الإلمام بالوضع المحيط للجنود المنتشرين
تسعى الجيوش والمتعاقدون الدفاعيون إلى تحقيق تقدُّمٍ كبير في تطوير إدراك الوضع المحيط بالجنود من زوايا عديدة، باستخدام تكنولوجياتٍ جديدة لتحسين الأداء وخفض مخاطر الجنود الراجلين للخطر. وهذا ما تناوله جيرارد كوان بالتفصيل من خلال تقريرٍ له في نشرة «ديجيتال باتل سبايس».
يُمثِّل إدراك الوضع المحيط أولوية عالية في مبادرة «الفريق المتقاطِع الوظائف لتعزيز قدرة الجندي على الفَتْك» SL CFT لدى «القيادة المستقبلية للجيش الأميركي» US Army Futures Command، التي تعمل على تحديث الجيش باستخدام حلول مبتكرة. وهذا الفريق هو واحدٌ من ثمانية «فِرَق متقاطِعة الوظائف» (CFT) أُنشِئت في العام 2018، ويُركِّز على شَحْذ قدرات قوات القتال المتقارب في الجيش الأميركي بما في ذلك الجنود ومشاة البحرية الذين يخدمون في قوات المشاة، والإسعاف الطبي القتالي، والمُراقِبين الأماميين وغيرها من القطاعات المتخصصة. وقد تكبَّدَت هذه الكوادر أعلى نسبة مئوية من الإصابات منذ الحرب العالمية الثانية، لكنّها لم تستأثر سوى بنسبة صغيرة جداً من الميزانية الدفاعية.
وبحسب مات بيكيت Matt Pickett، مهندس الأنظمة في فريق SL CFT، فإنّ هذا الفريق قد أُنشِئ من أجل «إعادة توزيع الموارد والإفادة من أحدث المعدّات المتوافرة من أجل تجهيزه وحماية تلك القوات التي تخوض القتال من كثب أو عن قرب. إنّه هناك لكي يُوفِّر لها القدرة على خوض القتال والفوز والبقاء في جميع الميادين». وأكّد أنّ إدراك الوضع المحيط المحسَّن هو إحدى النواحي الأساسية لتحقيق ذلك، ويقع في صميم مشاريع فِرَق CFT.
ويتضمَّن ذلك هندسة مواءمة للجنود من شأنها أن «تُعامِل الجندي بشكلٍ أكبر وكأنّه منصّة»، وتُوفِّر خطةً حول سُبُل وَصْل المعدّات بالأفراد. وأضافَ بيكيت: «إنّها تساعدنا في تصميم معدّات جديدة تعمل على نحو أفضل بالفعل لصالح الجنود في شتى أنواع البيئات التي نتوقَّع أن يعملوا فيها».
من ناحية تعزيز إدراك الوضع المحيط، هناك تركيزٌ رئيسي للفريق المُتقاطِع الوظائف على»منظار الرؤية الليلية المحسَّنة» Enhanced Night Vision Goggle- «ثنائي العين» Binocular (ENVG-B)، وهو جهاز فردي مركَّب على خوذة صنع L3Harris، يدمج مستشعراً حرارياً عاملاً بـ «الأشعة تحت الحمراء ذات الموجة الطويلة» (LWIR) وأنبوبَيْ «مكثِّف ضوئي» (I2) يعملان بخاصية الفوسفور الأبيض. وهذه الصورة المدمجة تُستَعرض بتقنية «عالية التعريف» (HD) وتُتيح رصداً للحرارة، وفقاً لفريقCFT، حيث يتمكّن الجنود من استخدامها ليلَ نهار ووسط الدخان أو عوائق أخرى للرؤية. كما يتميّز منظارENVG-B بحيازة سريعة للأهداف وقدرات واقع معزَّز.
