أنظمة الحماية الذاتية النشطة للعربات: لا تذهب للقتال من دونها

ترتدي أنظمة الحماية النشطة أهمية متزايدة في التصدي لتهديدات متعاظمة لصواريخ مضادة للدروع، وقد بوشر العمل في تطوير هذه الأنظمة قبل نحو خمسة عقود لمجابهة القذائف الصاروخية RPG، والتحسينات الطارئة على تكنولوجيا الذخائر الخارقة للدروع على غرار القذائف الشديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT، والقذائف الخارقة للدروع المستقرة الزعانف النابذة لعقبها، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والمجهزة برأسين حربيّين مترادفين حيث يقوم الرأس الأول بتدمير بلاطة في الدروع التفاعلية المتفجرة ERA ممهداً الطريق للرأس  الحربي الثاني الأساسي لاختراق بدن الدبابة وتدميرها.

وتسعى الجيوش العسكرية الآن للاستحصال على حلول جاهزة ومجربة قتالياً بغية حماية منصاتها المدرعة، وعلى وجه الخصوص القوات العسكرية في أميركا الشمالية، وأنحاء مختلفة من أوروبا، وجنوب شرق آسيا، ومنطقة الشرق الأوسط حيث التوترات الجيوبوليتيكية تتعاظم. من البديهي أن تكون الجيوش، المضطرة للانتشار في بيئات قتالية، أكثر اهتماماً بأنظمة الحماية الذاتية وليس لهم خيار آخر، ومن دون ذلك يستطيع رامي RPG تدمير دبابة قتال رئيسية باهظة الثمن بقذيفة رخيصة جداً، وهذا ليس لصالح الأهداف الاستراتيجية. وبعكس روسيا «الاتحاد السوفياتي سابقاً» وإسرائيل اللتين كانتا السباقتين في تطوير أنظمة حرب إلكترونية، لم يبدِ القادة العسكريون الغربيون في البدء رغبة في تبني هكذا أنظمة، واشترطوا تحقيق الاعتبارات التالية: أولاً: التأكد من أنها نظام دفاعي موثوق في أدائه، ثانياً: التأكد من أنها آمنة لجنود المشاة والمدنيين الذين يصادف وجودهم بجوار العربة «السلامة الخارجية»، وثالثاً: التأكد من السلامة الداخلية للطاقم فضلاً عن التشغيل الآمن.

أصبحت سوق الحرب الإلكترونية أو الحماية الذاتية من أولويات المشتريات الدفاعية في المجالات البرية والبحرية والجوية لحمايتها من التهديدات التي توجه حرارياً، ورادارياً وليزرياً. وبالتالي إتاحة الفرصة لهذه المنصات لإنجاز مهامها بنجاح والعودة إلى قواعدها سالمة. وأبرزت العمليات القتالية في مسرحي العمليات العراقي والأفغاني هشاشة العربات البرية تجاه هجمات «الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات» ATGM و«القذائف الصاروخية» RPG المتطورة. وتشكل هذه التهديدات أخطاراً مميتة لمنصات القتال البرية. وقد حفّزت هذه التهديدات تطوير وفرة من «أنظمة الحماية الذاتية النشطة» APS للعربات، من بين تلك الدروع التقليدية السلبية التي تلحق بأرضية وبدن العربة، إلى جانب أنظمة دفاع نشطة مبتكرة تهدف إلى تضليل أو تحييد تأثيرات القذائف الصاروخية والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وتقع هذه الأنظمة جميعاً ضمن نطاق «أنظمة الحماية الذاتية النشطة للعربات» AVSPS.

سوف تتطرق هذه الرؤية إلى بعض أنظمة AVSPS المصممة، كما رأينا، لحماية المنصات البرية أياً كان حجمها من التهديدات الآنفة الذكر وبخاصة تلك المطورة في الولايات المتحدة، وأوروبا وإسرائيل. تستخدم أنظمة AVSPS أساساً مستشعرات رادارية وحرارية وليزرية لكشف التهديدات الداهمة، ومن ثم يقوم كمبيوتر مركزي باحتساب بُعد التهديدات واتجاهها ليشكل بعدها الإجراءات المضادة المضادة للقتل الناعم أو الخشن على مسافة آمنة من العربة.

