التفوق الجوي للأنظمة الأكثر تقدماً

طائرة الهجوم الإلكتروني EA-18 Growler صنع Boeing، ويبدو في الإطار «الجيل التالي من أنظمة التشويش الرادارية» AN/ALR-69A(V) صنع Raytheon

بشكل عام، توفر أنظمة الحرب الإلكترونية أو المساعدات الدفاعية الحماية للمنصات البرية والبحرية والجوية، لتمكينها من متابعة تنفيذ مهامها. وستعالج هذه الرؤية أنظمة الحماية الذاتية لطائرات القتال المنتمية إلى الجيل الرابع، مع نافذة على الجيل الخامس والتي تطابق في أحيان كثيرة طائرات الدعم والطوافات. بدايةً لا بد من الإشارة إلى أن أنظمة الحرب الإلكترونية هي أكثر الأنظمة ديناميكيةً ونمواً وهي على نمط من التطور بحيث أن كل نظام جديد يجعل، وبنسبة كبيرة، ما قبله عديم الفائدة. التوجه الأبرز في هذه الحرب يميل نحو التكامل، أي جمع أحدث أنظمة إجراءات الدعم الإلكترونية والإجراءات الإلكترونية المضادة والخداعية في منظومة واحدة لحماية الطائرة، لأن غياب إحدى المكونات يؤثر بدرجات متفاوتة في سلامة المنصة الجوية. وإلى ذلك، فإن حماية الطائرة آنياً لفترة وجيزة ليس بالكافي بل يفترض تصعيد هذه الحرب لتأمين السيادة الجوية Air Supremacy  أي رصد وشل وتدمير رادارات الرصد والتعقب المعادية بصواريخ مضادة للإشعاعات الرادارية، ومن بعدها تدمير مواقع الصواريخ والمدافع المضادة للطائرات بالأسلحة الذكية.

بصورة عامة، تبدأ عملية الحماية الذاتية بإجراءات الدعم الإلكترونية المتمثلة بمتلقيات الإنذار الرادارية والليزرية والحرارية (تنتمي الأخيرتان إلى المتلقيات البصرية الإلكترونية) الخامدة وذلك من خلال كشف تهديدات الدفاع الجوي والصاروخي وإنذار الطاقم، أما نظام إنذار الصاروخ المقترب فيُعلم الطيار أو الطاقم على شاشة العرض الخاصة بالحرب الإلكترونية عن مسرى الصاروخ الداهم وموقعه من الطائرة، يقوم بعدها كمبيوتر إدارة الرمي لنظام الحماية الذاتية بالتصدي لهذه التهديدات إرادياً أو تلقائياً بسيل من الإجراءات الإلكترونية والخداعية المضادة لإحباط الخطر الداهم. يلفت الانتباه هنا أنه يتم التخلص من التهديدات الليزرية بالمناورة السريعة للإفلات من الخطر وذلك على عكس التهديدات الحرارية والرادارية التي يتم التخلص منها بالإجراءات المضادة النشطة كالتشويش أو الإجراءات الخداعية الخامدة، وبخاصة عبر الرادار الخداعي المقطور جواً والشهب الحرارية والرقائق المعدنية. كما أن التهديدات الحرارية والليزرية هي بمعظمها على المدى القصير والقصير جداً، أما التهديدات الرادارية فهي غالباً ما تكون على المدى المتوسط والبعيد. وهكذا تصبح متلقيات الإنذار الراداري خط الدفاع الأمامي للطائرة.

تشكل التهديدات البصرية الإلكترونية بشقَّيْها الحراري والليزري تهديداً مميتاً للطائرات العسكرية والتجارية في الصراعات الحديثة، خصوصاً إذا ما علمنا أن هناك نحو نصف مليون صاروخ محمول على الكتف للدفاع الجوي MANPADS سُلِّمت إلى مختلف الدول والمنظمات في العالم بما فيها منظمات إرهابية.

