مراكن الأسلحة الأحدث المُشغَّلة عن بُعد
شَهِدَت السنوات الأخيرة مجموعة من المستجدّات في تطوير «مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد» RWS، مع طلباتٍ متزايدة للحصول على أعيرة وكاليبر أكبر وهو من بين الاتّجاهات التي تدفع تطوير هذه التكنولوجيا، بحسب هذه الصناعة. وقد قيَّمَ الصحافي الدفاعي المتخصِّص جيرارد كوان مختلف أنواع المراكن المتوافرة حالياً في السوق وكيف يستجيب المُصنِّعون في أنحاء العالم لمتطلّبات العملاء الناشئة.
دخل عددٌ من «مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد» RWS الجديدة قطاع الأنظمة الأرضية العسكرية في خلال السنوات القليلة الماضية، فيما يُحدِّد لاعبون أساسيون في الصناعة المتطلِّبات المتغيِّرة من عملاء حاليين وآخرين محتملين.
مجموعة مراكن جديدة من الشركة المُصنِّعة «راينميتال» Rheinmetall هي «فيلدراينجر» Fieldranger، التي تشتمل على أربعة مراكن أسلحة مختلفة: Fieldranger Light الخفيفة زنة 75 كيلوغراماً، التي صُمِّمت لإدماجها على متن عربات خفيفة الوزن وهي قادرة على استضافة رشّاشات عيار 5.56×45 ملم أو 7.62×51 ملم. أمّا Fieldranger Multi، الملائم للاستخدام على متن عربات مجنزرة ومدولبة، فيمكن تجهيزه برشّاشٍ ثقيل عيار 12.7 ملم أو منصّة إطلاق رمّانات أوتوماتيكياً عيار 40 ملم: Fieldranger Dual للمنصّات المتوسطة والثقيلة الوزن، وهو يدعم مدافع رئيسية وأسلحة ثانوية محورية؛ وكذلك Fieldranger 20، وهو نظام متوسط العيار مسلّح بمدفعٍ أوتوماتيكي عيار 20 ملم من نوع Oerlikon-KAE.
وتضمّ جعبة «مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد» RWS من شركة Rheinmetall مركن «أماروك» Amarok الخفيف الوزن، ومركن السلاح الثنائي «نانوك» Nanuk، ومركن السلاح الأُحادي «كيميك» Qimek. ومع ذلك، فإنّ التركيز الأساسي للشركة في الوقت الراهن ينصبّ على عائلة Fieldranger، كما يقول ألين ترمبلاي Alain Trembly، نائب رئيس تنمية الأعمال لدى شركة «راينميتال كندا» Rheinmetall Canada. وعلى الرغم من أنّ عائلة Fieldranger لم تضمن حتى الآن عملاء لها، فإنّ ترمبلاي يقول إنّ هناك قدراً كبيراً من الاهتمام المحتمل بمجموعة المراكن هذه.
وأضاء ترمبلاي على واقع أنّ سوق مراكن RWS تنافسية للغاية، وذلك بسبب العدد الكبير من الشركات المنخرطة في المنافسة. وأوضح أنّ القطاع قد شَهِدَ نموّاً كبيراً في حين أنّه كان هناك نحو ستة مورِّدين رئيسيين لمراكن RWS قبل نحو عقدٍ من الزمن، لكن هناك الآن أكثر من 40 شركة حول العالم تُوفِّر مثل هذه الأنظمة، بحسب قوله. ويسود هذا التوسُّع على وجه الخصوص في الدول الغربية، حيث للعديد من الدول مورِّدون محليون لمثل هذه الأسلحة.
وقال ترمبلاي: «تكاد جميع دول حلف شمال الأطلسي NATO تملك مُصنِّعين محليين لمراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد، وتُفضِّل معظم الدول الشراء من شركاتٍ محلية، ما لم يكن ما تسعى إليه تلك الدول غير متوافر محلياً»، وأضاف أنّ تركيز شركة Rheinmetall هو بالتالي على مثل هؤلاء العملاء الذين يسعون للحصول على مراكن RWS للمرّة الأولى»، وتابع: «نأمل أن نتلقى صفقات في آسيا وكذلك الأمر في أفريقيا في وقتٍ قريب».
