مسبار الأمل يرسخ الشعور بالفخر الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ويرتقي بقدراتها العلمية
أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ، يعتبر عنصراً أساسياً ومساهماً استراتيجياً في تعزيز جهود دولة الإمارات الرامية إلى إلهام الشباب، وترسيخ الشعور بالفخر الوطني، وتسليط الضوء على الدور الريادي للدولة في مجال الفضاء على المستوى العالمي.
جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها الدكتور الأحبابي في إطار جلسات عمل أثناء فعاليات معرض ومؤتمر «بِت الشرق الأوسط وأفريقيا 2018» الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، يومي 23 و24 نيسان/أبريل الفائت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وبالشراكة مع دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، وشركة «ميكروسوفت» العالمية.
وقال الدكتور الأحبابي: «إن المشروع يهدف إلى بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وفي تطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة، وتعزيز التنويع الاقتصادي وتشجيع الابتكار والإبداع خاصة في المجالات العلمية والتكنولوجيا المرتبطة بقطاع الفضاء».
وأشار الأحبابي خلال كلمته إلى جهود وكالة الإمارات للفضاء ودورها في بناء القدرات البشرية المتخصصة في قطاع الفضاء، وفي تشجيع الطلبة في الدولة على دراسة المواد العلمية لدخول القطاع وقيادته مستقبلاً، وذلك من خلال توفير عدد من المنح الدراسية والبعثات الخارجية لمجموعة من الطلبة المتميزين، وإدراج علوم الفضاء في المناهج الدراسية ضمن المراحل العمرية المبكرة، فضلاً عن العمل على التعاون مع مختلف الأطراف المعنية المحلية والعالمية بالارتقاء بمستوى تعليم المواد العلمية.
وبالإضافة إلى ذلك، عملت الوكالة بحسب الأحبابي على تنظيم مخيمات صيفية لتنمية معارف الطلبة في مجال الفضاء وبرامج لتنمية القدرات بالتعاون مع أهم الشركاء العالميين، إلى جانب المحاضرات التي يقدمها رواد فضاء يجري دعوتهم لزيارة الدولة، إضافة إلى مختلف المسابقات التي تهدف إلى تحفيز وتشجيع الطلاب في الدولة على دخول المجالات الفضائية في المستقبل.
كما أكد الأحبابي توفير الوكالة كل أشكال الدعم والتمويل للجامعات في إطلاق برامج تعليمية فضائية متخصصة في تطوير الأقمار الصناعية الصغيرة على سبيل المثال، إضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم مع العديد منها لتحديد أطر التعاون في مجالات التعليم والبحوث والعلوم والتقنيات والتطبيقات الفضائية بهدف دعم قطاع الفضاء الوطني، فضلاً عن رفع مستوى الوعي بالفضاء وعلومه وزيادة اهتمام المجتمع بالأنشطة الفضائية في الدولة.
وقدم الأحبابي خلال كلمته لمحة عامة عن قطاع الفضاء الوطني منذ بداياته في سبعينيات القرن الماضي عندما التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو ١١ إلى القمر، واصفاً هذا اللقاء بأنه كان حافزاً لتوجيه اهتمام الإمارات نحو الفضاء. كما تحدث عن عوامل دخول دولة الإمارات قطاع الفضاء، والتي تشمل المزايا الاقتصادية مثل دعم الاقتصاد الذكي وخطط التنويع الشاملة، إلى جانب الفوائد الاجتماعية مثل تلك التي توفرها خدمات الاتصالات ومراقبة الأرض، وفي تحفيز الإبداع وإلهام الأجيال الناشئة، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي الناجح.
ونوه الأحبابي بأن القطاع الفضائي في الدولة يعتبر الأكبر في المنطقة من حيث التنوع وحجم الاستثمارات ومستوى المشاريع الطموحة، حيث يضم القطاع أربع مؤسسات وطنية ذات توجه عالمي، هي، وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وشركة «الياه» للاتصالات الفضائية، وشركة «الثريا» للاتصالات، كما يتضمن ثلاثة مراكز أبحاث متطورة، ويوظف نحو 500 عامل نصفهم من مواطني دولة الإمارات، وتتجاوز استثماراته حاجز الـ20 مليار درهم إماراتي (نحو 5.5 مليار دولار أميركي).
يذكر أن «مسبار الأمل» يعتبر أول مسبار عربي وإسلامي سينطلق إلى كوكب المريخ العام 2020، ليصل إلى المريخ بحلول العام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات، حيث تجري عمليات التخطيط والإدارة والتنفيذ لمسبار الأمل على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، في حين يطور مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.^