معرض دبي للطيران 2021: في خدمة تعافي صناعة الطيران
شكل معرض دبي للطيران 2021 مؤشراً رئيسياً على نجاح دولة الامارات العربية المتحدة في التغلب على التهديدات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 وهي تتحرك الآن في الاتجاه الصحيح نحو إنجاز تعافي كامل لصناعة الطيران العالمية. وأعرب القيِّمون على المعرض واللاعبون الرئيسيون في قطاع الطيران عن ثقتهم بالعمل التعاوني لاستعادة ثقة العملاء وفي تقوية عمليات السفر التي من شأنها جميعاً أن تمهّد الطريق نحو تعافي الصناعة الجوفضائية. وقدم معرض دبي في دورته هذا العام إشارة بارزة ونهائية حول التعافي والنمو الثابت لهذه الصناعة وكرّس دور دولة الإمارات العربية المتحدة كرائد للمجتمع الجوفضائي العالمي.
وفي هذا الصدد قال اللواء الركن الطيار إسحق صالح البلوشي، المستشار العسكري لوزير الدفاع والمدير التنفيذي للجنة العسكرية في دبي للطيران: «لعدة سنوات خلت كنا نتعاون ونعمل عن كثب مع الوفود الرسمية الدفاعية المختلفة من جميع أرجاء العالم، خلال الاحداث النهائية للطيران. واستمر هذا التعامل والالتزام افتراضياً أثناء الجائحة، ونحن نخطط الآن لإجراء اللقاءات والجلسات الفردية خلال فعاليات المعرض. ومع التوجه الإيجابي داخل الصناعة والرغبة في استمرار الأعمال، نحن نعتقد بأن المعرض الجوي يوفر حدثاً مثالياً للتطورات الاستراتيجية وظهور الشراكات الواعدة. وأتاح المعرض للصناعة الجوية فرصة عظيمة لكي تحزم أمرها للشبك ومناقشة المستقبل الذي ينتظرها وتطوير الأعمال.
وبالأرقام، تجلى التعافي في صناعة الطيران خلال فعاليات معرض دبي للطيران بالأمور التالية:
أولاً، إبرام صفقات بقيمة 78 مليار دولار أميركي، وهو رقم قياسي في الفترة التي يعاني منها العالم بسبب تفشي جائحة كورونا، وأكبر من إجمالي صفقات دبي للطيران 2019 (ما قبل تفشي الوباء). وتوزعت هذه الصفقات بمعدل %9 أو 6.866 دولار للقطاع العسكري وطبعاً %91 للقطاع التجاري. واقتصرت صفقات القطاع الأول على طائرات المهام الخاصة حيث استحوذت الإمارات على طائرتي «نقل/ صهريج متعددة الأدوار» A330 MRTT وطائرتي إنذار مبكر SAAB Global Eye فيما ابتاعت إندونيسيا طائرتي نقل عسكري A400.
أما الصفقات الأخرى فتوزعت على شراء أسلحة وذخائر وقطع غيار وأنظمة اتصالات، ناهيك بخدمات الصيانة والتصليح والترميم. وشكلت مجموعتا EDGE و Tawazun الموّرد الرئيسي لهذه المعدات.
وعلى الصعيد التجاري، شهد المعرض حركة بيع 508 طائرات ركاب منها 408 طائرات Airbus والبقية أي 100 طائرة كانت من حصة Boeing. ويعود هذا الفارق في المبيعات بين الشركتين إلى الأعطال التي أدت إلى سقوط طائرتي Boeing 737 MAX على الرغم من معالجة أسباب هذا العطل منذ أكثر من عامين. وكان لافتاً إقدام بعض شركات الطيران على إحالة بعض الطائرات المتقادمة، الأقل كفاءة في استهلاك الوقود، إلى التقاعد المبكر التي بلغت أو كادت أن تبلغ حياة خدمتها، على غرار الطائرة العملاقة A380. وكنتيجة لذلك، تشكل هذه الشريحة من الطائرات التي سيتم استبدالها نحو15250 طائرة أو %40 من حاجة السوق التي تبلغ 39000 طائرة على امتداد العقد الحالي وهذا من شأنه أن يسرع عمليات نمو سوق الطيران التجاري.
ثانياً، استقبل المعرض 104000 زائراً نوعياً/ تجارياً، وكبار الرؤساء التنفيذيين العالميين من 148 دولة. وشكل هذا العدد زيادة بنسبة %50 عن الدورة السابقة، وهذا ليس مستغرباً حيث تلعب دبي دوراً كبيراً في إعادة البسمة لنمو صناعة الطياران العالمي.
هذه هي دبي، والإمارات بشكل عام حيث تعرف حكوماتها ماذا تريد بالضبط لتعزيز أسباب الرفاه الاجتماعي الاقتصادي للمواطنين والنهوض بالاقتصاد العالمي.