وبحسب ترمبلاي، هناك أربع أوجه تركيز أساسية للعملاء حالياً في مجال مراكن RWS. أولاً، فيما تركّزت مراكن RWS تقليدياً حول الأعيرة والكاليبر الأصغر، ثمة طلب متزايد على الأحجام الأكبر وصولاً إلى مجال الكاليبر المتوسط. ثانياً، يتطلّب المستخدمون استقراراً بالجودة العالية لمراكن الأسلحة. ثالثاً، هناك ميلٌ للحصول على مقدرة تعقُّب للهدف أفضل جودةً؛ وأخيراً، يُطالِب المُشغِّلون للحصول على القدرة لإدماج مراكن RWS في أنظمة إدارة القتال لديهم. وأوضح ترمبلاي: «هناك أربع نقاط يتطلّع إليها العملاء فعلياً، من دون زيادة على السعر. إنّهم يتطلّعون إلى قدرةٍ أكبر بالسعر ذاته أو حتى سعرٍ أرخص، وهو ما يُمثِّل تحدياً للصناعة».
وفيما شدّدَ ترمبلاي على أنّ هناك مجموعة متنوّعة من المتطلّبات حتى ضمن هذه التوجهات الرئيسية الأربعة، فقد أكّد أنّه بموجب مختلف العقود التي فازت بها شركة Rheinmetall في العقد الماضي أو نحو ذلك، فإنّها لم تَبِع مركن السلاح المُشغَّل عن بُعد ذاته مرّتَين. فجميعها جرى تعديلها أو تكييفها بحسب الاحتياجات الخاصة للعميل». وأوضح فيما ضَرَبَ مِثالاً افتراضياً، أنّ عميلاً من شمال أفريقيا يودّ أن يدمج نظام بصريات إلكترونية من صنع بلدٍ أوروبي في أسلحة روسية. وأضاف ترمبلاي: «يتعيّن علينا أن نبني فعلياً على أُسس نظامنا شيئاً هو بحسب المتطلّبات الخاصة لذلك العميل».
وأكّد ترمبلاي على أهمية إدماج مراكنRWS بفعالية في أنظمة إدارة القتال، وأضاف: «إذا ما سمحنا لمركن RWS بإرسال البيانات والمعلومات أو الصور البصرية الإلكترونية - لأنّنا نملك هندسةً مفتوحة - فسيكون بإمكاننا القيام بذلك بسهولة تامّة».
وفي نواحي أخرى من هذه الصناعة، تُعتبر شركة «كونغزبيرغ للدفاع والجوفضاء» Kongsberg Defence & Aerospace النروجية، مورِّداً رئيسياً لمراكن RWS وأبراج الأسلحة غير الآهلة من خلال عائلة «بروتكتر» Protector وهي تُزوِّد «مراكن أسلحة مُشغَّلة عن بُعد مشتركة» CROWS للجيش الأميركي.
وقد سلَّمت هذه الشركة النروجية حتى الآن آلافاً من الأنظمة للجيش المذكور، ومن المنتظر أن تتواصل هذه العلاقة على الأقل حتى منتصف هذا العقد. وكانت شركة Kongsberg قد فازت بعقد إطار لمدّة خمس سنوات بقيمة 498 مليون دولار في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2018 لإنتاج، ودعم الأنظمة ودعم الهندسة التقنية لأنظمة M153 Protector إضافية.
وهناك العديد من المنصّات المختلفة المتوافرة تحت مِظلّة عائلة Protector الأشمل. ومركن السلاح المُشغَّل عن بُعد Protector هو نظامٌ تراكبي بُنِيَ للعمل في ظروفٍ بيئية قاسية، وفقاً للمُصنِّع. ويسمح هذا الجهاز للجنود بالعمل من موقعٍ مَحمِيّ باستخدام بصرياتٍ دقيقة مستقرِّة وأجهزة ليرزية لمراقبة ورصد أهدافٍ والاشتباك معها بدقةٍ متزايدة وخفض الأضرار الجانبية. وتُصرِّح الشركة أنّ النظام المستقرّ بالكامل «يتيح مراقبةً قدرات اشتباك لا نظير لها» حيث يكون بإمكان الرَّامي إبقاء نظره منصبّاً على الهدف بغض النظر عن «الحل البالستي [عيار أو كاليبر الذخيرة] المستخدم في السلاح».
