فخامة الوطن...
ألف مبروك للشعب اللبناني بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية... هذا الرجل العصامي الذي ما درّت مسيرته إلا حقاق عبير وما طغت نجاحاته إلا مطارف حلاوات وما رشحت مبادئه إلا مناهل ضياء...
فخامة الرئيس... أنت الأمل لشعب لبنان العظيم بعد أن اعشوشب اليباس على أدراج أحلامه وعسعس اليأس في نوافذ رجاءاته وتعمشق البؤس على جدران طموحاته...
نحن ندرك يا صاحب الفخامة الصعوبات التي ستواجهها في مسيرتك الإصلاحية لانتشال لبنان من قعر الهاوية، ونعلم أن هذه المسيرة لن تنجح بين ليلة وضحاها، ونعي أن هناك بعض التنازلات سيتم تقديمها في بداية عهدك الميمون وبخاصة ضرورة حصول حكومة العهد الأولى على ثقة مجلس النواب الحالي... ولكننا على ثقة أنك ورفيق دربك الرئيس نواف سلام، صاحب السيرة العطرة التي كل قدّةٍ من جلاميدها منسوجة من خدود العدل، وكل بوح من أريجها طلٌ يموج فوق ذرى الاستقامة نتنشقه إكسير عرفان وبالغ تقدير وعجقة احترام، ستعملان بكل جهد وجسارة على معالجة الوضع بشكل تدريجي ليعود لبينان منارة الشرق يعزز أصحاب الكفاءة على حساب رعاة الطوائف ويبرز النُّخَب الفكرية على حساب أصحاب المصالح والعقائد المتوارثة.
فلتعلم يا فخامة الرئيس أنك الأقوى لأنك لم تستجدِ ولم تحابِ ولم تستدن من حزبٍ أو طائفة بل أجمعت على شخصك الفعاليات المؤثرة دولياً وإقليمياً وداخلياً بعد أن رشفت من جرارك الذهبية لذاذات بكارى لم تعهدها قبلك ونشقت من أكمام أزاهيرك عبير أمل تتعافى معه ذكريات نازفة لتدغدغ مستقبل منشود.
لقد جعل خطاب القسم، يا فخامة الرئيس، مشاغل بالنا مساحات مشتولة فخراً واعتزازاً، ومن عناقيد دوالينا أملاً متلألئاً على دالية المستقبل.. لقد هفت شفاهنا إلى بزوغ ابتسامة بعد أن زوبعت في أفكارنا مراحل اليأس وكلنا ثقة بأن همومنا ستذوب في حياض كوثرك وبأن عهدك سيكون مشوار فرح وخلاص يمسح ضجر وجودنا ويبلسم جراح ذاكرتنا... وسيكون نبراساً ينير دياجير ظلامنا ونبعاً نستقي من سلسبيله ظمأ الفرح ومسيرة يغسل رذاذ أمواجها دروب الخنوع...
لقد أعلنت يا صاحب الفخامة عن بدء مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، ودعوت إلى تغيير الأداء السياسي وبناء وطن يكون الجميع فيه «تحت سقف القضاء والقانون». وقلت: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله، سأكون الخادم الأولى للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات». أقدِم يا فخامة الرئيس وذلِّل الصعاب.
أنت الأجدر يا فخامة الرئيس الذي جمعت صفاته جُلّ المناقب وأجمعت على محبته كل الأفئدة... أقدِم يا فخامة الرئيس فالله معك والشعب معك وإلى مستقبل باسم بإذنه تعالى... دعنا نشعر بفخامة الوطن بعد تشويه سمعته ومكانته على جميع الأصعدة.