دول المنطقة تبحث عن مقاتلة «الجيل الخامس» وعينها على «الجيل السادس»
في 23 نيسان/ أبريل العام 1991، أُعلنت مقاتلة Lockheed Martin YF-22 الفائزة في منافسة «المقاتلة التكتيكية المتقدّمة» (ATF) لـ «سلاح جو الولايات المتحدة الأميركية» (USAF). وأصبحت مقاتلة F-22A Raptor، المصمّمة لملاقاة متطلبات «سلاح الجو الأميركي» من ناحية القدرة على البقاء والطواف أو السرعة التجوالية الفائقة «سوبركروز» (supercruise) والقدرة على التخفِّي، مقاتلة التفوّق الجوي من «الجيل الخامس» الأولى عالمياً التي دخلت الخدمة لدى السلاح المذكور في كانون الأول/ديسمبر العام 2005.
وقد تناول دايفيد أوليفر (David Oliver) تطوير وتصدير مقاتلة F-35 الأكثر تطوُّراً من الجيل الخامس ببحثٍ نشرته مجلّة «مراجعة الدفاع الأوروبية» (European Defence Review - EDR)، وذلك قبل الهجمات العنيفة التي نفّذتها إسرائيل بتلك المقاتلات ضد ضاحية بيروت الجنوبية.
ومع ذلك، لا يمكن تصدير مقاتلة F-22 بموجب القانون الفيدرالي الأميركي وذلك من أجل حماية تكنولوجيا التخفّي والخصائص المصنّفة سرية للغاية. وعلى الرغم من الحظر، وعقب توقّف الإنتاج بعد استكمال [تسليم] 187 مقاتلة فحسب من أصل المتطلب الرئيسي لـ «سلاح الجو الأميركي» للحصول على 750 من هذا الطراز، تضمّن «مشروع قانون الترخيص الدفاعي الأميركي» (US defense authorization bill) للعام 2010 بنداً يشترط على وزارة الدفاع الأميركية إعداد تقريرٍ حول أكلاف وجدوى اشتقاق مخصص للتصدير من مقاتلة F-22. وكانت أستراليا واليابان قد عبّرتا عن اهتمامهما في الحصول على مقاتلة F-22، لكنّ هاتين الدولتين اختارتا في نهاية المطاف المقاتلة المتعدّدة الأدوار من «الجيل الخامس» التالي F-35 Lightning II من «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin والتي اشتملت على تكنولوجيا طُوّرت في الأساس لمقاتلة F-22.
وفي العام 2010، أصبحت إسرائيل الدولة الأولى التي تختار مقاتلة F-35 من خلال عملية «مبيعات خارجية عسكرية» (FMS) لدى الحكومة الأميركية عندما أعلنت أنها ستدفع 3 مليار دولار لقاء 19 مقاتلة F-35A معيارية، وهو سعر يشتمل على حصة من أكلاف التطوير والاختبار والتقييم. وجرى تسليم دفعة المقاتلات الـ 19 الأولى بطراز F-35A المعياري بينما المقاتلات الـ 31 الأخرى التي طلبتها ربما تم تسليمها على دفعتين من طراز F-35I. وجُهِّزت مقاتلة F-35I Adir بتكنولوجيا من تطوير إسرائيلي من بينها معدات «حرب إلكترونية» أنتجتها شركة «ألبيت سيستمز» Elbit Systems وحُزمها من إلكترونيات الطيران. وتختلف مقاتلة F-35I من حيث امتلاكها جهاز كومبيوتر رئيسي يعمل بتقنية «اقبس وشغّل» (plug-and-play) لإضافة أنظمة لاحقاً، على غرار ذخائر جو-أرض موجهة، وصواريخ جو-جو، وحواضن حرب إلكترونية خارجية. ومن الممكن إدماج أسلحة إسرائيلية أيضاً من بينها صواريخ الجو-جو القصيرة المدى Python من صنع شركة «رافائيل» والقنابل الذكية الموجهة بـ «نظام تحديد الموقع العالمي/ التصوير بالأشعة تحت الحمراء» الثنائية الأنماط Spice GPS/IIR، فيما يُطوّر «مركز اختبار الطيران» في القاعدة الجوية الإسرائيلية «تل-نور» خزانات وقود سعة 2,200 ليتر يمكن طرحها، أي التخلص منها بإلقائها خلال التحليق.
