أنظمة التهديف البرية والجوية
لطالما كانت أنظمة التهديف ذات القدرات النهارية والليلية على مر العقود أساسية على متن الطائرات التكتيكية، فيما تُواصِل النزاعات الحالية استخلاص الدروس بأنّ الجنود على الأرض ينبغي أن يحظوا بقدرات متكاملة إذا ما كان عليهم العمل سويةً على نحو فعّال، وقد شهِدَ العام الفائت عمليات تطوير واستحواذ لهذَين النوعَين من أنظمة التهديف.
واختار الجيش الأميركي شركة «أوبتكس وان» Optics 1، وهي فرعٌ من شركة الإلكترونيات والدفاع «سافران إلكترونكس أند ديفنس» Safran Electronics and Defense، لتزويده بـ «وحدة مُعيِّن موقع الهدف الليزري» Laser Target Locator Module II (LTLM II) لصالح الجنود الراجلين. وأعلنت الشركة عن طلبية أولية بقيمة 23 مليون دولار في 9 آذار/مارس الماضي في إطار عقدٍ بلغت قيمته المحتملة نحو 304,5 ملايين دولار. ووحدة LTLM II، وهي اشتقاقٌ من «جهاز التهديف الدقيق المحمول يدوياً» HHPTD، تشتمل على كاميراتَين نهارية وأخرى ليلية، وقائس مسافات ليزري، وبوصلة رقمية، وجهاز «نظام تحديد الموقع العالمي» GPS.
وقال مارك بيلانغر Mark Belanger، نائب الرئيس التنفيذي ومدير عام Optics 1، التي اندمجت مع شركة «فيكترونيكس» Vectronix مطلع هذا العام: «تقدم وحدة LTLM II للجندي قدرات غير مسبوقة على تحديد مواقع الأهداف – ليل نهار – وفي جميع الأحوال الجوّية». ومن المقرّر أن تبدأ عمليات التسليم في وقتٍ لاحق من هذا العام.
ويدفع جهاز HHPTD مزيداً من القدرات في حزمة متراصة زنة 2.04 كيلوغرامات. وإذا ما نُظِر إليه من الأمام، تبدو أربع نوافذ. وتخدم النافذة إلى اليسار جهاز التصوير الحراري غير المبرّد، أماّ تلك على اليمين فهي كاميرا رقائق «أشباه موصِلات أوكسيد الفلز المكمِّلة» CMOS، وتقع إلى أسفلهما وفي ما بينهما فُتحة لقائس المسافات الليزري، وهو جهاز من الفئة 1 آمن للعين يقيس المسافات حتى بُعد 10 كيلومترات، في حين تبدو في الأعلى نافذةٌ لمستشعر تحديد الشمال في القبّة العلوية، وهي إضافة في غاية الأهمية لتوجيه رمايات المدفعية.
وتزعم الشركة أنها تستطيع التعرف على الأهداف على أمدية تصل إلى 3 كيلومترات مع كاميرا CMOS و 1.2 كيلومتر مع الكاميرا الحرارية. وتمثل الدقّة للمستخدم كخَرْج TLE90، وهو تقييم إحصائي لحجم الكرة المرتكزة في الموقع الحقيقي للهدف، حيث تقع داخلها %90 من القياسات.
تواصل شركة «ب أي إي سيستمز» BAE Systems تطوير نظامٍ صُمِّم لملاقاة مطلب الجيش الأميركي للجيل الأول من أنظمة وحدة تحديد موقع الهدف الليزري LTLM، لتُعلِن صيف العام الفائت استكمال التجارب في الأحوال الجوّية الباردة التي جرت في آلاسكا خلال شتاء 2015-2016. وجاء نجاح قائس المسافات «مُحدِّد الموقع الجغرافي بالأشعة تحت الحمراء لاستطلاع الهدف» TRIGR مع انتهاء الحملة لضمان فعاليّته في جميع الأحوال الجوّية.
