Dubai Airshow 2019: أولوية عالية لقطاع الدفاع
سيجمع «معرض دبي للطيران 2019» Dubai Airshow 2019، الذي سينعقد في دورته السادسة عشرة في مركز دبي العالمي DWC في الفترة الممتدة من 17 ولغاية 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، طيفاً كاملاً للصناعة الجوفضائية. وسيوفر مرة جديدة باباً واسعاً للأسواق الناشئة والنامية، حيث يوجد %80 من سكان العالم على بُعد 8 ساعات من أحد مطارات الإمارات العربية، حيث سيعرض ممثلو هذه الصناعة أحدث مبتكراتهم وإبرام صفقاتهم وبالتالي استشراف المستقبل من خلال مشاركتهم في العديد من المؤتمرات المتخصصة.
يتوقع أن تكون الدورة الحالية للمعرض الأكبر في تاريخه بحضور نحو 1300 شركة عارضة وأكثر من 87000 زائر نوعي ومشاركة ما يصل إلى 165 طائرة في ساحة العروض الثابتة مقابل 79000 زائر و 1200 شركة و 160 طائرة في الدورة السابقة.
«يعتبر Dubai Airshow أحد أفضل فعاليات التواصل في العالم، فمن الناحية الاستراتيجية، فإن منطقة الشرق الأوسط مهمة جداً باعتبارها بوابة إلى العالم.. المتطلبات مرتفعة جداً والعملاء متطورون جداً»، بحسب ما قال آدم توماس Adam Thomas، كبير مسؤولي الصحافة في منظمة الدفاع التجاري والأمني الدولية DIT DSO.
وقالت ميشال أكيليجن Michelle Akelijen، المديرة الإدارية لشركة Tarsus F&E LLC Middle East المنظِّمة للمعرض: «ينمو Dubai airshow كل عام عبر تاريخه البالغ 30 عاماً ليعكس الابتكارات والفرص في الصناعة الجوفضائية في الشرق الأوسط والعالم، ولن تكون دورة 2019 استثناءاً من العارضين الجدد إلى عودة المساحات المخصصة والمؤتمرات».
سيصل الإنفاق الدفاعي في منطقة الشرق الأوسط إلى 100 مليار دولار أميركي في العام 2019، ويأتي في مقدمة لائحة المستوردين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتتضمن هذه اللائحة خمس دول شرق أوسطية وكذلك تسع من بين ميزانيات الدفاع الخمس عشرة الأولى للناتج المحلي الإجمالي في المتوسط، تنفق دول الشرق الأوسط %13 من ميزانياتها السنوية على الدفاع، فيما تنفق المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان %30 و %20 على التوالي. الجدير بالذكر أن ميزانية الدفاع السعودية لعام 2019 بلغت نحو 51 مليار دولار أميركي، ما يجعلها ثالث أكبر دولة تنفق عسكرياً في العالم.
إنها إشارة واضحة على أن الدفاع يحتل مكانة عالية في أولويات الحكومات الإقليمية ومن المقرر أن يزداد، فميزانية الدفاع الإماراتية تنمو بمعدل سنوي نسبته %6.5 وتراكمياً حتى العام 2021، ستنفق الدولة 140.8 مليار دولار أميركي على شراء الأصول.
يؤكد اللواء عبد الله الهاشمي، الوكيل المساعد لخدمات الدعم في وزارة الدفاع الإماراتية: «يعتبر معرض دبي للطيران، من الناحية الاستراتيجية، أهم معرض جوفضاء بالنسبة للقوات المسلحة الإماراتية وأحد أهم الأحداث في تقويمنا». ويردف قائلاً: «مع إقامة هذا الحدث كل عامين، تتاح للقوات المسلحة الإماراتية الفرصة للتفاعل مع الموردين المحتملين والحاليين، واستشراف التكنولوجيا والمعدات الجديدة من جميع أنحاء العالم».
بدوره، يوضح بوب هاروارد Bob Harward، الرئيس التنفيذي لشركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin في الشرق الأوسط: «إن الجيل المقبل من المواد المتقدمة، والأنظمة المؤتمتة، والتعاون بين الإنسان – الآلة والأنظمة السيبرانية إضافة إلى أنظمة المهام، جميعها لديها القدرة على إيجاد حلول حيوية تشكل جوهر صناعتنا لعقود مقبلة». ويضيف: «تربطنا علاقات قوية مع الإمارات العربية المتحدة منذ أربعة عقود، حيث دعمنا في البداية برامجها الدفاعية على غرار طائرة النقل C-130 Hercules، ومقاتلة F-16، وصواريخ PAC-3 الاعتراضية، وصواريخ THAAD المضادة للصواريخ البالستية – والحلول التكنولوجية لمساعدة الإمارات على حماية مواطنيها. ونحن نتطلع في هذه الدورة إلى عرض بعض من هذه الشراكات والبرامج الطويلة الأمد، وكذلك حلول الفضاء والطاقة الخاصة بنا للمساعدة في دعم شركائنا الآن وفي المستقبل».