وسلّطت تجارب الجنود في استخدام منظار ENVG-B على مقدرته في تعزيز إدراك المحيط، بحسب بيكيت. فعلى سبيل المثال، ثَبُتَ أنّه يُحسِّن القدرة على التحرُّك سريعاً في شتى البيئات بثقةٍ أكبر وشبحية أفضل stealth. وأضافأنّ هذا «المنظار الثنائي العينية» binocular يُشكِّل «تحسنُّاً كبيراً» قياساً بنظام «المنظار الأُحادي العينية» monocular الذي يجري حالياً استبداله.
ومن شأن إدماج الاستشعار الحراري و«التكثيف الضوئي للصور» I2 أن يُثبِت جدواه بشكلٍ خاص في البيئات الآهلة، «بما يُوفَّر القدرة على تمييز أشخاصٍ من بين ظلالٍ يصعُب رؤيتها عادةً»، فضلاً عن رصد هؤلاء وسط بيئات غضة أو وشيعة.
وقال بيكيت: «أنْ نُضاعِف وعينا للمحيط هو أن نعرف كلّ شيء عن محيطنا وقدرتنا على التحرُّك عملانياً واختيار النقاط التكتيكية المهمة المناسبة كي نعبرها ونُحقِّق التفوُّق على خصومنا أو على التهديدات المحتملة».
مُيدَنت أنظمة ENVG-B في العام 2019. وصُمِّمت هذه المناظير للتفاعُل مع الأنظمة الأخرى لتعزيز إدراك الوضع المحيط، وعلى الأخص «عائلة أنظمة مناظير الأسلحة الفردية» (FWS-I)، حيث يتلقَّى منظار ENVG-B نقلاً لاسلكياً لعينية تسديد وصور حرارية لتمكين المستخدمين من رصد وتحديد هويّة الأهداف والاشتباك معها بدقّة. وهذا الاقتران يُعزِّز الحركية والتهديف على حدٍّ سواء، ويُوفِّر المرونة «للإفادة من هذه الأدوات إلى الحد الأقصى فيما نحن نرصد الهدف وفيما نحن نشتبك مع الهدف». وتنقل مناظير عائلة FWS-I العينية تسديداً إلى حقل رؤية الجندي باستخدام شاشة عرض رقمية، بحيث تظهر كصورةٍ داخل صورة، وتقدم المنظار إلى النقطة المرجوة.
وأوضح بيكيت: «لا حاجة لي لكي أحمل السلاح على كتفي، وبالتالي أُظهِر نفسي في وضعيّةٍ مُعادية فيما أنا أرصدُ الهدف أو أُراقِب شيئاً ما. وإذا ما اضطرّرتُ إلى الاشتباك مع هدفٍ ما، عندها تكون عينية التسديد تماماً حيث أحتاجها، وهذه فائدة البَث أو النقل اللاسلكي».
استحوذَ الجيش الأميركي في الآونة الأخيرة على أجهزة «مناظير ذكية للواقع المختلط المعزَّز المُثبَّت على الرأس» (Hololens AR) من شركة «مايكروسوفت» Microsoft، وقد عَمَدَ إلى إدماجها مع «نظام التعزيز المرئي المُدمج» IVAS، وهو أداة لتعزيز إدراك الوضع المحيط من الجيل التالي ذات نَسَق مثبَّت على الرأس أيضاً. ويدمج نظام IVAS منصّة «شاشة العرض الرأسية» HUD 3.0 لدى الجيش مع تكنولوجياتٍ مركَّبَة، تخدم بادئ ذي بدء كأداةٍ قتالية بهدف مضاعفة القوة على الفتك والقدرة على البقاء. ومع ذلك، يمكن استخدام البيانات المحصلة من نظام IVAS في ميدان القتال في التدريب، بما يُفضِي إلى ما يصفه فريق CFT بمفهومٍ غير تقليدي إلى حدٍ ما للقتال-التجارب-التدريب fight-rehearse-train.
