SOFEX 2018: بزوغ الشركات الصغيرة والمتوسطة في تطوير الأنظمة المتقدمة
تحت الرعاية الملكية السامية، افتتح جلالة الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، في الثامن من أيار/ مايو الفائت معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة «سوفكس 2018» SOFEX 2018، المتخصص في مجال معدات العمليات الخاصة، والأمن القومي، وقوات حفظ السلام والأجهزة الأمنية. واستقطب المعرض، بحسب مدير عام المعرض، عامر الطباع، أكثر من 350 شركة عارضة من 35 دولة من مختلف أنحاء العالم. ويُعدّ المعرض الأكبر في العالم في مجال قوات العمليات الخاصة والوحيد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وانعقد هذا العام في دورته الثانية عشرة في قاعدة الملك عبد الله الأول الجوية في ماركا شرق العاصمة الأردنية عمّان.
كان في استقبال جلالة الملك وولي العهد، سموّ الأمير فيصل بن الحسين رئيس مجلس إدارة معرض «سوفكس»، رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود عبد الحليم فريحات وقائد مجموعة الملك عبد الله الثاني للقوات الخاصة الملكية العقيد الركن سفيان السليمان.
وجال جلالته في العديد من أجنحة الشركات العالمية المشارِكة في SOFEX، تلاه الجناح الأردني الذي اشتمل على أسلحة ومعدات متطورة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ومديريتي الأمن العام والدفاع المدني، وأخيراً مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي) KADDB والشركات التابعة له. وشاهد جلالته خلال حفل الافتتاح عروضاً نفذتها وحدات من العمليات الخاصة الأردنية بمساندة من طائرات سلاح الجو الملكي والأجهزة الأمنية. وأظهرت العروض الكفاءة القتالية والاحترافية العاليتين لقوات العمليات الخاصة.
ويُعدّ SOFEX، الذي يُعقَد كل عامين منذ العام 1996، ملتقى دولياً يجمع أكبر منتجي ومطوِّري المعدات الدفاعية في العالم مع كبار القادة العسكريين وصنّاع القرار وممثلي الحكومات.
كما افتتح سموّ الأمير فيصل بن الحسين، مندوباً عن جلالة الملك عبد الله الثاني في اليوم الأول لفعاليات المعرض، مؤتمر قادة قوات العمليات الخاصة تحت عنوان «الحروب الهجينة في المنطقة الرمادية الدولية – البيئة العملياتية المتغيرة بحضور أكثر من 600 مشارك.
وشارك في المؤتمر وزراء دفاع، ورؤساء أركان، وكبار ضباط قوات العمليات الخاصة والقوات البرية والجوية إلى جانب عدد من صنّاع القرار وواضعي الاستراتيجيات المتعلقة بالأمن القومي للعمل على بناء جسور التعاون لتوطيد السلام العالمي.
تعمل كبريات الشركات العالمية على تطوير وتصنيع العدد الأكبر من المنتجات في مختلف القطاعات العسكرية البرية والبحرية والجوية والأنظمة ذات الصلة. أما الشركات الصغيرة والمتوسطة فغالباً ما تكون متخصصة في قطاعات أو منتج معين من هذه القطاعات. وغالباً ما تسمى بِـ Niche Markets.
في الواقع أكد معرض SOFEX 2018 الدور الرائد والفعال الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة في تطوير التكنولوجيات الدفاعية والمنتجات المبتكرة والمتقدمة، حيث سجل المعرض الظهور الدولي الأول لأكثر من 30 منتجاً جديداً فيما اقتصرت عروضات الشركات الكبيرة على القليل من هذه المنتجات.