وثمة اشتقاقٌ آخر يُوفِّر الفوائد ذاتها هو مركنProtector RWS Low Profile، الذي بُنيَ لكي يكون «برج سلاحٍ على برج سلاح» لدبّابات القتال الرئيسية M1A2 Abrams MBT لدى الجيش الأميركي. وهذا المُنتَج المصمَّم للأسلحة ذات الأعيرة الصغيرة أو المتوسطة يمكن تركيبه على أي نوعٍ من المنصّات، بحسب «مُصنِّع المعدّات الأصلية» OEM، الذي يزعم أنّ البصمة المخفَّضة لهذا المُنتَج تُعزِّز من نطاق رؤية المُشغِّل وقدرة رصده.
وأشار أرني جينستاد Arne Gjennestad، نائب رئيس التسويق والمبيعات لمراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد RWS لدى شركة Kongsberg، إلى الطلبات الجديدة على عائلة Protector وهو ما اعتبرته الشركة دليلاً على أنّ هذه الأنظمة تصبح بازدياد مكوِّناً مشتركاً في برامج العربات، وقال: «إنّ مراكن RWS هي قطعة مهمّة من المتطلّبات للعديد من برامج مشتريات العربات، سواء لأسطولٍ كامل أو على الأقل لأنواعٍ عديدة من العربات ضمن أسطول».
وقال جينستاد فيما يُلقِي الضوء على هذا القطاع إنّ سوق مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعدRWS قد تراجعت إلى حدٍّ ما في الفترة الأخيرة، ولو أنّها أصبحت أشدّ تنافسيةً، «فهناك العديد من شركاتٍ أخرى تُحاول مجاراتنا والتنافس معنا».
وأضاف جينستاد أنّ شركة Kongsberg تتلقّى طلباتٍ لتحسين مدى المستشعرات وقدرة فتك الذخائر في مراكنها المُشغَّلة عن بُعد، مشيراً إلى تحرُّكٍ لإدماج الصواريخ المضادة للدبّابات أو صواريخ الدفاع الجوّي، على غرار «جافلين» Javelin و«ستينغر» Stinger بالتتابع. وأوضح أنّ هذا هو الحافز وراء تطوير مركن Protector RWS LW30، وهو أثقل إلى حدّ ما من الاشتقاق المعياري للنظام لكنّه يُوفِّر مجموعة موسَّعة من الخيارات - إذ بالإمكان أن يكون السلاح الرئيسي M230LF عيار 20 ملم أو حتى مدفع عيار 25 ملم، لكن بإمكان هذا المركن أيضاً أن يشتمل على صواريخ مضادة للدبّابات أو صواريخ دفاع جوّي ورشّاشٍ محوري عيار 7.62 ملم.
ولَفَتَ جينستاد إلى أنّ شركة Kongsberg تتصوَّر الجيل التالي من أنظمة الأسلحة بكونها متَّصِلة بشبكاتٍ مُرَقمَمَة، «مع مجموعة من الخدمات التي تساعد المقاتل». وسيكون العنصر الأساسي لهذه الرقممة على هيئة قدرات عملانية محسَّنة إلى حدٍّ كبير، خصوصاً القدرة المتزايدة على الفتك، وتابع: «سيكون بإمكان الوحدات العسكرية التي تُشغِّل منصّات مجهَّزة بمراكن Protector RWS مستقبلاً، توظيف جميع أسلحتها على نحو أسرع وأكثر فعالية من المنصّات التقليدية».