ومن شأن استخدام نظام IVAS سعلى هذا النحو أن يُوفِّر مزايا مهمّة جداً للمُستخدِم، الذي سيصبح مُعتاداً على الجهاز. وإضافة إلى ذلك، من شأن القدرة على جَمْع كميات كبيرة من البيانات حول ما يقوم به الجنود بالفعل مع معدّات تخدم كمُساعِدات تدريبيبة رئيسية أن تُخبرنا أي نوعٍ من التقنيات والمواقف هي التي تُبلي بلاءً أفضل بالفعل، وما الذي يُساعِد على تعزيز أداء الجنود إلى الحدالأقصى. وأكّد بيكيت أنّ ذلك سيتطوَّر مع الوقت حيث يُؤثِّر اعتماد الخوارزميات والذكاء الاصطناعي في كيفية إجراء الجيش للتدريبات والعمليات.
وثمة ميزة أخرى هي القدرة على وضع شاشة عرض رقمية على أُنبوب مكثِّف ضوئي I2تقليدي. وأوضحَ بيكيت: «ستسمح الشاشة الرقمية لنا بأن ندمج فعلاً تلك الصورة، سواء كانت من كاميرا الإضاءة الخفيفة التي نستخدمها لتُساعِدنا في الرؤية الليلية أو كاميرا حرارية التي نستخدمها أيضاً. وسيكون وضوح تلك الصورة كبيراً جداً، بما يُوفِّر نظاماً معزِّزاً للرؤية بإمكاننا أن نستخدمه ليلَ نهار».
وأشار إلى أنّ ثمة فائدة هائلة في الاعتماد كلِّياً على التقنيات الرقمية لإدراك الوضع المحيط، واصفاً ذلك بكونه «الخطوة التطوُّرية المقبلة» في التكنولوجيا. فبإمكان الجنود أن يُحافِظوا على قدرتهم لتنفيذ حيازة سريعة للهدف، لكنّ فريق CFT يستشرف إضافة الرسائل والتحذيرات وغيرها من الإشعارات التي يمكن عرضها للمستخدمين في أي وقت، ما دام هناك شبكة أو رابط مع مستشعرات خارجية.
تحدَّث المقدّم كريس كينيدي Chris Kennedy، رئيس «فرع القدرة على الفتك» لدى «مديرية إدماج تطوير القدرة» CDID لدى الجيش الأميركي، بإسهاب عن التركيز المخصَّص لمثل هذه التطوُّرات التكنولوجية الموجَّهة نحو الترابُط بين المستشعرات وصنع القرار واستخدام قوة الفتك.
والهدف من وراء تحسين إدراك المحيط هو تعزيز قدرة الجنود للحصول على أفضل المعلومات حول ما يستطلعونه في الميدان ويسمح لهم باتّخاذ القرار في الوقت المناسب. ويتضمَّن ذلك استبيان ما إذا كان ثمة فاعِل محدَّد يُمثِّل تهديداً أو ما إذا كان هناك حاجة لاعتماد القوة الفتّاكة. وفي الوقت ذاته، هناك حاجة واضحة لتجهيز الجنود بأكثر الأنظمة دقّةً وفتكاً، لذا فإنّ فريق CFT ينخرط أيضاً في تطوير «سلاح الحضيرة/ المجموعة من الجيل التالي - بندقية أوتوماتكية» (NGSW-AR) و«سلاح الحضيرة من الجيل التالي - بندقية» (NGSW-Rifle).
وقال كينيدي إنّه فيما تُعتبر تقنيات الرقممة و«الذكاء الاصطناعي» أساسية لتعزيز إدراك الوضع المحيط، فإنّ ما يحمله الجندي يُشكِّل أيضاً منطقة تركيز رئيسية. لذا يتطلَّع فريق CFT قدر الإمكان نحو المواد المركَّبة وغيرها من المواد المتقدِّمة لتخفيض الوزن عن كاهل الجنود الراجِلين، إذ إنّ معظم مشاريعه تستهدف أشياءً تُدمَج في عتاد الجندي، أو أنّها تصبح عبئاً زائداً على وزن ما يحمله، وبالتالي يُثقِل كاهله ويزيد أعباءه.