وتطبيقاً لذلك شهد معرض SOFEX 2018 العديد من المبتكرات الدفاعية والأمنية المتخصصة لتلبية حاجات قوات العمليات الخاصة والأمن الوطني والأجهزة الأمنية وفي ما يأتي بعض هذه المبتكرات:
«أوربيتال أيه تي كاي» Orbital ATK: عرضت شركة Orbital ATK مجموعة من منتجاتها خلال فعاليات معرض SOFEX 2018 من بينها الطراز الأحدث: «كارافان المسلحة أيه سي-208 بي» AC-208B Armed Caravan، الذي سجل ظهوره الدولي الأول في العام الفائت. يستند الطراز القديم المعروف بِـ AC-208 Eliminator إلى طائرة «كارافان القتالية» Combat Caravan، وسبق أن سُلِّم إلى كل من لبنان والعراق، من خلال قنوات سلاح الجو الأميركي. وتستخدم هذه الطائرة للقتال الخفيف وهي منصة استخبار ومراقبة واستطلاع ISR تستند إلى طائرة النقل والخدمة التي طورتها «سيسنا» Cessna. وباستطاعتها أن تحمل صاروخ «هلفاير 114» Hellfire 114 واحداً تحت كل جناح. أما الطراز الأحدث، «بلوك 2 كارافان» Block 2 Caravan، فقد جهز بعدد من التحسينات قياساً بالطائرة الأقدم، أهمها القاذف الثنائي لصاروخ «هلفاير» ليركب على نقطة التعليق تحت كل جناح. وهذا من شأنه أن يضاعف عدد الأسلحة المحمولة. وإلى ذلك، تحمل نقاط التعليق حاضني صواريخ روكت سعة كل منها سبعة صواريخ عيار 70 ملم غير موجهة وبإمكان الحاضن إطلاق صواريخ تكتيكية موجهة ليزرياً على غرار نظام APKWS.
جدارة Jadara: عرضت شركة «جدارة لأنظمة المعدات والدفاع» Jadara Equipment & Defence Systems، وهي المصنِّع الحصري الوحيد لِـ «نظام قاذف الرمانات المحمول على الكتف» RPG-32 المشهور عالمياً، ونظام الصاروخ الموجه المضاد للدبابات ذا المدى المتوسط «ترمينايتور» Terminator (مدى 2500 متر)، الذي طوره مكتب تصميم جداره وصُنع بالكامل في مصنع الشركة الأردنية. وإلى ذلك، طوّر مكتب تصميم جداره النظام المتعدد الأغراض المتحكم به عن بُعد «كوات» Quat، الذي يجمّع أيضاً في مصنع جداره الأردني. ويستند النظام إلى أربعة قواذف صاروخية RPG-32 تحت مسمى نشاب. وهو يتوافر بطرازين، الأول أرضي والآخر مركّب على عربة.
آيمبوينت Aimpoint: لا يخفى على أحد أن البنادق والرشاشات لم تعد قادرة على تحقيق أهدافها وبخاصة في الحالات المفاجئة التي تتطلب رمياً غريزياً أو سرعة خاطر من دون أدوات مساعدة أهمها مناظير التسديد أو التهديف، وهي الأجهزة التي تتخصص بها شركة Aimpoint السويدية. وعرضت الشركة الجيل الجديد من مناظير التهديف وهو Comp M5، الذي لا يحتاج إلا لبطارية صغيرة قياس AAA لتشغيله. وبحسب الشركة، فإن هذا المنظار، الذي يزن 147 غراماً يعتبر من الأنظمة البصرية الأكثر تراصاً.
Comp M5 يعمل غاطساً في الماء حتى عمق 5 أمتار ويسمح نظام عدسته البصرية العسكرية ببث استثنائي للنور وتوفير نقطة حمراء واضحة جداً.
أوبتيما Optima: عرضت شركة Optima الأميركية خلال فعاليات SOFEX 2018، أحدث منتجاتها في مجال الكشف عن الممنوعات (الذخائر، الأسلحة، والمخدرات...) وهو الجهاز «فريدوم فيو فيديوسكوب» Freedom View Videoscope أو FVVS. ويتيح هذا الجهاز للأجهزة الأمنية العاملة على حواجز التفتيش في النقاط الحدودية والداخلية، كشف المواد المحظورة ومصادرتها وتوقيف مهرِّبيها.
أفيك-كيم» Avec-Kim: عرضت شركة Avec-Kim التشيكية، المتخصصة في مجال تصنيع معدات حماية الجهاز التنفسي، تشكيلة من الفلاتر التي يمكن تركيبها على الأقنعة الواقية من الغازات لحماية الجنود وكوادر الإنقاذ العاملين في البيئات الخطرة التي تنطوي على تلوث بالغازات السامة أو المواد الكيميائية. وتوفر هذه الفلاتر حماية يمكن الاعتماد عليها ضد مجموعة كبيرة من المواد الضارة وعالية السمية، ويمكن استخدامها مع أقنعة الوجه الكاملة أو الأقنعة التي تغطي جزءاً من الوجه. وهذه الفلاتر مصنوعة من مواد البلاستيك المقوى التي تحتوي على البوليمر، ومعبأة بالكربون المفعّل مع نسبة تشرُّب مناسبة تسمح باحتجاز المواد الكيميائية والمواد عالية السمية. ويوفر استخدام هذا النوع من البلاستيك المقوى حماية ضد الصدمات والضرر الذي يمكن أن يلحق بها أثناء تركيبها على قناع الوجه.