طورت روسيا ودول حلف وارسو في السابق أنظمة حماية نشطة للعربات AVSPS الخاصة بهم، شملت مجموعة من الأنظمة كان أولها نظام SPR-2 من تصميم «مصنع براينسك للأجهزة الكهروميكانيكية». صمم هذا النظام لتجهز به ناقلات الجنود المدرّعة بهدف تدمير الذخائر الداهمة برماية متفجرة تطلق من على متن العربة وعلى مسافة آمنة منها لتفجير التهديد بصاروخ مجهز بصاعق تقاربي، استخدم هذا السلاح طاقة ترددات راديوية.

وبعدما واجهت تهديدات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، طورت روسيا وميدنت أنظمة حماية ذاتية ذات صلة بالقتل الخشن Drozd في أواخر سبعينيات القرن الفائت. الذي يجمع معاً رادار دوبلري النبض يعمل بالموجة المليمترية وصواريخ دفاعية. وطرحت شركة Elers – Electron  نظام «شتورا» TSHU-1-7 SHTORA في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. صمم هذا النظام لحماية دبابات القتال الرئيسية من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات. ويتألف «شتورا» من عدد من الأنظمة الثانوية، منها المستشعرات الليزرية (معينات ليزرية، قائس مسافات ليزري والركوبة الليزرية) والمشوشات بالأشعة ما تحت الحمراء. يقوم الأخير بتضليل الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، فيما يقوم الأول بكشف المستشعر الليزري للأسلحة الموجهة ليزرياً ومن ثم يطلق رمانات دخانية لمنع عملية الإطباق. صمم «شتورا» خصيصاً لدبابات القتال الرئيسية على غرارT-72 و T-90، فضلاً عن منصات مدرعة كبيرة كعربات المشاة القتالية.

وعلى خطى DROZD، طور مكتب KBM Engineering Design Bureau نظام ARENA للقتل الخشن أيضاً استجابةً لخسارة روسيا العديد من دباباتها في معركة احتلال غروزني أثناء الحرب الشيشانية. يستعين ARENA بتكنولوجيا القتل الخشن لتدمير التهديدات الداهمة على غرار الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات. يتم رصد التهديدات عبر رادار يعمل بالموجة المليمترية، حيث ينقل البيانات إلى حاسوب مركزي يشغل بدوره الإجراءات المضادة للقتل الخشن. عندها يُدمَّر الصاروخ الداهم من جراء اصطدامه بموجة مخروطية الشكل من الشظايا التي ينشرها الصاروخ المطلق من العربة.

تتواصل في إسرائيل جهود كثيرة لتطوير أنظمة AVSPS وميدنتها، ومنها نظام الإنذار الخامد «تاندير» TANDIR من «إلبيت سيستمز» Elbit Systems الذي يتضمّن نظاماً ثانوياً بصرياً إلكترونياً لكشف البصمة الحرارية التي تطلقها التهديدات الداهمة، سواء أكانت صواريخ موجّهة مضادّة للدبّابات، أو قذائف صاروخية، أو حتّى أسلحة صغيرة. ويحتسب المعالج TANDIR مدى التهديدات المحتملة وتوقيت الاصطدام بها.

طور مكتب KBM Engineering Design Bureau نظام ARENA للقتل الخشن، ويظهر في الصورة في وسط برج الدبابة

 