ويُبدي فريق CFT توقاً لرؤية «التعلُّم الذاتي للآلة» machine learning و«الذكاء الاصطناعي» (AI)اللذين يلعبان دوراً أوسع نطاقاً في الأنظمة الرقمية فيما هي تتطوَّر. ولَفَتَ بيكيت إلى أنّ قدرة الآلات على تقديم توصيات إلى الجنود «ستُشكِّل تركيزاً أساسياً لتحديثاتنا المستقبلية للأسلحة والمستشعرات»، حيث يصبح التطوير المثالي بمثابة خوارزميات بوسعها أن تُقدِّم اقتراحات تستند إلى ما تستشعره في بيئتها.
وأوضح أنّه فيما يتعذَّر القول متى ستصل التكنولوجيا إلى هذه المرحلة، فإنّه يعتقد بأنّ الجيش سيكون قادراً ذات يوم على الإفادة من المخزون المتنامي للمعلومات، فجميع هذه البيانات الرقمية موجودة الآن، وينبغي استطلاع المقدرة على استغلالها وتحليلها فيما لا تنفكّ الكومبيوترات عن التحسُّن والتطوُّر.
أشار جسبير أنيكسغارد Jesper Annexgaard، وهو مدير المنتجات في شركة البرمجيات المختصة بالقيادة والسيطرة «سيستماتيك» Systematic، أيضاً إلى الاتّجاهات المتنامية ضمن «الواقع المعزّز» (AR) وقدرته على تحسين البرمجيات وأدوات التخطيط، على الرغم من تأكيده بأنّ الوقت مُبكرٌ جداً لمعرفة المدى الذي سنرى فيه هذه الأجهزة لدى قطاع الجنود الراجلين: «المسألة الأساسية بالنسبة إلينا - وما يُطالِبنا به العملاء - هو الحاجة إلى أن تكون هذه الأجهزة بسيطة للجنود الراجلين الذين يُعانون بالفعل ممّا يُثقِل كاهلهم».
والمُنتَج الرئيسي من شركة Systematic في هذا الخصوص هو نظام البرمجيات «سيتاوير إيدج» SitaWare Edge العامل بنظام التشغيل «أندرويد» Android، الذي تؤكِّد الشركة استخدامه بالتزامن مع منتَجَيْها الآخرَين Frontline و Headquarters بما يستحدث نظامَ «قيادة وسيطرة» (C2) موحّداً على مستوى الجنود الأفراد وصولاً إلى أعلى مستويات الرعائل القيادية. ويُوفِّر نظام Edge للقادة صوراً لـ «تعقُّب القوات الصديقة» FFT، فضلاً عن الوضع التكتيكي والاستخبار تضافراً لحماية القوة.
وهو يتميّز بالقدرة على تبادل مستويات القيادية التكتيكية، بما يسمح بعرض المناورات على خارطة ومشاركتها مع الضبّاط القادة برتبٍ أقل عبر اتصالات بيانات وتوفير الوقت المخصَّص للاتصال بالصوت وتسريع التنفيذ العملاني، وفقاً لهذه الشركة الدنماركية.
وتُركَّز شركة Systematic على تخطِّي بعض التحدّيات التي يواجهها الجنود الراجلون من منظور إدراك الوضع المحيط، كما وأكّد أنيكسغارد، الذي خَدَمَ سابقاً في الجيش الدنماركي واستخدم نظام SitaWare في أفغانستان.
