العربات البرية غير الآهلة للدوريات الحدودية وأمن محيط النقاط الحيوية
فيما تشكل الدوريات الحدودية والدائرية حول محيط النقاط الحيوية والعسكرية أدواراً واضحة للأنظمة غير الآهلة، لأنها تقع في الفئات الكلاسيكية المملة، القذرة أو الخطرة، وهي ليست متشابهة. ولئن كانت تشترك في المتطلبات الأساسية لرصد محيط أية بقعة حول منشأة حساسة أو منطقة متاخمة للحدود الدولية، فإنها قد تختلف اختلافاً كبيراً من حيث مساحة المناطق التي يتعين تغطيتها والتحديات التي تواجهها العربات البرية غير الآهلة UGV من حيث البيئة والتضاريس الأرضية. ويمكن أن تؤثر هذه التحديات على الإعداد، والحجم، والمحرك، وأنظمة الاتصالات والملاحة، ومستوى الأنظمة المستقلة ذاتياً والحمولات الأنسب للعربات للاضطلاع بهذه الأدوار.
من المفترض أن تكون المنشآت على غرار القواعد العسكرية، ومصانع الطاقة ومصافي النفط إلخ... على أرض مستوية، ولديها حواجز مادية كبيرة حولها مثل الأسيجة والجدران، وكذلك خطوط بصرية واضحة للاتصالات الراديوية أو مواقع ملائمة كوسيط المرحّلات الراديوية والمرافق الوفيرة لإعادة شحن أو تعبئة البطاريات. كذلك من المرجح أن تشتمل الحدود على مجموعة واسعة من التضاريس الأرضية من الصحراوية والجبلية إلى الغابات والسهول وحتى الأماكن الآهلة أو الحضرية، ويمكن أن تمتد إلى مئات وحتى آلاف الأميال.
وفي كلا الدورين، فإن المستويات العليا من الأنظمة المستقلة، وإعدادات الحمولة المرنة المتزايدة تحددان جيلاً جديداً من العربات البرية غير الآهلة قادرة على العمل بنجاج في بيئات معقدة وتعزز مهارات قوات الحراسة.
وُصِفَت العربة البرية غير الآهلة الجديدة INTELLIOS صنع «شارب» Sharp، على سبيل المثال، بأنها منصة للتضاريس الأرضية المتعددة تم تصميمها لجمع ونقل البيانات السمعية والبصرية والبيئية فيما تعمل كرادع مرئي أثناء الاضطلاع بمهام المراقبة الخارجية، والسلامة والصيانة والتفتيش.
تقوم هذه العربة بالسير على طرقات مبرمجة مسبقاً حول المنشأة ويمكن لمشغِّل داخل غرفة القيادة والتحكم تعديل المسار المخطط إذا لزم الأمر، ويعمل نظام التحكم المستقل على قاعدة تجنب الاصطدام وهو يستخدم مدخلات من «نظام استشعار الضوء والمدى الخفيفين» Light Detection and Ranging أو LIDAR.
توفر بطاريات الليثيوم، الموضبة في خراطيش قابلة للاستبدال، للمستخدم ما معدله ثماني ساعات من التشغيل لثلاث نوبات عمل يومياً، بحسب الشركة، ويتم تركيب الهيكل المتين على إطارات مخصصة للعمل في بيئات متعددة.
يمكن لمجموعة المستشعرات أن تشتمل على كاميرات تلفزيونية، وتصوير حراري، وأجهزة استشعار غازية وكيميائية اختيارية لكشف مجموعة واسعة من التهديدات بما في ذلك التخريب، والتجاوز، والسرقة، وتشققات خطوط الأنابيب وتسرب الغاز. ويمكن لعربة A-UGV أيضاً أن تحمل صفارة إنذار، وأضواء ساطعة للإنذار، وأنظمة اتصالات ثنائية الاتجاه بما في ذلك المخاطبة الصوتية والتحذيرات. ويمكن تجهيز العربة بذراع تلسكوبي مجهز بكاميرا تمتد إلى متوسط طول الإنسان ما يمكنها من الرؤية ما فوق العقبات.
ومع ذلك، تؤكد شركة Sharp أن A-UGV هي العربة الأمثل لمهام دوريات محيط المنشآت، وقائمة التوزيع والتخزين، والتصنيع والطاقة والخدمة، ومصانع الأدوية، ومراكز البيانات، والمجمعات البتروكيماوية والتعدين، والمطارات ومحطات السكك الحديدية والمرافق الحكومية المختلفة، وتسلط الضوء على سهولة الدمج مع البنى التحتية الأمنية المتوافرة أو القائمة.