وسلّط جينستاد الضوء على الخدمات القتالية لمراكن Protector - لدى الشركة التي تُوفِّر برمجيات تدمج مستشعرات وذخائر وتتشاطر بيانات الهدف - وهي مصمَّمة لكي تكون مرنة بغية إدماج منصّات رمي غير مباشر و«الصواريخ الموجَّهة المضادة للدبابات» ATGM، وبالتالي توفير بُعدٍ جديد لميدان الأسلحة المشتركة.
وتابع جينستاد موضِحاً أنّ العنصر التراكبي الأساسي لهذا التصميم هو القدرة على الفتك وقدرات الاشتباك التعاوني لهذه المنصّة، وأضاف أنّ عائلة Protector «تُتيح للطاقم تحديد ومشاركة مواقع الهدف من على متن منصّة وفي ما بين مختلف المستشعرات، واستخدام نظام السلاح وحلول الحماية الذاتية. ومن شأن شاشات عرض رسومية بسيطة وقدرات «واقع معزَّز» Augmented Reality أنْ تُحسِّن إدراك المحيط الإجمالي لكلّ أفراد الطاقم. وهذا ما يُعزِّز المقدرة على تمييز الهدف وتوظيف نظام السلاح مع تخفيض مخاطر الأضرار الجانبية».
وصف ترمبلاي استخدام «مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد» RWS (فضلاً عن الأبراج غير الآهلة) في مقابل الأبراج الآهلة بكونه «صراع عقائد وثقافات لا تزال رائجة»، وأكّد أنّ العديد من الجيوش غير راغبة في الابتعاد عن الحلول الآهلة لعددٍ من الأسباب - ربّما لأنها لا تؤمن بأنّ الأنظمة غير الآهلة تُوفِّر إدراكاً محيطياً كافياً، على سبيل المثال.
وأوضح ترمبلاي: «تسعى العديد من الدول إلى القدرة للحفاظ على إدراك الوضع المحيط ذاته من دون فتح كُوَّة الدبّابة أو العربة، لكنّها غير مستَعِدّة بالضرورة للقيام بهذه الخطوة». وأضاف زاعماً أنّ أقل من 30 بالمئة من الدول حول العالم تستخدم مراكنRWS وأنّ هناك دولاً عديدة «لا تزال تسعى للحصول للمرّة الأولى على أنظمة أسلحة مُشغَّلة عن بُعد، أو مَيْدَنتها للمرّة الأولى».
وأكّد ترمبلاي أنّ قطاع محطات RWS بالتالي لا يزال يملك إمكانياتٍ كبيرة مع احتمال تلبية متطلّبات العملاء بمختلف مستويات التطوُّر ودمج القدرة الميدانية. وأظهرت دراسات السوق أنّ الدول قد تُعيد تجديد وتعديل منصّاتها البرّية، بما في ذلك السَّعي للحصول على مراكن أسلحة مُشغَّلة عن بُعد من وجهة نظرٍ هجومية أو دفاعية. فعلى سبيل المثال، هناك طلبٌ متزايد لتجهيز شاحنات لوجستية بمراكن RWS، وهو متطلّب لم يكن موجوداً قبل عقدٍ من الزمن، بحسب قوله.
وإضافةً إلى ذلك، أدمجَ «مُصنِّع المعدّات الأصلية» هذا مراكن RWS في «عربات أرضية غير آهلة» UGV، التي أثبتت أنّها خيارٌ يميل المُشغِّلون للحصول عليه على وجه الخصوص. وأكّد ترمبلاي أنّه «في هذا التصميم، تُصبح الحزمة مُغرِية تماماً، ويتبدّى عددٌ هائل من الاحتمالات».
وفي إطار تأكيده بأنّ المُشغِّلين يُعبِّرون عن متطلّباتٍ لتطوُّراتٍ عديدة في تكنولوجيا RWS، سلّط ترمبلاي الضوء على المزايا التي يُسعَى إليها بعد الاستحصال على المراكن وهي المتانة والدقّة العالية والموثوقية. وأكّد «إنّها الأشياء الكبيرة التي نُركِّز عليها حالياً»، مضيفاً بأنّ شركة Rheinmetall سعت إلى بناء منتجات ذات هندسةٍ تراكبية يمكن أن تكون متكيِّفة مع مختلف أنواع البصريات الإلكترونية اعتماداً على احتياجات العميل، وهي مصمَّمة بشكلٍ خاص لكلّ عميل «لأنّنا اليوم لا يسعنا أن نفرض نظاماً واحداً على العملاء -يتعيّن تطوير هذا النظام بحسب مُدخلات كلّ عميل. وإذا لم نقم بذلك، فستقع المسؤولية على عاتق الصناعة»، كما حذَّر ترمبلاي.
