أجهزة الراديو التكتيكية الحديثة
ربّما تكون المثاليات صعبة التحقيق، لكنّها تُشكِّلُ غرضاً مفيداً يُبذَل السعي الحثيث لتحقيقه، وغالباً ما يُفضي هذا الجهد إلى تحسيناتٍ تستحقّ الجدارة. فجهاز الراديو التكتيكي المثالي، على سبيل المثال، غير موجودٍ بعد وقد لا يوجد، لكن من المُجدي حقّاً الأخذ في الاعتبار معرفة خصائص معجزة تكنولوجيا الاتصالات بالتردُّد الراديوي RF قبل العودة إلى العالم الحقيقي حيث يسعى المُصنِّعون إلى إنتاج معدّاتٍ راديوية أفضل لخدمة أولئك الذين يعتمدون عليها، وربّما للحفاظ على أرواحهم.
جهازٌ غير ذي وزنٍ يُذكَر، ولا يشغل حيّزاً، ولا يُكلّف شيئاً، ولا يستخدم طاقة. وهو سهل الاستخدام وسلس لدرجة أنّه لا يتطلّب أي تدريبٍ. أمّا جودة الصوت فهي واضحة وجليّة الحِدّة بحيث تكون الاتصالات بالصوت شديدة الوضوح بالكامل على الدوام. ومداه غير محدود يُرسِل ويتلقّى أيَّ تردُّدٍ راديوي وبإمكانه الاتصال بأي نوعٍ من أجهزة الراديو في أي مكان. ويتعذّر اعتراضه أو تحديد موقعه من قِبَل القوات المُعادية. وكذلك يتعذّر التشويش عليه. وهو غير قابل للتدمير أو التلف، وحصينٌ في جميع الأحوال البيئية، ومنيعٌ على جميع التداخُلات الراديوية. ويتّسِم بعرض حيِّز غير محدود وبذلك ليس ثمة عوائق أمام كَم المعلومات التي بإمكانه إرسالها وتلقّيها في الوقت ذاته. وهو يعمل من دون أية شائبة مع أي نوعٍ من المعدّات التي يودّ المستخدم التواصُل معها. كما أنّه عصيٌّ على الهجمات السيبرانية لكن بالإمكان استخدامه كسلاحٍ سيبراني بحدّ ذاته. وفي الواقع، فإنّ العديد من تلك الخصائص هي كما يتّضِح في تنازعٍ مع بعضها بعضاً، وأحياناً مع القوانين الفيزيائية.
وفي إطار الجهود الحثيثة لتحقيق تلك الأهداف، قامت الحكومات والمُصنِّعون بعمليات تطويرٍ أجهزة راديو حديثة رقمية ومعرَّفة برمجياً. وبفضل الدارات المتكاملة للتردُّد الراديوي RF الأحدث والتحسينات وفق قانون مور» Moore’s Law (الذي ينصّ على أنّ قوة المعالجة في الكمبيوترات تتضاعف كلّ عامين) في قوة الحوسبة، بات بإمكان تلك الأجهزة تشغيل أشكال موجيّة متعدّدة تنقل الصوت، والبيانات والفيديو، وأن تُشكِّل عماد الاتصالات لأنظمة اتصالاتٍ لاسلكية موثوقة، ومرنة، وآمنة بغية تأمين الاتصالية والحيِّز العريض في كلّ مكانٍ تقريباً. وكان من شأن مستجدّاتٍ في التطوُّر التكنولوجي على غرار الهوائيات ذات النمط المتشابه المتكرّر fractal antennas تُمكِّن تلك الأجهزة من العمل في حيِّز تردُّدات عريضة فيما تحافظ على الحجم المتراص والوزن الخفيف، في حين تمدد بطاريات «الليثيوم أيون» عمل المجموعات المشغّلة بالبطارية لفترةٍ أطول بين كلّ عملية شحن بالطاقة وأخرى. وجهاز الراديو «المعرفي» ذو الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا ناشئة قد تُمكِّن أجهزة الراديو من تجنُّب، والتكيُّف مع، التداخُل الراديوي، والتشويش والتهديدات الأخرى أوتوماتيكياً في الوقت الحقيقي، بل واستحداث إجراءات مضادة لتهديداتٍ جديدة تلوح في الأفق.