وسلّط الضوء على الحاجة إلى الحدّ من استخدام الحيّز العريض. فقد طوَّرت Systematic برمجيات «سيتاوير للاتصالات التكتيكية» Sitaware Tactical Communication (STC) لتلبية هذا المطلب، وتمكين الاتصالات ونقل البيانات في سيناريوهات يكون فيها عرض الحيّز محدوداً، وتوصيلية بيانات متقطِّعة. ووفقاً للشركة، تتميَّز برمجيات STCبالتنسيق الذكي للبيانات، الذي يُحدِّد الوقت الأفضل لضَخ البيانات في الشبكة. فعلى سبيل المثال، إذا ما اختبرت الوحدات القتالية فترات لا توافر للتوصيلية فيها، يتم نقل البيانات ما أن تسنح الفرصة، بما في ذلك عبر وصلات حيّز عريض -منخفض.
وأضاف أنيكسغاردأنّ ثمة اعتباراً أساسياً يؤخذ في الحسبان وهو الحاجة إلى تجنُّب فرط دَفْق المعلومات، حيث تُركِّز شركة Systematic على جَعْل النظام أبسط ما يكون: «الهدف هو ضمان ألَّا يكون النظام يعيق اهتمام المُستخدِمين، بل مساعدتهم فعلاً في مهامهم بدلاً من إعاقتهم».
وثمة عددٌ من العملاء لنظام Edge فيما يتعدّى الدنمارك، من بينهم فنلندا ونيوزيلندا، فيما الشركة نستضيف بتمعُّنٍ على البرمجيات استناداً إلى متطلّبات الجنود.
إدراك الوضع المحيط هو أيضاً محط تركيزٍ أساسي لمُصنِّعي المكوِّنات المادية على غرار شركة «جيتاك» Getac، التي تُنتِج مجموعة من الحواسيب اللوحية والأخرى الحضنية المُقسَّاة. فيما لا تُطوِّر بنفسها برمجيات إدراك الوضع المحيط، فإنّها تعمل من كثب مع عددٍ من المورِّدين لكي تتمكَّن من تسليم حلٍّ مُدمج بالكامل إلى المُستَخدِم النهائي، بحسب جاكسون وايت Jackson White، مدير مبيعات الشركة في المملكة المتحدة وايرلندا والدول الاسكندنافية.
وتتمحور جميع المنتجات الدفاعية للشركة حول إدراك الوضع المحيط بالجنود الراجلين، وقال وايت: «سواء كانوا على متن عربة أو راجلين، فإنّ المسألة هي ضمان أن يملكوا أجهزة قوية بما يكفي للعمل في تلك البيئات، بل تملك أيضاً المستوى المطلوب من الحوسبة وقوة المعالجة لتنفيذ التطبيقات الجاري نشرها في بيئة إدراك الوضع المحيط».
وتستهدف منتجات شركة Getac المُستَخدمين العسكريين بدءاً من جهازها الأصغر الكمبيوتر اللوحيMX50- المخصَّص للجنود الراجلين - إلى الكمبيوتر اللوحي الجديد المقوَّى والمقسَّى بالكاملUX10. والهدف هو فَهْم المتطلّبات التفصيلية للجنود الراجلين والتحدّيات التي يُرجَّح أن يُواجِهوها، من قبيل هل سيتم نشرهم راجِلين لفترةٍ طويلة من الوقت، أو متنقِّلين على متن عربات لفتراتٍ معيَّنة؟
ولَفَت وايت إلى أنّ المسألة تتعلّق فعلاً بفَهْم متطلّبات الوزن مقابل قوة المعالِجة لدى هؤلاء الجنود. فأصغر ما يكون الجهاز أقل ما تكون قوة المعالجة المبيّتة، وأكبر ما يكون الجهاز أعلى ما تكون مواصفات المعالجة فيه.
وأوضحَ وايت أنّ الاتّجاه هو دائماً نحو المنتجات الأصغر حجماً والأخف وزناً، بما يُخفِّف من العبء عن كاهل الجنود من خلال استخدام قدرات لاسلكية.
ومن بين مبادرات شركة Getac، استطلاعها لاحتمالات شحن الطاقة لاسلكياً لتخفيف الوزن الذي تُضيفه الأسلاك والكوابل، كما تنظر إلى استخدام بطاريات جديدة لا تُخفِّض الوزن فحسب بل تسمح للجهاز أيضاً للعمل لفترةٍ أطول.
