الأسلحة التكتيكية جو-أرض

حفّزت بيئة الحروب الساحلية المثيرة للتحدّي، حيث تُواجه القوات المسلّحة تهديدات تقليدية ولامتماثلة مصدرها البحر والجو والبر مع قدرات محسّنة من ناحية المدى والقدرة على الفتك، إطلاق نشاطات صناعية لتطوير اشتقاقات جديدة أو محسّنة بما تقتضيه الظروف من أنظمة الأسلحة الجوية لتجهيز مجموعة واسعة من المنصات بما في ذلك الطائرات النفاثة السريعة، وطائرات الأجنحة الثابتة والأخرى الدوّارة، إلى جانب مسيّرات جوية. أما المتطلبات الأساسية فهي المرونة والتشبيك إضافة إلى قدرة محسّنة على الفتك، وفوق كل شيء، قدرة «في ما بعد المدى البصري» beyond-line-of-sight أو BLOS من أجل التصدي لمجموعة واسعة من الأهداف المحتملة وتعزيز القدرة على البقاء في سيناريوهات عملانية عالية ومنخفضة الحدّة. وقد أضاء لوكا بيروتزي، محرر هذه المقالة، على آخر المستجدّات في تطوير هذه الأسلحة المُنقضّة من عَلٍ.

صواريخ جو-أرض مشتركة JAGM

في نيسان/ أبريل العام 2023، مَنَح الجيش الأميركي شركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin عقد إنتاج لسنوات عديدة من أجل تطوير صواريخ جو-أرض مشتركة AGM-179 (JAGM) وصواريخ AGM-114 Hellfire (بأنواعها الثلاثة: HELiborne المحمول على طوافة، والموجّه ليزرياً بخاصية «إرمِ وانسَ» fire-and-forget)) حيث بلغ إجمالي قيمة البرنامج في العام الأول، لتصنيع عدد غير مصرّح عنه من الذخائر، نحو 439 مليون دولار أميركي. وسيتيح هذا العقد تطوير برامج مشتريات لصواريخ JAGM و Hellfire وتقديم الدعم للمنتج لصالح الجيش الأميركي وعملاء دوليين. ووفّر هذا العقد، الممنوح لسنوات عديدة، ثلاث فرص لعقود مستتبعة بدءاً من أواخر العام الماضي، ما يتيح زيادة في القيمة الإجمالية للعقد بنحو 4.5 مليارات دولار أميركي على مدى السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة. وأعقب ذلك قرار الجيش الأميركي في آب/ أغسطس العام 2022 بدخول مرحلة الإنتاج بالطاقة الكاملة والاستكمال الناجح للاختبارات العملانية على متن طوافة الجيش الأميركي «أباتشي» AH-64E وطوافات فيلق مشاة البحرية الأميركية AH-1Z Viper. وستستبدل صواريخ جو-أرض المشتركة JAGM الاشتقاق التقليدي من صاروخ Hellfire AGM-114 R من صنع شركة Lockheed Martin ذي التوجيه الليزري، وصاروخ Longbow Hellfire AGM-114L ذي الرأس الباحث الموجّه رادارياً بالموجة المليمترية الموجود في الخدمة لدى القوات المسلّحة الأميركية وأكثر من 30 عميل «مبيعات عسكرية خارجية» (FMS)، إلى جانب إدماجه في أكثر من 15 منصة. ويوفر برنامج JAGM صاروخ جو-أرض واحداً ذا قدرة محسّنة على الفتك، والمرونة العملانية، والبصمة اللوجستية المخفّضة. ويدمج تصميم JAGM معاً تكنولوجيتَي التوجيه والمستشعرات لدى صاروخَي Hellfire Romeo و Longbow Hellfire على التوالي - «التوجيه الليزري شبه النشط المحسّن» (SAL) و«التوجيه الراداري بالموجة المليمترية» (MMW) - في رأس باحث ونظام توجيه واحد بينما يفيد من الرأس الحربي لصاروخ Hellfire Romeo، ومحرّكه، وأنظمته للتحكّم بالتحليق.