في غضون ذلك، يواصل العديدُ من الدول تحديث مخزونها من أجهزة الاتصالات التكتيكية من خلال الاستثمار في معدّات جديدة. ففي 22 نيسان/أبريل، أعلنت «هاريس» Harris أنّ أستراليا اختارتها كمقاولٍ مفضّل لمطلب المرحلة الثالثة لشبكة الاتصالات التكتيكية المدمجة Land 2072 Phase 3، وهي جزء أساسي من خطة رقممة تشبيك الجيش الأسترالي. وسيُزوِّد النظام اتصالات بالصوت والبيانات إلى القوات التكتيكية على أمداء خط النظر LOS وفيما يتعدّى خط النظر BLOS على حدٍّ سواء، لتعزيز قدرات القيادة والسيطرة للقوات البرّية. وتكمن خدمة البيانات الأساسية في «نظام إدارة المعركة البرّية» LBMS. وسيشتمل البرنامج على أجهزة راديو تكتيكية وأنظمة وتكنولوجياتٍ أخرى من Harris ومُورِّدين آخرين، بحسب ما قالت الشركة.
ويُتوِّج ذلك مجموعة من الطلبيات تلقّتها Harris في الأشهر القليلة الماضية. ففي 31 آذار/مارس، أعلنت الشركة أنّ دولة شرق أوسطية، لم تُفصِح عن اسمها، طلبت أجهزة راديو Falcon III بموجب عقدٍ بقيمة 17 مليون دولار في إطار برنامج تحديث اتصالات تكتيكية قيد التنفيذ حالياً. وستُقدِّم Harris أجهزة الراديو RF-7850M لتأمين تشبيكٍ حيِّز عريض ودعم قدرات «قيادة وسيطرة واتصالات وكومبيوترات واستخبار ومراقبة واستطلاع» C4ISR إلى القوات المسلحة على مستوى لواء وما دون ذلك. وتصف الشركة جهاز RF-7850M بكونه جهاز الراديو التكتيكي الأول المتوافر على المستوى الدولي الذي يُقدِّم الدعم المتزامن باتصالات الحيِّز العريض، والتشبيك المتخصّص النقّال، والأشكال الموجيّة التقليدية ذات الحيِّز الضيق.
وجاء ذلك بعد وقتٍ قصير من عقدٍ آخر بقيمة 11 مليون دولار مع دولة أفريقية، وهو أيضاً للحصول على أجهزة Falcon III المتعدّدة الحيّزات، والمتعدّدة المهام، ومجدّداً في إطار جهد تحديث جارٍ. وتشمل الأجهزة ضمن هذه الحزمة جهاز راديو الحيِّز العريض التكتيكي المحمول على الظهر RF-7800H-MP، وجهاز الراديو التشبيكي المتعدّد الحيّزات المحمول يدوياً RF-7850M-HH، وكذلك جهاز راديو شبكة القتال RF-7800V-HH VHF (CNR).
وقال كريس يونغ Chris Young، رئيس «هاريس كوميونيكايشنز سيستمز» Harris Communication Systems لأنظمة الاتصالات: «ستقوم أجهزة راديو Falcon III من Harris بدعم احتياجات العميل لاتصالات متزامنة وآمنة بالصوت والبيانات في الحيِّز العريض العالي عبر مجموعة واسعة من المهام العسكرية».
من المُزمع أن تحظى القوات المسلّحة البريطانية بعملية تحديث كبيرة لنظامها الراديوي «بومان» Bowman بموجب عقدٍ بقيمة 135 مليون جنيه إسترليني، أعلنَ عنه في 10 آذار/مارس الماضي وفازت به شركة «جنرال دينامكس المملكة المتحدة» General Dynamics UK كمقاول رئيسي ومدمج أنظمة.
ويقوم جهاز Bowman بدمج تكنولوجيا الاتصالات الرقمية بالصوت والبيانات لتوفير خدمات راديو، وهاتف، واتصالات داخلية وإنترنت تكتيكي آمنة ضمن نظام تراكبي مدمجٍ بالكامل. وتأتي الوصلات البينيّة للقيادة والسيطرة لدى المُستخدِمين مبيتة في «طقم تطبيقات الميدان القتالي المشترك» ComBAT، الذي يوفّر آليات للمراسلة، والتقارير والإجابات.
ويتضمّن برنامج Bowman الإجمالي تحويل أكثر من 18,000 منصّة، بما في ذلك عربات، وطوّافات، وسفن بحرية، وزوارق إنزال وحتى مباني مقرّات.
وبموجب عقد Bowman and ComBAT and Information and Platform (BCIP) بقيمة 5.6 ملايين دولار الجديد، سيتم تحديث جميع أجهزة Bowman الحالية في إطار جهدٍ يتضمن أيضاً تسليم 12,000 طرفية بيانات جديدة وتحديث نظام إدارة المعركة BMS، بحسب الشركة.
