Slideshows

نظام الإنذار المبكر والسيطرة المحمول جواً AWACS: توجه نحو هندسة تراكبية مفتوحة تسمح بإدماج التكنولوجيات الجديدة

خلال «قمة وارسو» Warsaw Summit للعام 2016، أطلق أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو» (NATO) رسمياً مشروع «نظام المراقبة والسيطرة المستقبلي للتحالف» (AFSC)، الهادف إلى تعريف الجيل الجديد من قدرة «نظام إنذار وسيطرة محمول جواً» (AWACS). في غضون ذلك، أطلق التحالف المرحلة الأخيرة من «برنامج التمديد النهائي لفترة الخدمة» Final Lifetime Extension Programme بغية تمديد فترة الخدمة العملانية للأسطول الحالي حتى العام 2035. استحصل حلف الأطلسي على قدراته الخاصة للإنذار المبكر المحمول جواً (AEW) في سبعينيات القرن الماضي، استجابة للحاجة إلى قدرة أفضل لرصد طائرات صغيرة عالية السرعة على مسافات بعيدة. ووفقاً للمطلب العملاني، سعى التحالف إلى الحصول على نظام مرن ونقال بغية توفير قدرات «قيادة وسيطرة» (C2) إلى القادة جواً وبراً وبحراً، مع التأكيد على رصد أهداف سطح بحرية. ووافقت «لجنة التخطيط الدفاعي» لدى حلف الأطلسي على شراء 18 طائرة Boeing E-3A، أو نظام السيطرة والإنذار المحمول جواً لدى الناتو في كانون الأول/ديسمبر العام 1978. وفي العقد الذي تلا، أنشأ التحالف قاعدة عمليات رئيسية في «غيلينكيرشين» Geilenkirchen بألمانيا وعَمَد إلى تحديث أنظمة «البيئة الأرضية للدفاع الجوي لدى الأطلسي» (NADGE) الـ 40.

ومنذ ذلك التاريخ، تغتنم «قوة السيطرة والإنذار المبكر المحمول جواً لدى الناتو» (NAEW&C force)، المشروع التعاوني الأكبر لدى التحالف، كثيراً من نظام AWACS، الذي يُعتبر من بين المنصات النادرة التي يملكها ويشغّلها التحالف، لأجل تنفيذ مجموعة واسعة من المهام. وفي فترات السلم، يمكن استخدام هذه الطائرة لإجراء مراقبة ودوريات جوية، وعمليات إخلاء غير قتالية، وفرض حظر، إضافة إلى الاستجابة في فترات الأزمات وحفظ أمن المجال الجوي خلال المناسبات الدولية المهمة. وقد انخرطت في إجراءات حفظ أمن لصالح تركيا منذ العام 2015 وكذلك لصالح تحالفَي وسط وشرق أوروبا منذ العام 2014، مع إعادة انتشار في أراضي حلفاء «الناتو» وحولها رداً على التدخل الروسي في أوكرانيا ذلك العام. وقد وفرت طائرات AWACS التي يشغّلها «الناتو» إدراكاً مناسباً للوضع خلال العديد من العمليات، كما حدث في ليبيا وأفغانستان. وقد دعمت مؤخراً عمل التحالف العالمي لهزيمة تنظيم «داعش» وعمليات دحر الإرهاب في البحر الأبيض المتوسط.

تم اختيار شركة Airbus Defence & Space بالتعاون مع شركة Northrop Grumman وسبعة لاعبين صناعيين، يشكلون فريق ASPAARO، من قبل وكالة الدعم والمشتريات التابعة لحلف شمال الأطلسي (NSPA) لإجراء واحدة من ثلاث عمليات للحد من المخاطر ودراسات الجدوى.
منظمة NAPMO

تشارك ست عشرة دولة في «منظمة إدارة برنامج NAEW&C» (NAPMO): وهي بلجيكا، وجمهورية التشيك، والدنمارك، وألمانيا، واليونان، والمجر، وإيطاليا، واللوكسمبورغ، وهولندا، والنروج، وبولندا، والبرتغال، ورومانيا، وأسبانيا، وتركيا، والولايات المتحدة. وهناك مشاركة محدودة للمملكة المتحدة، لكنّ طائراتها E-3D هي جزء من قوة NAEW&C. أما فرنسا التي تتولى دور المراقب، فغالباً ما تساعد في تنسيق العمليات، وتضمن التوافق التشغيلي في ما بين طائراتها من طراز E-3F وأساطيل طائرات E-3 الأخرى.

