أعيرة جديدة للأسلحة الخفيفة: حَرَكيّةٌ أكبر وفتكٌ أدق!
تطوَّرَت الأسلحة الخفيفة، وأعيرة الذخائر المرتبطة بها، بشكلٍ كبير في السنوات الأخيرة، حيث تسعى الدول إلى تجهيز جنودها بأسلحةٍ أخف وزناً بما يُسهِّل الحَرَكِيّة في المواقع والتضاريس الصعبة المثيرة للتحدّي، فيما تحتفظ بفعاليته من ناحية الفتك.
وفي ظل التشديد المتزايد على إنزال قوة عسكرية في مسارح العمليات القريبة منها والبعيدة، تتطلَّع القوّات البرّية في الوقت الراهن إلى تعزيز حَرَكِيّة جنودها وقدراتها على الفتك، وهو ما سلَّطَت عليه الضوء النشرة المختصّة بالمشتريات الدفاعية الدولية Defence Procurement International.
وقد حفَّزَ ذلك في العديد من الحالات على مشتريات العربات والعتاد الذي يسهُل نقله عبر الطائرات، على غرار «عربات القتال المدرّعة» AFV المدولبة. وشَمَلَ ذلك أيضاً مشتريات أنظمة أسلحة خفيفة الوزن التي يستفيد من استخدامها المشاة الراجِلون الذين يتطلَّبون قدرة نيران مباشرة أساسية عند الاشتباك في قتالٍ عن قُرب مع قوّات العدو. وأظهرت النزاعات الأخيرة أنّه مع ازدياد أعداد أجهزة «أنظمة قيادة وسيطرة واتصالات وكمبيوترات واستخبار ومراقبة وحيازة هدف واستطلاع» C4ISTAR التي يحملها مشاة اليوم، فوق تضاريس وعرة وفي ظل أحوال جوّية عاتية، حيث يُشكِّل خَفْض الحمولة من دون المساومة على القدرة القتالية عنصراً مهمّاً في أية محاولاتٍ للقوّات البرّية للحفاظ على التفوُّق التكتيكي.
وغالباً ما تُنفَّذُ العمليات في وقتنا الراهن في فضاءاتٍ قتالية تزداد تعقيداً وتحدّياً واكتظاظاً، حيث تتطلّب القوّات البرّية خيارات أسلحة خفيفة الوزن وفتّاكة يمكنها أن تُضاعِف الحَرَكِيّة في تضاريس وعرة فضلاً عن بيئات آهلة بالسُّكّان والأنفاق، فيما تُخفِّض البصمتَين الصوتية والمرئية لتجنُّب الرصد والانكشاف.
ولا ينفكّ تطوُّر الأسلحة الخفيفة يتَّسِم بتكنولوجيا ومواد وأعيرة ذخائر جديدة. فقد كانت بنادق المشاة في مطلع القرن العشرين عموماً مصنوعة من الفولاذ والخشب مع أعيرة تُراوِح بين 6.5 ملم و 8 ملم، على سبيل المثال، البريطانية 303. (655x7.7 ملم) والأميركية .30-06 (63x7.62 ملم).
ومذاك حَدَثَت تطوُّرات في تركيبة بارود الحشوة الدافعة وتكنولوجيا العتاد، على غرار استخدام تقنية تشكيل القُطَع المعدنية للبندقية بكَبْس لوحٍ معدني بضغطٍ شديد sheet-metal stampings، وخلائط معدنية متقدِّمة، ولدائن مُركَّب «البوليمر» Polymer، فضلاً عن بصريات وإكسسوارات قابلة للتركيب. كما حَدَثَ تحوُّلٌ نحو ما يُعرَف بتسمية «الأعيرة المتوسطة»، وذلك لأنّها تقع بين أعيرة البنادق القديمة وأعيرة المسدّسات التقليدية على غرار 9 ملم و 45 ACP.
بدأت هذه النزعة للمرّة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية مع تطوير السوفيات لخرطوشة 39x7.62 ملم المستخدمة في بندقية «الكاربين» (قصيرة السبطانة) SKS ولاحقاً AK-47، فضلاً عن التطوير الألماني لخرطوشة 33x7.92 ملم المستخدَمة في البندقية الهجومية StG 44. وسمح هذا النوع من ذخائر الأعيرة المتوسطة (الأصغر حجماً، والأخف وزناً التي تُولِّد قوة ارتداد أقل) بتطوير أسلحة نارية خفيفة مختارة يمكنها أن تستبدل البندقيات التقليدية والأخرى نصف الرشّاشة (الرشيشات) submachine gun.