وقال الجنرال ريتشارد سبنسر Richard Spencer، رئيس برنامج «اتصالات الميدان التكتيكية ونظام المعلومات» التابع لوزارة الدفاع الأميركية: «سيستَبدِل هذا العقد محطات البيانات الطرفية ويُحدِّث البرمجيات في جميع أنظمة Bowman لضمان سهولة الاستخدام، وخدمات نقل بيانات أكثر سرعة ومتانة وتوافقٍ تشغيلي محسَّن».
في 7 آذار/مارس الماضي، أعلن الجيش الأميركي قراره اختبار أجهزة راديو تشبيكية ثنائية القنوات جديدة محمولة على الظهر من شركات General Dynamics، و Harris، و«روكويل كولينز» Rockwell Collins على أن يتلقّى 30 وحدة من كلّ شركة. وستقوم شركة General Dynamics Mission Systems لأنظمة المهام بتوفير راديو من الجيل التالي، تقول عنه إنّه أخف وزناً وأكثر قوةً من الجهاز الحالي AN/PRC-155، فيما ستقوم Harris بتقديم جهازها AN/PRC-158، وبدورها ستُقدِّم Rockwell Collins عائلة راديو TruNet.
ويأتي ذلك عقب قرار الحكومة الأميركية بطرح متطلّبات «الراديو المحمول يدوياً» Handheld، و«الراديو المحمول على الظهر» Manpack، و«عامل الأنظمة الصغيرة الحجم» Small form factor (HMS)، الذي يستمدّ جذوره من برنامج «نظام الراديو التكتيكي المشترك» JTRS السابق وإطلاق منافسة بين أجهزة راديو متوافقة تقنياً، ومطوَّرة تجارياً.
وتأتي هذه الطلبية في إطار عقد « غير محدّد التسليم، غير محدّد الكمية» IDIQ على مدى خمس سنوات قد تبلغ قيمته 12.7 مليار دولار أميركي. وأُجيزَ للجيش الأميركي شراء نحو 60,296 جهازَ راديو في برنامج استحواذ لفترة غير محدّدة ويتوقّع أن يكون بدأ الإنتاج بالطاقة الكاملة في السنة المالية 2017.
وقال بيل روس Bill Ross، نائب رئيس «جنرال دينامكس لأنظمة المهام» General Dynamics Mission Systems: «لقد قمنا بتسليم أكثر من 5,000 جهاز راديو تشبيكي محمول على الظهر AN/PRC-155 Manpack إلى الجيش الأميركي وقد سمعنا مباشرةً إلى ما ينشده الجنود من جهاز راديو من الجيل التالي. إنّ آراءهم والتزامنا بهندسة متقدّمة، وتكنولوجيا متطوّرة وتصنيعٍ مُجزٍ من حيث الكلفة ستضمن أن يكون الجنود وقادتهم قادرين على التحدُّث، والمراسلة النصّية ومشاطرة المعلومات بأمان في بيئةٍ تكتيكية تزداد تعقيداً».
ويدعم جهاز AN/PRC-155 «الشكل الموجي لراديو الجندي» SRW، و«الشكل الموجي التشبيكي العريض الحيِّز» WNW، و«نظام الراديو الأرضي والمحمول جواً الأحادي الموجة» SINCGARS، والأشكال الموجيّة للاتصالات الساتلية. وهو على الأخص سيُشغِّل الشكل الموجيّ للاتصالات الساتلية ذات الحيِّز الضيق «نظام المُستخدِم الموضوعي النقّال» MUOS، وقد شكّلت تلك الأجهزة الراديوية في اختبارٍ حديث محوراً للاتصالات في ما بين الجنود على الأرض وعلى متن زوارق الجيش الأميركي عبر أرجاء منطقة الجيش الأميركي في المحيط الهادئ (انظر أدناه).
قال مايك جونز Mike Jones، نائب رئيس Rockwell Collins والمدير العام لأنظمة الاتصالات والملاحة و«الحرب الإلكترونية» : «يعتبر هذا العقد إنجازاً في غاية الأهمية وسيمنح المقاتلين قدرة الحصول على تكنولوجيا الاتصالات التشبيكية الأكثر تقدُّماً المتوافرة اليوم. وهو في النهاية سيوفر لهم المعلومات التي تُقدِّم صورة كاملة عن ميدان القتال».
وأوضح جونز: «على مدى سنين، قمنا بتسليم هذه القدرة مع جهاز ARC-210، الراديو الأكثر مَيْدَنةً في سوق الاتصالات المحمولة جواً. إنّنا نفيدُ من الخبرات، إلى جانب خبرتنا المجرّبة في الاتصالات التشبيكية في الميدان، من مجموعة منتجات TruNet. إنّها تُمثِّل حلاً كاملاً جاهزاً للتسليم يستفيد من الأصول الجوّية والأرضية على حدٍّ سواء».