طائرة E-3A

طائرة E-3A هي اشتقاق معدل من Boeing 707 مجهزة برادارات بعيدة المدى ومستشعرات خامدة، وقادرة على رصد وتعقب وتعريف الطائرات المعادية العاملة على ارتفاعات منخفضة والإبلاغ عنها، وتوفير قدرة تحكم بالطائرات الحليفة. ويمكن لهذه الطائرة أن تحلق لنحو ثماني ساعات ونصف الساعة ضمن مدى أقصى يصل إلى 9,250 كيلومتراً وعلى سقف ارتفاعي يصل إلى 30,000 قدم [أي نحو 9250 كلم]. وهي بالتالي قادرة على تغطية منطقة مراقبة أكبر من 120,000 ميل مربع، لكنّ قدرات إعادة التزود بالوقود جواً يسمح بتمديد فترة مكوثها في الميدان. وتم وضع مستشعرات المراقبة النشطة داخل «قبة دوارة» rotodome متميزة رُكّبت على بدن الطائرة. وتوفر هذه القبة، وقطرها 9.1 أمتار، تغطية رادارية على مدار 360 درجة حتى مسافة تزيد على 400 كيلومتر بفضل دورة دورانها كل عشر ثوان. ويشغل الطائرة طاقم طيران من ثلاثة أفراد وطاقم مهام من 12.

المستقبل

في السنوات العملانية الـ 30 الأخيرة تطورت طائرات AWACS الأطلسية وفقاً للبيئة الجيوبولتيكية المتغيرة. ومن أجل الحفاظ على دورها الرئيسي في إدارة المعارك الجوية، يتطلب أسطول AWACS نفقات أو التزامات مالية تُقدّر بنحو 13 مليار دولار أميركي. وقد عزّز «برنامج التحديث المتتابع» (FUP) من دعم إدراك الوعي المحيط للوحدات المتعاونة واستبدل قمرات القيادة التناظرية بأخرى ذات تكنولوجيا رقمية. وأجرى تحديثاً استُكمل في العام 2018 على تكييف نظام الاتصالات مع متطلبات إدارة حركة الطيران الجوي الحالية والمتوقعة، بما في ذلك التطوير المتواصل لأنظمة الاتصالات التي تستخدم «بروتوكول الإنترنت» (IP). ويخضع الأسطول حالياً لبرنامج التحديث النهائي البالغة كلفته 1 مليار دولار أميركي، ويهدف إلى تمديد فترة الخدمة العملانية لهذا النظام حتى العام 2035. ويلحظ البرنامج، الذي فازت به شركة «بوينغ» Boeing، إجراء تحديثات على وصلة بيانات NE-3A وقدرات الاتصالات الصوتية فيها، وتعزيز قدرة التشبيك المحمولة جواً «والحيّز العريض في ما يتعدى خط النظر» (Wide-Band Beyond Line-of-Sight).

مبادرة AFSC

فيما يتوقع أن يُحال أسطول طائرات E-3 على التقاعد بُعيد العام 2035، يعيد أعضاء حلف «الناتو» التفكير في قدرات AWACS لديهم، التي أصبحت أداة لا غنى عنها في مجموعة واسعة من العمليات في فترات السلم والحرب. وتهدف مبادرتا «التمديد النهائي لفترة الخدمة» Final Lifetime Extension و«نظام المراقبة والسيطرة المستقبلي للتحالف» (AFSC)، اللتان أُطلقتا في العام 2016 بمشاركة 30 عضواً في حلف «الناتو» إلى تحديد أفضل الخيارات لفترة ما بعد الـ 2035 وفقاً لمتطلبات عسكرية على أعلى مستوى. وكان «مجلس شمال الأطلسي» North Atlantic Council (NAC) قد منح في العام 2017 «وكالة الدعم والمشتريات الأطلسية» (NSPA)، ومقرها اللوكسمبورغ، مسؤولية إجراء «الأبحاث والتطوير» R&D ذات الصلة. وزُوّد مكتب مشروع AFSC، المُنشأ ضمن وكالة NSPA، بميزانية قدرها 118.2 مليون يورو. لإدارة مراحل التطوير والتواصل مع الجهات المعنية داخل التحالف. وتهدف الدراسات إلى دعم التحالف والدول الأعضاء، إما فردياً أو إجمالياً، في اتخاذ خيارات مشترياتها في ما يتعلق بأنظمة الجيل التالي. أما مرحلة «المفهوم» الأولى فقد أُطلقت في العام ذاته بغية تقييم التكنولوجيات الجديدة، وأُعلن عن استكمالها، في الوقت المحدد وضمن الميزانية المقررة، في العام 2018. وانبثقت منها أربع «دراسات حالة صغيرة» (SCS)، ساعدت على تحديد البنية الأساسية والمتطلبات، وعقب الإطلاق السريع للمرحلة الثانية، جرى تطوير ست مقترحات مفهوم عالي المستوى من قِبل ائتلاف شركات، وقُدّمت في العام 2020؛ الشركات هي: «إيرباص ديفنس أند سبايس» Airbus Defence and Space؛ و «بوينغ» Boeing مع شركات «إندرا» Indra، و «إنمارسات» Inmarsat، و «ليوناردو» Leonardo، و«تاليس» Thales (المعروفة أيضاً باسم «أبيليتي» ABILITI)؛ وشركة «جنرال أتوميكس» General Atomics؛ و«ل3 هاريس» L3Harris مع شركات «3 أس. دي. أل» 3SDL، و«ديلويت كونسالتينغ» Deloitte Consulting، و«هنسولدت سنسورز» Hensoldt Sensors، و«آي بي أم» IBM، و«موسكيتير صوليوشينز» Musketeer Solutions، و«سينرجيتيكون» Synergeticon، و «فيدنز» Videns، وشركة «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin، وشركة «مبدا سيستمز» MDA Systems مع شركة «جنرال دينامكس ميشن سيستم» General Dynamics Mission System.