قرر الجيش الأميركي في آب/ أغسطس العام 2022 بدخول مرحلة الإنتاج بالطاقة الكاملة لصاروخ AGM-179 (JAGM) والاستكمال الناجح للاختبارات العملانية على متن طوافة الجيش الأميركي AH-64E

وتُوفر مستشعرات صواريخ جو-أرض المشتركة JAGM ثنائية أنماط التوجيه ضربات دقيقة وقدرة «إرمِ وانسَ» ضدّ أهداف ثابتة وأخرى أرضية متحركة وبحرية وحتى محمولة جواً. أما الرأس الحربي المتعدد الأغراض فيوفر ضربات فتّاكة ضد مجموعة متنوعة من الأهداف، بدءاً من العربات المدرعة، والعربات ذات السقف القماشي، وزوارق الدورية البحرية وصولاً إلى المنشآت الآهلة والتحصينات الميدانية. وتماشياً مع متطلبات العملاء لتوسيع نطاق مجموعة الأسلحة من أجل تعزيز قدرة الفتك الميداني وقدرة المنصة على البقاء، أجرت شركة Lockheed Martin بنجاح في تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2022 اختبار تحليق لمسافة 16 كيلومتراً لاختبار صاروخ المدى المتوسط JAGM-Medium Range (MR) بمداه المحسّن ورأسه الباحث الثلاثي الأنماط المشتمل على مستشعر جديد عامل بـ «الأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء» near infrared (NIR)، الذي من شأنه أن يُحسّن قدرة التعقّب، ودقة الإصابة، وقدرة الفتك في ظل مجموعة من الظروف، وضدّ مجموعة من الأهداف. وجُهّز الصاروخ بـ «نظام التحكم بالتشغيل الكهروميكانيكي» (EMCAS)؛ ويتيح اعتماده حيّزاً إضافياً لنظام الدفع، ما يُمكّن من مضاعفة مدى صاروخ JAGM من 8 إلى 16 كيلومتراً من دون التأثير على طول وقطر الصاروخ الجديد. وإضافة إلى طوافة AH-64E ومنصات AH-1Z Viper الأولية، من المقرر إدماج صاروخ JAGM في عائلة واسعة من طائرات الأجنحة الدوارة والأخرى الثابتة الآهلة، الأميركية منها والعالمية، فضلاً عن إدماجه في منصات غير آهلة.

اختبارات QUICKSINK

أجرى «مختبر الأبحاث التابع لسلاح الجو الأميركي» Air Force Research Laboratory (AFRL) و«فريق الاختبارات المتكاملة» Integrated Test Team في قاعدة «إغلين» Eglin الجوية المخصصة للتجارب ]غرب ولاية فلوريدا[ اختباراً لقدرة جديدة مُطلقة من الجو منخفضة الكلفة لإحباط تهديدات بحرية. فقد أطلقت مقاتلة F-15E Strike Eagle «ذخيرة هجوم مباشر مشتركة» GBU-31 (JDAM) زنة 908 كيلوغرامات معدّلة بنجاح لتدمير سفينة سطح بالحجم التقليدي الكامل في إطار تلك التجربة، وهو الاختبار الثاني ضمن إطار برنامج «كويكسينك للاختبار التكنولوجي للقدرة المشتركة» Quicksink Joint Capability Technology Demonstration بتمويلٍ من مكتب مساعد وزير الدفاع للأبحاث والهندسة وبالشراكة مع البحرية الأميركية. والعنصر الأساسي في ذلك الاختبار كان تطوير مختبر AFRL للرأس الباحث ذي «هندسة الأنظمة المفتوحة للسلاح» (WOSA) لاستهدافٍ دقيق لسفن السطح البحرية وبكلفة منخفضة. وقد يُقلَّص برنامج هندسة WOSA من كلفة معظم القطع المُكلِفة جداً في نظام السلاح ويُوفّر التراكبية والقدرة على «القَبْس والتشغيل» plug-and-play لمكونات الرأس الباحث من مختلف المُصنِّعين بغية خفض الأكلاف على نحو أكثر أو تحسين الأداء. وإضافة إلى طقم التوجيه بـ «نظام تحديد الموقع العالمي/ الملاحة بالقصور الذاتي» (GPS/INS) لذخيرة الهجوم المباشر المشتركة GBU-31، أضاف مختبر الأبحاث AFRL الرأس الباحث الجديد المنخفض الكلفة المكتمل التطوير؛ وعلى الرغم من عدم توافر أية تفاصيل من المختبر المذكور، فإن هذا الرأس الباحث يستند وفقاً لمصادر مختلفة إلى نظام ثنائي أنماط التوجيه يجمع معاً راداراً و«رأساً باحثاً عاملاً بالتصوير الحراري (الأشعة تحت الحمراء)» (IIR). وبفضل طقم JDAM، يبلغ المدى التباعدي لهذه الذخيرة نحو 27.7 كيلومتراً، وهي مسافة غير كافية لإبقاء منصة الإطلاق آمنة من أنظمة الدفاع الجوي الأبعد مدى المستخدمة على متن السفن الأكبر حجماً. ومع ذلك، ربما يُفضي تطوير محتمل إلى إضافة «طقم انزلاقي» [إيرودينامي] يُمدِّد على نحو أكثر من نطاق مدى الصاروخ لِما قد يصبح اشتقاق «المدى المُمدَّد» (ER) الذي يصل إلى 72 كيلومتراً.