«بيونك بور»: عرضت شركة «بيونك بور» الكندية جهازاً لشحن الأجهزة النقالة يعمل بالمشي يمكن ارتداؤه ليتيح للجنود البقاء على اتصال مع رفقائهم ووحداتهم أثناء وجودهم في الميدان، إلى جانب زيادة مدة المهام التي ينفّذونها دون خوف من نفاذ بطاريات أجهزتهم.
ويعمل الجهاز الذي يرتديه الجنود في أقدامهم على توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لشحن الأجهزة التي يحملونها دون عناء إضافي، إذ لا يتطلب هذا الجهاز من الجنود بذل جهود إضافية أو الجري لتوليد الطاقة. ويولد الجهاز طاقة مقدارها 11 واطاً في الساعة للمحافظة على شحن البطاريات، وتجنيب الجنود عناء حمل بطاريات إضافية ثقيلة. ويمكن للجهاز أن يشحن حتى 4 هواتف ذكية.
يقال إن أهالي مكة أدرى بشعابها، فمن أدرى بشعاب SOFEX أكثر من القيِّمين عليه!±لهؤلاء جميعاً نورد مقتطفات عن أقوالهم للنشرة اليومية والتي تقاطعت جميعها على أهمية المعرض ودوره في إحلال السلام والأمن وبخاصة التصدي لأعمال الإرهاب التي تجتاح معظم دول المنطقة.
قال رئيس مجلس إدارة معرض SOFEX سموّ الأمير فيصل بن الحسين إنه على الرغم من أن أعمال ومعروضات SOFEX مرتبطة بشكل تقني بالحروب، إلا أن الهدف من وراء عقد المعرض هو السلام، كونه يوفر فرصة للمشاركين لعرض موقف موحَّد تجاه التصدي للإرهاب وبالتالي صون السلم العالمي. وأضاف: «إن حالة عدم الاستقرار التي تعصف في العديد من دول العالم تحتاج إلى توسيع التفاهم وتعزيز التعاون للتصدي للتحديات الأمنية الهائلة والحفاظ على السلم والأمن الدوليين».
وأشار سموّه إلى أن SOFEX يمثل منصة دولية واسعة لعرض أحدث المعدات والمنتجات التكنولوجية والابتكارات في مجالات العمليات الخاصة والأمن القومي، من خلال جمع الشركات بمختلف أحجامها مع قادة عسكريين وصنّاع قرار ومتخصصين بهدف تعزيز الأمن العالمي.
ولفت إلى أن SOFEX نجح في تحقيق تقدم مميز في سياق الوصول إلى أهدافه بدعم والتزام من جلالة الملك عبد الله الثاني، إلى جانب القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ومختلف الأجهزة الأمنية الأردنية.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، الفريق الركن محمد عبد الحليم فريحات، قبيل انعقاد المعرض، إن القوات المسلحة الأردنية تتطلع لمؤتمر ومعرض SOFEX في دورتهما الثانية عشرة كفرصة ثمينة لتطوير قدراتها، وتمتين علاقاتها وشراكاتها مع مختلف جيوش العالم. وأضاف: إن ما يمثله معرض SOFEX من فرصة الاطلاع على أحدث تقنيات وتكنولوجيات وأسلحة قوات النخبة وحفظ الأمن، يعتبر من أكبر الإسهامات التي يوفرها المعرض في مكان وزمان واحد محدد. فهو تجمُّع لأكبر وأهم الشركات التي تسعى لإنتاج أفضل التقنيات التي من شأنها أن تحدّ من تنامي عمليات الإرهاب. ولفت إلى أن القوات المسلحة الأردنية هي الراعي الرئيسي لمعرض SOFEX منذ دورته الأولى، وهي الداعم لجميع فعالياته بالتعاون والتنسيق مع الشركات التي ترتبط بالقوات المسلحة. حيث تقوم الأخيرة بتهيئة كل السبل والوسائل والإمكانيات التي تساهم في استمرارية نجاح وتميُّز هذا المعرض واضطراد تقدمه دورةً بعد أخرى.