وتزن الوحدة، المحمولة يدوياً، أقل من 2.5 كيلوغراماً وتوفّر للجنود الراجلين القدرة على قياس أمداءٍ للهدف تصل إلى ما يزيد عن خمس كيلومترات. ويتميّز نظام TRIGR بقناة بصرية ذات رؤية مباشرة مع مدى مزعوم للتعرُّف على الهدف في ضوء النهار يزيد على 4.2 كيلومترات، وكذلك بكاميرا أشعة تحت الحمراء IR غير مبرّدة مع مدى تعرُّف على الهدف أثناء الليل يزيد على 900 متر إضافةً إلى قائس مسافات يستند إلى الألياف البصرية-الليزرية قادر على قياس أمداء تصل إلى خمسة كيلومترات وما يتعدّاها. وفي دمج خَرْج قائس المسافات مع «البوصلة المغناطيسية الرقمية» DMC ومتلقِّي «نظام تحديد الموقع العالمي» GPS لـ «الوحدة المضادة للتضليل ذات الجهوزية الإنتقائية» Selective Availability Anti-Spoofing Module (SAASM)، يصبح بإمكانه تحديد مواقع الأهداف عند تلك الأمداء.
تواصل شركة «روكويل كولينز» Rockwell Collins الترويج لنظامها FireStorm، وهو نظام تهديف متدرِّج المقاييس قابل للارتداء صُمِّم لتوفير توافق تشغيلي رقمي بالكامل مع طائرات التحالف وأنظمته المدفعية. ونظام FireStorm الذي يتألف من مكوّناتٍ «ذات اقترانٍ طليق» loosely coupled، يتيح للمستخدمين اختيار التوليفة الأفضل ملاءمة، على الرغم من توافره كنظامٍ متكامل.
وتشمل هذه الحزمة المعيارية قائس مسافات ليزرياً، وجهاز كومبيوتر تكتيكياً، وجهاز تلقِّي فيديوي StrikeHawk، وبرمجيات تهديف رقمية، ونظام إدارة الطاقة، ووحدة تحسين سَمَت «جهاز التهديف عالي الدقّة خفيف الوزن» HALT محمول يدوياً، وهي تزن جميعاً أقل من 2.2 كلغ.
ووحدة HALT المُشغَّلة من بُعد، التي يبلغ وزنها نحو 400 غرام، هي صغيرة بما يكفي لكي تجد مكانها في السُّترة الواقية من الرصاص أو في جيب كبير للبزّة العسكرية. وهي تستخدم، إلى جانب نظام GPS، إشارات «نظام ساتل الملاحة العالمي» GLONASS L1 و L2 لبياناتٍ حول الموقع والمرحلة، ويستخدم إشارات L1 لنظام GPS العالمي لبيانات الموقع والمرحلة معاً، وإشارات L2 للمرحلة فقط. وتزن وحدة التهديف الدقيق المستقل 740 غراماً. ويوفّر نظام التهديف FireStorm إحداثيات لموقع الهدف حتى دقّة CAT 1، على حدّ قول الشركة. وتصل دقّته على مدى 4.5 كيلومترات إلى خَرْج TLE90 بأقل من 6 أمتار.
أعلنت شركة «دي آر أس تكنولوجيز» DRS Technolgies في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2016 عن اختيارها من قِبَل الجيش الأميركي لإنتاج «نظام التهديف ذي التأثيرات المشتركة» JETS الجديد بموجب عقدٍ على مدى 5 سنوات بقيمة 339 مليون دولار. ونظام JETS، الذي يوصَف بكونه نظامَ تهديفٍ ليزري دقيق محمولاً يدوياً، قد صُمِّم لتوفير ما بين 20 و 30 دقيقة من عملية قياس مدى الهدف. وهو يشتمل على تعيين ليزري عضوي – ليس فقط قياس مسافات – وتوصيلية رقمية ما يتيح للمراقبين في المواقع الأمامية توجيه ذخائر دقيقة على غرار قنابل «ذخيرة الهجوم المباشر المشترك» JDAM الموجَّهة ساتلياً ومقذوفات مدفعية Excalibur وأسلحة موجَّهة ليزرياً، وتعيين الأهداف مباشرةً للرؤوس الباحثة في تلك الأسلحة.