مقاتلة F-15E Strike Eagle مجهزة بِـ «ذخيرة هجوم مباشر مشتركة» GBU-31 (JDAM)
عائلة SPIKE

ويجدر التنبيه إلى أن شركة «رافائيل أدفانسد ديفنس سيستمز» Rafael Advanced Defense Systems طورت عائلة من صواريخ «سبايك» Spike الموجَّهة بصرياً إلكترونياً (EO) المتعدّدة الأغراض التي تتيح دقة متناهية تصل إلى 50 كيلومتراً في الجو، أو البر، أو في البحر، مع «الجيل السادس» من سلاح Spike «ما بعد خط البصر» NLOS (Non-Line-Of-Sight). وقد استحوذت على اشتقاقات عائلة Spike 39 دولة، بينها 19 دولة أعضاء من حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وقد أُدمِجت تلك الاشتقاقات في 45 عربة، وطوافة، ومنصة بحرية متنوعة. وإضافة إلى صاروخ Spike ER ذي المدى المُمدّد، طوّرت الشركة المذكورة، من أجل قدرة بقاء محسّنة في سيناريوهات مثيرة للتحدي على غرار الحرب الساحلية، الجيل الأحدث من صاروخها العامل «خارج خط البصر» Spike NLOS، وتعمل على الترويج له حالياً. وفي تقصّ لخطورة هذا السلاح، يتيح Spike NLOS تعريفاً مرئياً وافياً للهدف وتوجيه ضربة دقيقة على أمداء ممدّدة و«في ما يتعدى خط البصر» ضد منصات بحرية (على غرار سفن الإنزال، والسفن الحربية الأصغر حجماً، و«الزوارق المطاطية الصلبة ذوات البدن المقوَّى» RHIB لقوات الكوموندوس، إلخ)، وكذلك أهداف أرضية نقّالة وأخرى ثابتة.

استكملت البحرية الملكية البريطانية بنجاح تجارب الرمي الحي والتأهيل بمختلف أنماط التحميل لـ «صاروخ مارتليت الخفيف الوزن المتعدّد الأدوار» Martlet  انطلاقاً من منصة Leonardo AW159 Wildcat

وتزعم الشركة أن نظام السلاح المتراص هذا، المُجهّز برأس باحث بصري إلكتروني (EO) خامل ثنائي الأنماط، وكاميرا تصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR)، ومُتعقّب متقدّم معالج للصور، ومستشعر «جهاز الشُّحنَة المقرونة» Charge Coupled Device (CCD)، التي تُعزّز قدراته ليلَ نهار، هو فعّال في السيناريوهات البحرية الهجومية والدفاعية على حدٍّ سواء على أمداء تصل إلى 50 كيلومتراً. ويشتمل هذا النظام على بوصلة بيانات ثنائية الاتجاه، تتيح تحكماً كاملاً بالصاروخ بدءاً من الإطلاق ووصولاً إلى إصابة الهدف، بينما لا تتأثر دقته بطول المدى. وخلافاً للذخائر الموجّهة ليزرياً أو رادارياً نشطاً، فإنّ قدرة التوجيه البصري الإلكتروني لصاروخ Spike NLOS ED هي خاملة بالكامل وقادرة على العمل في بيئة مانعة لنظام تحديد الموقع العالمي GPS. وصُمّم النظام لتمكين مشغّلٍ واحد من إطلاق وإدارة صليات محمولة جواً تصل إلى أربعة صواريخ في آن، ويمكن تبادل التحكم بهذه الصواريخ في ما بين المنصات بغية استكمال المهمة. وبالوسع نقل الصور الجوية للهدف إلى نظام Spike NLOS ومقارنتها مع الصور الفيديوية للصاروخ خلال تحليقه، ما يتيح أعلى مستويات الدقة. وقد أُدمج نظام Spike NLOS على متن مختلف منصّات الأجنحة الدوارة بما في ذلك Boeing AH-64 Apache، و Sikorsky UH-60 Black Hawk وكذلك Mil Mi-17، فضلاً عن إدماجه في طوافات بحريّة على غرار Leonardo AW-159 Wildcat، وهذه الطوافة هي قيد الخدمة حالياً لدى البحريتَين الكورية الجنوبية والفليبينية.