أمّا في الغرب، وفي سلسلةٍ من تجارب توحيد الأعيرة الخاصة بحلف شمال الأطلسي «الناتو» NATO في مطلع العقد الخامس من القرن الماضي، التي شَهِدَت عاصفة سياسية حول اختيار الخرطوشة الأميركية 51x7.62 ملم بدلاً من تلك البريطانية .280/30 (43x7 ملم)، حيث تعزّزت الخرطوشة الأميركية لاحقاً بخرطوشة 45x5.56 (دون أن تستبدلها) بعد مجموعة أخرى من التجارب في أواخر السبعينات. لذا كان الغرب يستخدم هذَين العيارَين في آنٍ على مدى 40 عاماً تقريباً.
وأخذ معظم دول الكتلة الشرقية سابقاً الآن بالتحوُّل إلى أعيرة حلف «الناتو»، فيما لا تزال روسيا تستخدم خرطوشات من عيارَي 39x5.45 ملم و 39x7.62 ملم. وفيما أخذ عيار 51x7.62 ملم يفقد فعاليته الطرفية على مسافة 800 متر، فإنّ العديد من القنّاصين العسكريين يتحوَّلون إلى عيار .338 Lapua Magnum (71x8.58 ملم)، مع اهتمامٍ متزايد بعيار .300 Winchester Magnum، وأعيرة جديدة منبثقة على غرار .338 Norma Magnum، و .375، و .408 Cheyenne Tactical، و .416 Barrett، و .416 Tyr، و .460 Steyr
ويبقى عيار «الناتو» Parabellum 9 ملم مهيمناً على ذخائر المسدّسات (حتى إنّ الروس قد تبنّوا هذا العيار في أحدث مسدّساتهم العاملة في الخدمة) مع ذخيرة خارقة للدروع طوَّرتها العديد من الدول، على الرغم من أنّ هناك اهتماماً متنامياً بالخرطوشات الأعلى سرعةً ذات العيار الصغير. وبالنسبة إلى البنادق الهجومية والرشّاشات الخفيفة، هناك اهتمامٌ متزايد في التحوُّل إلى عيارٍ متوسط وحيد، يمكنه أنْ يُبسِّط حمولات الوحدة العسكرية ويتَّسِم بفوائد لوجستية أوسع نطاقاً.
على سبيل المثال، في حال سُمِحَ للجيش البريطاني بتبنِّي خرطوشة .280/30 (عيار 43x7 ملم) لاستبدال خرطوشة .303، فسيكون بإمكان كل فرقة مشاة الاستئثار بنحو 828,000 طَلَقَة ذخيرة إضافية من دون الحاجة إلى وسائل نقل لكمياتٍ إضافية. ومع ذلك، فإنّ تكاليف تطوير أعيرة ذخيرة جديدة وعائلة جديدة من الأسلحة الخفيفة لاستخدامها عالية جداً وغير متاحة لمعظم الدول، وبالتالي ينتظر العديد منها لمعرفة ماذا يحدث في الولايات المتحدة (انظرْ أدناه) قبل الالتزام بأي خطوة مماثلة.
في ظل التركيز مجدّداً على دور الرُّماة المَهَرَة (خصوصاً على مستوى الوحدة الصغيرة)، يُدخِل «فيلق مشاة البحرية الأميركية» بندقية المشاة الأوتوماتيكية M27 (IAR) في الخدمة. ويأتي ذلك بعد تبنِّي بندقية SR-25 التي تُنتِجها شركة «نايتس أرمامنت كومباني» Knight’s Armament Company (KAC). وقد صُمِّمت بندقية M27 لكي تستبدل «سلاح الحضيرة الأوتوماتيكي» M247 (SAW) المُتَقادِم وهو رشّاشٌ خفيف طوَّرته شركة FN Herstal تحت مُسمَّى «مينيمي» Minimi. وقد كان صالحاً لإسكات النيران المُعادية، لكنّه لم يتماشَ مع المبادئ القتالية لفيلق مشاة البحرية الأميركية وشَهِدَ صعوبات في الاشتباك مع أهداف فردية، فضلاً عن استهلاكه لكميات كبيرة من الذخيرة (التي يتعيّن على أفراد المارينز أن ينقلوها).
