياتٍ من الموثوقية لم تُختَبر من قبل. وسيلعب «الجيل الخامس» دوراً أساسياً في التنمية المستقبلية للاقتصاد والمجتمعات وسيُمثِّل عاملاً ممكِّناً للخدمات الرقمية المستقبلية؛ وبالتالي ستُشكِّل شبكات «الجيل الخامس» العماد المستقبلي للاقتصاد العالمي، الذي يخطو خطوة وطيدة نحو الرقممة الكاملة.
ونحن نعتبر هذه الأدوات مستقبلَ بلادنا وأعمالنا. كما أنّها متّصِلة في ما بينها ويمكن تطبيقها تماشياً مع عالم «الاقتصاد الأزرق»؛ (إنّ للجيل الخامس بالفعل تأثيراً كبيراً على الصناعة البحريّة والملاحيّة، من مثل نقل البيانات والحماية والبُنية التحتيّة الساحلية).
سيتولَّى مسؤولية الوفود الرسمية ضابطُ ارتباطٍ من البحريّة سيُرافقها طوال فترة مكوثها، وتتمثَّل مهمّته في متابعة نشاطاتها التمثيلية في المنصّات الخاصة بشركاتها، وقيامها بزيارة مختلف منصّات الشركات، لدعمها في الاجتماعات المتخصِّصة بالأعمال التي تطلبها الشركات. وإضافةً إلى ذلك، سيكون هناك حفل كوكتيل ترحيبي وعشاء لإرساء شبكة من العلاقات، وهو كما تُدلِّل صفته يسعى إلى استحداث علاقاتٍ وتكوين خُلاصاتٍ قد لا يكون تعميقها متاحاً خلال أيام العمل.
يملك قطاع «الاقتصاد الأزرق (البحري)» الإيطالي خبرة كبيرة جداً بالفعل وخلفيّة واسعة في حقل الإنتاج، وهو يحتلّ جزءاً كبيراً من اقتصاد بلادنا. وبإمكان مؤسّساتنا الريادية تصميم وإدارة مشاريع على مستوى عالٍ جداً من الأهمية. وغالباً ما تؤسَّس الشركات في المجتمع البحري وتُدار أعمالها بناءً على تقاليد عائلية وتعاقُب الأجيال التي تُروِّج للنمو سواء من الناحية التكنولوجية أو الكفاءات التنافسية. وأشعرُ بفخرٍ شديد ويسرُّني مشاركة هذه الشركات في معرض Seafuture2021.
إنّ معرض Seafuture هو محور على البحر الأبيض المتوسط لـ «الاقتصاد الأزرق». ونحن نرى في البحر مصدراً اقتصادياً رئيسياً لبلادنا. ومن شأن نظام بيئي بحري سالم وآمن أن يُتيح إمداداً بالمواد الأوّلية والطاقة و«النمو الأزرق» [اغتناماً متطوِّراً للموارد البحريّة يُراعِي البيئة والاستدامة]، هذا كي نذكُر بعض الفوائد. وهذا هو السبب وراء التزامنا صَوْن مثل هذه الموارد الحيويّة الحسّاسة. وينبغي أن يُشكِّل ذلك نقطة البداية لأي مشروعٍ واقعي يعمل على البحر، وهو نقطتنا المرجعيّة في التعامل مع هذه المسألة في معرض Seafuture. وباختصار، يُمثِّل معرض Seafuture طريقتنا في الحفاظ على البحر الأبيض المتوسط ونَشْر الوعي إزاء الفوائد العديدة التي قد يستحدثها لجميع المؤسّسات، والمبادرات والمشاريع المنتشرة على حوضه.
أرى بكلّ ثقة أنّ معرض Seafuture، عاماً بعد عام، سيحتضن عدداً أكبر من المشاركين من المجتمع البحري والملاحي وسيستحدث علاقات أكثر وثوقاً في ما بين البحريّات الدولية والشركات والمؤسّسات الريادية العاملة في هذا القطاع. وآملُ أن يبقى معرض Seafuture يُمثِّل منصةً للتواصُل والحوار الدوليَين في السياسات الساحلية والبحريّة في المستقبل، فضلاً عن كونه مصدر إلهامٍ للأفكار في التنمية المستدامة.
أعتقد أنّ الأسواق الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط مهمّة جداً لأنّها تنتمي إلى الحوض البحري ذاته، وتتشارك تاريخه وتقاليده، بما يُسهِّل حواراً للمهارات وسيُسهِّل إمكانيات التفاعُل على نحو بنّاء.
أعتقد من الناحية الشخصية أنّ إيطاليا - بفضل ثقافتها وتاريخها وتقاليدها بل أيضاً موقعها الجغرافي - يمكنها أن تتولَّى دوراً طليعياً في «الاقتصاد الأزرق الأوروبي». وهذا السبب وراء اعتبار Seafuture الحَدَث الأكثر أهمية في هذا المضمار في البحر الأبيض المتوسط.
ثمة أُمنية فحسب، بأنْ تُحقِّق هذه الدورة السابعة من المعرض، كشأن الدورات السابقة، نجاحاً كبيراً وأن تُتيح لنا استحداث أساسٍ متين لأحداثٍ مماثلة أخرى. ويسرُّني جداً أن أدعو إلى مشاركة جميع العاملين في هذا القطاع، الذين من شأن مساهمتهم أن تعكس شعبيةً أكبر واستقطاباً أعمّ لمعرض Seafuture.
السيّدة كريستينا باغني
شكراً جزيلاً