صاروخ MARTLET

استكملت البحرية الملكية البريطانية بنجاح تجارب الرمي الحي والتأهيل بمختلف أنماط التحميل لـ «صاروخ مارتليت الخفيف الوزن المتعدّد الأدوار» Martlet (LMM) انطلاقاً من منصة Leonardo AW159 Wildcat. وشهدت هذه الطوافة ونظام سلاحها الجديد النشر العملاني المشترك الأول على متن حاملة الطائرات البريطانية HMS Queen Elizabeth، عندما أجرت «المجموعة الضاربة في البحرية الملكية» (Royal Navy Strike Group) المتمركزة على متن الحاملة عملية الانتشار الأولى لها في منطقة آسيا-المحيط الهادئ في العام 2021. ويُوفر صاروخ LMM الذي طوّرته «ثاليس» Thales، وأدمجته Leonardo على متن طوافة Wildcat البحرية في إطار برنامج «السلاح المستقبلي الموجّه المضاد للسطح» (FASGW)، تغيراً جذرياً في القدرات لصالح البحرية الملكية، التي تُواجه تحدياً كبيراً في الاشتباك مع تهديدات سطح لامتماثلة أصغر حجماً، وأسرع حركة في بيئة ذات خلفية تشويش حاد. ويتيح صاروخ Martlet أيضاً للمشغّلين الاشتباك مع أهداف جوية على غرار «المسيّرات الجوية» UAV وطوافات بحرية أخرى من على متن طوافة Wildcat. ويستخدم صاروخ LMM المنخفض الكلفة الخفيف الوزن زنة 13 كيلوغراماً توجيهاً يتّبع شعاعاً ليزرياً لتوفير قدرة ضد مجموعة من أهداف الجو والبر والبحر على أمداء تراوح بين 400 متر و 6 كيلومترات. وقد جرى إدماج «وحدة توليد ليزري نشط» (ALGU) داخل بُريج بصري إلكتروني/ أشعة تحت الحمراء L-3Harris Wescam MX-15Di المركّب في أنف طوافة Wildcat: تبثّ وحدة ALGU شُعاعاً ليزرياً مشفّراً يُحلّق على مسراه صاروخ LMM. وتتألّف حزمة القدرة الفتاكة لصاروخ LMM، المستند إلى مزايا صاروخ Starstreak العالي السرعة، من رأس حربي ذي ذخيرة غير حساسة (IM) متعددة التأثيرات (تشظٍّ انفجاري/ حشوة متشكّلة انفجارياً) زنة 3 كيلوغرامات، تُزوّده شركة «ساب» Saab، وهو يجمع معاً التأثير الارتطامي ذا الموقع المحدّد وقدرة اختراق الدروع. وصُمّم الصاعق الليزري التقاربي لضمان أن يشتبك الصاروخ بنجاح مع أهدافٍ صغيرة وشبه صلبة، على غرار الزوارق الاعتراضية للهجوم السريع و«الزوارق المطاطية الصلبة ذوات البدن المقوَّى». وتُنقل صواريخ Martlet الصغيرة المُحكمة الإغلاق ضمن حاويات إطلاق خُماسية الفوهات تحت الجناحين القصيرين لطوافة Wildcat اللذين صمّمتهما Leonardo خصيصاً لنقل أنظمة الأسلحة من بينها صاروخ ANL/Sea Venom الخفيف الوزن المضاد للسفن. وبوسع كل جناح قصير أن يحمل إما عشرة صواريخ Martlet أو صاروخي Sea Venom، ويُولّد قوة رفع إضافية للطوافة في التحليق الأمامي المباشر، بما يُخفّف الضغوط على الدوّار الرئيسي واستهلاك الوقود.