ويزن القسم المحمول يدوياً من النظام أقل من 2.5 كيلوغرام ويشتمل على كاميرتَين واحدة تلفازية نهارية وأخرى حرارية، ومستشعرات بوصلة للقبّة العلوية، وقائس مسافات ليزري آمن للعين و«بوصلة مغناطيسية رقمية» DMC. ويحتوي النظام الكامل زنة 7.7 كيلوغرامات على جهاز تعيين واستقرارٍ إضافي للاستخدام في الأمداء البعيدة إلى جانب برمجيات نموذج الزاوية العمودية والإتجاهية الدقيقة التي تستخدم جهازاً جيروسكوبياً gyroscope لاحتساب دوران الأرض لتعظيم الدقّة.
وقال شاون بلاك Shawn Black، نائب الرئيس ومدير عام أنظمة الشركة المختصة بالأنظمة البصرية الإلكترونية والأشعة ما تحت الحمراء DRS Electro-Optical and Infra-red Systems: «من شأن نظام التهديف ذي التأثيرات المشتركة JETS أن يمنح المراقبين في المواقع الأمامية القدرة على توجيه الذخائر الدقيقة في جميع السيناريوهات، ما يُفضِي إلى الاقتصاد في الذخائر وتحقيق معدّلات أعلى من النجاح في إصابة الهدف وبالتالي توفير حماية أفضل للمقاتلين على الأرض».
وكان الجيش الأميركي قد أعلن في أيلول/سبتمبر الماضي عن نيّته بتوزيع أنظمة JETS بكمياتٍ كبيرة على القوات الأميركية بدءاً من العام 2019.
يتواصل الدافع لتوسيع نشر قدرات التهديف بين الجنود، كما تمثَّل في اختيار الجيش الأميركي لـ «النظام البصري التكتيكي الصغير المركَّب على بندقية» STORM SLX من شركة «ل-3» L-3 بموجب عقد إنتاج بقيمة 20 مليون دولار أُعلِن عنه في 13 كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت. ويتميّز هذا الجهاز المُشغَّل ببطارية بقدراتٍ عديدة مدمجة لقياس المدى ليزرياً، والتهديف الدقيق، وحيازة الهدف وتسليط الضوء عليه.
ويستخدم قائس المسافات ليزر زجاج «الإربيوم» erbium المتقدِّم المُرفَق بأجهزة ليزر تهديف مرئي وآخر بـ «الأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء» NIR، وجهاز ليزري للإضاءة على الهدف بأشعة NIR مع زاوية انحراف قابلة للتعديل، وبوصلة مغناطيسية رقمية وواجهة بينية خارجية لنظام GPS. ويمكن استخدام «قائس المسافات الليزري» LRF و«البوصلة المغناطيسية الرقمية» DMC معاً، دقّةٍ أكبر تتوافر بفضل نظام GPS عبر الواجهة البينية.
تُروِّج شركة «إلبيت» Elbit الإسرائيلية لقدرات التهديف النهارية/الليلية من الجيل التالي للجنود الراجلين، على غرار نظام «القدرة المدمجة لقائس المسافات الليزري المشترك» CLRF-IC، الذي استحصلت عليه قوات فيلق مشاة البحرية الأميركية. ويمنح CLRF-IC قوات المارينز نظامَ تهديفٍ محمولاً يدوياً يدمج معاً قائس مسافات، وكاميراتَين نهارية وأخرى ليلية ونظام GPS معزَّزاً بتحديدٍ للموقع في القبّة العلوية لصالح المراقبين في المواقع الأمامية.