وفي العام 2010، بدأ «فيلق مشاة البحرية الأميركية» المذكور بإنتاج بندقية المشاة الأوتوماتيكية M27 IAR، التي تستند إلى بندقية HK416 من إنتاج شركة «هيكلير أند كوخ» Heckler & Koch، الأكثر دقّةً والأخفّ وزناً من بندقية M247.
وفي الأساس لم يكن «فيلق مشاة البحرية الأميركية» يُخطِّط في الأساس إلَّا لاستبدال 6,500 بندقية M247، لكنّه في نهاية العام 2017 كَشَف النقاب عن خطة لشراء عددٍ كافٍ لاستبدال جميع بنادق M247 الموجودة في الخدمة الفعلية. وأبدَى الكونغرس الأميركي قلقه إزاء الأسعار، بيدَ أنّ الفيلق المذكور أعادَ في حينه التفاوض على المشتريات مع شركة Heckler & Koch، وذلك تمثَّل في الاتّفاق على دفع 29.4 مليون دولار على مدى خمس سنوات لشراء 15,000 بندقية من هذا النوع. وعلى الرغم من ذلك، وضع الكونغرس قيوداً على التمويل بانتظار أن يتقدَّم «فيلق مشاة البحرية الأميركية» بتفاصيل حول سُبُل تخطيطه للمضي قُدُماً في عملية تحديث الأسلحة الخفيفة. وتسود هواجس من أنّ الجيش الأميركي و«فيلق مشاة البحرية الأميركية» قد ينتهي بهما المطاف في مَيْدَنة عيارَين مختلفين من الأسلحة، في ظل دراسات الجيش الأميركي المتواصلة في هذا الصدد (انظرْ أدناه).
وتبدّت المشكلات التي تُحيط بالافتقاد إلى قدرة الاختراق والفتك على مسافة بعيدة لخرطوشة M193/SS109 (المعروفة بتسمية M855 لدى الجيش الأميركي) عيار 5.56 ملم خلال حرب الفيتنام، وتبيَّن ذلك على نحو أكثر خلال التجربة الميدانية في كلٍّ من العراق وأفغانستان. فبالطبع إذا ما كانت خرطوشة عيار 7.62 ملم مُفرطَة القوة فإن 5.56 ملم ذات قوةٍ أقل بكثير من ناحية الاستخدام العسكري، لكونها خرطوشة صيد وتدريب صغيرة جداً في الأساس varmint. وفي الواقع، تُعتبر خرطوشة عيار 45x5.56 ملم غير شرعية لاصطياد الغزلان في العديد من مناطق الولايات المتحدة.
وقد حُلَّت هذه المشكلات على نحو جزئي فحسب عبر تبنِّي خرطوشة جديدة هي Mk. 262. لذا ليس من المفاجئ أبداً معرفة أنّ الجيش الأميركي أخذ يبحث عن رصاصة جديدة ذات عيارٍ أكبر لبنادق قوات المشاة المستقبلية ذات السبطانة القصيرة وأسلحة دعم الحضائر والمجموعات. وقد تلا ذلك سلسلةٌ من الدراسات التي أجراها الجيش الأميركي على أعيرةٍ تُراوِح بين 5.56 ملم و 7.62 ملم، بعدما صَدَرَ تقرير وَضَعَه «مركز أبحاث وتطوير وهندسة الذخائر» ARDEC التابع للجيش الأميركي في العام 2011، توصَّل إلى نتيجةٍ مفادها أنّ أي عيارٍ يقع بين 6.35 ملم و 6.8 ملم يُوفِّر أفضل حلٍّ لخرطوشة أسلحة خفيفة ذات أغراضٍ عامّة.