تم تجهيز طوافات Tiger Mk III صنع Airbus Helicopters بصاروخ Akeron LP صنع MBDA. الصورة: MBDA
صاروخ AKERON LP

في مطلع شهر أيار/ مايو من العام 2023، أعلنت «منظّمة التعاون المشترك في التسلُّح» (OCCAR) الدولية اختبارها بنجاح لتحليق صاروخ MAST-F من على متن الطوافة الهجومية Tiger III. وبعدما فازت شركة «مبدا» MBDA بعقد من وزارة الدفاع الفرنسية في العام 2020 لتطوير «صاروخ جو-سطح تكتيكي مستقبلي» (MAST-F بحسب الاختصار الفرنسي) ليكون سلاح الجو-أرض الرئيسي لدى الجيش الفرنسي لكي تُجهّز به طوافات Tiger III من «ايرباص هليكوبترز» Airbus Helicopters. كَسَبت الشركة العميل الأول لمفهوم «الصاروخ العالي التحليق/ البعيد المدى الجديد» MHT/MILP (Missile Haut de Trame/Missile Longue Portée). وهو يُكمّل عائلة صواريخ الجو-سطح المتعددة الأغراض من الجيل الجديد، التي أُطلق عليها تسمية Akeron وتتضمن بالفعل اشتقاق المدى المتوسط MP، الذي كان يُعرف سابقاً بـ «الصاروخ المتعدّد الأغراض» MMP. ويستند صاروخ Akeron LP إلى تكنولوجيات الصاروخ المتوسط المدى Akeron MP، الذي تتيح هندسته التراكبية الإدماج السهل لصاروخ MHT/MILP في مجموعة من المنصات القتالية البرية والجوية إضافة إلى طوافات Tiger. ويُعتبر صاروخ Akeron LP، الذي من المقرر تأهيله في العام 2026 والبدء بتسليمه في العام 2028، سلاحاً من الجيل الخامس وموضب في حاوية إطلاقه التكتيكية بطول 1.8 متر، وبوزن 30-40 كيلوغراماً، ما يتيح لحاوية الإطلاق الرباعية الملقّمة بالذخائر إضافة 200 كيلوغرام فحسب إلى منصة الأجنحة الدوارة. وهذا يسمح لطوافة Tiger Ill تمديد فترة مهمتها ويجعل من الممكن تجهيز مجموعة من المنصات المحمولة جواً بهذا السلاح. وسيُحلّق هذا الصاروخ بمحرّكات صاروخية ذات تصميم جديد (تعزيزاً للدفع واستدامة التحليق) من تطوير شركة «روكسل» Roxel، تضمن أمداء تزيد على 8 كيلومترات «حتى عند إطلاقه من على منصة ثابتة على ارتفاع منخفض». وسيُجهّز الصاروخ باشتقاق محسن من الرأس الباحث البصري الإلكتروني التلفازي الملوّن/ الأشعة تحت الحمراء غير المبردة، الثنائي الحيز العالي الاستبانة الذي طورته شركة «ساجيم» Sagem لصواريخ MMP الأصغر حجماً، فضلاً عن رأس باحث ليزري شبه نشط SAL يسمح بتوجيه الصاروخ نحو الهدف من قِبل طرف ثالث.

سيستبدل Brimstone 3 بشكل تدريجي الصاروخ الأقدم Brimstone 2 على متن مقاتلات «تايفون» Typhoon في إطار إدارة روتينية لمخزون أسلحة هذه المقاتلات

وبفضل وصلة البيانات بالتردد الراديوي (RF) من تصميم Thales، التي تُوفر صوراً محسّنة عالية الاستبانة من الصاروخ إلى المشغّل، بات بإمكان طاقم أي منصة قتال جوي أو بري أن تستخدم هذه الصور لاختيار نقطة ارتطام الصاروخ أو لاختيار هدف جديد خلال التحليق، ما يسمح بقدرة «جندي في الحلقة (مشغّل)» man-in-the-loop وكذلك إمكانية إلغاء المهمة. وسيُجهّز الصاروخ برأس حربي جديد ذي تأثيرات جديدة متدرجة المقاييس ومتعددة الأغراض طورته شركة «ساب بوفورز داينامكس السويسرية» Saab Bofors Dynamics Switzerland، المتميز بأداء محسن لقدرة الاشتباك المضادة للبنى التحتية.