وتُعتبر مقاتلة F-35I Adir الإسرائيلية نسخة فريدة بُنيت بطريقة تُمكّن إسرائيل من إدماج أنظمتها الخاصة، فضلاً عن نظام «قيادة وسيطرة واتصالات وكومبيوترات» (C4) بَنَته شركة «الصناعات الجوفضائية الإسرائيلية» (IAI)، الذي يتيح دورات تطوير برمجيات ومكونات مادية سريعة من شأنها أن توفر تحديثاً متاحاً على نحو أكثر ودعماً للأنظمة طوال فترة خدمة المنصة، فيما يقتضي على الأنظمة أن تُلاقي البيئات العملانية المتغيرة سريعاً.
وكان «سرب النسر الذهبي» (‘Golden Eagle’ Squadron) رقم 140 في قاعدة «نيفاتيم» الإسرائيلية أول سربٍ يتلقّى مقاتلات F-35 التي أُعلن عن كونها مقتدرة عملانية في 6 كانون الأول/ديسمبر العام 2016. وتلاها السرب رقم 116 «أُسود الجنوب» (Lions of the South) بحصوله على مقاتلات F-35I Adirالعملانية [وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المقاتلات وانطلاقاً من تلك القاعدة ربما هي التي هاجمت ضاحية بيروت الجنوبية ونفذت الغارات العنيفة في أواخر أيلول/سبتمبر].
وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي قد صرح في أيار/مايو العام 2018 أن السلاح المذكور قد وظّف مقاتلتي F-35I في هجومين بميدانين، وقال إن إحداهما «قد حلّقت فوق أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك فوق بيروت في وضح النهار»، بينما وظّفت الثانية في العام 2019 لضرب شحنات صواريخ إيرانية.
وجدير بالذكر أنّ مقاتلات F-35A Lightning II التابعة لـ «سلاح الجو الأميركي» ومقاتلات F-35I Adir تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شاركت في التمارين الجوية Enduring Lightning III فوق إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر العام 2020. وقد تسلّم «سلاح الجو الإسرائيلي» بحلول أيار/مايو العام 2021 سبعاً وعشرين مقاتلة F-35، من بينها مقاتلة F-35I استُبقَيَ عليها في الولايات المتحدة الأميركية كي تُستخدم لاختبار الأسلحة والإلكترونيات الإسرائيلية الصنع فضلاً عن التحديثات البنيوية، وأُطلق عليها تسمية AS-15. وقد تشكّلت وحدة مقاتلة F-35I Adir ثالثة، «سرب النفاثة الأولى رقم 117» في تموز/يوليو العام 2021 كوحدة تدريب في «قاعدة نفاتيم الجوية»، وقد أصبحت من ثم عملانية بالكامل.
وجدير بالذكر أنّ سلاح الجو الإسرائيلي استضاف في تموز/يوليو العام 2018 وفداً عسكرياً من الإمارات العربية المتحدة للاطلاع على عمليات طائراته المقاتلة من طراز F-35 المتقدمة من صنعٍ أميركي. وتعتبر إسرائيل «شريكاً متعاوناً في الأمن» في برنامج «المقاتلة الضاربة المشتركة» F-35 JSF، وهي الوحيدة التي تملك مخزوناً من مقاتلات F-35 في المنطقة، والوحيدة التي استخدمتها في مهام قتالية. وعلى الرغم من أن إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لا روابط دبلوماسية رسمية بينهما، فهما تتعاونان في مسائل أمنية كسبيل إلى التصدي لنفوذ إيران المتنامي في المنطقة. وجاءت الزيارة الإماراتية الاستثنائية في إطار جهود الإمارات لشراء أسطولٍ من مقاتلات F-35.
