تنافس دول الشرق الأوسط: بين تنفيذ عمليات UAV أو مواجهتها
غالباً ما توصف قدرات المنصات «غير ذات طاقم» (uncrewed) أو «غير الآهلة» (unmanned) بأنها «من مغيّرات قواعد اللعبة»، على الصعيدين الاستراتيجي والعملاني. وتُظهر الأزمات والنزاعات الحالية في أنحاء الشرق الأوسط كيف يمكن لنوع من الأنظمة «غير ذات طاقم» – أو «العربات الجوية غير الآهلة» (UAV) أو المسيرات أن يكون ذا تأثير كبير. وقد ركّز منظم هذه المقالة على تطوير إيران بشكل خاص لـ «المسيّرات» التي تُثير القلق لدى خصومها على المستويين الإقليمي والدولي.
تعمل الجيوش الغربية منذ فترة على تطوير قدرات عملانية جديدة من خلال استخدام أنظمة غير آهلة، وهي تعمل على اعتمادها ببطء في العمليات البرية والبحرية والجوية. ومع ذلك، ثمة دول وفاعلون غير حكوميين يتبنّون حالياً هذه القدرة بوتيرة أسرع بكثير، بما في ذلك اللجوء إلى العمليات العالية الحدّة.
وفي تموز/يوليو من العام 2021، هوجِمَت ناقلة النفط «أم/في ميرسر ستريت» M/V Mercer Street قبالة شواطئ عُمان بمسيّرة (UAV)، وقد قُتل اثنان من طاقمها. ووفقاً لمعلومات نشرتها «القيادة العسكرية المركزية الأميركية» CENTCOM عقب الحادثة، تطلّب هذا الهجوم «عملية إعادة تهديف مُحتسبة جيداً ومدمرة» للسفينة، عقب هجوم فاشل باستخدام مسيّرتين في اليوم الذي سبق. وبعد تحليل الهجوم، والأضرار التي لحقت بالسفينة، وحطام المكونات التي التُقِطَت، أكّدت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية» أنّ الهجمات نفّذتها إيران.
وباختصار، يشير ذلك إلى قدرة ناشئة واتجاهات عملانية باستخدام «المسيّرات - وهي خلاصة ثَبُتَت صحتها - بحسب قيادة CENTCOM: «إن استخدام عربات جوية انتحارية ’كاميكازي‘Kamikaze من تصميم إيراني هو نزعة متنامية في المنطقة. وتلك المنصات التي تستخدمها إيران وحلفاؤها بكثافة ضد قوات التحالف الغربي في المنطقة، بما يشمل أهدافاً في المملكة العربية السعودية والعراق».
وفي الواقع، تُستخدم عربات UAV الإيرانية الصنع حالياً من قبل «أنصار الله» (الحوثيين) وحزب الله، ومقرّهم اليمن ولبنان على التوالي، المدعومين من إيران، في ما يتعدى المملكة العربية السعودية، إذ عقب النزاع بين إسرائيل وحماس في غزة في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2023، وفي محاولة لتمديد نطاق الأزمة وجر الأميركيين، بدأ الحوثيون في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2023 باستخدام مسيّرات UAV، من بين أنظمة أخرى، لاستهداف سفن تجارية تُبحر في خليج عدن/ باب المندب، ممر البحر الأحمر الجنوبي.
وذكرت قيادة CENTCOM في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2023 أن المدمّرة USS Thomas Hudner من فئة Arleigh Burke التابعة للبحرية الأميركية قد اشتبكت مع مسيّرة منطلقة من اليمن ومُتّجهة نحو السفينة وأسقطتها. ومنذ ذلك الوقت، واصل الحوثيون إطلاق المسيّرات (UAV)، و«صواريخ بالستية مضادة للسفن» (ASBM)، و«الصواريخ البالستية المضادة للسفن» (ASCM)، ضد سفن تجارية وحربية في المنطقة.