ويرافق نظام CLRF-IC من Elbit «جهاز تعيين الهدف الليزري المُحسَّن للمُتَحكِّم في الهجوم الطرفي المشترك» EJTAC-LTD، وهو جهاز يجمع معاً التعيين والتعليم الليزريَين ليلَ نهار مع قدرات قياس مسافات، معزَّزاً أيضاً ببوصلة DMC وواجهة بينية لنظام GPS
تجدر الإشارة إلى أن معظم الذخائر التي تُوجِّهها القوات البرّية تُطلِقها طائرات، إنّما تتطلّب أنظمة التهديف الأعلى أداءً. وخيرُ مثالٍ على ذلك هو «نظام منظار التهديف» TSS من «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin الخاص بالطوّافة الهجومية AH-1Z Cobra. وعكفت الشركة على تسليم هذا النظام إلى فيلق المشاة البحرية الأميركية منذ العام ٢٠٠٨ . وقد أعلنت في شباط/فبراير الماضي عن طلبية تالية بقيمة 150 مليون دولار لدفعتَي الإنتاج الثالثة عشرة والرابعة عشرة إضافةً إلى خيارات للدفعتَين التاليتَين. وجاء ذلك عقب طلبية أخرى بلغت قيمتها أيضاً 150 مليون دولار لدعم الإنتاج لصالح البحرية الأميركية والقوات المسلّحة الباكستانية.
ويجمع نظام TSS معاً مستشعرات عديدة داخل بُريج مستقر حتى مستوى أفضل من 15 «مايكرو راديان» microradian. ومستشعره الرئيسي ذي القدرة الليلية هو جهاز التصوير الحراري ذو الموجة المتوسطة (3-5 مايكرون) مقرونة بفُتحةٍ 8.55 بوصة مع أربعة حقول رؤية، مكمَّلة بتكبيرٍ عالٍ، وكاميرا تلفازية ملوّنة ذات تزويمٍ (تقريب وتبعيد) متواصل مع قدرة على مقارنة حقول الرؤية. أمّا خوارزميات معالجة الصورة المتقدّمة فتُحسِّن من قدرة النظام على التعرُّف إلى الأهداف على أمداء بعيدة.
ويتيح الاستقرار توجيهاً دقيقاً للمستشعرات لتحديد الموقع الجغرافي geolocation، والتعقُّب الدقيق باستخدام جهاز تعقُّب الهدف المتعدّد الأنماط «المُحكَم الأداء» وتهديفٍ دقيق للأشعة الليزرية، ما يُمكِّن الطوّافة من الاشتباك مع أهدافٍ حتى المدى الأقصى للصاروخ.
وتوفّر شركة Lockheed Martin أيضاً تهديفاً أفضل في ضوء النهار وفي الضوء الخافت للطوّافة الهجومية «آباتشي» Apache بفضل «مجمّع المستشعر النهاري المُحدَّث» M-DSA، الذي تكمن في صميمه كاميرا تلفازية ملوّنة عالية الاستبانة تمتد حساسيتها إلى ذلك الجزء من الطيف الذي يُقارب الأشعة تحت الحمراء. وأعلنت الشركة عن طلبية بقيمة 49 مليون دولار لتجهيز أسطول طوّافات AH-64E لدى الجيش الأميركي في تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت تشمل 42 طقم تحديث M-DSA إضافية.
ويدمج مجمّع M-DSA حقول رؤية إضافية تسمح بمشاركة الصور مع جهاز التصوير الحراري في «منظار حيازة وتعيين الهدف المحدَّث» M-TADS ويسمح لطيّاري طوّافة Apache برؤية الأضواء المدنيّة والعسكرية على نحو أفضل، في حين أنّ مؤشراًً ليزرياً جديداً يُحسِّن التواصل والتنسيق مع الجنود على الأرض.
فيما يرتبط منظارا TSS و M-DSA/M-TADS بالطوّافات الهجومية، فإنّ «نظام التهديف المتعدّد الأطياف» MTS من «رايثيون» Raytheon يُستخدم على مجموعة واسعة من أنواع الطائرات الآهلة وغير الآهلة. وكانت شركتا Raytheon المقاوِل الرئيسي لنظام MTS، و«لوغوس تكنولوجيز» Logos Technologies، الشركة الرائدة وراء جهاز «التصوير المتحرّك لمساحاتٍ واسعة» WAMI، قد كشفتا في 5 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن أنّهما سيجمعان معاً قدرات النظامَين لإنتاج نظام مستشعر Multi-INT تراكبي خفيف الوزن جديد.