في الأيام الأخيرة من إدارة ترامب، وافقت الولايات المتحدة على حزمة دفاعية إلى الإمارات العربية المتحدة بلغت قيمتها نحو 23 مليار دولار أميركي للحصول على أسطول من 50 مقاتلة من طراز F-35، فضلاً عن 18 عربة جوية غير آهلة MQ-9 Reaper (UAV) وذخائر جو-جو وجو-أرض ذات صلة. وفي نيسان/أبريل العام 2021، قالت وزارة الخارجية الأميركية: «يمكننا التأكيد بأنّ الإدارة تنوي المضي قدماً بهذه المبيعات الدفاعية المقترحة إلى الإمارات العربية المتحدة، حتى فيما نحن نواصل مراجعة التفاصيل واستشارة المسؤولين الإماراتيين لضمان أننا قد طوّرنا تفاهمات متبادلة في ما يتعلق بالتزامات الإمارات قبل، وخلال، وبعد التسليم».
وفي ما يتعلّق بالوضع الأمني الدقيق [المنطوي على استخدام هذه المقاتلات المتقدمة] والكيفية التي ستستخدم فيها الإمارات العربية المتحدة مقاتلات F-35 [إذا ما تمّت الصفقة واستحصلت الإمارات عليها مستقبلاً]، ربما تسعى الولايات المتحدة للحصول على ضمانات من أبو ظبي بأنّ مقاتلاتها النفاثة الخفية هذه لا يجثم أي منها أبداً في بلدٍ ثالث لأجل عمليات قتال استطلاعية، وإنما لا تغادر الأراضي الإماراتية إلا مؤقتاً للمشاركة في تدريبات عسكرية في فترات السِّلم مع دول صديقة. ومن المرجح أن تكون مقاتلات F-35A التي قد تبيعها الولايات المتحدة إلى الإمارات أقل عدداً من مقاتلات F-35I Adir الموجودة في الخدمة بالفعل لدى إسرائيل.
وقد عبّرت إدارة بايدن بالفعل عن نواياها لبيع أنظمة سلاح «دفاعية» فحسب إلى المملكة العربية السعودية من الآن فصاعداً، ولربما تتبنّى واشنطن سياسة مماثلة تجاه أبو ظبي من خلال فرض قيود واضحة حول المكان، والظروف، التي يمكن للإمارات أن تستخدم فيها مقاتلات F-35. وتوقّع بايدن أن يكون التزام واشنطن بالحفاظ بشكل متواصل على «التفوّق العسكري النوعي» لإسرائيل على الشرق الأوسط عاملاً مهماً في الصفقة مع الإمارات العربية المتحدة، كشأن المبيعات العسكرية الأميركية السابقة معها.
وستحدث عملية بيع مقاتلة F-35 إلى الإمارات العربية المتحدة أيضاً مخاطر حدوث سباق تسلح إقليمي، فضلاً عن التوترات القائمة بين الولايات المتحدة وروسيا التي ناقشت بيع نظامها المضاد لمقاتلات F-35، أي نظام الدفاع الجوي S-400 Triumph، إلى إيران. وعبّر المسؤولون الأميركون عن هواجسهم من أنّ نظام S-400 يمكن أن يُضعف بشدة مقاتلات F-35 وذلك بجمع معلومات حساسة حول قدراتها الخفية إذ إن الشكل الخارجي للمقاتلة، وحمولتها الداخلية من الأسلحة والوقود، ومستشعراتها المبيتة، جميعها قد صممت لتعظيم أدائها الخفي. وقد أثار الاستخدام المحتمل لهذا النظام الروسي القلق في إسرائيل إذ إنه يهدد أية محاولات مستقبلية [ربما تكون قريبة] لشن ضربات جوية إسرائيلية ضد أهداف إيرانية، ولو أنّ مقاتلات F-35 إسرائيلية قد حلقت بالقرب من أنظمة S-400 روسية منتشرة في سوريا.