يُظهر استخدام مثل هذه القدرات في هجمات «منطقة رمادية» (grey zone) منخفضة الحدة (lower-end) (كما في الحالة الإيرانية) وهجمات قتالية عالية الحدة (higher-end) (كما في حالة الحوثيين) كيف أنّ بعض الدول والفاعلين غير الحكوميين باتت قادرة حالياً على الإفادة من تكنولوجيات جديدة بوتيرة أسرع من القوات المسلحة الغربية. وفيما تخطو بعض الدول والفاعلين غير الحكوميين خطوات سبّاقة في تطوير هذه التكنولوجيا عسكرياً، فإن استخدام مسيّرات UAV - خصوصاً في عمليات هجوم انتحارية - هي «في ما يتعدى مفاهيم العمليات الراهنة» (CONOPS) التي تأخذها القوات العسكرية الغربية في عين الاعتبار على نطاق واسع لاستخدام مثل هذه القدرات. وعلى الرغم من أنّ بعض القوات الغربية تُطوّر بوتيرة نشطة قدرات لتسليح أنظمة غير آهلة بما في ذلك المسيّرات بأسلحة هجومية، فإن الهواجس الأخلاقية المتعلقة بنشر قدرة «قوة حركية» (kinetic) على متن أنظمة غير آهلة قد أفضت على الأقل إلى تركيز التطوير على أدوار غير ذات قوة حركية مثل «الاستخبار والمراقبة والاستطلاع» (ISR).
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ القوات الغربية فيما تُقيّم ما هي خيارات أنظمة السلاح التي قد تتيح قدرة ضاربة للأنظمة غير الآهلة مثل المسيّرات، فإنّ الفاعلين يُبقون الأمور أكثر بساطة وذلك بمجرّد استخدام العربة بحد ذاتها، مجهزة بمتفجرات، لتوفير القدرة الضاربة. وبينما لا يبدو هذا المفهوم جديداً على الصناعة الغربية، خصوصاً مع «الذخائر الحوامة أو المتسكعة المبنية لغرض محدد» (LM)، فإن تبنّيها يتلكأ خلف نشاط الفاعلين غير الحكوميين.
واستخدام «القيادة العسكرية المركزية الأميركية» CENTCOM لصفة «كاميكازي» (Kamikaze) إنّما يدلل على الصلة بين مقاربة هذه القدرة والوسائل العملانية التي استخدمتها القوات المسلحة اليابانية في الحرب العالمية الثانية. فبدءاً من معركة «خليج لايتي» (Leyte Gulf) في تشرين الأول/ أكتوبر العام 1944، استخدمت اليابان طائرات آهلة في هجمات «كاميكازي» انتحارية لإحداث تأثير مدمّر ضد السفن البحرية الأميركية في معارك عبر أنحاء المحيط الهندي.
وقبل استخدام اليابان لتكتيكات «الكاميكازي»، كانت ألمانيا ومنذ حزيران/يونيو العام 1945 قد أطلقت «القنابل الطائرة» V1 ‘Doodlebug’ - تلك التي مهدت للصواريخ الجوالة المعاصرة - ضدّ أهداف في المملكة المتحدة. وفي ثمانينات القرن الماضي، تضمّن تطوّر الصواريخ الجوالة استخدام صواريخ «إكزوسيت» Exocet في حرب «الفوكلاند» (بين بريطانيا والأرجنتين) وصواريخ «ستيكس» Styx في الحرب الإيرانية-العراقية، قبل أن يُشتهر صاروخ «توماهوك» Tomahawk بأنّه الصاروخ «المُغَيِّر لقواعد اللعبة» الضارب التباعدي غير الآهل طبعاً. واشتمل تطوُّر صاروخ Tomahawk على تطوير قدرة مضادة للسفن. ومع ذلك، فإن Tomahawk والأسلحة الأخرى المماثلة له هي أحدث أنظمة تباعدية متطوّرة، وهي بالتالي تُسعّر وفقاً لذلك.
