متطلّبات الطوّافات العسكرية: تراكبية وهندسة مفتوحة وتكنولوجيا آهلة/غير آهلة

لطالما صُنِّفَت الطوّافات العسكرية وفقاً لمهامها الرئيسية فضلاً عن مزاياها المتباينة، وعادةً ما تكون من ناحية الحجم أو الحمولة. والتوصيف الأبسط هو طوّافات نقل ومتعدّدة المهام/خدمة من ناحية، وطوّافات استطلاع وهجوم من ناحية أخرى، وهذا ما تناولته بالتفصيل نشرة الأمن والدفاع الأوروبية «يوروبيان سيكيورتي أند ديفنس».

كان من شأن مستجدّات التقدُّم التكنولوجي، فضلاً عن تغيُّر تقييم التهديدات والعقائد العملانية، أنْ حدَّدَ متطلّبات جديدة لتصميم الأجيال المستقبلية للطوّافات، ويستدعي تعديلاتٍ على بعض الأنظمة العملانية الحالية.

UH-60 BLACK HAWK

ويمكن تعريف ثلاثة اتّجاهات رئيسية:

الاستخدام المتعدّد: فيما لم ينتهِ عصر التصاميم الخاصة بالمهام، فإنّ ارتفاع أكلاف المشتريات والبيئات العملانية المتغيِّرة سريعاً قد ضاعفت الطلب على أنظمة عسكرية - بما فيها الطوّافات - تكون قابلة للتكييف. ويُتوقَّع أن يُعاد تكييف الطوّافات المتعدّدة المهام سريعاَ بغية الانتقال من النقل العام إلى مهامٍ أكثر تخصُّصاً على غرار البحث والإنقاذ أو الإخلاء الطبي. كما يُتوقَّع أن تكون حتى المنصّات المتخصِّصة على غرار الطوّافات الهجومية تراكبية لكي تسمح بإجراء تحديثٍ منتظمٍ بمكوَّناتٍ مطوَّرة حديثاً ولتسهيل الصيانة.

الأداء: دفعت مجموعة من العوامل - التجربة الحديثة في تحدّي البيئات الجغرافية - إلى تحسين التكنولوجيا المضادة للجوّيات، والحاجة إلى قواتٍ أصغر حجماً لتنفيذ مهامٍ على نطاقٍ واسع في إيقاعٍ عملاني عالٍ - إلى متطلّباتٍ لطوّافات ذات أداءٍ أعلى. وهذا يتعلّق بالأداء المادي (السرعة، والمدى، والارتفاع الأقصى (سقف الطيران) وسعة الحمولة...) فضلاً عن تحسين إلكترونيات الطيران والمستشعرات. ويُتوقَّع من الطوّافات المعاصرة أن تُحلِّق وتهبط في ظل ظروف صعبة (على غرار «انخفاض الانقشاعية بسبب عاصفة رملية أو ثلجيّة) والاشتباك مع أهدافٍ على أمداءٍ أبعد.

عمليات غير آهلة: فيما تُسجِّل تكنولوجيا الحركيّة الذاتية تقدُّماً، سيجري تصميم مزيدٍ من الطوّافات لعملياتٍ آهلة أو غير آهلة اختيارياً. وما يُوازي ذلك أهمية هو القدرة على عملياتٍ ترادفية بين طوّافاتٍ آهلة وأخرى غير آهلة. وهذا سيتَّسِم بفائدةٍ خاصة لدى الطوّافات الهجومية الآهلة التي بإمكانها استخدام وصلات بيانية لنَشْر عربات جوّية غير آهلة كمنصّات استكشاف متقدِّم أو حتى كمنصّاتٍ مسلَّحة لاختراق مجالٍ جوّي مَحمِيّ جيداً. ويُعزِّز هذا المفهوم من الوعي المحيط، وقوة الفتك والقدرة على البقاء، فيما لا يتطلّب سوى أكلاف تشغيلية منخفضة حينما يُقارَن بنَشْر طوّافات استطلاع آهلة. وقد حقَّقَ الجيش الأميركي تقدُّماً كبيراً في هذا المجال مع برنامجه «شراكة آهلة - غير آهلة» MUM-T الذي يسمح لطاقم طوّافةAH-64E APACHE بالتحكُّم بنحو ثلاث عربات جوّية غير آهلة من نوع «غراي إيغل» MQ-1C GRAY EAGLE UAV (شراكة من المستوى الرابع). وفيما لا يزال التطبيق في مراحله المبكرة جداً، فإنّ هذه التكنولوجيا تسمح لطوّافةAH-64E بالاشتباك مع أهدافٍ في ما يتعدّى خط النظر.