تُعتَبر الشركة البلجيكية «أف أن هيرستال» FN Herstal أيضاً مورِّداً لمراكن RWS، مع منصّتَين تتميّزان بتطبيقاتٍ في القطاع البرّي - هما deFNder Light و deFNder Medium. ويستخدم الأول على متن عربات لا تتطلّب رشّاشات ثقيلة فضلاً عن كونها ملائمة لدور الدفاع المحيطي. كما أنّها تستضيف رشّاشات عيار 5.56 ملم و 7.62 ملم. يمكن تركيب الأخيرة على متن منصّات خفيفة أو متوسطة أو ثقيلة وتُجهَّز بأنواعٍ عديدة من الأسلحة، بما في ذلك المدفع الرشّاش FNM3R عيار .50cal، ومنصّات إطلاق الرمّانات عيار 40 ملم، ورشّاش FN Minimi عيار 5.56 ملم، ورشّاش FN Mag عيار 7.62 ملم.
وأكّد ناطقٌ باسم الشركة أنّ هناك طلباً متنامياً على مراكنRWS تشتمل على بعض «الوظائف الذكية»، فضلاً عن الحاجة إلى عددٍ أكبر من مثل هذه الأنظمة للعمل معاً. وأضاءت الشركة على عددٍ من التغيُّرات التكنولوجية في مجموعة مراكن deFNder، على غرار إدراج وصلة «تردُّد راديوي» RF فيها تسمح بإدماج مركن RWS ضمن «عربة أرضية غير آهلة» UGV.
وعَمِلَت شركة FN Herstal مع شركة الروبوتات «ميلريم روبوتكس» Milrem Robotics على إدماج مركن deFNder Medium في العربة الأرضية غير الآهلة «ثيميس» Themis. ومن المرجّح أن يكون هناك زيادة في استخدام مراكنRWS بالتعاون مع الأنظمة الآهلة، بحسب الناطق باسم الشركة، مع مطلب متأتٍ عن ذلك لتشبيكٍ محسَّن بين مختلف المنصّات. وحدَّد الناطق أيضاً الطلب المتنامي على تراكبية الأنظمة وقابليّتها للتعديل وفق متطلّبات العميل. وعلاوة على ذلك، بات «الذكاء الاصطناعي» AI مجالاً متنامياً في هذا الإطار، حيث يُوفِّر «رصداً وتعرُّفاً وتحديداً أوتوماتيكياً لهويّة الهدف وكذلك وعياً محيطاً».
ولدى شركة «ليوناردو» Leonardo، ومقرّها إيطاليا، عددٌ من المنتجات في مجال مراكن RWS، على غرار مركن «سيربيروس» Cerberus، الذي طوّرته الشركة إلى جانب شركتَي «إندرا» Indra و«إسكريبانو ميكانيكال أند إنجينيرنغ» Escribano Mechanical and Engineering. وقد صُمِّم «مركن السلاح المُشغَّل عن بُعد» Cerberus لإدماجه بسهولة في جميع انواع العربات، المدولبة منها والمجنزرة. وقد جُهِّزَ البُرج بمدفع MK 44 Stretch Bushmaster عيار 30 ملم (ويمكن أن يكون بعيار 40 ملم)، ورشّاش محوري عيار 7.62 ملم، فضلاً عن منصّات إطلاق صواريخ مضادة للدبّابات.
