Boeing Media Tour: القسم الثاني
كما أشرنا في العدد السابق، تلقّت مجلة «دفاع21» Defence21 بشخص رئيس تحريرها، دعوة رسمية من قِبَل شركة «بوينغ» Boeing لزيارة منشآتها الصناعية في القطاعين الدفاعي والتجاري في الولايات المتحدة الأميركية، في الفترة الممتدة من 7 إلى 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وذلك ضمن إطار وفد «المجموعة الإعلامية ما قبل معرض دبي للطيران» Pre-Dubai Airshow. وسنتناول في هذا العدد القسم الثاني الذي يغطي مركبة/ كبسولة الفضاء CST-100 Starliner وطائرة التدريب المتقدم للجيل التالي T-7. استقيت معلومات القسم الأول من منشأة كايب كانافيرال الفضائية، أما معلومات القسم الثاني من زيارة منشأة تصنيع طائرات القتال لشركة Boeing في مدينة سانت لويس.
برنامج الطاقم التجاري التابع لوكالة «ناسا» NASA هو شراكة مبتكرة لمساعدة صناعة الطيران في الولايات المتحدة على تطوير أنظمة نقل فضائي يمكن أن تطلق البشر بأمان إلى وجهات المدار الأرضي المنخفض، مثل محطة الفضاء الدولية ISS.
يُعدّ نظام نقل الطاقم التجاري الخاص بشركة «بوينغ» Boeing والذي يطلق عليه CST-100 Starliner، نظام خدمة متكامل. وهو يوفر جميع العناصر اللازمة لنقل الطواقم والحمولات من وإلى وجهات في المدار الأرضي المنخفض، بما في ذلك تدريب الطاقم وتخطيط المهام، وتجميع المركبات الفضائية ومركبات الإطلاق، والتكامل والاختبار، واستعادة الطاقم والحمولات. ويهدف البرنامج من وراء ذلك إلى توفير وصول آمن وموثوق وفعال من حيث الكلفة إلى الفضاء، بدءاً من البعثات إلى محطة الفضاء الدولية، ومع وكالة ناسا باعتبارها العميل الرئيسي. وفي عام 2014، حصلت Boeing على ما يصل إلى 4.2 مليارات دولار من وكالة ناسا لبناء واختبار وإطلاق مركبة Starliner. ويتضمن العقد ست بعثات خدمة إضافة إلى اختبار طيران مع طاقم وبدون طاقم إلى المحطة الفضائية.
صممت Boeing مركبة Starliner الفضائية بحيث تكون متوافقة مع مجموعة متنوعة من الصواريخ الحاملة. وتم اختيار صاروخ «أطلس 5» التابع لـِ «ائتلاف الإطلاق المتحد» ULA لإطلاق رحلات الاختبارات الأولية وبعثات مركبة Starliner، وذلك بسبب سجل السلامة والموثوقية غير المسبوق الذي تتمتع به. وتم إطلاق صاروخ «أطلس 5» أكثر من 75 مرة، حاملاً حمولات عالية القيمة وذات أولوية عالية إلى الفضاء الخارجي مع نسبة نجاح بلغت %100.
تم تصميم مركبة Starliner لاستيعاب سبعة ركاب، أو مزيج من أفراد الطاقم والحمولة. وتتميز المركبة الفضائية بهيكل مبتكر غير ملحوم، وهي قابلة لإعادة الاستخدام حتى 10 مرات مع فترة إعداد تبلغ ستة أشهر. وستكون هذه المركبة الكبسولة الأميركية الوحيدة المعتمدة للهبوط الأرضي، وذلك بفضل أنظمة المظلات والوسائد الهوائية التي تم تزويدها بها. وهي مجهزة بأربعة محركات إحباط إطلاق لتوفير ملاذ آمن لروّاد الفضاء بدءاً من منصة الإطلاق وحتى الصعود إلى المدار. كما أنها ستطير وتلتحم بالمحطة بقدرة ذاتية.
