تركيا تنضم بمسيّراتها إلى «الكبار»: بدءاً من مسيّرات الاستطلاع وانتهاءً بالمسيّرات الهجومية
لم تُخفِ تركيا لأكثر من عشرين عاماً طموحها لأن تصبح قوة جوفضائية مقتدرة، وهي صفات الدول «الكبيرة». لكن ستكون الطريق طويلة لأن البلاد قد تخلّفت قرناً من الزمن خلف لاعبين رئيسيين في الطيران والفضاء على غرار الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا، وألمانيا، وإيطاليا واليابان. وقد انضمّت الصين على نحو مذهل إلى هذا النادي منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وبفضل التشريعات التي وضعتها «الأمانة العامة للصناعات الدفاعية» (SSM)، وتُدعَى حالياً «وكالة الصناعة الدفاعية التركية» (SSB)، منذ تسعينيات القرن الماضي والتي تشترط نقلاً ممنهجاً للتكنولوجيا في أية مشتريات خارجية للأسلحة ، وقد رسَّخَت تركيا تدريجياً شبكة صناعية باتت اليوم تشهد نشوء شركات مثل: شركة «الصناعات الجوفضائية التركية» Turkish Aerospace Industries (TAI)، و«روكتسان» Roketsan، و«أسلسان» Aselsan، و«بايكار» Baykar، و«لينتاتيك» Lentatek، و«أس تي أم» STM، و«داسال» Dasal، مع منظومة من المورّدين على المستويَين الثاني والثالث. وسجّلت «الصناعات الجوفضائية التركية» على مدى الخمس سنوات المنصرمة نجاحات في التصدير منذ تهافتت الطلبات على شركة Baykar للاستحواذ على مسيّرتها TB-2 التي استهلّت مهامها العملانية في ليبيا وواصلتها في «ناغورنو-كاراباخ» ومن ثم في أوكرانيا حيث حظيت بتغطية إعلانية استثنائية على شبكات التواصل الاجتماعي وفي جميع وسائل الإعلام. وأطلقت TB-2 دبلوماسية تركية حقيقية خاصة بالمسيّرات (دبلوماسية الدرون)، وهي عنصر أساسي من «قوتها الناعمة» في أفريقيا، والشرق الأوسط وآسيا.
ومهما يكن من أمر، فإن نقطة ضعف تركيا هي في هندسة الطيران، كشأنها في البيئتَين الأخريين البرّية والبحرية، حيث تبقى مفتقدة للاستقلالية في حقل [تطوير وتصنيع] المحركات. ويؤثر ذلك على برامج كبيرة مثل مقاتلة [«مللي محارب أوتشاك»] MMU/TL-F أو الطوافة الهجومية Atak Mk2. ومع ذلك، تَعرِض شركات مثل «توشاس أنجينز إنداستريز» Tușas Engines Industries (TEI) أو «آيديل لاب» IdealLab محركات توربينية منخفضة القوة أو «مفاعلات توربينية» (reactors) صغيرة للطائرات الصغيرة، والمسيّرات، والصواريخ أو «الذخائر الحوامة المتسكعة» (Loitering Munitions)، ويشكّل التقارب الاستراتيجي مع العاصمة الأوكرانية كييف فرصةً سانحة للتطوير في الوقت الراهن.