المملكة العربية السعودية
من بين العملاء المحتملين الآخرين لهذه الطائرة المقاتلة من «الجيل الخامس» في المنطقة، المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، وقطر، ولو أن هذه الدول قد خصصت استثمارات ضخمة لطائراتها المقاتلة المتعددة الأدوار من «الجيل الرابع». وقد تسلّم «سلاح الجو الملكي السعودي» منذ فترة 84 طائرة مقاتلة ضاربة متقدمة من طراز Boeing F-15 Saudi Advanced (SA) Strike Eagles في إطار مبيعات خارجية أميركية بقيمة 29 مليار دولار وُقِّعَت في العام 2020. وتقوم شركة «بوينغ» Boeing أيضاً بتحديث 66 مقاتلة متعددة الأدوار من طراز F-15S Strike Eagle لدى «سلاح الجو الملكي السعودي» إلى مستوى SA بموجب مبيعات خارجية عسكرية بقيمة 21.6 مليون دولار. وإضافة إلى مقاتلات F-15SA، تسلّم «سلاح الجو الملكي السعودي» أيضاً 72 مقاتلة «يوروفايتر تايفون» Eurofighter Typhoon بموجب عقد بقيمة 4.4 مليارات جنيه إسترليني مع شركة «ب أيه إي سيستمز» BAE Systems أُبرم في أيلول/سبتمبر العام 2007. وجرى في آذار/مارس العام 2018 توقيع «مذكرة نوايا» للحصول على 48 مقاتلة Typhoon إضافية خلال زيارةٍ لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة، لكن يُنتظر التأكيد الرسمي لهذه المبيعات.
في 21 كانون الأول/ديسمبر العام 2012، وُقّع عقد بقيمة 2.5 مليار جنيه إسترليني في مسقط مع شركة BAE Systems لتزويد «سلاح الجو السلطاني العُماني» بـ 12 مقاتلة Eurofighter Typhoon وثماني طائرات تدريب نفاثة متقدمة من طراز BAE Hawk Advanced Jet Trainer (AJT)، استكمل تسليمها في كانون الثاني/يناير العام العام 2019. وتشكيل مقاتلات Typhoon اليوم السرب رقم 8 المُعاد تشكيله لدى «سلاح الجو السلطاني العُماني» في «قاعدة أدْم الجوية».
في إطار سعي «سلاح الجو الأميري القطري» إلى مضاعفة مخزونه من الطائرات المقاتلة أربعة أضعاف، وقّعت قطر في أيار/مايو العام 2015 مذكرة تفاهم بقيمة 6.92 مليارات دولار أميركي تُغطّي إمدادها بـ 24 مقاتلة «رافال» Rafale من «داسو» Dassault، من بينها طائرتا تدريب ثنائيتا المقاعد. وقد أُضيفت اثنتا عشرة مقاتلة من هذا الطراز إلى الطلبية الأصلية في كانون الأول/ديسمبر العام 2017، وتحتفظ قطر بخيار شراء 36 مقاتلة أخرى. وأنشأ «سلاح الجو الفرنسي» وحدة تدريب على مقاتلات Rafale القطرية في قاعدة Mont-de-Marsan، بجنوب غرب فرنسا في تشرين الأول/أكتوبر العام 2017. وكانت هذه الوحدة في البداية بقيادة ضابط فرنسي، قبل أن تنتقل القيادة إلى ضابط قطري في العام 2019.
وفي أيلول/سبتمبر العام 2016، طُرح بيع 72 مقاتلة F-15 على الكونغرس الأميركي للحصول على الموافقة. ووُقّع عقد في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2016 للحصول على 36 مقاتلة F-15QA تستند إلى مقاتلات F-15SA السعودية، إضافةً إلى 36 مقاتلة إضافية بقيمة 21.1 مليار دولار لصالح «سلاح الجو الأميري القطري».
وبعد نحو عام من ذلك، طلب «سلاح الجو القطري» 24 مقاتلة متعددة الأدوار من طراز Eurofighter Typhoon من شركة BAE Systems في إطار عقد بقيمة 6 مليارات جنيه إسترليني تضمّن تسع طائرات تدريب نفاثة Hawk AJT وحزمة دعم وتدريب. وقد أُعيد تشكيل السرب رقم 12 في «سلاح الجو القطري» العام 2018 ليضم تلك المقاتلات، وغدا بذلك السرب المشترك الأول لسلاح الجو القطري منذ الحرب العالمية الثانية. وجرى تدريب طيّارين وطواقم أرض قطريين على التحليق بمقاتلات Typhoon وصيانتها في قاعدة «سلاح الجو الملكي» البريطاني «كونينغسباي» (Coningsby) في المملكة المتحدة منذ حزيران/يونيو العام 2020، حيث تُوفّر كوادر من «سلاح الجو الملكي» تدريباً في الجو وعلى الأرض للطيّارين القطريين استعداداً لتشغيل مقاتلات Typhoon الأولى.