وتصف Rockwell Collins أجهزة TruNet بكونها حلاً لاتصالات الشبكة المعرَّفة برمجياً – بما في ذلك أجهزة الراديو الأرضية، والمحمولة جواً واليدوية، والأشكال الموجيّة للتشبيك المتقدّم، والتطبيقات، والأنظمة المساعِدة المُلحَقة والخدمات – لضمان اتصالٍ آمنٍ بين العناصر المحمولة جواً وتلك على الأرض.
يتمثَّل عرض «هاريس كميونيكايشن سيستمز» Harris Communication Systems في الراديو المتعدّد القنوات AN/PRC-158 الذي اختاره الجيش الأميركي بالفعل لتطبيقات راجلة ومحمولة على الظهر على حدٍّ سواء. ويتميّز الاشتقاق الثنائي القنوات باتصالاتٍ متكاملة عبر الحيّزات cross-banding ويُشغِّل «الشكل الموجي لراديو الجندي» SRW، والأشكال الموجيّة لـ «أجهزة الراديو الأرضي والمحمول جواً الأحادي الموجة» SINCGARS و«نظام المُستخدِم الموضوعي النقّال» MUOS فيما يحافظ على التوافق التشغيلي مع أشكال موجيّة تقليدية، على حدّ قول الشركة، ما يوفّر بُنية تحتية متقدّمة للاتصالات بدءاً من الجندي الراجل وصولاً إلى مركز العمليات التكتيكية.
وقال برندان أوكونيل Brendan O’Connell، رئيس Harris Communication Systems للاتصالات التكتيكية: «يُشكِّل عقد HMS Manpack خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة إلى برنامج تحديث الراديو التكتيكي لصالح الجيش الأميركي، ويؤمّن للمقاتل قدرات تشبيك واتصالات ضرورية في الميدان».
في غضون ذلك، يواصل جهاز AN/PRC-155 من General Dynamics توسيع قدرته على العمل مع نظام الاتصالات الساتلية MUOS، وأعلنت الشركة في 23 شباط/فبراير الماضي نجاح اختبارٍ تمكَّن فيه جهاز الراديو المحمول على الظهر من وصل جنودٍ في منطقة المحيط الهادئ بشبكة MUOS. وساعد العديد من أجهزة الراديو المنتشرة في جزر هاواي ومن حولها الجنودَ على التحادث، ومشاطرة المعلومات وضمان اتصالاتٍ على متن زوارق حربية للجيش الأميركي وفي العديد من المواقع البرّية. وأجهزة الراديو هذه المجهَّزة بمُضخِّم MUOS عالي الطاقة والمُشغِّلة بالشكل الموجي لنظام MUOS، مكَّنت الجنود من مشاركة قيادة المهمة، ووضع صورة عملانية مشتركة عبر نظام MUOS، وفقاً للشركة.
وباستخدام أجهزة راديو محمولة على الظهر مجهَّزة بمُضخِّم MUOS ذي الغلاف المقوَّى والمتين appliqué، ونظام «منصّة قيادة المعركة المشتركة» JBC-P، أجرى الجنود على متن «سفينة إمداد لوجستي» اتصالاتٍ ونقلوا بياناتٍ وصورٍ إلى زملاء لهم في جزر أواهو وهاواي، فيما قام القادة بتعقُّب موقع السفينة باستخدام منصّة JBC-P.
ويمدّ مُضخِّم MUOS العالي الطاقة الراديو بقوة الإشارة التي يحتاج لها ليصل إلى السواتل في المدار المُزامِن لدوارن الأرض. ويعمل هذا الراديو ذو القناتَين كجسرٍ يصل فيما بين مختلف أجهزة الراديو والأشكال الموجيّة. وحينما يتلقّى اتصالاً من جهاز راديو تكتيكي على قناةٍ واحدة، يمكنه كوسيط من توجيه وإعادة إرسال الاتصال عبر القناة الثانية، مُرسِلاً بذلك هذا الاتصال إلى نظام MUOS.
في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل تطوير عتادها العسكري ولا سيما في مجال الاتصالات. ففي 26 نيسان/أبريل الماضي، أعلنت شركة «إلبيت» Elbit عن تلقّيها عقد بقيمة 20 مليون دولار من دولةٍ في أوروبا الغربية لم تُفصح عنها للحصول على عائلتها الجديدة من «الراديو المعرَّف برمجياً» SDR التكتيكي النقّال E-Lynx VHF، الذي سيتم تسليمه على مدى ثلاثة أعوام.