ولهذا النظام منظاران بصريان إلكترونيان EO مستقرّان للآمر والرَّامي مركَّبان على بدن العربة، في حين أنّ البُرج مجهَّزٌ لمختلف مستويات الحماية البالستية اعتماداً على متطلّبات العميل، وفقاً لشركة Leonardo. ويمكن بحسب الحاجة إدماج مستشعرات إضافية، على غرار أنظمة رصد القنّاص أو أنظمة الإنذار الليزري. وأكّدت الشركة أنّ تطوير بُرج مركن Cerberus RWS قد اكتمل، وأنّها قد أنجزت في الآونة الأخيرة اختبارات رمي في إسبانيا، حيث أُدمِجَ هذا البُرج على متن ناقلة جند مدرّعة M113 APC.
وأدركت شركة Leonardo - التي تُنتِج أيضاً مركن السلاح الرأسي المُشغَّل عن بُعد «هيتفيست» HITFIST - عدداً من التوجهات في السوق خلال السنوات الأخيرة، وعلى الأخص إدماج «أنظمة حماية فعّالة» APS وصواريخ موجهة مضادة للدبّابات في مركن RWS المتوسط العيار. وتتيح هذه الأخيرة مرونةً للاشتباك مع الأهداف الصلبة على أمداءٍ أكبر، بما في ذلك «دبّابات القتال الرئيسية» MBT.
ويتواصل تنامي الطلب على مراكن RWS عبر أنحاء العالم، بحسب الناطق باسم شركة «إي أو أس ديفنس سيستمز» EOS Defence Systems، التي تُصنِّع مجموعة من منتجات RWS. وذلك يأتي مدفوعاً بالإدماج التشبيكي المتزايد لمنصّات «مستشعر - إلى - رامٍ» sensor-to-shooter والتحسينات المتواصلة على قدرة بقاء الجنود. ومع ذلك، فإنّ الحافز الضمني الأصلي وراء تطوير مراكن RWS يبقى هو ذاته، بحسب الناطق، وتحديداً الرغبة في تحسين سلامة المُشغِّل.
وفيما يسعى العملاء حالياً للحصول على مدى وقدرة على الفتك ودقّة أكبر من هذه المنصّات المتكاملة من ناحية الاستخبار والمراقبة والاستطلاع وقوة النيران، فإنّ مراكن RWS باتت تُعتَبر كأنظمة أساسية للفتك ومتوافرة على نطاق واسع، وليس بمثابة معدّاتٍ مساعِدة أو قطع غيار. وأصبح التركيز ينصبّ حالياً على ضمان تفعيل أنظمة الأسلحة على نحو أمثل وإدماجها مع أنظمة فرّعية أخرى على متن المنصّة، وأوضحَ الناطق باسم الشركة: «يمكننا أن نُوفِّر فعلياً الكثير من معلومات الاستشعار لأنظمة أخرى على متن المنصّة، فضلاً عن تسلم بيانات لتمكين إرسال «الإحداثيات المناسبة للتسديد» slew-to-cue، إلخ».
تجدر الإشارة إلى أنّ الشركة الإسرائيلية «رافاييل» Rafael تُصنِّع عائلة مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد «سامسون» Samson، مع أبراج غير آهلة عيار 30 ملم مدمجة مع منصّات إطلاق صواريخ ومزوَّدة بِـ «أنظمة حماية فعّالة» APS مدمجة - Rafael Trophy- في طقمٍ شامل.
وثمة متطلّبات لتلقيم الذخائر تحت درع العربة وهذا ما قد أصبح معياراً في الصناعة، كشأن استخدام الذخائر المتفجِّرة في الهواء، والحماية المحسَّنة للبُرج، والاحتمالية المضاعفة للإصابة والفتك، وتعزيز القدرة على البقاء بفضل «أنظمة حماية فعّالة» APS.
وشَهِدت مراكن RWS على مرّ السنين قدرات إضافية لمضاعفة إدراك الوعي المحيط لدى المُشغِّل، على غرار تحديد هويّة الهدف وتصنيفه أوتوماتيكياً والتعقُّب المتعدّد للأهداف.