الفارق بين النظامَيْن البصريَّيْن الإلكترونيين هو أن الصاروخ الموجه بالأشعة تحت الحمراء أو حرارياً يعمل بتقنية «إرمِ وانسَ» حيث يبيّت الرأس الباحث للصاروخ على المصدر الحراري في الطائرة وخصوصاً المحرك، في حين أن نظام التوجيه الليزري يتطلب دوام التسديد على الهدف حتى إصابته أو إفلاته، ويتشاطر النظامان في الصاعق التقاربي.

وأدى النمو المتعاظم للصواريخ الموجهة بالبصريات الإلكترونية إلى جعل متلقيات الإنذار الحرارية والليزرية من المسلَّمات في أنظمة الحرب الإلكترونية لكشف جميع الأخطار ذات الصلة والتصدي لها. وتجدر الإشارة إلى أن التكامل البصري الإلكتروني يتم من خلال ثلاثة أنظمة، هي الحرارية والليزرية والأشعة فوق البنفسجية.

ويوجد في السوق اليوم أربعة أنظمة تستخدم مستشعرات أشعة فوق بنفسجية لكشف التهديدات البصرية الإلكترونية وتعقبها ليصار بعدها إلى إطلاق الإجراءات المناسبة، وهي تهدف إلى التغلب على مخاطر أو متلقيات الإنذار بالأشعة ما تحت الحمراء والرادارية التي تشكو من معدلات عالية من الإنذارات الكاذبة فضلاً عن أنها أكثر فاعلية ضد الأهداف المنخفضة والبطيئة ناهيك بكونها أصغر حجماً وأخف وزناً وبحاجة إلى تبريد لكنها شديدة الاعورار لتغيرات الأحوال الجوية حيث الحساسية والاستبانة منخفضتان.

تقوم Thales وMBDA بتجهيز مقاتلة Rafale بمنظومة الحرب الإلكترونية

وفي ما خص الشُّهُب الحرارية، فهي تأتي ضمن إطار الإجراءات الخداعية المضادة للإيقاع بالصاروخ وثنيه عن تعقب الطائرة من خلال منع رأسه الباحث من تبييت قدرته على المصدر الحراري المنبعث من محرك الطائرة. وحتى يكون الشهاب فعالاً يشترط أن يولد بصمة حرارية مشابهة لمحرك الطائرة أو حتى أكبر منها، كما يشترط أن تُقذف الشهب في الوقت المناسب وعلى نسق معين لإلهاء الصاروخ بالألعاب النارية بعيداً عن خط تحليق الطائرة، لخلق حالة إرباك للصاروخ الداهم. ويعمل سلاح الجو الأميركي حالياً على تطوير شُهُب حرارية جديدة تحترق على حرارة عالية وبشكل خفي ولا تترك وميضاً أثناء النهار يفضح أمرها، وللتغلب على الشهب الحرارية الحديثة طور مصنّعو الصواريخ رؤوساً باحثة ثنائية الموجة تعمل في البدء بإحدى الموجات الحرارية وتنتقل في حال التشويش عليها إلى موجة حرارية أخرى من خلال تفعيل أو التحوّل الأوتوماتيكي إلى الإجراءات المضادة المضادة أو أنها تنتقل من الموجات الحرارية مجتمعة إلى نظام التوجيه بالأشعة ما فوق البنفسجية.

