معرضا IDEX و NAVDEX منصة لمشتريات الدفاع الإقليمية
تُشتهر بلدان الشرق الأوسط بأنّها تُخصّص نفقات كبيرة للدفاع. وفي الواقع، يستأثر الشرق الأوسط بأعلى متوسط إنفاق عسكري كحصة من «إجمالي الناتج المحلي» (GDP) مقارنةً بمناطق أخرى في العالم. وبسبب القضايا الأمنية والسياسية الإقليمية، من المرجّح أن يستمر هذا الإنفاق في المستقبل أيضاً. وبما أنّ معظم هذه الاقتصادات يعتمد على المداخيل المتأتية من النفط الذي تبقى أسعاره عالية، فإن هذه الدول في الشرق الأوسط تملك أموالاً كافية لتلبية متطلّباتها الدفاعية.
وبحسب أرقام تعود إلى العام 2022، على سبيل المثال، فإن الإنفاق الدفاعي للدول الرئيسية في المنطقة كان على النحو الآتي (بمليارات الدولارات الأميركية): المملكة العربية السعودية 53.76؛ والإمارات العربية المتحدة 22.5؛ وإيران 17.57؛ وقطر 11.27؛ والكويت 8.67؛ وسلطنة عُمان 5.51؛ والأردن 2.15؛ والبحرين 1.37.
قُدِّر الإنفاق الدفاعي للإمارات العربية المتحدة في العام 2022، على سبيل المثال، بنحو 22.5 مليار دولار أميركي. ويُتوقع أن تنمو هذه السوق بمعدّل يزيد على %4، وذلك بفضل الحاجة إلى تحديث قوات الدفاع والأمن في الإمارات العربية المتحدة، مع تأكيد خاص على مكافحة أعمال العصابات والإجراءات المضادة للإرهاب. ومن المتوقع أن يُسهم التهديد الذي تُشكّله إيران في تحفيز الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على قدراتها الدفاعية، بما يضمن بالتالي استمرار الإنفاق الدفاعي بالوتيرة ذاتها.
وينعكس تمسّك الإمارات العربية المتحدة بالحفاظ على سياسة دفاعية مستقلة قوية في مبادارتها للتحديث الدفاعي على مدى العقد الماضي. فقد صُنّفت دولة الإمارات من بين أولى الدول المُنفقة على الدفاع في المنطقة، وقد استحصلت على عدد كبير من المعدات الدفاعية ذات التكنولوجيا العالية. وتتركّز جهود التحديث الدفاعي في البلاد أساساً حول أنظمة «قيادة وسيطرة واتصالات وكومبيوترات واستخبار ومراقبة واستطلاع» (C4ISR)، وأنظمة مضادة للصواريخ البالستية، وطائرات مقاتلة، وعربات مدرّعة.
وتأخذ الإمارات العربية المتحدة في عين الاعتبار إرساء تحالفات أمنية وشراكات استراتيجية مع قوى غربية عالمية على غرار فرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية لكي تكون حجر الزاوية في سياستها الأمنية. وقد وقّعت الإمارات على مرّ السنين اتفاقيات دفاعية مختلفة مع شركائها الغربيين. وقد سمحت لهم أيضاً بالحفاظ على وجود عسكري كبير داخل البلاد. وفي الوقت ذاته، ومن أجل الحفاظ على استقلالية استراتيجية، فقد توازى اعتماد الإمارات على شراكاتٍ أمنية مع دول أوروبية بطموحها المتزايد لتدريب قوة عسكرية حديثة. ويتبدى هذا التحول في التفكير الاستراتيجي بالارتفاع السريع في المشاركة العسكرية للإمارات العربية المتحدة في دول مثل ليبيا وأفغانستان واليمن وسوريا، وهو ما يُدلّل على قدرة عسكرية أكثر حضوراً.
أما القطاعات الرئيسية في السوق الدفاعية في الإمارات العربية المتحدة فهي الصواريخ وأنظمة الدفاع الصاروخي، والبُنى التحتية واللوجستيات العسكرية، والطائرات العسكرية ذوات الأجنحة الثابتة، والطوافات العسكرية، وأنظمة المحاكاة والتدريب العسكري، و«العربات الأرضية غير الآهلة» (UGV) القتالية، والسفن البحرية ومدمّرات السطح.
تستضيف الإمارات العربية المتحدة أيضاً معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس» (IDEX)، وهو معرض يُنظّم كل سنتين لمبيعات الأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية ويُعتبر الحدث الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط. ويُنظّم معرض IDEX في «مركز أبو ظبي للمعارض». وأُقيمت الدورة الأولى من المعرض في العام 1993. ويجري تنظيم هذا المعرض من خلال «مجموعة أبو ظبي الوطني للمعارض» (ADNEC) الحكومية.
وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ستنطلق فعاليات الدورة الـ 17 من معرض ومؤتمر الدفاع الدولي IDEX 2025، والدورة الـ 8 من معرض ومؤتمر الدفاع البحري «نافدكس» NAVDEX 2025، بتاريخ 17 شباط/فبراير 2025. وهذان الحدثان تُنظّمهما «كابيتال إيفنتس» Capital Events وهي شركة تابعة لمجموعة ADNEC بالتعاون مع وزارة الدفاع الإماراتية، يشتملان على مجموعة واسعة من الفعاليات الجديدة ويجتذبان مشاركين وعارضين طليعيين في صناعة الدفاع الدولي. يُقام معرض IDEX كل عامين في «مركز أبو ظبي الوطني للمعارض» (ADNEC)، الذي يقع في وسط أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة. ويحتل معرض IDEX نحو %100 من مساحة مركز المعارض المتطوّر، مستغلاً 155,000 متر مربع من الحيّز المخصص للحدث.
وحصدت الدورة السباق لِـ IDEX-NAVDEX 2023 نتائج استثنائية ونجاحاً غير مسبوق، وشهد مساهمة 1353 شركة عارضة من 65 دولة، منها 16 شركة وطنية، و 41 جناحاً وطنياً، و 132.507 زائراً نوعياً، وبلغت القيمة الإجمالية للصفقات 23.3 مليار درهم، وتجاوزت مشاركة الوفود الرسمية 357 وفداً جاؤوا من مختلف أنحاء العالم، وجذب مؤتمر الدفاع الدولي نحو 800 مساهم بريادة قدرها %25 مقارنة بدورة العام 2021.
ومما يُظهر أهمية هذا المعرض، على سبيل المثال، أنه استضاف في العام 2017 نحو 105,400 زائر، وشهد صفقات تبلغ قيمتها 19 مليار درهم إماراتي، وقد أبدى العارضون أفضل ما لديهم في الابتكار الدفاعي بما أَذِنَ بعصرٍ جديد حقاً في عالم الدفاع.
وشَهِدَ العام 2019، على سبيل المثال أيضاً، الحدث الأضخم لمعرض IDEX من ناحية عدد الزائرين في أكثر من عقدين، حيث بلغ عددهم نحو 124,000، وقد شارك 185 وفداً في المعرض آنذاك.^