وإلى ذلك، تشمل عروض الصناعات العسكرية الإسرائيلية IMI نظام «برايت أرو» Bright Arrow (أي السهم الساطع). ويجمع هذا النظام الإجراءات المضادة للقتل الناعم والقتل الخشن على شكل رشاش عيار 7.62 ملم والإجراءات المضادة المرفقة به. وعند كشف تهديد ما، يستطيع Bright Arrow استخدام الرشاش لتأمين استجابة حركيّة سريعة، أو يمكنه تشغيل الإجراءات المضادة للتغلب على التهديد. وخلال معرض «يوروساتوري 2012» Eurosatory 2012، الذي استضافته باريس، عرضت شركة «رينو تراكس ديفنس» Renault Trucks Defense عربتها المدرّعة رباعيّة الدفع «شيربا الخفيفة للاستكشاف» Sherba Light Scout مجهّزة بنظام Bright Arrow. كما طورت IMI أيضاً نظام القبضة الحديدية Iron Fist، الذي صُمّم ليركّب على مجموعة كاملة من العربات: بدءاً بالمنصّات الخفيفة مروراً بالمتوسطة وانتهاءً بالثقيلة. ويتضمّن Iron Fist المستشعرات الرادارية والبصرية الإلكترونية لتأمين تغطية دائرية على مدار 360 درجة حول العربة. وعلى غرار Bright Arrow، يستخدم Iron Fist مزيجاً من الإجراءات الدفاعية للقتل الناعم، والقتل الخشن لضمان تضليل التهديد الداهم على مسافة آمنة من العربة أو تدميره إذا اقتضى الأمر. ويوفر Iron Fist بفضل تصميمه التراكبي، استيعاب أنواع مختلفة من الإعدادات والتكنولوجيات المستقبلية. غير أنّ ذلك لا يمنع من اختيار هذا المنتج لتجهز به طرز أخرى من العربات المدرعة على غرار دبابة القتال الرئيسية Merkava-4.

آلية عمل نظامي القتل الناعم والقتل الخشن

 

غالباً ما تنفذ أنظمة الحماية الذاتية لعربات القتال المدرعة، على مرحلتين: القتل الناعم والقتل الخشن. قد تقتصر المجابهة على المرحلة الأولى أو المرحلتين معاً على السواء في حال أطلق الصاروخ الإجراءات المضادة المضادة. يتألف القتل الناعم من إجراءات الدعم الإلكترونية ESM التي تقوم برصد الهدف الذي يتربص بالعربة وتحديد نظام التوجيه للرأس الباحث (حراري، راداري أو ليزري) وعندها يطلق «نظام الإنذار الصاروخي»، يليه «نظام إنذار الصاروخ المطلق» ومن بعده «نظام الإنذار للصاروخ المقترب» عندها يطلق نظام الحرب الإلكترونية إرادياً أو أوتوماتيكياً الإجراءات الإلكترونية المضادة ECM لتضليل الصاروخ وليس تدميره وحرفه عن مسراه المؤدي إلى الهدف. أما إذا أطلق الصاروخ الداهم الإجراءات الإلكترونية المضادة المضادة (أي التحول، على سبيل المثال لا الحصر، من الموجة المتوسطة إلى الموجة العالية أو فوق البنفسجية، في حالة التوجيه الحراري، ومن الموجة المليمترية إلى الموجة السنتيمترية في حالة التوجيه الراداري وإلى إطلاق سحب دخانية كثيفة على شعاع يصل إلى 50 متراً من العربة في حالة التوجيه الليزري، أو نيران مضادة على مصادر التهديدات). عقب ذلك يتابع الصاروخ مسراه نحو الهدف ليقع في قبضة القتل الخشن وتدميره على مسافة قصيرة جداً من العربة غالباً ما تكون ما بين 5و 30 متراً. وبشكل عام يتألف نظام القتل الخشن أو نظام الحماية النشط من رادار سريع الدوران يعمل بعدة حيزات من الترددات الراديوية لتأمين المراقبة الدائرية حول العربة، وما أن يتم رصد الصاروخ الداهم حتى يطلق النظام صاروخاً أو رمانة أو قذيفة أو حتى قذيفة متولدة انفجارياً أو مخروطاً من الشظايا المعدنية باتجاه الهدف وتدميره. ولدى بعض الأنظمة القدرة على الاشتباك مع أربعة أهداف بالتزامن وتتم المجابهة بمهلة 1.5 ثانية وعلى مدى يراوح بين 5 و 30 متراً.