وما توفره «العربات الجوية غير الآهلة» للفاعلين غير الحكوميين هو وسائل متوافرة وذات سعر متاح ومعقول لاستحداث تأثير مدمّر. ومثل هذه التوافرية والسعر المقبول يعني أنه بالإمكان أيضاً الاستحصال عليه بأعداد كبيرة. وعلاوة على ذلك، تدل ردّات الفعل الدولية على الهجمات الإيرانية في الخليج والهجمات الحوثية في البحر الأحمر على التأثيرات ذات المستوى الاستراتيجي لمثل هذه القدرة المتاحة عندما تُستخدم بالسياق الصحيح. وواقع أنّ التهديد الحوثي لحركة الشحن الدولية قد حفّز الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على تنفيذ ضربات جوية في اليمن وبخاصة في الآونة الأخيرة ضد أهداف حوثية، على الرغم من مخاطر أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات في أنحاء الشرق الأوسط، إنما يشدد على أهمية هذه المسألة.
عقب الهجوم على ناقلة النفط M/V Mercer Street، استنتج خبراء أميركيون من الحطام التي تم جمعها من السفينة أن «العربة الجوية غير الآهلة» هي من تصميم وإنتاج إيرانيين، واستنتجت قيادة CENTCOM أنّ «إيران كانت منخرطة في هذا الهجوم». وفي تشرين الثاني/نوفمبر العام 2022، تعرّضت ناقلة النفط «أم/في باسيفيك زيركون» M/V Pacific Zircon لضربة من مسيرة «شاهد-136» إيرانية وأُصيبت بأضرار. ووفقاً لتقرير صادر في آذار/مارس العام 2023 عن «معهد الشرق الأوسط» (Middle East Institute)، يبلغ مدى مسيرة «شاهد-136» نحو 2,500 كيلومتر.
وفي حزيران/يونيو العام 2023، أكد مسؤول أميركي أن إيران قد اختبرت مسيّرة لدور انتحاري على طريقة «الكاميكازي» في الخليج، ضد بارجة تقع على بعد عدة أميال قبالة الشاطئ، وأطلقت صاروخاً أو مسيّرة من دون أن تُنذر البحّارة في تلك المنطقة.
وكانت هذه الأحداث نذيراً لارتفاع في عدد الهجمات التي سُجّلت خلال أواخر العام 2023 وتواصلت في العام 2024.
ففي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر العام 2023، اعترضت حاملة الطائرات USS Dwight D Eisenhower من فئة «نيمتز» Nimitz تابعة للبحرية الأميركية مسيّرة إيرانية، كانت، بحسب قيادة CENTCOM «تُحلّق بطريقة غير آمنة وغير مِهَنيّة» بالقرب من حاملة الطائرات فيما كانت تُجري «عمليات تحليق» في الخليج. وفي 23 تشرين الثاني/نوفمبر من ذلك العام، وبعدما عادت المدمّرة الأميركية USS Thomas Hudner إلى العمل في البحر الأحمر، أكدت قيادة CENTCOM أنّ هذه المدمّرة «أسقطت عدداً من المسيرات الهجومية التي انطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن».
وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من ذلك العام، تمكّنت السفنية الحربية USS Carney، السفينة الشقيقة للمدمرة Arleigh Burke، والمُبحرة أيضاً في البحر الأحمر، من إسقاط مسيّرة أُطلقت من اليمن وكانت متوجّهة صوب السفينة، وعرّفت قيادة CENTCOM هذه العربة على أنّها نظام KAS-04 من إنتاج إيراني.
وتوالت مثل هذه الأحداث أواخر العام الفائت وأوائل العام الحالي. ولربما في أكبر هجوم حدث حتى تاريخه، مع إسقاط 18 مسيّرة، و«صاروخين بالستيين مضادين للسفن» (ASBM)، و«صاروخ جوال مضاد للسفن» (ASCM)، في ما أشارت إليه قيادة CENTCOM الأميركية على أنه «جهد مشترك» بين سفن الحرب الأميركية USS Laboon، و USS Mason، و USS Gravely، والمدمّرة من نوع Type 45 التابعة لـ «البحرية الملكية البريطانية» HMS Diamond ومقاتلات F/A-18 من حاملة الطائرات USS Eisenhower.