تسعى شركة EOS Defence Systems في أستراليا لتسليم منتجات تُحدِّد استخدام قوة النيران الثقيلة الأكثر دقّةً على متن المنصّة الأخفّ وزناً المتوافرة ضمن كلّ قطاعٍ من قطاعات السوق، بحسب ناطق باسم الشركة. فعلى سبيل المثال، تزعم الشركة أنّ منتجها R150هو مركن السلاح المُشغَّل عن بُعد الأخف وزناً في العالم والقادر على إطلاق النار من رشّاشات عيار 12.7 ملم بدقّةٍ إلى أقصى ما أمكنها من أداء.
وأوضحَ الناطق قائلاً: «ركّزت شركة EOS على تسليم عائلة من أنظمة مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد إلى عملائها تكون فتّاكة، ومُسانِدة وتُسهِّل مهام المقاتلين، ولا تعوق عملهم»، وأضاف: «سواء كُنّا نُطوِّر وحدة مستشعرات، أو جهاز تثبيت الاستقرار أو مجموعة المراقبة والتحكُّم (شاشات العرض وكومبيوتر بالستي، إلخ) فإنّنا نلمس وجود أقصى قيمة للمستخدم فيما يتم تخفيض أعباء مهامه».
وتُنتِج الشركة المُصنِّعة عدداً من الأنظمة الأخرى، على غرار المركنين الخفيفَيْ الوزن R150S و R800S، فضلاً عن البُرج الآهل اختيارياً T2000. وصُمِّم المركن R150S لتلبية متطلّبات الحماية الذاتية، خصوصاً لدعم العربات حينما تكون الحماية من الألغام ضرورية ولكنّ الوزن محدود. وتشتمل محطة R400S على نظامٍ مزدوجٍ بمدفعٍ عيار 113x30 ملم ورشّاش محوري، إضافةً إلى خيار «الصواريخ الموجَّهة المضادة للدبابات» ATGM. وباستطاعة المركنR800S أن يستوعب مدفعاً عيار 173x30 ملم مع قاعدةٍ ارتكازية، ما يُوفِّر الوزن إلى حدٍّ كبير.
في المقابل يُوفِّر بُرج T2000 الجديد حل بُرجٍ مدمج بالكامل مع حماية فعّالة مدمجة، مع إمكانية الرؤية من خلال التدريع لتحسين إدراك الوعي المحيط، فضلاً عن منصّات إطلاق صواريخ مدمجة ومَحمِيّة بالكامل. وقال الناطق: «أُخِذَ في عين الاعتبار منذ بدء عملية تصميم برج T2000 إدماج هذه الأنظمة الفرّعية، بدلاً من إضافتها إلى بُرجٍ تقليدي».
وكان من شأن التطوُّرات في هندسات النظام أنْ جعلت من الأسهل دعم الإدماج مع أنظمة فرّعية أخرى، وهو ما يزداد الطلب عليه، بحسب الناطق، الذي أكّد أنّ منتجات شركة EOS «مرنة بما فيه الكفاية، وأنّ هندستنا قابلة للتكييف ما يُمكِّننا من إجراء التعديلات البرمجية لتحقيق هذا الإدماج». وتملك هذه الشركة وتتحكَّم بتطوير كامل نظامها، وهذا يعني أنّها لا تُواجِه مشكلات في إدماج مختلف أعتدة المُصنِّعين في نظامها.
وأوضحَ ممثِّل شركة EOS، في نظرةٍ استشرافية، أنّ «مراكن الأسلحة المُشغَّلة عن بُعد» RWS ستُواصِل تميُّزها بالتشغيل عن بُعد، بدلاً من أن تكون مستقلّة، مُضيفاً أنّ الشركة لا ترى حالياً حاجةً في السوق لإبعاد المُشغِّل عن المعادلة. إنّ تنامي الأنظمة غير الآهلة كبيرٌ على وجه الخصوص، حيث تتطوَّر مراكن RWS تماشياً مع هذا التنامي. وتؤكِّد الشركة أنّ «المنصّات غير الآهلة تحتاج إلى حلول فتكٍ غير آهلة، على غرار منتجاتنا من سلسلة R-Series. وستكون بذلك الطريقة الوحيدة لتلبية متطلّبات الوزن في المنصّات القتالية».