H225M
MQ-1C GRAY EAGLE UA
طوّافات النقل/الخدمة

من بين طوّافات الخدمة للنقل المتوسط الأكثر تعدُّداً من ناحية الاستخدام عائلة طوّافاتUH-60 BLACK HAWK التي تُنتِجها شركة «سيكورسكي» Sikorsky (حالياً «لوكهيد مارتن» Lockheed Martin) منذ العام 1979. ولا يزال نحو 3,000 طوّافة منها في الخدمة لدى 25 دولة، حيث يعتبر الجيش الأميركي المشغِّل الرئيسي (نحو 2,200 وحدة). وقد أبقت عمليات التحديث المتواصلة طوّافةUH-60 واشتقاقها المخصّص للتصديرS-70A صالحاً للخدمة.

ويجري تحديث اشتقاقات أقدم عهداً من طوّافات الخدمة الأساسية لدى الجيش الأميركي إلى طرازUH-60M الذي دخل الخدمة في العام 2009. وتشمل التحديثات/ قمرة قيادة رقمية؛ علبة تروس ومحرِّكات وشفرات دوّار محسّنة، وكمبيوتر مدمج لإدارة سلامة المنصّة. ومن بين معايير الأداء: شُعاع قتالي يبلغ 600 كيلومتر، وسرعة قصوى تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، وسقف جوي يرقَى إلى 5,800 متر. وثمة تحديثات إضافية متوقّعة حيث يُخطِّط الجيش الأميركي لتشغيل طوّافاتUH-60 حتى العام 2030.

ويمكن تعديل اشتقاق الخدمة الأساسي لمهام الهجوم/ الإسقاط الجوّي (11 جندياً مجهَّزاً للقتال)، ولنقل حمولة تصل إلى 4,100 كلغ، وللإخلاء الطبيMedEvac ومهام الدعم الناري. وتتألّف الحمولة المعيارية الاختيارية للسلاح من رشّاشَين أو رشّاشَين دوارّين «غاتلينغ» Gatling مركَّبَين عند البابَين الجانبيَين. وجرى تعديل اشتقاقاتUH-60 المتخصِّصة من أجل الحرب الإلكترونية، وللمهام المخصّصة للإخلاء الطبي، وللنقل في العمليات الخاصة ولمهام الدعم الناري. وبعد الغارة على «مجمّع بن لادن» في «أبوت آباد» (باكستان) في العام 2011، كُشِفَ النقاب عن مشاركة ما لا يقل عن طوّافتَيMH-60 للعمليات الخاصة جرى تجهيزهما بتكنولوجيا خفّية لتخفيض البصمتين الرادارية والصوتية.

وفي العام 2017، استكملت شركةSikorsky العمل على طقم سلاح جديد لطرازَيS-70M وS-70i.  وعبر تركيب جناحَين مبتورين مجهَّزَين بنقاط تعليق، يمكن تعديل طوّافة الخدمة الأساسية لكي تصبح طوّافة هجومية عبر استخدام صواريخ «هايدرا» Hydra عيار 70 ملم، وصواريخ جو-أرض «هلفاير» Hellfire، أو صواريخ جو-جو «ستينغر» Stinger، أو رشّاشَيGatling عيار 12,7 ملم. ويُدمَج طقم السلاح مع إلكترونيات الطيران على متن الطوّافة ونظام التهديف والشاشة المركَّبة على خوذة الطيّارين.