 نظام الدفاع الإلكتروني البري LEDS. الصورة: Saab

احتلّت عائلة «تروفي» Trophy لِـ «أنظمة الحماية النشطة» من صنع شركة «رافائيل» Rafael الإسرائيلية العناوين الرئيسية خلال العام 2014 مع تسجيل خمسة اعتراضات لصواريخ مضادة للدبابات أُطلقت على عربات مدرّعة للجيش الإسرائيلي في غزة. ونظام  Trophy، الذي يُعرف لدى الجيش الإسرائيلي بـ  Wind Shield، هو الاسم الدولي لنظامٍ بُني بثلاثة اشتقاقات تحمل تسمية  HV، و MV، وLV  وطوّر على نحو أمثل للعربات المدرّعة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة على التوالي.

ويستخدم نظام Trophy HV، المطوّر لحماية العربات التي تزن بين 15 إلى 20 طناً، طقماً من المستشعرات الرادارية التي ترصد وتتعقب التهديدات الداهمة وتُعِدّ الإجراءات المضادة. وتستخدم تلك الإجراءات «ذخائر متشكّلة انفجارياً» متعدّدة لصَدّ قذائف الـ RPG وصواريخ الـ ATGM وذخائر الحشوة المجوّفة المُطلَقة من دبابة. وعلى عكس شركة IMI، لا تدّعي Rafael علناً صَدّ ذخائر خارقة عاملة بالطاقة الحركيّة، لكنّها تدّعي بصدد تهديدات الحشوة المجوّفة باحتمالات تدمير عالية جداً. ويؤمن النظام تغطية اتجاهية على مدار 360 درجة وتغطية ارتفاعية على نطاق واسع، فيما يُحافَظ على منطقة آمنة لجنود القوات الصديقة بالقرب من العربة. وتدّعي الشركة أنّ هناك مخاطر بنسبة %1 لإصابة الجنود الراجلين قرب عربة مَحْميّة.

وبحسبIMI، فإنّ نظام Trophy-HV، الذي يزن 850 كيلوغراماً وحجمه 0.69 متراً مكعباً، قد تمّ اختباره وتأهيله وهو الآن قيد الإنتاج المتوالي وقد أُدمِجَ في دبابة القتال الرئيسية الإسرائيلية «ميركافا أم كيه 4»  Merkava Mk IV التي أدخلها الجيش الإسرائيلي إلى الخدمة في آب/أغسطس 2009.

أمّا نظام Trophy-MV، الذي يزن 520 كيلوغراماً وحجمه 0.42 متراً مكعباً، فقد صُمّم لحماية العربات التي يُراوح وزنها بين 15 وثمانية أطنان من مجموعة التهديدات ذاتها كشأن نظام HV. ويوفّر Trophy-MV أيضاً قدرة قتل ناعم أو تشويش وخداع مدمجة.

وصُمِّم الاشتقاق الأصغر من النظام Trophy-LV، لحماية العربات الأخف وزناً من مقذوفات RPG الأكثر فتكاً.

في ألمانيا، كان من شأن منتجات على غرار  AN/VLQ-6 و AN/VLQ-8A أن مهّدت الطريق نحو أنظمة AVSPS الموجودة في الخدمة حالياً، في «نظام الحماية النشط»  AWISS APS  من «ديهل ب جي تي ديفنس»  DIEHL BGT Defence الذي يستخدم قنبلة، أو رمانة لاعتراض المقذوفات الداهمة على بعد 75 متراً من العربة. وصمّم AWISS APS حول رادار يرصد التهديد الداهم، وفي غضون 0.35 ثانية من الرصد، يُطلق نظام AWISS APS رمانة زنة ثلاثة كيلوغرامات لاعتراض الصاروخ الداهم وتدميره. وحيث أنّ الرادار قادر على التغطية الدائرية على مدار 360 درجة، يمكن لمنصة إطلاق الرمانة أن تنحرف نحو اتجاه المقذوف الداهم من أي مكان أتى. واختبر نظام AWISS APS بالفعل على متن دبابة القتال الرئيسية Leopard-II من «كراوس مافي ويغمان»  Krauss-Maffei Wegmann (KMW). وأظهر هذا الاختبار نجاح عمل النظام، ولو أنه يضيف وزناً يبلغ 400 كيلوغرام على العربة المجهزة به.