وقد اتَّبَع هذا النَّهج «وحدة الرُّماة والقنَّاصة» لدى الجيش الأميركي في العام 2012 مع تحليلٍ للخصائص المفضَّلة للذخائر الملائمة للأسلحة الخفيفة المستقبلية، وخَلُصَت إلى أنّ عيار 6.5 ملم هو الأمثل، أو لربّما رصاصة عيار 6.8 ملم ذات الجوف الخالي من الرصاص. أمّا الدراسات المتواصلة فتشمل اختبار بندقية جديدة ذات ماسورة قصيرة و«سلاح حضيرة أوتوماتيكي» SAW لاستبدال بندقيتَي M4 و M247 (وكلاهما عانت مشكلات من ناحية الموثوقية، بسبب تصميم آلية التلقيم)، فضلاً عن رصاصة ذات عيار 6.8 ملم. وهذه الدراسات، إضافة إلى استحداث قوة مهام خاصة في الآونة الأخيرة لاختبار قوة الفتك لدى المشاة استجابةً لمطالب وزير الدفاع الأميركي (في العام 2018/2019) جيمس ماتيس James Mattis، من شأنها أن تُثمِر تبنِّياً لعائلة جديدة من الأسلحة الخفيفة مع عيارٍ جديد من الذخيرة في المستقبل غير البعيد (بسبب تزايد الشكاوى على مدى سنين من قِبَل جنودٍ مخضرمين حول أداء بندقيتَي M4 و M16، وهي ما يسعى البنتاغون إلى إيجاد حلٍّ لها). لكن لم يتَّضِح مدى تأثير ذلك على جهود حلف «الناتو» لتوحيد الأعيرة.
كان من شأن المشكلات التي ارتبطت بـ «سلاح الدعم الخفيف» Light Support Weapon (وهو اشتقاقٌ ذو سبطانة أكثر سماكةً وثقلاً وتحمُّلاً للحرارة heavy-barrelled من بندقية SA80)، بما في ذلك الدقّة غير الوافية، وفرط الحرارة ومحدودية قدرتها على الإسكات الناري، أنْ أدَّت إلى إقدام وزارة الدفاع البريطانية على شراء الرشّاشات الخفيفة FN Herstal Minimi LMG. ومع ذلك، وفي خطوةٍ تعكس أصداء ما حَدَثَ مع «فيلق مشاة البحرية الأميركية»، خيَّمَ الشَّك على مستقبل الرشّاش الخفيف LMG في خدمة الجيش البريطاني، إذ صرَّح مسؤولون كبار بأنّ هذا الجيش يدرس استبدال السلاح عند مستوى «رهط» ببندقية هجومية جديدة. وكان المقدّم نيك سيريل Nick Searle، الضابط الآمر لـ «وحدة التجارب والتطوير الخاصة بالمشاة» ITDU في الجيش البريطاني، قد خاطبَ الوفود المشاركة في مؤتمر «تكنولوجيا جندي المستقبل» Future Soldier Technology بتاريخ 13 آذار/مارس العام 2018 في لندن، مُقِرّاً من ناحيةٍ بأنّ القرار الرسمي لسَحْب رشّاشات FN Herstal Minimi يتعيّن المصادقة عليه أولاً، لكنّه أكّد في المقابل أنّ الجيش البريطاني قد «قرَّر سحب رشّاشات LMG لخَفْض الأعباء، إذ إنّنا وجدنا أنّ هناك وسائل أفضل لتوفير الشل الناري عبر الدقّة». كما وعلَّق أنّ الجيش البريطاني سيكون مجهَّزاً بالكامل بالبنادق الهجومية SA80A3، مع المناظير الكهرو-بصرية المتَّصِلة بها.
وفي نهاية المطاف، أصبحت الأسلحة الخفيفة وذخائرها على حدٍّ سواء ناضجة من الناحية التكنولوجية. وقد حقّقت الأسلحة الخفيفة الحديثة، كشأن سابقاتها، تجانساً وافياً من جهة الحجم والوزن والمظهر، في حين أنّ التباين الرئيسي هو ما إذا كان تصميمها تقليدياً أم ذاك الذي تكون فيه آلية التلقيم ومخزن الخرطوشات يقعان خلف الزنّاد لا أمامه.