وكان الجيش الفرنسي قد اعتمدَ في العام 2005 طوّافةAirbus H225M، المعروفة سابقاً بتسميةEC725 أوSUPER COUGAR. ومذاك استحصلت على هذه الطوّافة ثماني دولٍ (من بينها اشتقاقات للقوات الجوية والبحرية) آخرها الكويت التي اشترت 30 طوافة. وتنطوي طوّافةSUPER COUGAR على مقاربة تراكبية لا تنفكُّ تُهيمن على تصميم الطوّافات. ويمكن تعديلها لمختلف المهام بما في ذلك المهام المجوقلة، والعمليات الخاصة، والدعم الناري، والبحث والإنقاذ. ويمكنها في مهام النقل التكتيكي أن تتّسِع لـ 28 جندياً. وباستطاعة هذه الطوافة نقل حمولة خمسة أطنان معلّقة تحت البدن. ويتَّسِع الطراز المعدّل للإخلاء الطبي لنحو 11 محفّة طبيّة إضافة إلى أربعة مُسعِفين. أمّا بالنسبة إلى العمليات الخاصة ومهام البحث والإنقاذ القتالي، فمن بين خيارات الأسلحة رشّاش عيار 7,62 ملم ومدفع رشّاش عيار 20 ملم على المتن فضلاً عن مدفعٍ خارجي وحواضن صواريخ.

وتتضمّن «الطوّافة المتعدّدة المهام للنقل المتوسط» العديد من المزايا التي نجدها عادةً في طوّافات الخدمة الأحدث. وتشمل تلك قمرة قيادة رقمية بالكامل مع إلكترونيات طيران متقدّمة ونظام تحكُّم أوتوماتيكي بالطيران يدمج معاً بيانات الطيران والملاحة والأخرى التكتيكية، وأنظمة طيران احتياطيةredundant flight systems، ونظام حرب إلكترونيةEW دفاعي يتحكَّم بناثرات الشُّهُب الحرارية والرقائق المعدنية التشويشية، ومقاعد للركّاب مقاوِمة وآمنة من التحطُّم، وألواح تدريع قابلة للنزع ضدّ نيران الأسلحة الخفيفة حتى 12.7 ملم، وبدن تراكبي من الخلائط المعدنية والمواد المركّبة الخفيفة نسبياً، وهيكل مقوَّى يؤمّن سلامةً محسَّنة من التحطُّم. أمّا المحرِّكان التيربو عموديان فهما مستقلاّن ويمتازان ببصمة أشعة تحت الحمراء مُخفَّضة. ويُخفِّف الدوّار الخُماسي الشفرات من المواد المركّبة قوة الاهتزاز. وثمة خيار لنظام مُذيب للجليد لشفرات الدوّار، ومُرشِّحات للرمل والجليد عند مآخذ المحرّك، ومسبار لإعادة التزوُّد بالوقود جوّاً. وقد استخدمت القوات الفرنسية طوّافةH225M بكثرة في أفغانستان ومسارح عمليات غير أوروبية أخرى، وسجَّلت نتائج ممتازة بما في ذلك معدّل جهوزية بنسبة 95 بالمئة.

أمّا من ناحية السعة، فإنّ طوّافةCH-47 CHINOOK هي من بين الطوّافات الأثقل وزناً المستخدمة من قِبَل الجيوش الغربية، وباستطاعتها نقل 33 جندياً مجهَّزين للقتال أو 55 راكباً من دون معدّات؛ و 24 محفّة طبية وثلاثة مُسعِفين؛ وحمولة داخلية زنة 10,900 كيلوغرام؛ أو حمولة معلّقة أسفل بدن الطوّافة زنة 11,800 كيلوغرام. وقد دخل الاشتقاق الأحدثCH-47F الخدمة لدى الجيش الأميركي في العام 2007. كما أن هناك سبع دول إضافية تُشغِّل أيضاً اشتقاقF. وهو يتميّز بمحرِّكات وإلكترونيات طيران وأجهزة اتصالات جديدة، وهيكلٍ محدَّثٍ مصمّم لتحسين الاستقرار والقدرة على البقاء. وتُعظم المحرّكات الأكثر قوة معظم معايير الأداء - السرعة، التسلق الجويً، والسقف الجوي والشُّعاع العملاني - مقارنةً باشتقاقD السابق. أمّا التحسينات الأكثر أهمية فنجدها في قمرة القيادة الرقمية. وتشمل «نظام التحكُّم الأوتوماتيكي الرقمي بالطيران» DAFCS الذي يساعد الطيّار على التحويم أو الهبوط في ظل ظروف رؤية سيئة (ضباب، دخان، ثلج...)؛ و«نظام هندسة إلكترونيات الطيران المشتركة» CAAS الذي يدمج أنظمة اتصالات وملاحة عديدة وأنظمة فرّعية للمهام. وتتميّز قمرة القيادة بتصميم هندسة أنظمة مفتوحة تسمح بتحديثٍ سهل للمكوّنات المادية والبرمجيات. وثمة اشتقاق للعمليات الخاصة يُعرَف بتسميةMH-47G. ويُتوقَّع أن يبقى الاشتقاقانF وG في الخدمة إلى ما بعد العام 2030. وثمة مباحثات لتطوير اشتقاقCH-47H محتمل في العقد المقبل، يتميّز بمحرّكات ورادار حديثين وستكون سعة حمولته أكبر وقد يبقى في الخدمة حتى العام 2060.