وأضاف إن استراتيجية القوات المسلحة الأردنية ونظرتها المستقبلية لتطوير قدراتها الصناعية والدفاعية واستشعارها للتحديات المستقبلية جعلها تفكر باستمرار بتوطين التكنولوجيا وتطوير الصناعات.
وأوضح مدير عام معرض SOFEX، عامر الطباع في كلمة له خلال حفل افتتاح المعرض: «إنه لفخر لنا جميعاً أن يظل SOFEX بوابة فعالة للعمليات الخاصة والأمن الداخلي، المشهود به كمعيار لتقويم الأحداث العالمية»، وأكد: «إن الدفاع والأمن أمران حيويان لجميع الأمم، ولهذا السبب نبذل جميعنا كل جهد ممكن لضمان أن تبقى قواتنا المسلحة مجهزة بأفضل الوسائل والتقنيات لرأسمالنا البشري الذي يمثله جميع الرجال والنساء الذين يرتدون الزيّ العسكري، ويدافعون عن حدودنا. وقد أصبح من الواضح أن دور صناعة الدفاع يتغير بسرعة وباستمرار، ما يتطلب المزيد من التطوير لمواجهة الحروب الحديثة، ومن هنا جاء هذا المعرض ليوفر مركزاً مميزاً لتبادل المعرفة والتكامل والتعاون حتى يتماشى مع التحديات وتسارع الأحداث».
وقال عامر الطباع: إن إقامة معرض معدات قوات العمليات الخاصة للدورة الثانية عشرة يعكس الأهمية التي توليها الأردن لقطاع الدفاع ودوره، كما يعكس الثقة التي اكتسبها على الساحتين الإقليمية والدولية بفضل سياسته الحكيمة المبنية على الوسطية والاعتدال. وأضاف: إن عقد «سوفكس» في الأردن يعكس أهمية الدور الذي يلعبه في أنه مركز للحوار العالمي والذي يرجع لسياسة الأردن الحكيمة ودبلوماسية جلالة الملك عبد الله الثاني وما يربطه من علاقات جيدة مع قادة دول العالم.
وأشار إلى أن SOFEX ملتقى عالمي للحوار لكل المعنيين وصنّاع القرار العاملين على إحلال وتعزيز الأمن في جميع أرجاء العالم، إذ يجمع SOFEX الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى جانب أكبر الشركات العالمية المتخصصة بالصناعات الدفاعية مع قادة وصنّاع القرار في الحكومات والجيوش من مختلف أرجاء العالم، ويتيح للجميع فرص الاطلاع على آخر الحلول وأحدث المعدات لدعم قوات الأمن في مهامها وفي حفظ أمن البلاد وتعزيزه.
وأضاف: إن SOFEX يمثل الخطوة الأولى لجميع الشركات العاملة في مجال تصنيع المنتجات الدفاعية، والدول المشارِكة، وممثلي حكوماتها نحو تحقيق مزيد من التعاون المشترك. وأعرب عن تقديره للشركات الراعية في SOFEX التي تحرص أن تكون في هذا الحدث العالمي الذي اكتسب سمعة دولية لأهميته، إذ يشكل فرصة مثالية لها للتعريف بصناعاتها بوجود هذا العدد الكبير والمميز من ممثلي الصناعات الدفاعية في العالم.
وألقى قائد مجموعة الملك عبد الله الثاني للقوات الخاصة الملكية العقيد الركن سفيان السليحات كلمة قال فيها: «إن رؤية مؤتمر ومعرض SOFEX من قصص النجاح الأردنية التي انبثقت عن رؤية ثاقبة من لدن جلالتكم إبان قيادتكم للعمليات الخاصة، حيث أكدت تلك الرؤى على ربط جميع متطلبات القوات المسلحة من تأهيل وتطوير بالاعتماد على قدراتها وتسويق صناعاتها العسكرية على المستوى الإقليمي والعالمي، كما شقت تلك الرؤى مسارها إلى النجاح ضمن خطة وخطوات مدروسة تمثلت بتحويل التحديات إلى نجاحات حقيقية». وأضاف: «لقد لعبت القوات المسلحة الأردنية والقوات الخاصة على وجه التحديد دوراً مهماً في التصدي للإرهاب والتطرف من خلال مشاركتها الفاعلة ضمن قوات التحالف في مناطق الصراع، حيث كان هناك تناغم في المجال العسكري والأمني والإيديولوجي».