قوة الاقتدار الرئيسية لمسيّرتي TB-2 و Karayel
تقف «الذخيرة الصغروية الذكية» (MAM) خلف نجاح مفهوم مسيّرة TB-2 من Baykar، التي تدعم أيضاً مسيّرة «لينتاتيك كارايل» Lentatek Karayel الأقل شهرة التي صُمّمت قبل سنوات من قِبَل Baykar. وجدير بالذكر أنّ مسيّرة Karayel هي قيد الخدمة في تركيا والمملكة العربية السعودية. وبدلاً من تقليد العربات الجوية غير الآهلة الأميركية Predator/Reaper الأثقل وزناً والأغلى ثمناً بكثير، وهو ما دأب عليه العديد من المُصنّعين، طوّرت شركة Baykar بمبادرة منها مُسيّرة هجومية خفيفة تحمل أربع ذخائر صغيرة، تزن مجتمعة نحو 30 كيلوغراماً مع رؤوس حربية قادرة على مهاجمة وتدمير جميع الأهداف الأرضية المدرعة. وكانت النتيجة مُسيّرة «بيرقدار» TB-2 Bayraktar البالغ وزنها 700 كيلوغرام بما في ذلك حمولة زنة 150 كيلوغراماً، ويبلغ باع جناحيها 12 متراً وطولها 6 أمتار. وتتميز هذه المُسيرة الصغيرة، غير المكلفة من ناحية الاستحواذ والاستخدام، ببصمة رادارية منخفضة، وتعتمد فعاليتها كلياً على توافر الذخيرة الخفيفة والفتّاكة، من سلسلة «الذخيرة الصغروية الذكية» MAM. وفي ظل الفعالية المثبتة ميدانياً لذخائر MAM، طوّرت Roketsan عائلة تتألف من ثلاثة طرز L و C و T، والتي تختلف من ناحية المدى، والوزن، ونوع الحمولة، والحجم. وتتشارك في نمط التوجيه الليزري نصف النشط الذي يتطلّب التعيين على الهدف بشعاع ليزري. ويُوسّع طراز MAM-T من نطاق الاستخدام ليشمل الطائرات المقاتلة والمسيّرات الثقيلة على غرار «أقينجي» Akinci.
استخدمت أنقرة بوتيرة مكثفة مسيّراتها التكتيكية TB-2 الشهيرة خلال عملية «درع الربيع» في منطقة إدلب السورية خلال شباط/فبراير-آذار/مارس العام 2020. والمسيّرات المستخدمة هي تحديداً «بيرقدار» Bayraktar و «آنكا» MALE Anka للارتفاع المتوسط والمكوث الطويل في الجو، لتأمين مهام «الاستخبار والمراقبة والاستطلاع» (ISR) للمدفعية وفي مهام «إسكات أو شل الدفاعات الجوّية للعدو» (SEAD)، و«الحرب الإلكترونية» (EW) وفي فَرْض الحظر الجوي وكذلك «الدعم الجوي من كثب» (CAS)، بالتضافر مع قدرات الحرب الإلكترونية E-7 AEW والأخرى البرية (Koral و MILKAR-3A3، إلخ). وتم إسقاط سبع مسيّرات فحسب من أصل عشرات المسيّرات المنخرطة في القتال. وما أن انتهت عملية «درع الربيع» حتى نشرت أنقرة قوتها الجوية من المسيّرات في ليبيا دعماً لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس. ولعبت هذه القوة دوراً رئيسياً في إيقاف هجمات قوات الماريشال حفتر ضدّ العاصمة، وإجبارها على التراجع. وواجهت هذه المسيّرات نظام الدفاع الجوي الصاروخي Pantsir الروسي، مع تسجيل خسائر لافتة. وعُزيت تلك الخسائر إلى محاولة الأتراك التعويض عن نقص القوة المدفعية باستخدام مسيّراتها في ضربات اعتراضية منفصلة، خارج مدى الدعم الذي توفره الحرب الإلكترونية.
أما «الخطوة الأخيرة» لاستعراض القوة التركية في هذا الإطار فقد حدثت في حرب «ناغورنو-كاراباخ» خلال أيلول/ سبتمبر-تشرين الأول/ أكتوبر العام 2020، وهي مواجهة تقليدية جداً بين القوات المؤلّلة الآذرية والأخرى الأرمنية. فالدفاع الجوي الأرمني المتقادم بشكل كبير والعائد للحقبة السوفياتية، أُخِذَ على حين غرّة وهو في حالة عدم تهيُّؤ كشأن باقي القوات الأرمنية، وقد تكبّد خسارة كبيرة في وجه هذه القوة الجوية التركية-الآذرية المقتدرة، المكونة بشكل كبير من مسيّرات قتالية أبرزها TB-2/Anka فضلاً عن مسيّرات «الاستخبار والمراقبة والاستطلاع ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل» (MALE ISR) ومئات من الذخائر الحوامة. وتكون مسيّرات TB-2 بالتالي مسؤولة عن تدمير أكثر من 500 هدف، إما مباشرة أو من خلال دعم مهام الاستخبار والمراقبة والاستطلاع ISR. وينبغي عدم التقليل من أهمية دور مقاتلات Su-25 المعدّلة في إطلاق «ذخائر موجّهة بدقّة» (PGM) من على ارتفاعاتٍ عالية بتعيين ليزري من المسيّرات. ويبدو أنّ معظم أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية في «ناغورنو-كاراباخ» قد دُمّرت أو أُسكتت في الأيام الأولى للاشتباكات، عبر أنماط تدخل تقليدي دقيق لـ «إسكات الدفاعات الجوّية للعدو» (SEAD) مثل أشراك محاكاة خداعية والهجمات المكثفة لبلبلة قدرات الدفاع لدى العدو، وتضافرت في ذلك جهود القدرات الآهلة-غير الآهلة والاعتراض الجوي المدعوم أرضاً من قِبل قوات خاصة.