وفي العام 2011، أجرى «سلاح الجو القطري» تقييماً لمقاتلات F-35A Lightning II لكنه قرّر أنّ ذلك [طموح شرائها] يشكّل قفزة نوعية فائقة لسلاحِ جوٍّ كان لا يزال يُشغّل عدداً صغيراً من الطائرات المقاتلة الخفيفة النفاثة Alpha Jet المتقادمة ومقاتلات Mirage 2000 من الجيل الرابع.
إلى جانب الأساطيل الجوية للإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان وقطر، سيكون ثمة أساطيل جديدة لمقاتلات من الجيل الرابع قيد الخدمة على مدى العقدين المقبلين على الأقل، حينما لن تعد مقاتلات F-35 التي دخلت الخدمة في العام 2015 مستأثرة بتكنولوجيا المقاتلات الأكثر تطوراً في العالم. أما المقاتلة العملانية من الجيل الخامس الوحيدة الأخرى فهي المقاتلات الصينية Chengu J-20 التي دخلت الخدمة المحدودة في أيلول/سبتمبر العام 2017، ومقاتلة Sukhoi Su-57 الروسية التي دخلت الخدمة في كانون الأول/ديسمبر العام 2020، وثمة احتمالات محدودة لتصدير هاتين المقاتلتين على حد سواء. وفي العام 2007، وافقت الهند وروسيا على التطوير المشترك لبرنامج «الطائرة المقاتلة من الجيل الخامس» (FGFA) لصالح «سلاح الجو الهندي» يستند إلى مقاتلة Su-57، لكن الهند انسحبت من البرنامج في العام 2018 قبل بناء أي نموذج أوّلي، لتوضح أن إحدى المسائل الرئيسية وراء ذلك هي التصميم غير الكافي للقدرات الخفية لمقاتلة Su-57.
ومع ذلك، كُشف النقاب في خلال فعاليات المعرض الجوي الروسي MAKS 2021 عن المقاتلة التكتيكية الخفيفة من الجيل الخامس الروسية الجديدة: Sukhoi Checkmate. وقد أُطلق على هذه المقاتلة التي أجرت، كما هو مفترض تحليقها الأول العام الفائت، تسمية Su-75، وتتميز هذه المقاتلة الخفية الأحادية المحرك بقدرة إقلاع وهبوط قصيرين، ومدى يصل إلى 2,800 كيلومتر (1,740 ميلاً) مع شعاع قتالي يصل إلى 1,500 كيلومتر (930 ميلاً) وسرعة قصوى تبلغ 1.8 ماك (2,150 كيلومتراً في الساعة). وستستأثر مقاتلة Checkmate، التي تُحلّق بمحرّك ذي توجيه مرن لقوة نظام الدفع الموجه (thrust-vectoring) من نوع Saturn AL-41F1، بحمولةٍ قتالية تبلغ 6,800 كيلوغرام (15,000 رطل إنكليزي/ ليبرا) تُنقل ضمن ثلاث حجرات أسلحة داخلية. وذكرت التقارير أن كلفة المقاتلة قد تراوح بين 25 و 30 مليون دولار أميركي، وربما تكون قادرة على جذب سوق تصدير نشطة مع نهاية العقد.
وعلى المدى الطويل، ربما تنتظر دول الشرق الأوسط، المجهزة حالياً بطائرات مقاتلة جديدة من الجيل الرابع، حتى استكمال تطوير الأنظمة الجوية القتالية المستقبلية البريطانية والفرانكو-ألمانية الجديدة من الجيل السادس، تلك التي قد تصبح في الخدمة العملانية بحلول منتصف العقد الثالث من هذا القرن.^