تصنِّع  NH Industries الطوافة المتوسطة الحجم الثنائية المحركNH90 بطرازين واحد مخصص للتطبيقات البحرية الخاصة بحلف شمال الأطلسي ، والآخر للنقل التكتيكي. وهذه الطوافة هي قيد الخدمة في أسلحة الجو في إسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، والسويد، وفنلندا، وبلجيكا، والنروج، واليونان، وأستراليا، ونيوزيلندا وسلطنة عًمان. وعلى هامش معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس 2018» وقعت دولة قطر عقداً لشراء 28 طوافة من طرازNH90. وتدعم الإتفاقية التي  تصل قيمتها إلى 3 مليارات يورو وتتضمن 16 طوافةNH90  طراز النقل التكتيكي  TTH و12 طوافة  NH90 طراز المهام البحريةNFH، خطط دولة قطر لدعم أسطول الطوافات في قواتها المسلحة. وتم حتى الآن تسليم أكثر من 365 طوافة من الطرازين.

أحدث طوّافة نقل دخلت الخدمة هي طوّافة الجيش الصينيZ-18A، مع «قدرة عملانية أوّلية» IOC في العام 2017. وكان التلفزيون الصيني المركزي قد بثَّ في لقطات خلال شهر كانون الثاني/يناير من العام 2018 تُظهِر طوّافةZ-18A تُشارك في تمارين هجومية جوّية أو العمليان المجوقلة: نقل جوي وهجوم وإسقاط جوي بالحبال. وصممت هذه الطوّافة التي تُنتِجها شركة «شونغهي لصناعة الطائرات» Changhe Aircraft Industries Corporation (CAIC) لمهام النقل المتوسط، وهي تُدفع بثلاثة محرّكات تيربو عموديturboshaft ويمكنها أن تنقل 27 جندياً مجهَّزين للقتال أو 14 محفّة كبيرة داخلياً أو 5,000 كلغ من الحمولة خارجياً. وثمة لوح إنزال خلفي يسمح بإنزال العربات التكتيكية الصغيرة. وتُستخدَم المواد المركّبة ومعدن «التيتانيوم» بكثرة لتخفيض الوزن. أمّا السقف الأقصى البالغ 9,000 متر فيسمح بعملياتٍ عند أقصى ارتفاعٍ في جبال الهملايا. وتبلغ السرعة القصوى 336 كيلومتراً في الساعة. وتُجهَّز الطوّافة غير المسلّحة برادار يتتبَّع التضاريس الأرضية، ورادار راصد للأحوال الجوّية مركبّ في الأنف، وقمرة قيادة رقمية أو «زجاجية».

وفي الطرف الآخر من طيف السعة، هناك طوّافات متعدّدة المهام أصغر حجماً على غرار «طوّافة الخدمة الخفيفة» LUH من شركة «هندوستان ايرونوتيكس ليمتد» Hindustan Aeronautics Limited (HAL). ويبلغ وزن الطوّافة ثلاثة أطنان وتتّسِع لستة ركّاب أو طنٍ واحدٍ من الحمولة. أمّا سرعتها القصوى فتصل إلى 250 كيلومتر في الساعة مع مدى يبلغ 250 كيلومتراً وسقف طيران يصل إلى 6,500 متر. ويستحصل الجيش الهندي على 187 طوّافةLUH.