بات طموح أنقرة، مع النجاح الباهر للمسيّرات التركية في سوق التصدير، أن تغدو رائدة عالمية مع ما تستأثر به من مفاهيم متقدمة وحلول مبتكرة في هذا المجال. وكان الطراز الاختباري للمسيّرة القتالية «بايكار كيزيليما» Baykar Kizilema قد نفّذ تحليقه الأول في كانون الأول/ديسمبر العام 2022. ومن المقرّر أن تدخل هذه العربة الجوية غير الآهلة الخدمة العملانية وفقاً لمعايير حلف شمال الأطلسي «الناتو» (NATO) في وقت لاحق من هذا العام. واغتنمت شركة Baykar فرصة إبعاد تركيا عن برنامج F-35 لتقترح حلاً يهدف إلى تسليح حاملة الطوافات الهجومية «أناضولو» Anadolu التي ستتحوّل إلى «حاملة مسيّرات» (Drones Carrier). وتُظهر التسجيلات الفيديوية والصور التي قدمها المُصنّع طائرة نفّاثة متراصة ذات تصميم ايرودينامي للجناحين المثلثي الشكل (دلتا) والجناحين الصغيرين الأماميين.
وستقوم شركة «سيتش» Sich الأوكرانية بتزويد المحرّك من النوع التيربومروحي ذي «الالتفافية المنخفضة» (low bypass) [يعمل بتحويل جانبي منخفض لدفق الهواء حول قلب المحرك نحو التوربين ما يُعطي الطائرة العسكرية قوة دفع أكبر] من طراز Progress II-322. واستندت شركة Baykar في حجّتها إلى الاستخدام الهائل لـ «الذكاء الاصطناعي» (AI) والوصلات الآمنة لدعم الجدوى العملانية لمفهومها الذي إذا ما وصل إلى مستوى كاف من النضج فسيشكّل بالفعل خرقاً عملانياً حقيقياً. وبوسع هذه المسيرة أو الطائرة من دون طيار التي تدعى MIUS (Muharip Insansiz Uçak Sistemi)، وزنتها 5 أطنان بما في ذلك الحمولة 1.5 طن، أن تُحلّق بسرعة 0.8 ماك مع سقف أعلى للارتفاع يبلغ 40,000 قدم (نحو 13,000 متر). وستكون المهام الأساسية لطائرة MIUS «إسكات الدفاعات الجوّية للعدو» (SEAD) و«الدعم الجوي من كثب»، لكن قدراتها في المناورة قد تتيح لها تنفيذ مهام قتال جوي. وتكمن ميزة تصميم هذه الطائرة غير الآهلة في قدرتها على تجاوز المحدوديات البشرية من ناحية عوامل الحِمل والتسارع المعتادة والمناورة بما تعجز عنه الطائرات الآهلة بغية الإفلات من نيران العدو، أو بغية اتخاذ وضعية مناسبة للرمي. وتجدر الإشارة إلى أن مسيرة تستند إلى «الذكاء الصناعي» تمكّنت في مطلع العام 2023 من التغلب على أفضل الخبراء الأميركيين المدرِّبين في اشتباك جوي من كثب. ومع ذلك، تسود شائعات أيضاً بأنها قادرة على تأدية دور طائرة مواكبة للمقاتلة المستقبلية من الجيل الخامس TF-X، وهي قيد التطوير حالياً من قِبل شركة Turkish Aerospace Industries.
