2022: عام الذكاء الاصطناعي والاختبار في الأعمال
بقلم بيتر بينش، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأستراليا في سايج
سيكون هذا العام مثيراً لقادة الأعمال المعنيين بالذكاء الاصطناعي والابتكار والاختبار. دعونا نلقي نظرة على الاتجاهات التي نتوقع أن تصوغ شكل الشركات متوسطة الحجم في العام 2022.
الذكاء الاصطناعي سيصبح أكثر انتشاراً
يوجد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في كل مكان حولنا بالفعل، سواء كان الأمر يتعلق بالتحدث إلى «سيري» على هاتف أيفون، أو باستخدام خاصية التعرف على الوجه لإلغاء قفل الهاتف، أو مشاهدة مسلسل توصي به «نتفلكس». وفي العام 2022، نتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي في متناول المشاريع متوسطة الحجم وأن نرى المزيد من الشركات تعمل على أتمتة عمليات مكاتبها الإدارية.
إيجاد الأنماط المتكررة في البيانات
مع الإقبال المتزايد على الخدمات الرقمية نتيجة تفشي وباء كوفيد-19، جمعت الشركات العديد من بيانات العملاء والموظفين. ونتوقع أن نرى قادة الأعمال يستثمرون بكثافة في البرامج التي تكتشف الأنماط المتكررة في البيانات وتكشف عن معلومات ثاقبة ودقيقة في الوقت المناسب، مما يساعدهم على التكهن بما سيحدث في المستقبل.
على سبيل المثال، سوف تكتشف البرامج الأنماط المتكررة والاستثناءات في التدفق النقدي بمجال التمويل والمحاسبة. وهذا سيساعد الشركات على اتخاذ قرارات استراتيجية، مثل الموضع الأمثل لزيادة الاستثمار وسبل توفير المال في أعمالها. وبينما تستثمر الشركات في الذكاء الاصطناعي، فإنها ستحتاج أيضاً إلى توخّي الحذر من الأسئلة التي يثيرها فيما يتعلق بالخصوصية والأخلاقيات.
معالجة اللغات الطبيعية ستغدو جزءًا من الحياة اليومية
معالجة اللغات الطبيعية هي برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي لعمل ما نطلبه بالتحديد. ونحن نستخدم هذا البرنامج يوميًا بالفعل من خلال إعطاء أوامر صوتية لأجهزتنا الذكية، لكننا نتوقع أن يزداد انتشار هذه التكنولوجيا في حياتنا العملية في العام 2022.
على سبيل المثال، يمكنك أن تطلب من حاسوبك استدعاء الجداول الزمنية والمعالم المهمة للمشروع أثناء مشاركتك في مؤتمر مرئي لمناقشة نتائج المشروع مع فريقك. وسنكون قادرين على أن نطلب من هواتفنا تقديم تحديثات بخصوص فواتيرنا المتأخرة التالية، أو أرصدتنا، أو توقعات العمل، كل هذا كما لو كنا نتحدث إلى زميل فائق الكفاءة.
الذكاء الاصطناعي سيخضع للمزيد من التنظيم
مع تسجيل تحيزات تتعلق بالعرق والعمر والجنس، ونشوء المزيد منها من جراء تعلم الذكاء الاصطناعي من مجموعات بيانات ناقصة، سيتوجب علينا التساؤل عما إذا كان يمكننا الوثوق بالذكاء الاصطناعي في وضعه الحالي. ولإدارة المخاطر المرتبطة بمنح مثل هذه الصلاحيات إلى الآلات، سنرى اعتبارًا من العام 2022 لوائح جديدة للذكاء الاصطناعي يجب على الشركات التكيف معها بسرعة وجدية.
ويجب على قادة الأعمال استخدام التعليمات الأخلاقية والبيانات المتنوعة لتدريب الذكاء الاصطناعي وإنشاء لجان داخلية تفتش عن حدوث تحيزات وتراقب الامتثال للمعايير والمبادئ. ونظرًا لأن الآلات عاجزة عن تبرير قراراتها، فمن الضروري أن يقوم البشر بتقييم هذه التوصيات قبل أخذها في الاعتبار عند اتخاذ القرار النهائي.
الاختبار سيؤدي إلى اكتشافات مهمة
واجهت الشركات اضطرابات اقتصادية وتكنولوجية وبيئية على مدى العامين الماضيين. وبينما تتعرض المؤسسات في كل قطاع لعقبات فريدة تستوجب التغلب عليها، فإن التحدي المشترك يكمن في أننا لا نستطيع التنبؤ بما هو قادم أو ما يريده عملاؤنا أو يحتاجون إليه نتيجة لذلك. ولهذا السبب، ستحول المزيد من الشركات تركيزها في العام 2022 من التخطيط طويل المدى إلى الاختبار السريع قصير المدى.
ويسمح النهج الاختباري للشركات بالمراجعة والإبداع وتطوير حلول مثيرة. ولن يصبح الكثير من هذه الحلول حقيقة واقعة، لكنه تمرين سيؤتي ثماره في الوقت المناسب. وكما قال توماس إديسون: «لم أفشل. بل اكتشفت 10000 طريقة لا تجدي نفعاً». ربما نجد بين الأفكار المجنونة تلك الفكرة التي كنا ننتظرها.