مركز كينيدي للفضاء ومحطة كيب كانافيرال الجوية في فلوريدا والتابعان لوكالة ناسا هما موطن تصنيع مركبة Starliner وعمليات إطلاقها. وقامت Boeing بتحديث منشأة عمليات حمولة مركبة برنامج الطاقم التجاري C3PF، والتي كانت تسمى سابقاً منشأة عمليات «المدار -3» OPF-3، لعمليات تصنيع وتجهيز Starliner. وستطلق المركبة الفضائية من على بُعد أميال قليلة من المنشأة في مجمع إطلاق الفضاء 41 في محطة كيب كانافيرال للقوات الجوية SLC-41. كما تقدم مواقع أخرى في هيوستن بولاية تكساس، وهنتسفيل بولاية ألامابا، وإل سغوندو وهنتنغتون بيتش في كاليفورنيا وسانت لويس بولاية ميسوري، الدعم لبرنامج مركبة Starliner.
يتطلب تطوير نظام نقل مداري آمن مصنّف بشرياً وقتاً واهتماماً دقيقاً بالتفاصيل خلال كل مرحلة من مراحل البرنامج. ولأن الفضاء هو بيئة قاسية للغاية، فنحن نولي اهتماماً كبيراً لاختبار أنظمتنا على الأرض قبل الرحلة. وقد بدأت الاختبارات على مستوى المكونات ثم انتقلت إلى النظام الفرعي ومستوى النظام المتكامل، لتشمل الهياكل، والحمولات، والصدمات، والاختبارات البيئية، واختبارات نظام الهبوط والدفع.
بدلة الفضاء خفيفة الوزن، توفر سهولة كبيرة في التنقل، وأصغر حجماً، ومبتكرة. تجمع بدلة Boeing الفضائية المصممة حديثاً بين التجربة المباشرة لرائد الفضاء المخضرم كريس فيرغسون والخبرة الكبيرة لشركة ديفيد كلارك التي تغطي عقوداً من الزمن مع أكثر من اثنتي عشرة رحلة جوية وفضائية، بما في ذلك الرحلات الخاصة بمهمات «جيميني إي» و«أبولو» و«مكوك الفضاء» Space Shuttle. وسوف يرتدي جميع روّاد الفضاء على مركبة Starliner بدلة «بوينغ الزرقاء» Boeing Blue الفضائية خلال الإطلاق والصعود إلى المدار والعودة، وسيتم تخصيصها لكل فرد من أفراد الطاقم لتوفير أقصى مستويات الحماية والقدرة والراحة.
هل تعلم أن هناك أكثر من 330 تجربة يتم إجراؤها كل شهر على متن محطة الفضاء الدولية؟ وتغطي هذه التجارب تقريباً كل تخصص علمي، بدءاً بالفيزياء الفلكية والملاحظات الجوية إلى الروبوتات والبيولوجيا والطب. وستقوم مركبة Starliner الفضائية خلال بعثات الخدمات إلى المحطة الدولية، بنقل ما يصل إلى أربعة من أفراد طاقم وكالة ناسا أو أفراد طاقم برعاية وكالة ناسا. كما ستقوم بنقل أكثر من 220 رطلاً من البحوث العلمية الحساسة من حيث الوقت، مثل الخلايا والعيّنات الحية، ما يمكّن وكالة ناسا من زيادة البحوث التي تفيد الحياة على الأرض وتعزز جهوزيتها للبعثات إلى الفضاء.
يمكن لمس التأثير الاقتصادي للبرنامج في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث يوجد أكثر من 400 مورّد لهذا البرنامج في 38 ولاية.
من خلال نقل روّاد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية بأمان وموثوقية وبكلفة معقولة انطلاقاً من أراضي الولايات المتحدة، ستضمن مركبة بوينغ «ستارلاينر» أن تبقى وكالة ناسا والولايات المتحدة الأميركية في موقع الريادة في مجال استكشاف الفضاء. وخلال الرحلة التجريبية الأولى، ستحمل مركبة «ستارلاينر» رائد الفضاء كريس فيرغسون من بوينغ، ورائدي الفضاء مايك فينك ونيكول مان من وكالة ناسا. كما ستحمل المركبة في مهمتها الأولى روّاد الفضاء ساني ويليامز، وجون كاسادا من وكالة ناسا أيضاً، إضافة إلى روّاد فضاء تابعين لشركاء دوليين. أما في رحلات الركاب المستقبلية من وإلى وجهات أخرى في المدار الأرضي المنخفض ستحمل مركبة ستارلاينر روّاد فضاء دوليين ومؤسساتيين وعلماء وباحثين ومدربين وسيّاحاً.