وفي ظل تفاقم مثل هذه الأحداث، صرّح نائب الأدميرال براد كوبر (Brad Cooper) - ومقرّه البحرين، القائد الثلاثي المهام القيادية لـ «القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية» (US NAVCENT)، و«الأسطول الخامس» الأميركي، و«الشراكة الأمنية البحرية» لـ «القوات البحرية المشتركة» (CMF) التي تقودها البحرية الأميركية - خلال مؤتمر صحفي في 4 حزيران/يونيو العام 2024: «إن التواتر المنتظم للهجمات وعدد الصواريخ المنطوية عليه يمثلان تهديداً معقداً للسفن البحرية العاملة في إطار العمليات المتعددة الجنسيات Prosperity Guardian (منذ 18 كانون الأول/ ديسمبر العام 2023)، للتصدي لهجمات الحوثيين، لكن الاستجابة الدفاعية كانت فعالة جداً».
ومع ذلك، تشير بعض الأدلة العملانية إلى أن إيران (أو ربما الحوثيين) لم يُطوّروا على نحو كامل القدرات «المُغَيِّرة لقواعد اللعبة» التي قد توفرها أنظمة غير آهلة مثل المسيّرات. فعددٌ قليل من تلك العربات التي أُطلقت فوق مياه البحر الأحمر قد وصل إلى أهدافه؛ أما تلك التي وصلت بالفعل فلم تُسبّب إلا أضراراً محدودة، أقله من حيث كون السفن المصابة لم تتوقف عن مواصلة إبحارها. وبينما قد تكون إيران قررت المخاطرة بشكل أكبر مع هذه القدرة لاستحداث تهديد عبر إثارة مخاوف شن هجوم محتمل - وقد نجحت في ذلك إلى حد ما إذا ما أُخِذَ في الاعتبار أن بعض شركات الشحن فضّلت تغيير مسار سفنها نحو الجنوب التفافاً حول القارة الأفريقية - فإن الفعالية العسكرية لقدرة المسيّرات الإيرانية/الحوثية لا تبدو أنها بالاقتدار الذي يُخشَى منه.
ويظهر ذلك جلياً أيضاً في التوظيف التكتيكي للأنظمة، عند إطلاقها بأعداد كبيرة. فزوارق السطح الإيرانية للهجوم السريع العاملة في مياه الخليج تُضايق باستمرار حركة الشحن البحري والتجاري بالاحتشاد حول السفن بأعداد كبيرة وبطريقة منسّقة. إن تكتيكات «الدفعات المتتالية المكثفة» (swarm) هي عنصر محوري في النقاش الجاري بالغرب في ما يتعلّق باستغلال المنافع المحتملة للهجمات المكثفة بالأنظمة غير الآهلة. ومع ذلك، على الرغم من إطلاق الأسلحة بأعداد كبيرة نحو ممرات الشحن البحري في البحر الأحمر، ما من دليل عملي حتى تاريخه على أن مثل هذه الأسلحة تُوظّف بطريقة متكاملة ومنسّقة. وحرص المسؤولون الأميركيون في هذا الإطار على استخدام كلمة «أمواج» (waves) في مقابل «الدفعات المكثفة المتتالية» (swarms) عند توصيف طبيعة الهجمات الأكبر نطاقاً.
وربما يمثّل الافتقار إلى قدرات «الاستخبار والمراقبة والاستطلاع» (ISR) و«قيادة وسيطرة واتصالات» (C3) تفسيراً أوّلياً وراء عدم استخدام تكتيكات «الهجمات المكثفة المتتالية»، وربما يوضح أيضاً فعالية التهديد المحدودة كما يبدو. وعلى الرغم من هذه المحدوديات، تتواصل هجمات الحوثيين، ولا تزال تُشكّل تهديداً قائماً. وقال نائب الأدميرال كوبر في تصريحه الصحفي: «إننا نعي تماماً التهديدات المتواصلة، ونتوقع أن تستمر الهجمات الحوثية».