أبرمَت شركة «سيغ ساوير» SIG Sauer الأميركية اتفاقيةً مع شركة «أكواتيرو» Aquaterro الأسترالية لإنتاج ودعم منتجاتها محلياً، فضلاً عن صناعة وتركيب وتحديث أسلحة دعم خفيفة للقوات الدفاعية الأسترالية. وفي خطوةٍ مماثلة وقَّعت شركة «ثاليس أستراليا» Thales Australia وشركة «أف أن هرستال» FN Herstal البلجيكية تفاقيةً لاغتنام فرص مبيعات أسلحة خفيفة في «مذكّرة تفاهم» جرى توقيعها خلال المعرض الدفاعي للقوات البرّية Land Forces 2018 في مدينة أديلايد. وقد أُعِدَّت الاتفاقية والمذكّرة لاغتنام فرصٍ ستنبثق ضمن أولويات «القدرة الصناعية السيادية» Sovereign Industrial Capability لدى الحكومة الأسترالية، التي أُعلِنَ عنها في إطار «خطة القدرة الصناعية الدفاعية» الجديدة في نيسان/أبريل العام 2018، والتي تُوجِز عدداً من الكفايات الدفاعية الحاسمة (بما في ذلك تصميم وصناعة ودعم أسلحة خفيفة) للقوات الأسترالية. وتشمل فرص المشتريات هذه سلاحَي Land 159 (بديل أسلحة خفيفة) و Land 1508 (قدرة أسلحة خفيفة لقيادة العمليات الخاصة في القوات الأسترالية).
في أواخر الثمانينات، طوَّرَ الصينيون خرطوشة جديدة عيار 5.8×42 ملم (أُطلِقَت عليها تسمية DBP87)، أعقبها عائلة جديدة من الأسلحة لاستخدام الخرطوشة الجديدة، هي سلسلة QZB-95 من الأسلحة الخفيفة المتميّزة كون آلية التلقيم ومخزن الخرطوش يقعان خلف الزنّاد لا أمامه، التي صُمِّمت لاستبدال البندقية الهجومية Type 81 . وهذه السلسلة التي شوهِدَت للمرّة الأولى لدى الجيش الصيني في العام 1997 حينما استرجعَت الصين هونغ كونغ، شاعَ استخدامها لدى هذا الجيش بدءاً مع وحدات النخبة. وإضافة إلى ذلك، مَيْدَن الجيش الصيني في الآونة الأخيرة سلاحاً خفيفاً جديداً آخر هو ZH-05. وهذا السلاح المعقّد يجمع معاً بندقية عيار 5.8 ملم، وقاذفة رمّانات عيار 20 ملم، ومنظاراً إلكترونياً يمكنه أنْ يُسدِّد السبطانتَين وصواعق إلكترونية مُضبَطة مسبقاً على القنابل الرمّانية كي تنفجر في الهواء على أمداءٍ محدّدة مسبقاً، وهو اشتقاق الصين من البندقية الأميركية المُلغاة XM-29 OICR أو البندقية الكورية الأكثر نجاحاً بقليل KII.
عُلِّقَت مشتريات الأسلحة الخفيفة الجديدة من قِبَل وزارة الدفاع الهندية على مدى الأعوام الـ 15 الفائتة، حيث أصبحت «رهينة» مبادرة الحكومة الهندية «صُنِعَ في الهند»، التي واجهتها تحدّيات بسبب التغيُّرات المتجدِّدة في المتطلّبات العملانية. وفي جهدٍ للمُضِي قُدُماً في عملية المشتريات، أصدرت وزارة الدفاع الهندية مؤخّراً وثيقتَيْ «طلب معلومات» RFI تدعوان لعروضٍ من شركات دفاعية محلّية تتعلّق بإمداد الأسلحة الخفيفة.
«طلب المعلومات» الأول البالغ قيمته 429.4 مليون دولار، هو للحصول على 30,000 رشّاش خفيف LMG عيار 51x7.62، أمّا الطلب الثاني والبالغ قيمته 1.69 مليار دولار للحصول على 650,000 بندقية هجومية بعيار 26.7x93. ويأتي طلب رشّاشات LMG ليُكمِّل طلباً أُصدِرَ سابقاً في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2017، في حين أنّ طلب البنادق الهجومية الرابع خضع لبعض التغييرات في المتطلّبات التي أعلنَ عنها الجيش الهندي منذ العام 2011.