وتزامناً مع ذلك، قامت المسيّرة الجوية المسلّحة Bayraktar TB-3 S/iHa (Silahli insansiz Hava Araci) بتحليقها الأول في العام الفائت، وهي اشتقاق أكثر اقتداراً من المسيّرة TB-2 مع حمولة أكبر ومدى أبعد. وصُممت المسيّرة «ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل» MALE أيضاً للإقلاع والهبوط فوق مساحات صغيرة وبخاصة على متن السفينة البرمائية TCG Anadolu. وأكد المسؤولون الأتراك أن السفينة Anadolu ستكون حاملة المسيّرات/الطوافات الأولى على الإطلاق، لتجمع معاً قدرات مسيّرتَي TB-3 و Kizilema من جهة، والطوافات القتالية من جهة أخرى.
يُستدلّ من التصميم الثنائي المحركات وباع الجناحين 20 متراً، عن الأداء المتوقع للمسيّرة الهجومية Akinci القادرة على التحليق على علو 40,000 قدم، أو نحو 13,000 متر، وتبلغ فترة مكوثها، اعتماداً على حمولتها ومدة التحليق التي تصل إلى نحو 24 ساعة. وبوسع المسيّرة Akinci أن تنقل حمولة زنة 1,500 كيلوغرام تحت نقاط التعليق الثماني فيها، وتوليفة من الذخائر الصغروية Roketsan MAM، والقنابل الموجّهة «توبيتاك» Tubitak، وصواريخ SOM، والذخيرة الذكية من نوع «بوزوك» Bozok أو «غوزغن» Kuzgun، وصواريخ Cirit الموجهة ليزرياً أو حتى قنابل Mk82 الغبية. ويصل وزنها الأقصى عند الإقلاع إلى 6 أطنان، أي ثمانية أضعاف وزن TB-2. وتُحلّق المسيّرة الثقيلة Akinci بمحرّك تيربوداسري Sich AI-450C من صنع الشركة الأوكرانية «إفيتشينكو بروغراس غروب» Ivchenko Progress Group بقوة 550 حصاناً في الوحدة، وتشتمل على طقم إلكترونيات كامل يتألف من «رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط» AESA، وجهاز التوازن المستقر جيروسكوبياً (gimbal)، فضلاً عن مجموعة «استخبار إلكتروني» (ELINT). ويمكن تشغيل المسيّرة لمسافة تزيد على 1,000 كيلومتر بفضل الوصلة الساتلية الآمنة.
وفي حفل ترأّسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأبرم خلاله على عقد لشراء الجسم الأمامي للطائرة حيث تم تسليم أربع مسيّرات من طراز Akinci إلى سلاح الجو التركي ما سيُضاعف بشكل كبير من مدى عملياته. فمسيّرة Akinci قادرة بفضل فترة مكوثها وسرعتها على التدخل في أي مكان في الشرق الأوسط. وهي قادرة على حمل ذخائر تضاهي حمولة أية مقاتلة F-16 لكنّها تمكث في الأجواء لساعات عديدة. غير أنّ نقطة ضعفها تكمن في سرعتها (360 كيلومتراً في الساعة)، وقدرتها المحدودة على المناورة. ومع ذلك، بإمكانها أن تُدافع عن نفسها بفضل صواريخ جو-جو والإجراءات المضادة الكهرومغناطيسية. ويعتقد خبراء أنّ دخول مسيرة Akinci في الخدمة سيُعيد تعريف هندسة نظام القتال الجوي التركي، حيث ستقوم مقاتلات F-16 بدور المواكبة لتؤمّن الأجواء من الدخلاء والسماح للمسيّرات الثقيلة بتنفيذ مهامها في عمق الأراضي المعادية.