AW139
LUH
AH-6i
LAH
طوّافات استطلاع وهجوم خفيف

ليس شائعاً وجود طوّافات مخصّصة بالكامل للاستطلاع والمراقبة في عالمنا الحالي المتعدّد المهام. وتشتمل بعض الطوّافات المتعدّدة الأغراض الخفيفة على قدرة الاستطلاع في جعبة قدراتها، بيدَ أنّ «أنظمة الدفاع الجوّي المحمولة على الكتف» MANPADS التي تزداد فعالية وأنظمة الدفاع الجوّي النقّالة الأخرى تجعل من الأجدى أنْ تتضمّن طوّافات الاستطلاع قدرة على الدفاع الذاتي وضرب أهدافٍ نقّالة محتملة. وهذا ما يُلغِي الخط الفاصل بين طوّافات الاستطلاع المسلّح والأخرى الهجومية الخفيفة. فشركة «بوينغ» Boeing على سبيل المثال تُطبِّق هاتَين الخاصيتَين في طوّافتهاAH-6i LITTLE BIRD والاشتقاق المخصّص للتصديرAH-6i- التي استحصل عليها الحرس الوطني السعودي -وهما الطوّافتان الهجوميتان الآهلتان الأخف وزناً في العالم. وتضمّ جعبة المهام الهجومَ الخفيف، والهجوم الدقيق، والمضاد للدروع، والاستطلاع، والمواكبة المسلّحة، وإنزال/إخلاء الجند (من الميدان) فضلاً عن مهام البحث والإنقاذ القتالية. وتتميّز طوّافةAH-6، وهي اشتقاق منMH-6 التي تُشغِّلها قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي، بقمرة قيادة مدمجة بالكامل وكمبيوتر مهام متقدّم مصمّم لتعزيز الإلمام بالوضع المحيط وتخفيض الأعباء على الطيّار. أمّا التهديف فيُنجَز عبر نظام الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراءAN/ZSQ-3 FLIR ونظام مستشعر التهديف البصري الإلكتروني/أشعة تحت الحمراءL-3 WESCAM MX-15Di EO/IR.

وبرنامج طوّافةLITTLE BIRD المحسَّنة من ناحية المهام المُستكمَل في العام 2015، فيرقَى بالطوّافة إلى مستوىAH-6M، مضافاً إليها: دوّار رئيسي سُداسي الشفرات ودوّار ذيل رباعي الشفرات؛ ونظام دوّار ذيل وتحكُّم محسّن؛ وبدن مقوَّى لاستيعاب حمولة الأسلحة الزائدة؛ وأبواب أكبر؛ ومآخذ ومُرشِّحات محسَّنة للمحرّك؛ وأجهزة هبوط محسَّنة. أمّا خزّانات الوقود المقاومة للتسرب فهي مدرّعة ضدّ نيران الأسلحة الخفيفة حتى عيار 12.7 ملم. ومن بين الأسلحة صواريخTOW وHELLFIRE وSTINGER فضلاً عن حواضن رشّاشات مختلفة. وتتميّز الطوّافة الصغيرة بمعدّل قوة إلى وزن وحمولة إلى وزن لا يُضاهيان.

وتُطوِّر شركتا «الصناعات الجوفضائية الكورية» Korean Aerospace Industries (KAI) و«ايرباص» Airbus» الطوّافة المسلّحة الخفيفة» LAH المصمَّمة أساساً لكي تعمل كطوّافة استطلاع وهجوم، فيما تحافظ على قدرة النقل المتوسط. وطوّافةLAH المستندة إلى طوّافةAirbus H155 DAUPHIN زنة 2.6 طنين، ستُدفع بمحرّكَين تيربوعموديَين بقوة 1,650 حصاناً ودوّار رئيسي خُماسي الشفرات يُحقِّق سرعة 325 كيلومتراً في الساعة ومعدّل تسلُّق 549 متراً في الدقيقة. ويُتوقَّع أن يتألّف السلاح من مدفعٍ أوتوماتيكي عيار 20 ملم في بُريجٍ عند ذقن الطوّافة، معزَّز بحاضنَين للصواريخ والمدافع الرشّاشة على الجنيحَين الصغيرَين. ومن المتوقّع أن يبدأ تسليم الطوّافة العملانية الأولى في العام 2022.

واستهلّت شركةHAL الهندية إنتاج «طوّافة القتال الخفيفة» LCH المحلية في العام 2017. وقد طلب الجيش الهندي 114 وحدة منها. ومن بين مهامها قتال الدبّابات، والعربات المدرّعة الأخرى، والطائرات والسفن البطيئة الحركة، فضلاً عن الاستطلاع والمراقبة الميدانية والبحث والإنقاذ القتالي. وقد صُمِّمت الطوّافة الجديدة خصيصاً لعمليات الطوّافات الهجومية على ارتفاعاتٍ عالية، ما يسدّ ثغرة معروفة في القدرات. ولهذه الغاية صمَّم مُصنِّع المحرّكات الفرنسي «تيربوميكا» «Turbomeca محرِّكاً جرى تطويره على نحو أمثل للارتفاعات العالية. ويُقدَّر السقف العملاني الأقصى للطوّافة بين 6,000 و 6,500 متر.