تعمل شركة «رايثيون» Raytheon مع طواقم الطوّافات في الجيش الأميركي والجنود الراجلين من خلال برنامجAir Warrior، حيث تُجهِّز المنصّات والأفراد بهواتف وكومبيوترات لوحية «سامسونغ» Samsung تحتوي على تطبيقات لإدراك المحيط وتخطيط المهمة. ومن ثمّ ترتبط هذه بنظام «واي فاي» (Wi Fi) آمن جديد تُركِّبه الشركة على متن طوّافات «بلاك هوك» Black Hawk.
وقال ويندل برادشو Wendell Bradshaw، مدير حلول ودعم المهام لدى Raytheon، مُشبِّهاً الفكرة باستبدال جهاز GPS مستقل على متن سيارة بهاتفٍ ذكي يشتمل على أنواعٍ عديدة من التكنولوجيا: «إنّنا نأخذ إدراك الوضع المحيط ونصل ما بين الجو والأرض عبر شبكة، في صندوقٍ يسمح لنا باستخدام اتصالاتٍ عديدة وقطعٍ متعدّدة من المعلومات، ما يسمح بالحصول على صورة كاملة والتعاون في الوقت الحقيقي خلال العمليات».
فعلى سبيل المثال، إذا ما وجدت القوات على الأرض جندياً جريحاً، فبوسعها أن تضع علامة على خريطة إلكترونية، يمكن من ثمّ لطاقم الطوّافة الولوج إليها والتدخُّل مهما كان إدراك الوضع المحيط.
وصُمِّمت الأنظمة المطوَّرة لصالح برنامج Air Warrior أخذاً في عين الاعتبار المستخدمين في الجو وعلى الأرض. فحينما يدخل الجنود الراجلون طائرة، على سبيل المثال، ستتَّصِل معدّاتهم فوراً بشبكة لاسلكية، تسمح لهم بتنزيل أو تحميل تطبيقات إدراك الوضع المحيط أو التخطيط للمهمة، كما أكّد برادشو. وهذا يعني أنّه حينما تصعد مجموعة إلى متن طائرة فإنّ البيانات التي تحتاجها لتنفيذ مهمة معيّنة يمكن تنزيلها أوتوماتيكياً على كومبيوتراتهم اللوحية. وبوسعهم تنفيذ تخطيط المهمة تعاوناً في ما بينهم فيما هم يُحلِّقون إلى حيث يقتضي الواجب.
شدَّد باتريك رينويك Patrick Renwick، مدير الحلول المحمولة جوّاً لدى Raytheon، على أهمية تطوير صورة عملانية مشتركة عبر الجو والأرض، ومن ثم العودة بها إلى مركز تحكُّم. ومن شأن ذلك أيضاً أن يُعزِّز الاتصالات والوعي المحيط داخل الطائرة، فإذا ما تغيَّرت المهمّة فإنّ بوسع مَنْ هم في الأرض والجو أن يتواصلوا في ما بينهم بسهولة، للحصول على معلومات مهمّة حسّاسة تتيح قدرةً أكبر على الفتك ومقدرةً على البقاء في الميدان. وقد اتّخذت الشركة في برنامجها مقاربة مرنة للتطوير، مع هدف تسريع القدرات وتسليمها إلى المستخدم بأسرع ما يمكن، حيث تخضع التكنولوجيات حالياً للاختبار والتجربة، فيما ستشهد الخطوة المقبلة حصول الأنظمة على المصادقة الرسمية وإثبات أهليّتها للعمليات في المستقبل القريب.
وخَتَم برادشو «تلك هي أنواع الابتكارات التي سنشهدها في المستقبل حيث يصبح استخدام البيانات في الميدان على مستوى الجندي أكثر انتشاراً».