-	RQ-4 Global Hawk هي المزود الأول لمعلومات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمرة، وقادرة على الطيران على ارتفاعات عالية لأكثر من 30 ساعة. الصورة: Northrop Grumman
برامج مقاتلة الجيل التالي

لم يُفصح التحالف بعد عن أي مطلب عملاني بالتفصيل، لكن من الممكن بالفعل تحديد بعض السمات المحتملة. فقد تكون منصة الجيل التالي مختلفة كلياً مقارنة بطائرة E-3A SENTRY الحالية أقله لسببين. أولاً، سيُخفض عدد المنصات من أربع عشرة طائرة المتوافرة حالياً. ثانياً، تهدف المنصات الجديدة إلى ضمان أن تكون مهام AWACS متوافقة تشغيلياً مع الأنظمة التقليدية، وكذلك أيضاً مع تلك المستقبلية المخصصة للعمل في مهام عالية الحدة، لا سيما ضد أعداء أنداد/شبه أنداد. وانطلاقاً من هذه الاعتبارات، يُرجّح تبنّي مقاربة «نظام الأنظمة» (system-of-systems). وتماشياً مع متطلبات برنامجَي مقاتلة الجيل التالي SCAF و TEMPEST، سيتألف «نظام المراقبة والسيطرة المستقبلي للتحالف» (AFSC) على الأرجح من طائرة أساسية قادرة على تنسيق مجموعة من المنصات (الجوية، والرقمية، والبحرية، والفضائية والمرتكزة أرضاً) المخصصة لجمع الاستخبار. وستكون مهامها الأساسية: جمع وتحليل ونشر معلومات ذات صلة حول تهديدات محتملة بغية السماح بتعريف هويتها، وتحديد موقعها وتعقب أثرها؛ واستحداث إدراك محيط للميدان لرسم صورة عملانية مشتركة ودقيقة ومدمجة ومحدّثة باستمرار؛ وتحكم وتنسيق ومراقبة وتقييم لمنصاتها ومواردها بغية التعامل مع نشاطات العدو في منطقة العمليات ذات الصلة. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يجدر بهذه الطائرة أن تكون قادرة على تنفيذ مهام مراقبة وسيطرة متعددة المجالات في جميع السيناريوهات العملانية (المجازة، والمحفوفة بالمخاطر، والمحرمة). ويتعين على اتصالات الحيّز العريض المتطورة (مثلاً سواتل، «تردد عال جداً VHF، ووصلة بيانات، إلخ) وأنظمة تخزين بيانات أن تؤمن إدراك المحيط التكتيكي الأكثر دقة إلى مراكز «قيادة وسيطرة» (C2) متحالفة. وتحتاج هذه المنصة، لكي تكون أكثر فعالية، إلى قدرة عالية على البقاء (تُتاح جزئياً بفضل هندسة النظام الموزعة) وسمات الحماية التلقائية، إضافة إلى مستوى عالٍ من التراكبية.