ومن بين حمولة السلاح المدفع الرشّاش الفرنسي المركّب على برجGIAT-NEXTER عيار 20 ملم، وصواريخ بلجيكية مضادة للدبّابات، وصاروخ الجو-جوMISTRAL-2 من «مبدا» MBDA. ويأتي طقم الحرب الإلكترونية من شركة «ساب جنوب أفريقيا» Saab South Africa في حين أنّ طقم المستشعرات وأنظمة التشبيك قد جرى تطويرها بالتعاون مع إسرائيل. وهذا النوع من المزج والمقارنة، ولو كان ذا جهدٍ مكثّف، إنّما هو ظاهرة سائدة اليوم في سوق الأسلحة المعولمة، ويُمكِّن الدول من تكييف طوّافات جديدة بحسب طلبها لكي تُلاقي على نحو أمثل متطلّباتها العملانية الفريدة. وإضافةً إلى تجهيز قواتها المسلّحة محلياً، تأمل الهند في تصدير «طوّافة القتال الخفيفة» LCH المحلية التصميم والتصنيع والإنتاج.

طوّافة TIGER
APACHE
الطوّافات الهجومية

يكمن الفارق بين الطوّافات الهجومية «الخفيفة» و«المجهَّزة بالكامل» في الحماية التدريعية الأقوى لهذه الأخيرة، وكذلك سعة الحمولة الأثقل وتركيز المهام في العمليات القتالية الهجومية. وتبقى الطوّافات الهجومية عالية الرشاقة وتعتمد على السرعة والحركيّة لضمان القدرة على البقاء ونجاح المهمة.

أمّا طوّافةAirbus EC655 TIGER، زنة 3,300 كيلوغرام، فهي من بين الطوّافات الهجومية المتكاملة التجهيز الأكثر رشاقةً. وقد صُنِعَ قرابة %80 من البدن من مادة «الكيفلار» الخفيفة الوزن وصفائح الكاربون لتخفيض الوزن وتحسين بقاء الطاقم أثناء السقوط. وبعد دخول طوّافةTIGER الخدمة في العام 2005 تبقى إحدى طوّافات الهجوم الأكثر حداثة في العالم. ويتوافر في الإجمال أربعة اشتقاقات منها، من بينها «طوّافة الدعم الناري المتعدّدة الأدوار» UHT، و«طوّافة المرافقة والقتال المتعدّدة الأغراض» HAP، و«طوّافة الاستطلاع المسلّح» ARH. أمّا اشتقاق «الدعم والتدمير» HAD، المعروف أيضاً بتسميةTIGER Mk2، فيتميّز بالقوة القتالية الأكثر فتكاً وهو طوّافة الهجوم الأثقل في عائلةTIGER.

ومن ضمن المهام تدمير أهداف نقّالة وثابتة مدرّعة أو مقوّاة، وكذلك الدعم الناري الأرضي، والمواكبة الجوّية أو الأرضية، والاستطلاع، والقتال جو-جو. ومن ضمن الأسلحة ثمانية صواريخ جو-أرض/صواريخ مضادة للمدرّعاتHELLFIRE II، إضافة إلى أربعة صواريخ جو-جوMISTRAL، معزّزة على نحو اختياري بصواريخ غير موجَّهة عيار 68 ملم أو 70 ملم. وباستطاعة المدفع الرشّاش عيار 30 ملم المركب في البرج المثبَّت في ذقن الطوّافة أنْ يوفّر دعماً نارياً فعّالاً على مسافة تصل إلى 2,000 متر. وعلى الرغم من استخدام مواد مركّبة بنسبة %77 في البدن، تبقى طوّافةHAD أثقل من الاشتقاقات الأخرى، وتتميّز بمحرّكات أكثر قوة، وتدريع بالستي أفضل، وهي أكثر ملاءمة للعمليات في مناطق ذات المناخ الحارّ، وتشتمل على هوائي بَث واستقبال ساتلي» وصلة صاعدة / وصلة هابطة» Uplink/Downlink لتبادل البيانات مع محطة أرضية. أمّا منظارRMS المركّب على سطح قمرة القيادة فيمكنه أن يمدّ مباشرةً «شاشة عرض المنظار المركّبة على خوذةHMSD؛ ويمكن الربط بين منظارRMS وشاشةHMSD والمدفع الرشّاش عيار 30 ملم لتأمين اشتباكٍ سريع مع أهداف طارئة. وقد أثبتت تجارب عملانية مكثّفة في بيئات نائية في أفغانستان وأفريقيا سهولة صيانة طوّافةTIGER.