من الأمثلة على نظام تم تطويره من أجل تضاريس أكثر وعورة وبيئات تهديد متعاظمة هو النظام العملاني Lahar
Guardian من شركة IAI، وهو عبارة عن عربة برية غير آهلة ترتكز على هيكل Tomcar الخفيف الوزن والتي دخلت الخدمة في العام 2009 في القوات الإسرائيلية كأصول دورية حدودية.
مع حدود شرقية مترامية الأطراف مع روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق، يدرس الاتحاد الأوروبي الجمع بين عربات برية وجوية غير آهلة وغيرها من أنظمة المراقبة للمناطق الواسعة، ولكن من دون الحاجة إلى بنية تحتية ثابتة أو إلى أسيجة. وأجرى الاتحاد ما بين عامي 2008 و 2013 دراسة واسعة النطاق عُرفت باسم TALOS (وهي اختصار لنظام دورية مستقل قابل للنقل لمراقبة الحدود البرية) وذلك ضمن الإطار السابع للبرنامج.
وعرض البرنامج، الذي تشارك فيه شركة «أسلسان» Aselsan بشكل رئيسي، نظاماً يستخدم عربات محاكية لتقييم فعاليته، وكفاءته وكلفته. ويتضمن النظام الاختباري نظام قيادة وسيطرة واتصالات في حاوية بطول 20 قدماً مركبة على مقطورة وتستضيف وحدات تحكم للمشغل OCU خاصة بالآمر ومشغلي العربات البرية والجوية غير الآهلة. وتمت محاكاة العربات في وحدات تحكم OCU الخاصة بالآمر، مع نوعين من العربات الأرضية غير الآهلة، واحد للمراقبة وآخر للاعتراض. وهناك مقطورة ثانية مدعمة ببرج للاتصالات، يتم تجهيزها اختيارياً بنظام للمراقبة ليلاً ونهاراً.
هدفت الفكرة الرئيسية إلى الجمع بين عناصر مختلفة، ولا سيما مجموعة متنوعة من المنصات غير الآهلة مع تجهيزات مختلفة ما يتطلب برمجيات هندسية مفتوحة مع لوحات بينية معيارية لنظام القيادة والسيطرة.
وشملت الأهداف القدرة على الكشف عن الأشخاص والعربات والمواد الخطرة وتحديد مواقعهم وتعقبهم باستخدام منصات مستقلة مشغلة عن بعد مع مستشعرات متعددة لصهر البيانات (بما في ذلك أجهزة الاستشعار البيولوجية والكيميائية)، والتصوير النشط وحتى الأسلحة غير الفتاكة.
في البداية، سوف تتعقب العربات الأهداف فقط، وتحافظ على الاتصال معها حتى اعتراضها من قِبَل الوحدات الأمنية البشرية.
TALOS أيضاً نظام متدرج المقاييس قابل للتطوير بما يتناسب مع التغييرات في المتطلبات والظروف المحلية المختلفة على غرار طول الحدود، والطوبوغرافيا وكثافة أنظمة المراقبة. ووُصِفت القدرات المستقلة ذاتياً بأنها ذات ذكاء اصطناعي، تحكمها قواعد مبرمجة في العربات ونظام للقيادة والسيطرة وقادرة على التعلم من الخبرة العملانية والتكيف مع الظروف المحلية.
ومن الابتكارات الأخرى استخدام أنظمة استثمار الطاقة مثل الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح والتوربينات المائية لإنتاج الكهرباء في المناطق التي يتعذر فيها الاتصال بشبكة الكهرباء. وينخرط في المشروع منظمات صناعية وحكومية وأكاديمية من بلجيكا، وأستونيا، وفنلندا، وفرنسا، واليونان، وإسرائيل، وبولندا، ورومانيا، وإسبانيا وتركيا.
فيما التحقق المسبق لتشغيل TALOS خلُصَ إلى أنه معقد جداً ومكلف، إلا أنه يوفر أفكاراً وخبرات يمكن أن تستخدم في أنظمة الدوريات الحدودية المستقبلية التي تنطوي أو تتضمن عربات برية غير آهلة. وورد في التقرير النهائي لدائرة خدمة معلومات البحث والتطوير الأوروبية CORDIS أنه: «يمكن استغلال النظام بأكمله والعديد من التكنولوجيات (والأنظمة الفرعية وحتى الحلول الخاصة) المستخدمة في مشروع TALOS كل منها على حدة أو في إطار تعاوني مع أعضاء آخرين في الائتلاف».