أساسية قادرة على تنسيق مجموعة من المنصات (الجوية، والرقمية، والبحرية، والفضائية والمرتكزة أرضاً) المخصصة لجمع الاستخبار. وستكون مهامها الأساسية: جمع وتحليل ونشر معلومات ذات صلة حول تهديدات محتملة بغية السماح بتعريف هويتها، وتحديد موقعها وتعقب أثرها؛ واستحداث إدراك محيط للميدان لرسم صورة عملانية مشتركة ودقيقة ومدمجة ومحدّثة باستمرار؛ وتحكم وتنسيق ومراقبة وتقييم لمنصاتها ومواردها بغية التعامل مع نشاطات العدو في منطقة العمليات ذات الصلة. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يجدر بهذه الطائرة أن تكون قادرة على تنفيذ مهام مراقبة وسيطرة متعددة المجالات في جميع السيناريوهات العملانية (المجازة، والمحفوفة بالمخاطر، والمحرمة). ويتعين على اتصالات الحيّز العريض المتطورة (مثلاً سواتل، «تردد عال جداً VHF، ووصلة بيانات، إلخ) وأنظمة تخزين بيانات أن تؤمن إدراك المحيط التكتيكي الأكثر دقة إلى مراكز «قيادة وسيطرة» (C2) متحالفة. وتحتاج هذه المنصة، لكي تكون أكثر فعالية، إلى قدرة عالية على البقاء (تُتاح جزئياً بفضل هندسة النظام الموزعة) وسمات الحماية التلقائية، إضافة إلى مستوى عالٍ من التراكبية. وتجري «وكالة الدعم والمشتريات الأطلسية» (NSPA) أبحاثاً مكثّفة في العديد من المجالات، على غرار هندسات الأنظمة، والمستشعرات، و«الذكاء الصناعي» (IA) والأتمتة، ومشاركة المعلومات و«الأمن السيبراني» cybersecurity، وتستطلع البنى والتوليفات الممكنة لـ «نظام الأنظمة».

-	ربما يقرر التحالف مكافأة شركة Boeing بعقد جديد عالي القيمة بغية تمديد فترة الخدمة العملانية للأسطول الحالي إضافية، أو شراء طائرة Boeing E-7A WEDGETAILS، إذ إن المملكة المتحدة وتركيا قد قامتا بذلك فعلاً.
آفاق مستقبلية لنظام AWACS

فيما يتوقع صدور القرار النهائي حول خصائص هذا النظام في وقت قريب، فمن غير المرجح أن يكون نظام AWACS أطلسي مستقبلي يستند إلى أحدث التكنولوجيات وجاهزاً في الوقت المناسب مع إحالة أسطول E-3A SENTRY على التقاعد. وتتوافر بعض الخيارات التي ستتجنّب ثغرة في القدرات تُحدث تأثيراً كبيراً بالنسبة إلى الحلف الأطلسي. وربما يقرر التحالف مكافأة شركة Boeing بعقد جديد عالي القيمة بغية تمديد فترة الخدمة العملانية للأسطول الحالي لفترة أخرى، أو شراء طائرة Boeing E-7A WEDGETAILS، إذ إن المملكة المتحدة وتركيا قد قامتا بذلك فعلاً. وإذا ما قرر حلف «الناتو» المضي قدماً بنهجه الحالي والاستحصال على التكنولوجيات المطلوبة في الوقت المحدد، فإن أفضل حل سيكون شراء هندسة مفتوحة تسمح بإدماج تكنولوجيات جديدة. وسيسمح مثل هذا الخيار للناتو بانتظار لتكنولوجيا أكثر نضجاً فيما هي تراقب عن كثب تقدم برنامجَي TEMPEST و FCAS، وذلك بغاية الأهمية من ناحية التوافق التشغيلي. ولا يزال هذان البرنامجان قيد التطوير، ولربما يتسبب نقص التوافق السياسي التام في ما بين الشركاء حول بعض الخصائص والسمات بالإخلال بالجدول الزمني المُحدّد أصلاً. وقد يكون استخدام العربات الجوية غير الآهلة UAV الحالية كمنصة احتمالاً وارداً. لكن تحفظ بعض الأعضاء مجدداً، وهذه المرة على طيف مهامها، قد يُعقّد الأمور. وخير مثال على ذلك، قرار ألمانيا نبذ شراء طائرة RQ-4 GLOBAL HAWK من شركة «نورثروب غرومان» Northrop Grumman بسبب مخاطر أمنية محتملة والإخلال بحركتها الجوية المدنية