ومن شأن متطلّبات العميل و«الأنظمة ذات المحدوديات الكبيرة في الحجم والوزن والقوة» SWaP أن تُحدِّد التوليفة النهائية للمستشعرات، ولكن بالإضافة إلى «نظام التصوير المتحرّك لمساحاتٍ واسعة» WAMI وخيارات قدرات «فيديو الحركة الكاملة» FMV المتعدّد الأطياف التي تشمل «التصوير الطيفي الفائق» hyperspectral – ثمة توليفة من التصوير و«التحليل الطيفي» spectroscopy تُوفّر معلومات أكثر من قبل – وكذلك «مستشعر رصد الضوء والمدى» LIDAR ومستشعر «استخبارات الإشارة» SIGINT.
وقال فريد دارلينغتون Fred Darlington، نائب الرئيس لأنظمة «المراقبة والاستطلاع والاستخبار» ISR لدى «وحدة أعمال أنظمة الفضاء والمحمولة جواً» لدى Raytheon: «من شأن جمع فيديو الحركة الكاملة FMV العالي الاستبانة، وقدرة المراقبة والاستطلاع والاستخبار ISR خلال الحركة الشاملة لمنطقة واسعة ووحدات مستشعرات أخرى أن يُقدِّم ميزةً لا تُضاهى في معالجة واستثمار البيانات في الوقت الحقيقي».
أمّا جون ماريون John Marion، رئيس Logos Technologies، فقال بدوره: «يوفّر جهاز التصوير المتحرّك لمساحاتٍ واسعة WAMI القدرة على مراقبة بقعة بحجم مدينة بأكملها دفعةً واحدة. يمكنك أن تتعقَّب – من الجو وفي الوقت الذي يُقارب الوقت الحقيقي – العديد من المُشتَبه بهم موزَّعين في اتّجاهاتٍ مختلفة واستبيان أين يذهبون، ومَنْ يلتقون وأين كانوا بالضبط».
يتواصل تطوير حواضن التهديف في المقاتلات النفّاثة السريعة بفضل مستشعرات عالية التعريف، ودقّة تسديد أكبر، ودعم للأسلحة الموجَّهة ليزرياً وبنظام تحديد الموقع العالمي-الملاحة بالقصور الذاتي GPS/INS، ووصلات بيانية ثنائية الاتّجاه وقدرات تسجيل. فعلى سبيل المثال، شهِدَ «نظام البصريات الإلكترونية للتهديف والتعرُّف على الهدف على مدى بعيد» TALIOS المُقتدر ليلَ نهار من «تاليس» Thales، التحليق على متن مقاتلة «داسو رافال» Dassault Rafale للمرّة الأولى في 27 تموز/يوليو من العام الفائت، كما أعلنت الشركة في 14 تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت.
فقد نُفِّذت طلعة على مدى ساعتين من مركز اختبار الطيران «إستريس» Istres اتّباعاً لبرنامجٍ أوّلي أُجرِيَ عبر منصّة اختبار على متن مقاتلة Mirage 2000. وخلال هذه الطلعة، استُخدِم الحاضن لجمع صور عالية الاستبانة مع القناة النهارية، فيما اختُبِرَت أيضاً قدرات التأشير والقياس عن بُعد.
وتصف Thales نظام TALIOS بكونه الحاضن الأول الذي يُغطِّي كامل سلسلة القرارات، بدءاً من جمع الاستخبارات وصولاً إلى تحديد الهدف. ومن بين المزايا الرئيسية مستشعرات بصرية إلكترونية وأخرى عاملة بالأشعة تحت الحمراء عالية التعريف، ونظام ضبط الإستقرار على خط النظر، ومعالجة صور عالية الأداء وبرمجيات تعقُّب للهدف «مُحكَمة الأداء».
