Eurofighter في ميدان القتال الجوي المستقبلي
تتطلب التحولات الجيوسياسية الأخيرة والتطورات التكنولوجية الجيدة والسريعة نهجاً وحلولاً جديدين للتعامل مع البيئة المتغيرة. ويوضح فولكر بالتزو Volker Paltzo، الرئيس التنفيذي لِـ «يوروفايتر» Eurofighter كيف تتطور أنظمة أسلحة مقاتلة Eurofighter لتواجه التحديات الناشئة وتحافظ على ريادتها في ميدان القتال الجوي المستقبلي. كما تحدث كليمنس ليندن Clemens Linden، الرئيس التنفيذي لِـ «يوروجت» Eurojet عن كيفية تطوير محرك EJ-200 الذي يدفع المقاتلة لدعم هذا التطور.
Eurofighter هي العمود الفقري الثابت للقوات الجوية الأوروبية. ومع تطور Eurofighter لمواجهة العالم المتغير جغرافياً وتكنولوجياً، فإن صناعة الدفاع الأوروبية ستتجه نحو الجيل التالي من تطوير أنظمة الأسلحة.
إن تطور Eurofighter هو أمر حيوي للغاية، سواء من حيث التصدي للتهديدات الناشئة في ميدان القتال الجوي المستقبلي وأيضاً بالنسبة للصناعة الدفاعية الأوروبية لتطوير التكنولوجيات التي ستدعم القوة الجوية المستقبلية.
وبالطبع، فإن سيناريوهات المهام المستقبلية وخصائص المنصة تعتبر أيضاً من متطلبات حلول نظام القتال الجوي المستقبلي FCAS. ولهذا نرى Eurofighter الجسر المثالي والدعامة الأساسية لنظام FCAS الأوروبي.
ستتمكن Eurofighter من حمل مجموعة كاملة من التكنولوجيات الجديدة وتجربتها أو اختبارها واعتمادها كقدرة ناضجة. وبالتالي، فهي خطوة منطقية من برنامج تحسين Eurofighter إلى حل FCAS مستقبلي. ولكن، كيف يجب أن تتطور المنصة وما هي الأولويات؟ يشير الحوار المستدام مع تجمع عملاء المقاتلة إلى خمسة مجالات أساسية تشغل حالياً تفكير الائتلاف. اثنان يعكسان بيئة سياسية متغيرة، ويركز الباقي على التكنولوجيات المضادة التي يتم تطويرها لتعزيز قواتنا. والمجالات الخمسة هي:
يتطلب التعامل مع تهديدات الخلايا الإرهابية أو حرب العصابات، التي تشكل تهديداً مختلفاً من حيث الحجم والتكتيكات، الدقة العالية لتجنب الأضرار الجانبية.
الأمن الوطني والدفاع: في الجوهر، فإن الأحداث والاستراتيجيات للقوى العظمى الحالية والناشئة، دفعت الدول الأوروبية إلى الاضطلاع بمزيد من المسؤولية وتعزيز حرصها على السلامة الإقليمية خارج منطقة عملياتها.
أنظمة أسلحة جديدة: هناك تهديدات جديدة تظهر باستمرار وهذا ما يدفع إلى تطوير برامج رئيسية من بلدان أخرى. وستكون القدرة على مواجهة هذه التهديدات حاسمة للحفاظ على التفوق الجوي.
أنظمة رادارية متقدمة وحرب إلكترونية: ستدفع التطورات في أنظمة الدفاع الجوي إلى متطلبات حرب إلكترونية مستقبلية. فأنظمة الرادارات المتقدمة التي تعمل في الحيّزين VHF/SHF أو التي لديها قدرات خامدة وثنائية السكون، أي أنك لا ترى الرادار ولكنه يراك. وهذا يعني أيضاً تطوير قدرات جديدة لمواجهتها والعمل على تكتيكات تسمح للقوات الجوية باستدامة فعاليتها، على غرار مساعدات حرب إلكترونية محسنة تدعم استراتيجيات «منع الدخول/ المنطقة المحرمة» A2AD، وكذلك السماح بالاحتفاظ بعمليات آمنة أثناء عملها في هذه البيئة الملوثة.
التكنولوجيا السيبرانية: سيشكل ضمان أمن النظام وعدم إمكانية اختراقه – أو قدرته على إنجاز مهامه على الرغم من الهجوم السيبراني، جزءاً مهماً من المتطلبات المستقبلية.
سوف تتطور وتتغير هذه المجالات الخمسة بمرور الوقت، ولكنها ستواصل دفع Eurofighter إلى التفكير في كيفية تحويل نظام السلاح، على غرار تقديم «مُغيِّر اللعبة» رادار المسح الإلكتروني النشط E-Scan، لاستكمال وتعزيز قدرات المهام والاضطلاع بأدوار مستقبلية تتوقع Eurofighter تنفيذها. وتشمل هذه الأدوار تعزيز مهام جو-أرض وجو-بحر وأيضاً شل دفاعات مهام الدفاع الجوي المعادية وتدميرها.