تحديث أسطول AWACS

يُشكّل تحديث أسطول AWACS بعد العام 2035 خطوة حاسمة ليس بالنسبة إلى حلف «الناتو» فحسب، بل أيضاً للدفاع الأشمل عن أوروبا. وتبذل فرنسا والمملكة المتحدة أيضاً جهودها في تجديد أسطولَيهما المتقادمين. ويتعين على باريس أن تستبدل طائراتها الأربع من طراز E3-F AWACS بحلول العام 2035. ومع ذلك، لحظ «قانون البرمجة العسكرية» (Loi de programmation militaire) للأعوام 2019-2025 إطلاق دراسات لاستبدال تلك الطائرات بحلول الوقت المذكور، مُلمحاً إلى أنّ البلاد قد تواجه فجوة من ناحية القدرات. وكانت لندن قد أعلنت قبل فترة أنها تتوقع فجوة مماثلة في القدرات لمدة عامين بين مرحلة إحالة طائراتها من طراز E-3D SENTRY على التقاعد، المتوقع في وقت قريب، ودخول ثلاث طائرات Boeing E-7A WEDGETAILS الخدمة في وقت ما من هذا العام. وكانت المملكة المتحدة في الماضي تُقدّم منصاتها إلى سلاح نظام «الإنذار المبكر والسيطرة المحمول جواً» (AEW&C) لدى «الناتو» عند اقتضاء الحاجة، لكن سلاح الجو الملكي يعتمد عندئذ لمدة عامين على طائرات «الناتو» إذا ما احتاج إليها.

طورت جميع دراسات AFSC مفهوم نظام الأنظمة للإجابة على متطلبات المراقبة والتحكم الصعبة
خلاصة

بالتالي، سيكون وضع جدول سياسي سريع الخطى حاسماً لاستكمال البرنامج في الوقت المناسب، لكنّ أحداثاً مثل الانسحاب المتسرّع للجنود من أفغانستان يُفاقم التوترات السياسية في ما بين الحلفاء ويُعيد إطلاق النداءات المطالبة بمزيد من الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية. وتوقع أعضاء أوروبيون في حلف «الناتو» أن تُحدث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تغييراً جذرياً مقارنة بعهد الرئيس الأسبق دونالد ترامب في ما يتعلق بالمشاركة الأميركية في الخارج. ومع ذلك، فإن إلغاء أستراليا لصفقة شراء غواصات فرنسية لتشتري من ثم غواصات أميركية، واستحداث التحالف الجديد AUKUS بين كانبيرا وواشنطن ولندن للتعامل مع التهديد الناشئ الذي تفرضه سياسات بكين في «جنوب بحر الصين» ومنطقة أوسع من ذلك، قد جدّد التوترات مع باريس، وأثار قلقاً وسط الحلفاء الأوروبيين على وجه العموم. وإضافة إلى ذلك، شدّد الرئيس بايدن مؤخراً على أن المشاركات العسكرية المستقبلية للولايات المتحدة في الخارج ستقتصر على ما يُشكّل ضرورة قصوى. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدما وصف حلف «الناتو» في العام 2019 بأنه في حالة «موت دماغي»، حاول إقناع الحلفاء بأن إرساء استقلالية استراتيجية أوروبية فعلياً هو السبيل الأمثل لحماية وتعزيز مصالح «الاتحاد الأوروبي» في الخارج. وبعد أكثر من أربع سنوات من هذا التصريح، يبدو أن أي دفاع أوروبي مستقل هو أبعد من أن يتحقق، بينما لم تُسهم استثمارات «الاتحاد الأوروبي» في القطاع الدفاعي في أن تُشكّل حافزاً لوضع سياسة دفاعية للاتحاد الأوروبي أكثر تكاملاً. وقد جاءت الانتخابات السياسية في كل من ألمانيا وفرنسا لتُحدث اضطراباً في الأجندة السياسية للاتحاد الأوروبي وكذلك في الجهود الدفاعية الأوروبية المشتركة. وكان من المتوقع في أن تُمثل الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي في الفصل الأول من العام 2022 الفرصة الأخيرة لتسريع التعاون الأوروبي في ما بين الأعضاء الأوروبيين. وبالعودة إلى «نظام الإنذار والسيطرة المحمول جواً» (AWACS)، فإن قدراته ليست مندرجة في البرامج المصادق عليها ضمن إطار مبادرة «التعاون الهيكلي الدائم» (PESCO) [وهي جزء من السياسة الأمنية والدفاعية للاتحاد الأوروبي]، ولا حظيت بتمويل من «الصندوق الدفاعي الأوروبي» (EDF). إن نقص الحلول الخاصة بأوروبا يجعل من إطلاق مشروع بقيادة أوروبية في هذا المجال خطوة غير مرجحة. وفي ما يتعلق بهذه الاعتبارات، فإن نتائج التوتر السياسي المتواصل في ما بين بعض أعضاء حلف «الناتو» ستُشكّل عنصراً حاسماً من ناحية استكمال مبادرة «نظام التحكّم الأوتوماتيكي بالطيران» (AFCS) المستقبلي.^ الباحثة المتخصصة جوليا تيليني

Year
2023
Page No
36

Featured News