ويؤكّد الطلبان المذكوران بأنّ الأسلحة ضمن هذه المشتريات ستكون ضمن فئة «اشترِ وصَنِّعْ» (هندياً) في «مخطَّط المشتريات الدفاعية للعام 2016» الخاص بوزارة الدفاع الهندية. وسيتم إنتاج هذَين السلاحَين محلّياً، على الرغم من أن شركات دفاع هندية سيُسمَح لها بإبرام اتفاقيات مشروع مشترك مع مُصنِّعي معدّات في الخارج، إذا ما اقتضت الحاجة، إذ يتعيَّن على جميع الأسلحة أن تكون قادرة على مجاراة التضاريس المختلفة والمناخ المتباين في الهند وأن تكون خفيفة قَدَر الإمكان.
ويتعيّن أن تكون رشّاشات LMG فتّاكة على مدى لا يقلّ عن 800 متر وأن تُحقِّق دقّة أفضل من أربع درجات زاوية أقلّه عند المدى ذاته، فيما ينبغي أن تكون البنادق الهجومية فتّاكة على مدى لا يقلّ عن 300 متر وأن تُحقِّق دقّة أفضل من ثلاث دقائق زاوية عند المدى ذاته. ومن المتوقّع أنْ تتميّز البنادق بمناظير مفتوحة وأن تكون قادرة على الإفادة من استخدام المناظير والإكسسوارات الحديثة.
ويُتوقَّع أن تستبدل هاتان البندقيّتان تلك المحلية المعروفة بتسمية «نظام الأسلحة الخفيفة الهندي» ISAS التي دخلت الخدمة في منتصف التسعينات وتُعزِّز 72,400 بندقية هجومية بعيار 7.62×51 الجاري الاستحصال عليها بقيمة تُراوِح بين 90 مليون دولار و 100 مليون دولار من خلال «مخطَّط المسار السريع» الخاص بوزارة الدفاع الهندية. وقد وُضِعَت على القائمة ذات الأولوية شركات «كاركال إنترناشونال» Caracal International (مع بندقية CAR817)، وشركة صناعات الأسلحة الإسرائيلية (مع ACEI)، وشركة SIG Sauer (مع بندقية SIG716).
من المتوقّع أن تضع الشركة الفليبينية «رايو إليومينار كوربورايشين» Rayo Illuminar Corporation (RIC) اللمسات الأخيرة على الاتفاقية مع الشركة الإسرائيلية SSASS، التي تُنتِج مجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة لتطوير منشآت إنتاج في الفليبين.
اقترحَ مُصنِّعا الأسلحة الخفيفة في كوريا الجنوبية «أس أند تي موتيف» S&T Motiv و «داسان ماشيناريز» Dasan Machineries إقامة منشآت إنتاج في الفليبين لدعم عروضٍ لتزويد الأسلحة إلى القوات المسلّحة الفليبينية، بالشراكة مع المُنتِج الحكومي «غوفرمانت أرسينال» Government Arsenal. وستدعم البرامج المقترحة نقل التكنولوجيا فضلاً عن الإنتاج المحلي للأسلحة النارية والذخائر. ويأتي ذلك في إطار مبادرة الحكومة الفليبينية «الوضعية الدفاعية اعتماداً على الذات»، التي تُشدِّد على أولوية عددٍ من القدرات الصناعية الدفاعية المختلفة. وإضافةً إلى ذلك تُعيد شركة Dasan Machineries إنتاج بندقية AKM الروسية (ذات البدن المُصنَّع بكَبْس لوحٍ معدني بضغطٍ شديد stamped reciever، وهي اشتقاق من AK47)، المخصَّصة لسوق التصدير.
ستبقى الذخائر تتألّف من غلافٍ، وحشوة دافعة، ومادة متفجِّرة دافعة، وذخيرة ومقذوف، على الرغم من بعض المحاولات لإيجاد حلولٍ مبتكرة مثل ذخيرةٍ من دون غلاف (على سبيل المثال تلك المستخدمة في البندقية الألمانية German GII). ومع ذلك، تتواصل الأبحاث لتخفيف العبء على جندي المشاة وجَعْل الأسلحة خفيفة وسلسة الاستخدام قدر الإمكان (خصوصاً لاستخدامها في البيئات الآهلة وفي الأنفاق تحت الأرض)، من دون المساومة على مدى السلاح أو قدرته على الفتك، بغية تعزيز الحركية التكتيكية والعملانية على حدٍّ سواء.