خيارات الذخائر عيار 120 ملم الموجّهة
أدت حاجات مشاة البحرية الأميركية لقدرة تتناسب بين أعيرة أنظمة الهاون الصغيرة والمدفعية عيار 155 ملم إلى اتخاذ القرار بحيازة نظام الهاون TDA 120 عيار 120 ملم صنع «تاليس» Thales كجزء من «نظام استطلاع الدعم الناري» EFSS، مع هاون ذي تصميم مماثل لمدفع M237. ومع مدى يصل إلى ثمانية كيلومترات، يوفر M237 قدرة مفيدة جداً، ولكن المطلوب أكثر من ذلك، وهذا ما أدى إلى تطوير «ذخيرة الهاون الدقيق الإصابة ذي المدى الممدد» PERM. بوشر ببرنامج PERM في العام 2011، وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام 2015 فاز فريق يجمع بين «رايثيون ميسيل سيستمز» Raytheon Missile Systems و«الصناعات العسكرية الإسرائيلية» IMI باتفاقية بلغت قيمتها 98 مليون دولار لتسليم 4300 قذيفة PERM التي دخلت الخدمة في مشاة البحرية في العام 2018. ولا شك في أن امتلاك PERM سيزيد إلى حد كبير الخدمة العملانية لذخائر M327 EFSS، كما سيزيد المدى الأقصى من 8 إلى 16 كيلومتراً. كما أن الدقة العالية ستخفض من الأضرار الجانبية وتزيد من قدرة الفتك بمعدل ثلاثة أضعاف.
تهتم مشاة البحرية الأميركية أيضاً، بشكل كبير، بالذخائر عيار 120 ملم الدقيقة الموجهة، وأدت الخبرات العملانية في أفغانستان إلى عدد من بيانات الاحتياجات العملانية تحت مسمى ذخائر هاون جديدة أكثر دقة. وهذا ما دعا مركز التسليح الأميركي للبحث والتطوير والهندسة ARDEC إلى تطوير ذخائر موجهة بنظام تحديد الموقع العالمي GPS ضمن مبادرة تسريع دقة الهاون APMI. وتم استخدام أول ذخيرة APMI في أفغانستان في آذار/ مارس من العام 2011. ولدى ذخائر APMI خطأ دائري محتمل CEP لا يتجاوز العشرة أمتار، وعلى العكس، وفقاً لِـ ARDEC، فإن احتمال الخطأ في الذخائر عيار 120 ملم التقليدية على المدى الأقصى تصل إلى 136 متراً، فيما الهاون عيار 120 ملم مع أنظمة تهديف وتحديد متقدمة تنخفض احتمالية الخطأ الدائري إلى 76 متراً. والجدير بالذكر أن نظام التوجيه الدقيق XM395 هو من صنع Orbital ATK، وهي الآن وحدة أعمال تابعة لشركة «نورثروب غرومان» Northrop Grumman.
تمثلت مغامرة ARDEC الجديدة لذخائر الهاون عيار 120 ملم في برنامج يدعى «تحسين تشظي الهاون الموجه» GEFM. وكان الهدف هنا تطوير ذخائر هاون موجهة بواسطة GPS تتجاوز APMI في مجالات المدى، والفتك والموثوقية. وتم تفصيل GEFM كحل حكومي لمتطلبات الجيش الأميركي لذخائر هاون موجهة عيار 120 ملم شديدة الانفجار HEGM، وفي الواقع، فإن عمل ARDEC في مشروع GEFM كان من أجل إمكانية تقديم توليفة بيانات تقنية للصناعة لتوفير الأسس لهذه المقترحات لتلبية متطلبات HEGM.
وقد صدر طلب اقتراح HEGC في الربع الأول من السنة المالية 2017 مع مرحلة اختبار تصميم تمتد لِـ 18 شهراً لتدخل الخدمة في السنة المالية 2018. وسيتم طلب 14000 قذيفة بموجب عقد إنتاج أولي في العام المالي 2021. في الواقع، إن الجيش وقوات مشاة البحرية الأميركية متحمسون جداً لأنظمة الهاون عيار 120 ملم وذخائر الهاون الموجهة التي تحظى بتأييد ممتاز لخدمة هذه الأنظمة.
هناك العديد من خيارات التوجيه المطورة من بعض الشركات على غرار General Dynamics – OTS، و Elbit، و Expal و IAI، و IMI، و Norinco الصينية و KBP الروسية وغيرها. وفي النهاية فإن الاستخدام على نطاق واسع لذخائر الهاون عيار 120 ملم سيحدث عندما تنخفض كلفة الحيازة وهذا ما لم يحدث حتى الآن.
لا يتمحور الاهتمام بالذخائر الموجهة للعيار 120 ملم فقط، بل هناك أيضاً أنشطة في مجال تطوير الهاونات الجديدة. ففي العام 2015 أطلقت شركة RUAG السويسرية نظام COBRA، وهو نظام هاون عيار 120 ملم مصمم للتطبيقات المرتكزة على عربة. وتم تصميم النظام مع الأخذ بالاعتبار إمكانية إدماجه بمجموعة واسعة من العربات المجنزرة والمدولبة، ويلحظ المدفع جهاز تلقيم نصف أوتوماتيكي وقدرة على رمي الطلقة الأولى في أقل من دقيقة بعد توقف العربة. ويمكن للمدفع إطلاق جميع ذخائر 120 ملم المعيارية ويراوح مداه الفعال الأقصى بين 7 و 9 كيلومترات، وقد اختار الجيش السويسري هذا المدفع وطلب 32 نظاماً لتركيبه على عربات PIRANHA 3+ الثمانية الدفع.
وقدمت شركة Elbit الإسرائيلية استناداً إلى مدفع CARDOM نظامها الجديد SPEAR (HANIF). وفيما يستخدم CARDOM بشكل رئيسي في العربات المدرعة المجنزرة والمدولبة، يقدم SPEAR خيارات واسعة لاستخدامه من على عربات تكتيكية خفيفة رباعية الدفع. وتم هذا الإنجاز بفضل الحمولة المرتدة للنظام وهي أقل من 10 أطنان مقابل 30 طناً في تطبيقات العربات السابقة.
أخيراً، لا يزال نظام المدفع NEMO صنع شركة Patria يطور قدراته، وباستطاعة هذا النظام إطلاق النار في نمطي التشغيل المباشر وغير المباشر، وقد تم تركيب برج الهاون على العربات التراكبية المدرعة AMV التي تصنعها الشركة. والبرج هو خفيف جداً ما يسمح بتركيبه على العربات المدرعة السداسية والثمانية الدفع. وتعتبر سلوفينيا عميل الإطلاق الأول للنظام، تلتها الإمارات العربية المتحدة التي اشترت أبراج NEMO من أجل تطبيقات بحرية حيث تم إدماجه على متن زوارق دورية.
ووفقاً لوسائل الإعلام الفنلندية، هناك الآن طراز ثالث من NEMO مركّب على ظهر حاوية معيارية زنة 20 طناً. ويمكن تركيب الحاوية على متن شاحنة أو سفينة كما يمكن أيضاً تركيبها على الأرض. وفي هذا التطبيق يتألف الطاقم من ثلاثة أفراد يجلسون في مقصورة الطاقم المكيّفة في الحاوية، كما يبلغ عدد الذخائر الموجودة في الحاوية نحو 100 قذيفة. وتم عرض هذا الطراز من NEMO خلال فعاليات معرض IDEF 2017.