تشهد «مسيّرات الحمولة»، المنافسات الأكثر اقتداراً للأنظمة الروبوتية البرية، توسّعاً سريعاً إذ تملك الصناعة التركية حلولاً في هذا الشأن. فقد طورت شركة «داسال» Dasal، المتفرعة عن شركتَي Aselsan و«ألتيناي» Altinay، مجموعة كاملة من مسيّرات الحمولة التكتيكية مع حمولات تراوح بين 15 و 150 كيلوغراماً. وتبدأ المهام الرئيسية للمسيّرة من إمداد الذخائر والمياه والطعام والبطاريات الكهربائية والمعدات الصغيرة لمجموعة قتالية، وصولاً إلى إخلاء الجنود الجرحى. وتتمثل ميزة هذه المسيّرة في عدم تعريض طاقم الطوافة للخطر، وقدرتها بفضل حجمها الصغير على الهبوط في شوارع ضيقة، وهي خصائص ذات أهمية كبيرة في الأماكن الآهلة. وبوسع كوادر سلاح الهندسة أن تستخدم هذا النوع من المسيّرات لزرع كميات من المتفجّرات فوق جسر أو سطح مبنى. ويمكن لفِرَق مكافحة العوامل «الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية» (CBRN) أن تزيل مصدر تلوث في منطقة عالية الارتفاع يصعب الوصول إليها باستخدام مسيّرة مزودة بجهاز رذاذ مناسب لهذا الغرض. ولا حدود أمام استخدام هذا النوع من المسيّرات إلا الخيال. واستند التصميم الايرودينامي لمسيّرات Dasal إلى استخدام أربعة دوارات (حمولة 15 و 75 كلغ) أو ثمانية دوارات (حمولة 150 كلغ). وبإمكانها أن تُحلق عملانياً في درجات حرارة تُراوح ما بين -20 درجة مئوية و + 50 درجة مئوية.
تُعتبر المسيّرة «ألبين» Alpin التي تُقارب في حجمها العربة الجوية غير الآهلة «شيبيل كامكوبتر» Schiebel Camcopter، منصة متعددة الاستخدام قادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، براً أو بحراً. وستكون Alpin قادرة على الهبوط والإقلاع من على متن فرقاطات ومدمّرات تركية مستقبلية ومهيّأة لتوفير قدرة استخبار للقوة الهجومية البرمائية على متن حاملة المسيّرات/الطوافات Anadolu. لكن في ما يتعدى مهامها التقليدية للاستطلاع والاستخبار والإمداد اللوجستي، يشدّد مُصنّعها «تيترا» Titra على المهام القتالية، عبر إطلاق ذخائر صغروية ذكية من المسيّرة Alpin. وبعد أن تُشكّل [هذه الذخائر؟] دفعة مكثفة متتالية تُرسل كل منها معلومات رُصدت في الوقت الحقيقي إلى الأخريات، ومن ثم تنقضّ الذخيرة على أهداف محتملة بفضل ذكاء صناعي مبيت في سحابة حاسوبية تكتيكية، فيما تعمل المسيّرة Alpin كمحطة ترحيل للاتصالات. وقد اعتمدت شركة «الصناعات الجوفضائية التركية» TAI مفهوم نظام المسيّرة «الحاضنة» في تطوير مسيّرتها «ذات الارتفاع المتوسط والمكوث الطويل» «أنكا» MALE Anka التي تحتضن تحت جناحيها مسيّرتين نفاثتين من طراز «شيمشيك» Şimșek يمكنهما أن تؤديا أدوار الأشراك الخداعية، وأنظمة التشويش أو أدوات اختراقية سيبرانية attack vector من الجو في مهام «إسكات الدفاعات الجوّية للعدو».
طورت شركة STM مجموعة كاملة من المسيّرات الصغيرة الملائمة للتهديف والقتال. وأبرز منتج للشركة هو الحل «الصياد - القاتل» الذي يجمع معاً مسيّرة الاستطلاع «توغان» Togan والذخيرة الحوامة الانقضاضية «كارغو» Kargu. ويبلغ وزن هذين المكوّنين نحو 7.5 كلغ، إذ يمكن حمل مسيّرة Togan وذخيرتها Kargu من قِبل جندي واحد. وتقدم STM لعملائها نظام تحضير كامل للمهمة وحل وصلة بيانات تكتيكية. وتضم جعبة STM أيضاً العربة الجوية غير الآهلة الهجومية ذات الجناحين الثابتين «ألباغو» Alpagu (UAV)، وعربات الـ UAV المخصصة للهجمات المكثفة المتتالية «بومين» Bumin، والمسيّرة القتالية المتعددة الدوّارات «بويغا» Boyga التي تحمل قذيفة هاون.^