وإلى جانب الإجراءات الخامدة، وأسوة بالأنظمة الرادارية، طورت الصناعة الدفاعية إجراءات إلكترونية مضادة نشطة أو أنظمة تشويش حرارية لإعماء الصاروخ وثنيه عن تعقب هدفه. ويأتي على رأس هذه الأنظمة «نظام الإجراءات المضادة بالأشعة تحت الحمراء الموجهة» Directional InfraRed Counter Measures أو DIRCM والمسمى أيضاً في الولايات المتحدة بِـ «نيميسيز» AAQ-24 Nemisis، الذي طورته شركتا «ب أيه إي سيستمز» BAE Systems و«نورثروب غرومان» Northrop Grumman. استخدم هذا النظام في البدء مصباح إضاءة ذا حدة أو حرارة عالية وطُوِّر لاحقاً لاستبداله بنظام ليزري موجه ذي طاقة عالية قادرة على التشويش على الرأس الباحث الحراري للصاروخ، وهو يعمل مصحوباً بنظام «الإنذار الخامد للصاروخ المقترب» PMWS الذي يقوم بكشف وتصنيف وتحديد موقع التهديد الحراري أو حتى الليزري ويحيل الأمر إلى DIRCM، القادر على التشويش على كامل سلسلة الموجات الحرارية. واستكملت أعمال الجيل التالي من هذا النظام باستخدام أنظمة ليزرية متراصة ذات حلقة مغلقة (لا تحتاج إلى تدخل الطاقم)، ما قد يخفض، بصورة متعاظمة، حجمه وأكلافه ويمهد الطريق لاستخدامه على متن المقاتلات والتي كانت مشكلته الرئيسية في الجيل الأول. وفي جميع الأحوال، ستبقى هناك حاجة ماسة إلى أكثر من نظام أو توليفة من أنظمة DIRCM وناثرات الشُّهُب الحرارية لتأكيد سلامة الطائرة ولتعطيها هامشاً أكبر للتحليق بحرية ومن دون خوف أو وجل على ارتفاعات أقل من 15000 قدم بعدما كانت هذه الارتفاعات في السابق حصراً للصواريخ المطلقة من على الكتف.

 وفي ما خص أنظمة الصواريخ الموجهة رادارياً، تقول شركة Northrop Grumman إن التهديد الرئيسي للطائرات في السنوات الماضية كان مصدره بنسبة %60 من أنظمة هذه الصواريخ، ومن هنا فإن خط الدفاع الأمامي للطائرة في نظام الحرب الإلكترونية يستند إلى متلقي الإنذار الراداري RWR لإنذار الطيار ضد التهديدات الرادارية المحيقة بالطائرة حيث يقوم برصدها، وتعريفها وتصنيفها (سواء كانت مدفع م/ط أو صاروخ سطح-جو أو جو-جو) وذلك من خلال مقارنة الإشارة الملتقطة من الرادار المعادي بتلك الموجودة في خزانة التهديدات أو المكتبة الإلكترونية في الصاروخ التي تجمع جميع بيانات الرادارات الصديقة والعدوّة المعروفة. بعد تعريف الخصم يقوم كمبيوتر المعالج الرقمي بالصاروخ وبالتعاون مع نظام إنذار الصاروخ المقترب MAWS، الذي يحدد موقع الصاروخ المغير بالتتابع على شاشة عرض الحرب الإلكترونية بإطلاق سيل من الإجراءات الإلكترونية والخداعية المضادة الخامدة منها والنشطة وفقاً لأولوية مبرمجة تتألف من ناثرات الرقائق المعدنية الخداعية الخامدة وإجراءات التشويش الرادارية النشطة. تضمن الأولى أو الرقائق المعدنية، عند نثرها بفعالية، حماية الطائرة ضد الصواريخ الموجهة رادارياً، وتتألف الرقائق المعدنية من أسلاك، وألياف بصرية ورقائق ألمينيوم. ويسمح استخدامها بإعطاء الصاروخ مواقع كثيرة لأهداف كاذبة، واعتراض رادارات الموجة العريضة، ووقف تعقب الصاروخ للهدف وتفجير الصواعق التقاربية للصواريخ بعيداً عن أهدافها.

وعلى الرغم من رخص ثمنها وفاعليتها، فإن لدى الرقائق المعدنية مساوئ كثيرة، إذ غالباً ما تحوي الناثرات في المقاتلات أعداداً محدودة من الرقائق بالكاد تفي بالحماية الذاتية على كامل مسرى الطائرة، والسيئة الكبرى إنها تعمل لثوانٍ معدودة بعد نثر الرقائق حيث تتلاشى مفاعيلها بسرعة. وكنتيجة لذلك، فإن الأنظمة الرادارية مع مؤشرات الأهداف المتحركة أو الرادارات الدوبلرية النبض بإمكانها تمييز الأهداف شبه الثابتة عن الهدف الحقيقي أو الطائرة، إلا أن السرعة البدئية العالية للرقائق تستطيع إرباك أنظمة إدارة الرمي ورادارات الصواريخ والرؤوس الباحثة.