وقد توسع نطاق التهديد أيضاً. فقد شهدت أزمة البحر الأحمر استخدام «عربات السطح غير الآهلة» USV. فبينما جهّز الحوثيون «زوارق مطاطية صلبة من ذوات البدن المقوَّى» (rigid-hull inflatable boats - RHIB) - سواء آهلة أو غير آهلة - بمتفجّرات من أجل مهاجمة السفن البحرية الراسية في الموانئ، والسفن التجارية والبحرية المُبحِرة، اختبرت الأزمة الحالية الاستخدام الأول لمسيّرة مرتجلة في المنطقة.
وخَتَم نائب الأدميرال كوبر قائلاً: «إنني أُصنّف حادثة عربة الـ USV بأنها استخداماً لقدرة جديدة. إن اعتماد عربة USV هجومية انتحارية يُمثل مصدر قلق».
لطالما وجدت إيران طرقاً لاختبار، وتطوير، وإجراء تجارب جدوى لقدراتها في المسيّرات. وكتب المحلّل والخبير بالشؤون الأمنية في الخليج ومقرّه الولايات المتحدة جيورجيو كافيرو إلى «منتدى الخليج الدولي» في تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2023، إلى أنّ إيران من خلال إمدادها «عربات جوية غير آهلة» إلى روسيا استخدمتها موسكو بفعالية بحربها مع أوكرانيا، تكون قد أثبتت جدارتها في القدرة على تطوير وتسليم مثل هذه المنصات. وبالطبع، تُشكّل الحرب الروسية-الأوكرانية أرضية اختبار لقدرات إيران في «العربات الجوية غير الآهلة»، بحسب كافيرو. وكتب مشيراً إلى تقريرٍ أصدرته «مؤسّسة كارينغي للسلام الدولي» (Carnegie Endowment for International Peace) حول مستجدّات تطوير إيران للمسيرات: «فيما يصبح دور إيران كمُصَدِّر للتكنولوجيا غير الآهلة أكثر زخماً، ربما تستحصل أيضاً على عملاء مستقبليين».
وإضافة إلى ذلك، كان من شأن تأمين هذه القدرات أن جعل إيران «ذات فائدة بازدياد» لروسيا، حسبما أوضح كافيرو، ما منح إيران رافعة كبيرة في علاقتها مع روسيا بينما أمّن لها إيرادات في وقت ترزح فيه البلاد تحت وطأة عقوبات دولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
ولتطوير التكنولوجيا في إيران تداعيات أشمل للأمن الإقليمي في الخليج. وقال كافيرو إن إسرائيل وبعض الدول «اعتبرت منذ مدة مسيّرات إيران وبرامجها الصاروخية بمثابة خطر كبير على أمنها»، ذلك فضلاً عن نقل مثل تلك القدرات إلى فاعلين غير حكوميين في أنحاء المنطقة. وتشير التقارير أيضاً إلى تطوير إيران لـ «حاملتَيْ مسيّرات» بحريّتَيْن، صُمّمتا لتكونا منصتَين مُضيفتَين لقدراتها في المسيّرات. وبحسب تقرير نشره «معهد الشرق الأوسط»، من شأن قدرة عربات جوية غير آهلة UAV أو مسيّرات مُطلَقة من البحر أنْ تمنح إيران «عمقاً استراتيجياً، وخيارات أكثر للضربات، ووسائل لتهديد الخصوم في جميع أنحاء المنطقة بما قد يؤثر على أنماط الشحن البحري في أنحاء بحر العرب وصولاً إلى المحيط الهندي».
إن قدرة إيران على تطوير واستخدام «عربات جوية غير آهلة» UAV، إلى جانب مجموعة من الأسلحة الأخرى، إنما تُمكّن طهران - على سبيل المثال، عند تسليم هذه القدرات إلى الحوثيين في اليمن - من أن تُلقي ظلالاً ثقيلة على حركة الشحن البحري وتشكل الأحداث في كل من الخليج العربي وخليج عدن/ باب المندب - ممر البحر الأحمر، النقطتان البحريّتان الأكثر أهمية من ناحية إمكانية إغلاقهما وخنق حركة الملاحة عبرهما.^