ترتقي طائرة التدريب المتقدم T7 إلى الجيل التالي من طائرات التدريب، وهي تتميز بقمرة قيادة متقدمة، ومقعدين مترادفين للطيار والمتدرب، وبأداء مماثل لطائرات القتال وتحكم آمن ومستقر من خلال نظام الطيران السلكي.
وإلى جانب كونها تقدم حلاً لتدريب متقدم متكامل، توفر T7 مستوى عالياً من التدريب الأرضي التفاعلي، وتحميلاً متطوراً للمهارات على الموقع الإلكتروني وتدريباً عفوياً مدمجاً.
صممت T7 بطريقة تسمح بتسهيل أعمال الصيانة من خلال إعدادات لأجنحة مرتفعة ووصولاً سهلاً للوحات البيانات، ونسبة قليلة من روابط التثبيت المشتركة. وهي إلى ذلك تسمح بتغيير سهل وسريع للمقاعد والمحرك.
ومن حيث الخصائص ومنافع الطائرة T7، فإنها تدفع بمحرك مجرب، من صنع شركة SAAB السويدية، وهو ذاته الذيل المعتمد على مقاتلة Grippen، ذي حراق خلفي من نوع F404-GE، وذيل مجهز بجناحين عاموديين، ومزود للوقود في الجو، ومقعدين مترادفين، وتحكم رقميا بالطيران من خلال الطيران السلكي وقمرة قيادة متقدمة تتضمن نظاماً بلورياً رقمياً، وشاشات عرض كبيرة قابلة لإعادة الإعداد وهندسة أنظمة مفتوحة لاستيعاب التطورات المستقبلية. باختصار إنها تقدم تدريباً مجزياً اقتصادياً من الجيل التالي.
صممت T7 منذ البداية آخذةً بالاعتبار تسهيل أعمال الصيانة، وذلك من خلال المكوّنات التالية: إجراء تغييرات أو تعديلات سهلة في فتحة المقعد القابل للقذف بكم ضئيل من أعمال الصيانة؛ غطاء جانبي لقمرة القيادة؛ تحكم إلكتروني بأسطح توجيه الطائرة؛ أسطح استقرار خلفي مماثلة يميناً ويساراً؛ إجراء تغييرات سريعة بالمحرك؛ صيانة أرضية ووحدة طاقة ثانوية لتشغيل المحرك هيدرولياً/ كهربائياً وتبريداً بالهواء؛ أجنحة مرتفعة؛ وصول سهل لمفاتيح التحكم وتوافر كم ضخم من الأنظمة المشتركة مع طائرات أخرى تخدم في القوات الجوية الأميركية.
باختصار، تقدم طائرة T-7A الخصائص التالية: بالنسبة للطيارين خفضاً ملحوظاً في تعقيدات الطيران وجهوزية للقتال في اليوم الأول؛ على صعيد السلامة توفر الطائرة مقعدين مترادفين وديناميات طيران مستقرة؛ ومن حيث الكلفة فهي مجزية بأقل من نصف كلفة الطائرة وتلغي الحاجة لشراء طائرات قتال وهي مرنة بما يكفي من خلال تأمين تدريب فوري أكثر واقعية ومحاكاة لطائرات مقاتلة صديقة وعدوة.
تعتبر وحدة التدريب والخدمات المهنية واحدة من أربعة مجالات رئيسية تركز عليها بوينغ للخدمات العالمية، وهي مخصصة لتطوير المتخصصين في مجال الطيران طوال مسيرتهم المهنية، سواء في القطاع الحكومي الدفاعي أو التجاري – بما في ذلك الطيارون والفنيون وطواقم الطائرات، وإدارة العمليات، والتنظيم. وتوفر شركة بوينغ محاكاة «واقعية وفورية» لدعم عملاء التدريب المتقدم للطيارين، ويشمل ذلك تطوير وصيانة 46 جهاز محاكي و 15 جهاز تدريب، إضافة إلى دروس تفاعلية في الفصول الدراسية، ووحدات تدريب معتمدة على الكمبيوتر، ومجموعة متكاملة من الأدوات للمدربين.^