وتتميّز كاميرا الأشعة تحت الحمراء (بين 3 و 5 مايكرون) بعدسات تزويم إلكتروني متواصل مع حقول رؤية تُراوِح بين 4.8 و 0.12 درجة. أمّا الكاميرا التلفازية التي تُغطِّي الحيّز الطيفي ما بين 0.7 و 0.9 مايكرون، فتشمل حقول الرؤية التي تتداخل مع نظيراتها العاملة بالأشعة تحت الحمراء، لكنّها تمتد إلى ما هو أبعد في مدى «التصوير المُقرِّب والمُكبِّر» telephoto، لتمتد من 4.8 إلى 0.06 درجة على نحو متواصل مع قدرة «صورة داخل صورة».
ويشتمل نظام TALIOS أيضاً على ثلاثة مستشعرات ليزرية وجهاز خامل وحيد. أمّا قائس المسافات فهو جهاز بقوة 1.5 مايكرون آمن للعين، في حين أنّ جهاز التعيين يعمل على 1.06 مايكرون فيما يستجيب جهاز تعقُّب البقعة الخامل للطول الموجي ذاته. أمّا المستشعر الليزري الأخير فهو جهاز تعليم ليزري بقوة 0.8 مايكرون.
وفي إطار برنامج تحديث F3R الجاري على مقاتلة «رافال» Rafale، صُمِّم نظام TALIOS لدعم الضربات الجوّية في عمق مناطق العدو، والتعرُّف على الهدف جو-جو ومهام الدعم الجوّي القريب، حيث تتّسِم قدرته على إرسال صورٍ عبر وصلة البيانات المدمجة وهي قيِّمة جداً على وجه الخصوص.
ومن المقرَّر أن تتلقَّى مقاتلات Rafale لدى سلاحي الجو والبحرية الفرنسيين هذه الحواضن، التي يُتوقَّع أن تطلب فرنسا منها 45 حاضناً. كما من المقرَّر مواصلة الاختبارات طوال هذا العام لتُفضِي إلى تأهيل الحاضن على طائرة Rafale F3R في وقتٍ قريب، حيث من المُتوقَّع أن تبدأ عمليات تسليم الإنتاج.
يُشكِّل اختيار سلاح الجو الكويتي لمقاتلة «يوروفايتر تايفون» Eurofighter Typhoon و«حاضن التهديف المتقدِّم» Sniper (ATP) من Lockheed Martin الفرصة الأولى لإدماج هذا الحاضن على المقاتلة المذكورة في إطار مبيعات تجارية مباشرة لـ 18 حاضناً من Lockheed Martin إلى شركة «ليوناردو» Leonardo، الشركة الشريكة في مقاتلة Eurofighter، كما أُعلِن في 28 أيلول/سبتمبر من العام الفائت.
وعلى غرار نظام TALIOS، يشتمل نظام Sniper أيضاً على كاميرا عالية التعريف عاملة بالأشعة تحت الحمراء وأخرى تلفازية وطقمٍ من الأجهزة الليزرية ووصلة بيانات، وفي هذه الحالة مع قدرة باتّجاهَين، كما تؤكّد Lockheed Martin. ومن شأن التسديد أو التأشير الدقيق وضبط الاستقرار الجيد أن يُتيحا جيلاً من نقاط التهديف الجيومكانية geospatial العالية الجودة، في حين أنّ التوجيه الطليعي يتيح للنظام توجيه أسلحة موجَّهة ليزرياً نحو أهدافٍ متحرِّكة، مع خوارزمياتٍ تُمكِّن من إعادة حيازة الأهداف المتحرِّكة بعد 10 ثوانٍ من التعميّة. ويدعم نظام TALIOS أيضاً الرصد الخامل، والتعقُّب وقياس مدى الأهداف الأرضية والمحمولة جواً.
ومن المقرَّر أن تبدأ عمليات تسليم الحاضن لمقاتلات Typhoon الكويتية في وقتٍ لاحق من هذا العام.
إنّ عمليات الأسلحة المشتركة هي من بين العمليات الأكثر تطلُّباً لدى جميع القطاعات العسكرية، حيث إنّ أنظمة التهديف الأرضي والجوّي المُكمِّلة المتوافقة تشغيلياً هي الأدوات الدفاعية المُمكِّنة الرئيسية