IDEF 2017: فرصة لتحسين التعاون الوطني والدولي

انعقد «المعرض الدولي للصناعة الدفاعية » International Defence Industry Fair 2017 (IDEF 2017)، في دورته العاشرة، في مركز طيياب للمعارض في اسطنبول. وهو يُعتبر المعرض الدفاعي الأكبر من نوعه في منطقة «أوراسيا» EURASIA والمعرض الخامس الأكبر في العالم. وانعقد للمرة الأولى تحت رعاية رئاسة الجمهورية التركية واستضافته وزارة الدفاع الوطني التركية، ونظّمته مؤسسة القوات المسلحة التركية TAFF، وشارك فيه 800 شركة عارضة منها 400 شركة دولية، وزاره نحو 60.000 زائر وحضره 124 وفداً رسمياً. وشاركت فيه ثمانية سفن تابعة لقيادتي القوات البحرية وحرس الشواطئ التركيين.

افتتح معرض IDEF 2017 رئيس الوزراء التركي بينالي يلديريم Binali YILDRIM. ويتخصص المعرض في الصناعات الدفاعية، والأمنية، والبرية، والبحرية والجوية، وشارك فيه إضافة إلى الصناعات الوطنية، مصنعو دوليون في مجال المنصات والأنظمة والموارد.

وبغية تحسين فرص التعاون الوطني والدولي خلال المعرض، رتب المنظم نحو 2000 لقاء عمل ما بين سلطات المشتريات التركية والوفود الرسمية والشركات المشاركة. وساد هذه اللقاءات النشطة حركة ضخمة من الاتصالات لتطوير الأعمال.

رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم (الأول من اليمين) وكبار الضيوف يفتتحون معرض IDEF 2017

يذكر أن مؤسسة القوات المسلحة التركية  TAFF، أنشئت بتبرعات من الشعب التركي في العام 1987 وهي ستحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الثلاثين لإنشائها. وبحسب صدّيق بيادي، مدير عام مؤسسة TAFF، فإن معرض IDEF 2017 وصل إلى موقع مهم جداً كمنصة للتعاون والتسويق والترويج من قِبَل العارضين الوطنيين والدوليين، عدا عن كونه نقطة التلاقي للصناعات الدفاعية التركية والعالمية.

وأكد الأمين العام للصناعات الدفاعية التركية SSM الدكتور إسماعيل ديمير، خلال حفل افتتاح المعرض أن التطورات الجيوسياسية العالمية غيّرت تعاريف الأمن والقوة في البيئة الاستراتيجية الجديدة. وفي هذا السياق تخطو تركيا خطوات واثقة لتحقيق أهدافها للعام 2023 من خلال تطوير قدراتها الحالية في تكنولوجيا الدفاع والأمن ولتصبح دولة رائدة ومضرب مثل على المستوى الدولي الذي يسمح لها بتلبية معظم حاجاتها من خلال قدراتها الوطنية.

كما أكد الأمين العام ديمير: «حتى العام 2016 نفذت الأمانة العامة للصناعات الدفاعية 460 مشروعاً وبلغت القيمة الإجمالية للعقود المُبرَمة  ٣٨٫١ مليار دولار أميركي والقيمة الإجمالية للمشاريع المحتملة هي بحدود ٦٣٫٥   مليار دولار أميركي». وركز ديمير على: «أن معرض IDEF 2017 هو منصة مهمة جداً لترويج القدرات الوطنية إلى الرأي العام العالمي ولتطوير المزيد من اتفاقيات التعاون». وأضاف: «إن التطورات التي أحدثتها الصناعة الدفاعية التركية في السنوات الأخيرة جعلتها ممكنة بفضل العديد من مقاولي الباطن في المنصات، والأنظمة والمواهب، وأن تصبح مطلوبة في الأسواق الخارجية».

وبحسب وزير الدفاع الوطني التركي، فكري إيشيك: «عندما تتخصص دولة معينة في أي مجال يتناسب وقدراتها الذاتية، فإنها تساهم في دعم اقتصادها والاقتصاد العالمي»، وأضاف: «ومع ذلك، فإن هناك بعض الصناعات على غرار الدفاع، والطاقة والغذاء حيوية للمجتمعات للوصول إلى مستوى من الاستدامة الذاتية في هذه الصناعات».