نظام السلاح BRIMSTONE

تعكف شركة «مبدا المملكة المتحدة» MBDA UK ووزارة الدفاع البريطانية على مواصلة تطوير نظام السلاح Brimstone ومخزون من الذخائر الخاصة به. وتجمع مستجدات التطوير معاً عقداً بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني الذي مُنِح في آذار/ مارس العام 2018 بصفة «برنامج استدامة قدرات بريمستون» Brimstone Capability Sustainment Programme (CSP) الذي سُمّي حديثاً بـ Brimstone 3A (B3A) المتعلّق خصيصاً بأجهزة التحكم بالصاروخ، وإلكترونيات ومعالجة المهمة، مع «برنامج رفع قدرات» (CUP) الصاروخ أو كما سُمِّي Brimstone 3B (B3B)، بموجب عقد أُبرم في نيسان/ أبريل العام 2020.

ويتركّز Brimstone 3B (B3B) على حزمة برمجيات جديدة، من أجل تعزيز القدرات العملانية للسلاح وتطويرها على نحو أمثل لتجهيز المقاتلات النفاثة السريعة، والأنظمة الجوية غير الآهلة، ومنصات الأجنحة الدوارة، فضلاً عن تطبيقات برية وبحرية. وسيستبدل Brimstone 3 بشكل تدريجي الصاروخ الأقدم Brimstone 2 على متن مقاتلات «تايفون» Typhoon في إطار إدارة روتينية لمخزون أسلحة هذه المقاتلات، بينما أُبرمَ عقد في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2018 لإدماج أحدث اشتقاق من Brimstone على متن المنصة غير الآهلة MQ-9B Protector RG Mk1 لدى سلاح الجو الملكي البريطاني.

ويحتفظ الاشتقاق الأحدث من الصاروخ زنة 50 كيلوغراماً على العديد من المكونات الأساسية التي يشتمل عليها صاروخ Brimstone 2، بما في ذلك البدن التراكمي قطر 180 ملم، والمحرك الصاروخي من شركة Roxel، الملائم للذخيرة غير الحساسة Vulcan، والرأس الباحث الراداري/ الليزري شبه النشط SAL الموجّه بالموجة المليمترية MMW بقوة 94 جيغاهيرتز الثنائي النمط المحسّن من تطوير MBDA، والرأس الحربي الترادفي ذي الحشوة المتشكّلة انفجارياً المتعددة التأثيرات المتماثلة مع الذخيرة غير الحساسة IM والمجهز بصاعق قابل للضبط من شركة «تي دي دبليو» TDW المتفرعة عن MBDA. ويستأثر هذا الصاروخ بـ «وحدة قياس القصور الذاتي» (IMU) الجديدة التي تفيد من التشاركية والتراكبية مع صواريخ أخرى من MBDA، فضلاً عن طيّار آلي محسن جديد لدقة معززة من ناحية المدى، وذاكرة محسّنة ومعالجة البيانات لإعداد الصاروخ لمهام إضافية، وبطارية محسنة.

أُبرمَ عقد في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2018 لإدماج أحدث اشتقاق من Brimstone على متن المنصة غير الآهلة MQ-9B Protector RG Mk1 لدى سلاح الجو الملكي البريطاني

وتتيح هذه البطارية إطالة فترة الاشتباك بنسبة %30، وزيادة المدى الأقصى بأكثر من %20، من دون الإفصاح عن المدى الفعلي للنظام. ويسمح برنامج B3B، المستند إلى المدى الإضافي، وأنماط الاشتباك المحسّنة والنطاق المضاعف للأداء، بتلبية تطوير القدرات الإضافية لملاقاة احتياجات عمليات منصات الأجنحة الدوارة والمسيرات. ويتضمن ذلك نمط تعيين جديد يعمل بالتردد الراديوي RF عندما يتعذر توافر «التوجيه الليزري شبه النشط المحسّن» SAL أو يكون غير عملي (مثلاً في الأحوال الجوية السيئة)، والخاصية الجديدة لاختيار الارتفاع من قمرة القيادة، ومسارات الانقضاض في المرحلة النهائية من تحليق الصاروخ، إضافة إلى معايير لضبط الصاعق.^

تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2024
رقم الصفحة
56

أخر المقالات