وستُنتِج كلٌّ من فرنسا وألمانيا وإسبانيا في منتصف العقد المقبل اشتقاقاً محدّثاً من طوّافةTIGER Mk3 الذي يتميّز بإلكترونيات طيران وأسلحة محسّنين. ويُتوقَّع خلال هذا العام اتّخاذ قرار حول الطراز الدقيق.

تعود جذور الطوّافة الهجوميةAH-64 APACHE منBoeing المستخدمة حالياً لدى 15 دولة إلى سبعينيات القرن الماضي. ومع ذلك، عَمِلَت شركةBoeing والجيش الأميركي بصفته المشغّل الرئيسي باستمرار على تحديث طوّافة «آباتشي» APACHE، والحفاظ على مكانتها كالطوّافة الهجومية الأكثر اقتداراً في العالم. فرادار إدارة الرميLONGBOW و«مقياس تداخُل التردُّدات الراديوية» RFI المعتمَدان منذ الاشتقاقD، يسمحان بحيازة الهدف خارج خط النظر. وتتيح التكنولوجيا حيازة 128 هدفاً واستهداف 16 منها في آنٍ.

أمّا اشتقاقAPACHE الأحدث، أيAH-64E APACHE GUARDIAN، الذي دخل الخدمة في العام 2013، فيتميّز بمحرّكات أكثر قوة، وناقل حركة جديد وشفرات دوّار محسّنة من المواد المركّبة، ما يوفّر أداءً محسّناً (سرعة تجوال، ومعدّل تسلق، وسعة حمولة، وفترة استجابة وتحويم ومدى) مقارنةً باشتقاقD. ويمكن لاشتقاقE أن يتحكّم بعربات جوّية غير آهلةUAV (MUM-T) والاشتباك مع أهداف بحريّة. وتسمح وصلة البياناتLink 16 بمشاركة الإلمام بالوضع المحيط مع قوات صديقة، فيما يقوم نظام حيازة رمي أرضي جديد أوتوماتيكياً بتحديد موقع مصدر نيران العدو ويُوجِّه المدفع الرشّاش عيار 30 ملم في برج الـAPACHE لإسكات تلك الأهداف. وبإمكان طوّافةAPACHE بوزنها الأساسي البالغ 5,200 كيلوغرام أن تنقل حمولة زنة 3,000 كيلوغرام تشمل 16 صاروخHELLFIRE. وفيما يجعل وزن الحمولة الزائدة وقبة رادارLONGBOW طوّافةAPACHE أقل رشاقة من العديد من منافساتها، فإنّ التحسينات على أداء اشتقاقE قد جعلتها مهيمنة على الميدان من جديد، في حين أنّ الحمولة الأكبر لطوّافةAPACHE تمدّها بقوة قتالية أكبر بكثير من معظم منافساتها. وينوي الجيش الأميركي مواصلة شراء طوّافةAH-64E حتى الانتهاء من إنتاجها في العام 2026، وسيُحلِّق بطوّافاتAPACHE حتى العام 2050.

تم طلب أكثر من 900 طوافةAW139 تزن الواحدة بين 6 – 7 أطنان من شركة «ليوناردو» Leonardo، وتعتبرها الشركة الطوافة الأكثر مبيعاً في فئتها. الطلبية الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها كانت من باكستان التي طلبت في نيسان/أبريل الفائت عدداً غير محدد من هذه الطوافات، إضافة إلى طلب تايلاند 10 طوافاتAW139 من طرازين النقل والخدمات العامة. وتنتج الشركة أيضاً طرازاً عسكرياً من هذه الطوافة تحت مسمىAW139M.