يؤمِّن هذا الوضع تفوُّقاً جوياً آنياً محدوداً ولكنه لا يؤمن السيادة الجوية أو التفوق الجوي الشامل والكامل Air Supremacy. وبغية تحقيق الأخيرة طورت Northrop Grumman طائرات الهجوم الإلكتروني على غرار نظام «ويلد ويزل» Wildweasel مركّباً على طائرة «فانتوم» F-4C ومن بعدها طائرة متخصصة في الهجوم الإلكتروني «برولر» EA-6B Prowler ومؤخراً الطائرة الأحدث «غرولر»  EA-18 Growler.

تجدر الإشارة إلى أن طائرتي Prowler و Growler جهزتا مؤخراً ببرنامج «الجيل التالي من أنظمة التشويش الرادارية» AN/ALR-69A(V) من صنع Raytheon وهو أول متلقي إنذار راداري رقمي بالكامل في العالم، يمكن تعديله باعتباره ذا هندسة مفتوحة وتراكبية ليتناسب وتهديدات الترددات الرادارية.

تضطلع Leonardo بتجهيز مقاتلة Eurofighter Typhoon بمنظومة الحرب الإلكترونية Praetorian

وتؤمَّن السيادة الجوية على ثلاثة أنساق، النسق الأول تقوم به طائرات الهجوم الإلكتروني لِـ «شل الدفاعات الجوية المعادية» SEAD أي التشويش على أنظمة الكشف والتعقب الرادارية، يليها نسق آخر من الطائرات الضاربة مسلحة بصواريخ HARM المضادة للإشعاعات الرادارية تقوم بضرب رادارات الدفاع الجوي، وفي المرحلة الأخيرة تقوم طائرات ضاربة أيضاً مجهزة بأسلحة ذكية فائقة الدقة على غرار «بايفواي» Paveway بضرب قواعد صواريخ سطح-جو والمدفعية المضادة للطائرات والتي أصبحت مكشوفة بالكامل وذلك ضمن إطار «تدمير الدفاعات الجوية المعادية» DEAD، وطبيعي أن تشمل السيادة الجوية تدمير الطائرات الرابضة في مطاراتها أو المحلقة في الجو.

وإلى الإجراءات الخداعية الخامدة، فإن طائرات القتال غالباً ما تكون مجهزة بإجراءات إلكترونية مضادة نشطة لحمايتها من التهديدات الرادارية سواء كانت تعمل بالنبضة الأحادية، والنبضة الدوبلرية والموجة المستمرة، وهذه الإجراءات عبارة عن مولدات تشويش رادارية تُطلَق تلقائياً أو إرادياً ضمن حزمة ضيقة ذات طاقة عالية ضد مواقع التهديد الصاروخي المحددة أصلاً بـِ «نظام إنذار الصاروخ المقترب»، ما يؤدي إلى شلّ نظام التوجيه ووقف تعقب الهدف. وعادة ما يستخدم إلى جانب مولد التشويش نظام الرادار الخداعي المقطور، حيث تنقل إشارة التشويش عبر أسلاك معدنية ومؤخراً ألياف بصرية إلى الرادار الخداعي ليصار إلى بث هذه الإشارة مضخمة وبالتالي ثني الرادار المعادي عن تعقب الطائرة وإغرائه بالهدف الزائف.

نشير هنا إلى أن الحالات التي تضطلع بها شركة واحدة بتطوير جميع مكونات منظومة الحرب الإلكترونية لطائرة معينة هي قليلة جداً، إذ غالباً ما تتضافر جهود عدة شركات لتطوير وتهجين هذه المكونات بمنظومة واحدة متكاملة تستدرك جميع الأخطار. وجرت العادة في بعض الطائرات أن يتولى المقاول الرئيسي إدماج الأنظمة في جسم الطائرة سواء بحاضن خارجي أو آخر داخلي مطابق لبدن الطائرة.