وعائلة E-Lynx، التي تستخدم أحدث تكنولوجيا SDR، تدعم اتصالات الحيِّز العريض عبر المجموعات القتالية التكتيكية المشتركة. وصُمِّمَ هذا النظام لتوفير خدمات موثوقة بالصوت، والبيانات والفيديو في آنٍ، إلى جانب قدرات مدمجة لتعقُّب القوات الصديقة، في الأشكال الموجيّة ذات الحيّز الضيق والآخر العريض على حدٍّ سواء.
وفيما تُوظِّف مبادئ «التشبيك المتخصِّص النقّال» MANET، تستهدف أجهزة E-Lynx المتعدّدة القنوات العاملة بـ «بروتوكول الإنترنت» IP الخدمة كعمادٍ للتشبيك النقّال لصالح «أنظمة إدارة المعركة» BMS الحديثة وأنظمة اتصالات الجندي والإلمام بالوضع التكتيكي المحيط، بحسب الشركة، ما يوفّر قدرات تشبيك متقدّمة لمجموعة متنوّعة من المنصّات فوق أيّ نوعٍ من التضاريس الجغرافية.
وتمنع خوارزمياتٍ قوية لتصحيح الأخطاء فقدان حُزم البيانات، في حين تضمن قدرة MANET ذاتية التشكُّل، وذاتية التعافي، اتصالات بيانات متينة من عدّة ميغابايتات في الثانية على حيِّز عريض للتكيُّف، وفقاً لشركة Elbit. ويشتمل الشكل الموجي ذو الحيِّز الضيق على إرسالٍ بالصوت والبيانات في آن باستخدام الحيِّز العريض 25 كيلوهيرتز من «التردُّد العالي جداً» VHF، فيما يسمح بسرعة قصوى لنقل كم أكبر من البيانات تبلغ 115.2 كيلوبايت في الثانية.
وتزعم الشركة الإسرائيلية أنّ جميع تلك القدرات مبيتة داخل وحدة راديو وحيدة، ما يسمح باستخدام عددٍ قليل من الأجهزة في الميدان.
وزعمَ قسم وحدة أعمال البر وأنظمة C4I لدى Elbit Systems ...، أنّ أجهزة راديو E-Lynx استندت إلى عقودٍ من الخبرة والمنتجات والتكنولوجيات المجرّبة، وأنّ الميدان المعاصر يتطلّب قدرات تشبيك متطوّرة للقوات المناورة كبُنيةٍ تحتية للإلمام بالوضع المحيط والسيطرة على الميدان.
عند الحدّ الأدنى للكلفة في سوق الاتصالات البعيدة المدى، تُواصِل أجهزة «التردُّد العالي» HF تحسين قدراتها. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة «كودان راديو كميونيكايشنز» Codan Radio Communications في 22 كانون الثاني/يناير الماضي، إطلاق ما تدعوه جهاز راديو دورية متطوِّراً ومتيناً محمولاً على الظهر استندَ إلى سلسلة الأجهزة المحمولة على الظهر 2110 Manpack.
ويأتي هذا الراديو مجهّزاً بمنسقة محمولة باليد ذكية ومقوَّاة وتُشغِّل شكلاً موجياً جديداً تقول الشركة إنّه يؤمّن «وضوحاً لا يُضاهى في الصوت» يُماثِل صوت الهواتف الخلوية، فيما يوفر الجهاز اليدوي تحكُّماً كاملاً بوظائف الراديو في راحة اليد.
وثمة طرازان جديدان في المجموعة الجديدة هما Patrol 2110 المعياري، الذي يستهدف وكالات الإغاثة الإنسانية ومؤسّسات السلامة العامة، ومن ثمّ Patrol 2110M ذو التردُّدات العالية القافزة والتشفير المتقدّم، وهو خاص للسوق العسكرية.
وقال ستيفن جنكينز Steven Jenkins، نائب الرئيس ومدير عام Codan Radio Communications Australia: «نلمس زيادةً في الطلب من سوق المنظّمات غير الحكومية والسوق العسكرية للجيل التالي من منصّتنا الآمنة والمقوَّاة من أجهزة الراديو الرقمية البعيدة المدى – ونحن نستجيب مع سلسلة راديو Patrol Manpack الجديدة».
وليس مَنْ يدّعي أنّ أيّاً من تلك الأجهزة الراديوية هي نظام اتصالات تكتيكي مثالي، لكنّها جميعاً تخطو خطواتٍ قيِّمة نحو ذلك الهدف الصعب التحقيق