وأشار وزير الدفاع إلى أنه : «في أوائل العام 2000 كانت تركيا تعتمد بنسبة %80 على الصناعة الدفاعية الأجنبية، أما الآن وتحت رؤية وقيادة رئيس الجمهورية، فإن تركيا عكست كلياً هذا الوضع. وقد أطلقت وزارة الدفاع هدفاً لأن تكون من بين الدول العشر الأكبر والأكثر تقدماً في الصناعة الدفاعية، ولهذا الغرض تتخذ الوزارة خطوات واثقة وقوية إلى الأمام. واليوم، ومع مشاركة أكثر من ألف شركة وطنية، بما فيها شركات صغيرة ومتوسطة SME إضافةً إلى معاهد الأبحاث والجامعات، فإن الصناعة الدفاعية التركية أصبحت بنية وطنية».

إن معدل توفير حاجات القوات المسلحة داخل الدولة ارتفع إلى %60 ويعمل في الصناعة أكثر من 60.000 عاملاً. وتجاوزت عائدات الصناعة الدفاعية خمسة مليارات دولار في العام الفائت، وبلغت صادراتها الدفاعية نحو 1.638 مليار دولار.

وأشار وزير الدفاع إلى أن المنصات وأنظمة الأسلحة التي طورناها لا تلبي حاجات القوات المسلحة التركية فحسب، ولكنها تجذب اهتمام القوى الصديقة والحليفة وتُطلب من قبلهم».

وتقوم استراتيجية الصناعة الدفاعية التركية على مزيد من التوسع في مجال التعاون الاستراتيجي، وبخاصة من خلال العلاقات التي أنشأتها تركيا مع الصناعات الدفاعية في دول مثل المملكة العربية السعودية وكازاخستان والأردن.

وهناك سبب آخر، «إن الأهمية المتعاظمة التي نوليها للصناعة الدفاعية تعود إلى أنها تشكل قوة دافعة في مجال التكنولوجيا، فالعديد من المنتجات التي نستخدمها في حياتنا اليومية صممت من حيث المبدأ لتلبية المتطلبات العسكرية. وفيما ترغب تركيا بأن تصبح دولة منتجة ومُصدّرة للتكنولوجيا، فإن ضمان مداخيل عالية لمواطنيها يتم من خلال التكنولوجيا المتقدمة. وبالتالي فإن التجارة في الصناعات الدفاعية يجب أن تستند إلى استراتيجيات «اربح اربح» التي تتضمن المساهمة المحلية ونقل التكنولوجيا والمعارف العسكرية. تلتزم تركيا بدقة في هذه المقاربة، وبالتالي، فهي تشكل شريكاً مهماً وقيِّماً لجميع الدول الصديقة، وما معرض IDEF سوى تجسيد لهذا التقدم في المعارض وهو إشارة واضحة إلى قوة تركيا وتأثيرها في الصناعة الدفاعية»، بحسب وزير الدفاع التركي.

وأشار بينالي يلديريم، رئيس الوزراء التركي إلى أن استخدام كل الإمكانات التكنولوجية، وعلى وجه التحديد العربات الجوية غير الآهلة والعربات الجوية القتالية غير الآهلة لعبت دوراً مهماً في نجاح القوات الأمنية.

وفيما كانت %80 من مشترياتنا الدفاعية من الصناعات الأجنبية في العام 2002، فإن هذا المعدل انخفض ليصبح %60 في العام الحالي، ولدينا الآن شركتان من بين الشركات الدفاعية المئة عالمياً. وارتفعت العائدات إلى 2٦٫٥   مليار دولار أميركي بعد أن كانت ملياراً واحداً في العام 2002، حيث بلغت الصادرات في حينه نحو 200 مليون دولار أميركي.

وإذا ا نظرنا إلى العام 2016 كانت لدينا عائدات سنوية بقيمة 5.9 مليارات دولار من بينها 1.67 مليار دولار من سوق الصادرات. كما ارتفع عديد الأفراد الذين يعملون في مجالي الأبحاث والتطوير من 29000 إلى 123000 عامل. وشكلت مصارفات الأبحاث والتطوير في العام 2016 نحو %1.06 من الناتج القومي الإجمالي بعد أن كان هذا المعدل 0.53 في العام 2002، وتهدف وزارة الدفاع إلى رفع هذا المعدل إلى %2.5 مع حلول العام 2023.

المعرض
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2017
رقم الصفحة
18

أخر المقالات