وينفرد برنامجا «سبكترا» Spectra و«برايتوريان» Praetorian لطائرتي «رافال» Rafale و«يوروفايتر تايفون» Eurofighter Typhoon على التوالي، في إنتاج منظومة كاملة، حيث ينفذ البرنامج الأول من قِبَل شركتي «تاليس» Thales و «مبدا» MBDA فيما ينفّذ الثاني من قِبَل «ليوناردو» Leonardo ضمن إئتلاف «يوروداس» EuroDASS. تتألف منظومة الحرب الإلكترونية أو المساعدات الدفاعية كما أشرنا من متلقيات إنذار حرارية، ورادارية وليزرية، إضافةً إلى نظام إنذار للصاروخ المقترب، والإجراءات الإلكترونية المضادة. وتتألف الإجراءات الإلكترونية والخداعية المضادة من نظام التشويش النشط، ورادار خداعي مقطور جواً، وناثرات شهب حرارية ورقائق معدنية. وبإمكان هوائيات التشويش النشط ذات الصفيف الممرحل Phased Array توجيه شعاع رفيع مركّز وقوي نحو التهديدات بدقة متناهية مع المحافظة على تجنب تعريض الطائرة للخطر.

وتجدر الإشارة إلى أن مقاتلة Rafale هي الطائرة الأولى في أوروبا المجهزة برادار المسح الإلكتروني النشط RPE-2 ويغطي Spectra حيز الترددات من 2 إلى 18 غيغاهيرتز في الطراز F1 وتوسع هذا الحيز في طراز F-2 إلى 40 غيغاهيرتز. كما أن أنظمة التشويش الرادارية غالباً ما تعتمد على عدة هوائيات لمعرفة الاتجاه وتحديد موقع الهدف بالتقاطع.

ماذا عن الطائرات الشبحية؟! من المستغرب أن تجهز طائرات الجيل الخامس F-35 و F-22 بأنظمة حرب إلكترونية للحماية الذاتية باعتبارهما شبحيَّتَين 100 في المئة. إلا أن الأمر لا يخلو أحياناً من ظهور البصمة الرادارية، وإنْ بشكل خفيف، خصوصاً عند استخدام أنظمة الأسلحة من جراء فتح حجيرة الأسلحة الداخلية ما قد يعرّض الطائرة للخطر. من هنا، فإن أنظمة الحماية الذاتية لهذا الجيل من الطائرات هي أشبه بقيمة مضافة أو ضمانة أكيدة لحماية الطائرة وستر عيوبها في لحظات عابرة. وستكون تقنية رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط AESA في صلب مجسات مجموعة الحرب الإلكترونية لكلا الطائرتين، مع التسليم بأن الطائرتين تستخدمان تكنولوجيا رادارية خامدة وهوائيات خفية لخفض تعرض الطائرة للخطر وتدفع بمحرك ضخم من دون حراق خلفي، ويعمل على حرارة خارج نطاق الموجات الحرارية للرؤوس الباحثة.

ولا يسمح AESA بتجهيز هاتين الطائرتين بقدرات مراقبة وتسديد جو-جو وجو-أرض فحسب، بل يسمح أيضاً بدعمهما بقدرات لمراقبة الأمر الإلكتروني للمعركة وتشويش الأنظمة الرادارية للخصم عندما تدعو الحاجة. ولقد أصبح ذلك ممكناً كون رادار AESA يتألف من آلاف وحدات البث والتلقي بحيث تستطيع كل منها البث على ترددات مختلفة وفي أوقات مختلفة بمعدل سريع وإنجاز وظائف متعددة بالتزامن. وبإمكان الطائرة المحافظة على قدراتها الشبحية كما رأينا سابقاً عبر توجيه حزمة شعاعية ضيقة من الطاقة إلى الرادارات المعادية والرؤوس الباحثة ذات التبييت الراداري واستخدام طاقة كاملة لإعمائها أو لإبطال إشارة تعقب الهدف المطبقة عليه. ومن شأن توسيع هذه القدرات تأهيل F-22 للعمل كمنصة تشويش جوية قوية وفعالة جداً في الهجمات الإلكترونية تماماً كطائرتي Growler و Prowler المعدتين لهذا الدور.

الباب
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2017
رقم الصفحة
6

أخر المقالات