ستشارك «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin بفعالية في Dubai Airshow 2019 إضافة إلى شركات عالمية رئيسية على غرار «رايثيون» Raytheon، و«داسو أفييشن» Dassault Aviation، وائتلاف «يوروفايتر» Eurofighter، و«إيرباص غروب» Airbus Group، و«بوينغ» Boeing، و«بيلاتوس» Pilatus، و«روس أوبورون إكسبورت» Rosoboronexport، و «ب آيه إيه سيستمز» BAE Systems، و«تكسترون أفييشن» Textron Aviation، و«إمبراير» Embraer، و GA-ASI، و«هاريس» Harris، و«هانيويل» Honeywell، و«ليوناردو» Leonardo، و«مبدا» MBDA، و«نورثروب غرومان» Northrop Grumman، و«أوشكوش» Oshkosh، و«بيليكان» Pelican، و «برات آند ويتني» Pratt & Whitney، و«رواغ» RUAG، و«ساب» SAAB، و«سافران» SAFRAN و«تاليس» Thales إلخ...
ويتزايد تمثيل الشركات السعودية على غرار «السلام لصناعة الطيران» Al Salam Aerospace و«شركة الإلكترونيات المتقدمة» AEC و«الشركة السعودية للصناعات العسكرية» SAMI التي تم إطلاقها في العام 2017 كجزء رئيسي من رؤية المملكة 2030 ولتكون بمثابة منصة مستدامة لتوفير المنتجات والخدمات العسكرية العالمية المستوى للمملكة العربية السعودية وحلفائها.
وإنْ ننسى، لا ننسى المشاركة الفعالة لمعظم الشركات الدفاعية والخدماتية الإماراتية على رأسها «شركة الإمارات للصناعات الدفاعية» EDIC، و«مبادلة للتنمية» و«توازن القابضة» وغيرها إضافة إلى مشاركة بارزة لِـ «وكالة الإمارات للفضاء» التي تتأهب لإرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي، وذلك في رحلة استكشافية علمية يتوقع أن تصل إلى الكوكب الأحمر خلال العام 2021 الذي يصادف الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
بالنسبة إلى القطاع التجاري، أصبحت منطقة الشرق الأوسط النجم الصاعد لصناعة الطيران التجاري على مدار العقدين الأخيرين، وعزز ذلك موقع استراتيجي متميز وجهود متضافرة بين المشغلين والحكومات لتعزيز هذه السوق. وما يحفز النمو في هذه المنطقة أعداد الركاب والوجهة الشرقية لحركة المسافرين. ويقدر اتحاد النقل الجوي الدولي أنه بحلول العام 2037، ستصل سوق الشرق الأوسط إلى 500 مليون مسافر محققة بذلك نمواً سنوياً مركباً بمعدل %4.4، وستكون دبي ضمن أفضل 15 مدينة في هذا المجال في العالم.
وتوضح ميشال أكيليجين أن الصناعة الجوفضائية في الشرق الأوسط على وشك تحقيق نمو يصعب تصديقه. فعندما تنظر إلى إمكانات الشركات، لا عجب أن معرض Dubai Airshow في دورته الحالية سيشهد عدداً كبيراً من العارضين الجدد وسيكون بالفعل أفضل منصة عالمية لصناعة الطيران وسيكون للأعمال التجارية في المنطقة مكان متميز، ما يجعل منه حدثاً لا يُنسى».
سيحتاج مطار آل مكتوم الدولي، على وجه الخصوص، إلى دمج أحدث التكنولوجيات وأكثرها تطوراً وتطوير بنيته التحتية لاستيعاب أية وسيلة نقل حالية ومستقبلية، والجمع بين وصول السيارات والسكك الحديدية والمترو مع إمكانية زيادة السرعة الفائقة المستقبلية Hyperloop.
لا شك سيشكل «مؤتمر الفضاء وحلول المطارات» The Space Conference & Pavillon & Airport Solutions حدثاً مميزاً بين مؤتمرات Dubai Airshow 2019 التي ستشمل أيضاً «التصنيع الذكي» Smart Manufacturing، و«تواصل الشحن» Cargo Connect و«إدارة النقل الجوي العالمي Global Air Traffic Management (GATM) وغيرها.
مسك الختام، من المؤكد، كما أثبتت الصناعة المعرضية الإماراتية دائماً، سيكون معرض «دبي للطيران 2019»، كعادته، مثيراً جداً وسيعيد البسمة إلى الصناعة الجوفضائية بقطاعيها العسكري والتجاري.