أدت الحروب في مسرحي العمليات الأفغاني والعراقي، إلى تطوير أنظمة حماية ذاتية. لكن تحوم التساؤلات حول جدوى استمرارية هذه الجهود بهذا الزخم في الولايات المتحدة وأوروبا بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي/ الناتو من أفغانستان. فانخفاض الالتزامات العسكرية حول العالم، والضغط المتواصل على ميزانيات الدفاع في كل الدول الأعضاء في الناتو، قد يشجعان حكومات الحلف على الحد من إنفاقها على بحوث أنظمة الحماية الذاتية النشطة للعربات وتطويرها وبيعها. صحيح أنّ هذا منطقي من الناحية المالية على المدى القصير، إلا أنّه قد يسبّب بعض المشاكل في المستقبل، ولا سيّما إذا شاركت قوى الحلف في نزاع تُشنّ فيه هجمات بشكل متكرر على العربات البرية. في تلك الحالة، قد يكون عدد أنظمة الحماية الذاتية، بكل بساطة، غير كاف لحماية كل العربات في الميدان. علاوة على ذلك، وفيما تتباطأ جهود الناتو في مجال أنظمة AVSPS، فإن الأسلحة المضادة للعربات لم تعانِ المصير ذاته، بل من المؤكد أنّها ستشهد تطوراً ونمواً في القدرات في السنوات المقبلة. ولا بدّ من عملية توازن دقيقة للحرص على تواصل الجهود في مجال أنظمة الحماية الذاتية النشطة للعربات على الرغم من تقلّص ميزانيات الدفاع في أوروبا وأميركا الشمالية. ولعلّ الطلب على تصدير تلك الأنظمة إلى آسيا والشرق الأوسط هو السبب الرئيسي وراء تواصل مبادرات تطوير هذه الأنظمة.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا أحد يستخف بالقدرات المنقذة للأرواح التي تحظى بها أنظمة الحماية النشطة. ومع ذلك، لا تقدم «أنظمة الحماية الذاتية النشطة للعربات» AVSPS، أو القتال الخشن، الحل الناجح كلياً، وهي لن تضع حداً فورياً للهجمات على العربات. وبالطبع سيواصل الخصوم سواء كانوا عصابات أو جيوش نظامية ابتكار وسائل يمكن من خلالها التغلُّب على الإجراءات الدفاعية، فيصبح لزاماً على المهندسين مجدداً أن يعودوا إلى مختبراتهم لابتداع وسائل أكثر ابتكاراً للتفوُّق على المهاجمين لأن الغلبة في النهاية هي للتكنولوجيات الأكثر تطوراً. وعلاوة على ذلك، ثمة اعتبار آخر يؤخذ في الحسبان وهو أنّ ليس ثمة نظام AVSPS يتوافر مجاناً. فجميع هذه الأنظمة تأتي بمساومة من ناحية وزن النظام وفعاليته ومدى استهلاكه للطاقة. وهذا يعود بنا إلى الجدال المتعلّق بحماية العربة الذي لا ينفك يُثار منذ أن استخدمت الدبابات للمرة الأولى، إزاء ما إذا كانت الحماية المثلى تتأمّن للعربة من ناحية التدريع، وهذا ما قد يؤدّي إلى التضحية بسرعتها، أو من جانب السرعة وهذا ما قد يقود إلى التضحية بحمايتها، وفي جميع الحالات تبقى أنظمة الحماية الذاتية بشقيها الناعم، أو الخشن أو الإثنين معاً هي الحل. وفي هذا الحل يجب أن يتوافر ثلاثة شروط: الأول يجب أن يؤمن الحماية الدائرية على مدار 360 درجة، الثاني أن يحظى بقدرات تراكبية أي إمكانية احتضانه أو استيعابه تكنولوجيات مستقبلية، وثالثاً تدرج المقاييس حيث يتم تطوير أنظمة تتناسب، ووزن العربة سواء أكانت ثقيلة (دبابة قتال رئيسية)، متوسطة «عربة مشاة قتالية» وخفيفة (عربة قتال خفيفة). 

نظام الحماية النشط»  AWISS APS مركباً على ظهر عربة قتال مدرّعة.  الصورة: DIEHL BGT Defence
الباب
تاريخ المقال
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2021
رقم الصفحة
3

أخر المقالات