ويمكن رؤية هذا التحول الذي حدث في وقت سابق، ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، حوّل مشروع Centurion بالفعل Eurofighter إلى الاضطلاع بمهام كانت سابقاً حكراً على مقاتلة Tornado. بينما في ألمانيا، هناك حاجة أيضاً لاستبدال مقاتلات Torando الألمانية. وبالنسبة لِـ «إيرباص» Airbus، فقد استجابت Eurofighter على طلب مقترحاتها لتحويل Tornado إلى Eurofighter للاستفادة من قدرة وقوة هذه المنصة المتعددة الأدوار.
التوافق التشغيلي والاتصال: سوف يكون ميدان القتال الجوي المستقبلي أكثر قدرة على المنافسة. ويجب أن تكون الأصول مرتبطة بالشبكة وتلبي أدواراً متعددة، الاتصالات في الوقت الحقيقي مع مجموعة أوسع من الأصول المتوافقة تشغيلياً على البر، وفي الجو، فضلاً عن مشاركة البيانات. وسوف تحتاج الأصول أن يكون لديها القدرة الخامدة أو النشطة في مجال المستشعرات، والاتصالات والرصد خلال المهمة.
و Eurofighter Typhoon هي بالفعل متوافقة تشغيلياً مع جميع منصات حلف شمال الأطلسي، وهي مستمرة في تطوير وتحسين هذه القدرة في ميدان القتال الجوي المستقبلي.
القدرة على الصمود: إن تحسين القدرة على الصمود والبقاء يعني الاستفادة من جميع المستشعرات الموجودة في المنصة وتعزيز «الأنظمة الفرعية للمساعدات الدفاعية» DASS ونظام إدارة المهمة لضمان أقل بصمة ملحوظة وأقل انبعاثات ممكنة في أي سيناريو ديناميكي.
الاستخدام الفعال لأجهزة الاستشعار: ومن هنا، فإن استخدام رادار المسح الإلكتروني النشط E-Scan، وهو المستشعر الرئيسي للمنصة، يلعب دوراً مهماً، وكذلك دمج البيانات. يتعلق كل ذلك بدمج جميع البيانات من الرادار والمستشعرات الرئيسية الأخرى وتعزيز الإلمام بالوضع المحيط للطيار لضمان أن يبقى نظام السلاح قادراً على التعامل مع جميع أنواع التهديدات الناشئة في المستقبل، سيتطلب ذلك مستويات AI لإدارة المعلومات، ما يرفع المستشعر ودمج البيانات إلى المستوى التالي.
التشويش: في بعض البيئات الملوثة، فإن الحرب الإلكترونية هي القدرة على الخيار لتحسين نجاح المهمة. وتسمح القدرة على التشويش على رادار العدو أن يكون قريباً بما يكفي من الهدف لاستخدام الأسلحة المناسبة على غرار الصاروخين الجوالين «ستورم شادو» Storm shadow و«توروس» Taurus.
الأسلحة المستمكنة شبكياً: ستكون من المتطلبات المستقبلية الواضحة إما حمل الأسلحة المستمكنة شبكياً أو «قيادتها» أو توجيهها إذا تم إطلاقها من منصات مختلفة. وهذه المقاربة تنسحب على العربات الجوية غير الآهلة UAV أيضاً. وتحتاج المنصات المستقبلية إلى التحكم عن بُعد بعربة UAV أو بأسراب منها.
وقت المدة: سيكون الاعتبار الرئيسي للقادة المستقبليين هو فترة الاحتفاظ بمنصاتهم في مسرح القتال، وكيف يمكنهم العودة بسرعة. بالطبع، يجب أن يكون هناك وقود كافٍ لإعادة الاشتباك، وأن تحمل الأسلحة المناسبة لتوفير أقصى قدر من الفعالية. وستعزز الخطط المستقبلية لِـ Eurofighter كِلا المجالين. سيركز تعزيز المثابرة على المحرك، وبخاصة التدابير التي تهدف إلى خفض استهلاك الوقود، فضلاً عن حلول تحسين قدرة التزود بالوقود جواً وخزانات الوقود الإضافية.
حمولة الأسلحة: لدى Eurofighter بالفعل سجل حافل في هذا الصدد بسبب حمولة الأسلحة الضخمة والمتعددة الاستخدام مقرونة بالأداء المدهش، ما يمنحها القدرة على نقل شحنة كبيرة من الأسلحة. وهناك 13 نقطة تعليق خارجية يمكن زيادتها من خلال استخدام العديد من قواذف الأسلحة. ولا يتعلق الأمر بالأرقام فقط، بل أيضاً بالمرونة. وهذا هو المفتاح للمستقبل حيث أن عدداً من الإعدادات المختلفة، التي يمكن دعمها، سوف تجلب فوائد كبيرة.