إلى جانب الطوّافتَين البارزتَينBoeing AH-64 Apache وAirbus Helicopters Tiger، تُعتبرMil Mi-28 (التي يُطلِق عليها «الناتو» تسميةHavoc) طوّافة هجومية روسية حديثة مضادة للدبابات ذات مقعدين مترادفين تعمل ليلَ نهار في جميع الأحوال الجوّية. وتأتي مجهَّزة على نحو أفضل من الطوّافة الأيقونةMil Mi-24. إنّها تحمل مدفعاً رشّاشاً وحيداً في بريج تحت أنف الطوّافة، فضلاً عن حمولات خارجية في حُجيراتٍ تحت الجانحَين المبتورين على نحو تقليدي. أمّا طوّافة «القرش الأسود» Kamov Ka-50 Black Shark (أو كما يُطلق عليها «الناتو» Hokum-A) فهي مختلفة جداً. وتشتمل هذه الطوّافة الهجومية الروسية الأحادية المقعد على نظام دوّارين متعاكسين أحاديي المحور من تصميم مكتب «كاموف» Kamov. وقد صُمِّمت في الثمانينات وأُدخِلَت الخدمة لدى الجيش الروسي في العام 1995. ويتميّز تصميمها بصغر الحجم والسرعة والمرونة لتحسين قدرتها على البقاء والفتك. إنّها فريدةٌ بين الطوّافات القتالية لأنّها تُشغَّل فقط من قِبَل طيّار واحد فحسب. ويمكن لطوّافةKa-50 ذات التصميم الروسي أن تحمل 24 صاروخ 9K121 Vikhr (AT-16 Scallion)، أو أربعة حواضن صواريخ غير موجَّهة تحوي كل منها 20 صاروخاً، أو توليفةً من الإثنين. كما بإمكانHokum أن تحمل صواريخ جو-جوAA-11/R-73 Archer (بطريقة مماثلة لطوافةApache)، ما يجعلها تُمثِّل مع المدفع الرشّاش 2A42 عيار 30 ملم مركَّبٌ على طوّافةHokum تهديداً مقتدراً ضد طوّافات هجومية مُعادية. وتبلغ سرعةHokum القصوى نحو 350 كيلومتراً، في حين يصل شُعاعها القتالي إلى 250 كيلومتراً.

بالنسبة إلىAgusta A129 Mangusta، فهي طوّافة هجومية صمّمتها وأنتجتها شركة «أغوستا ويستلاند» Agusta Westland (حالياًLeonardo Helicopters) في إيطاليا. وهي طوّافة الهجوم الأولى التي تُصمَّم وتُنتَج بالكامل في أوروبا الغربية. أمّاTAI/AgustaWestland T-129 Atak فهي اشتقاقٌ تركي من طوّافةA-129، وتم تطويرها من قبل شركة «الصناعات الجوفضائية التركية» Turkish Aerospace Industries (TAI)، مع شريكها الرئيسيAgusta Westland.

دخلت الطوّافةZ-10 زنة 7 أطنان من صنع شركةChanghe Aircraft Industries Corporation (CAIC) الصينية الخدمة لدى الجيش الصيني في العام 2012. وذُكِرَ أنّ بعض المكوِّنات المادية الفرنسية والإسرائيلية مستخدمة في هذه الطوّافة، أمّا برمجيات المهام فهي محلية بالكامل. وتتميّز قمرة القيادة الرقمية بشاشات العرض المثبَّتة على الخوذةHUD، وشاشات عرض متعدّدة الوظائف، وتوافقية مع مناظير الرؤية الليلية، وأنظمة الملاحة المدمجة بالكامل ونظام تحكُّم سلكي بالطيران. وجرى تجهيز الطوّافة لاحقاً برادار لتفادي التضاريس الأرضية وتتبُّعها.

وكما هو شائعٌ في الطوّافات الهجومية المتكاملة التجهيز، يجلس طاقم من فردين على نحو ترادفي، الطيّار في الأعلى وأمامه الرامي. ويتضاءل حجم البدن باتّجاه الخلف لتخفيض المقطع الراداري العَرَضِي. وتمّ تدريع قمرة القيادة ومناطق حسّاسة أخرى، ويمكن لنوافذ القمرة القيادية المضادة للرصاص أنْ تصمد أمام طلقات 7.62 ملم. ومن بين المستشعرات المركّبة على الأنف نظام «الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء» FLIR، وكاميرا للإضاءة المنخفضة، وقائس مسافات ليزري ومعيِّن أهداف ليزري. أمّا طقم الحرب الإلكترونيةEW فيشتمل على متلقيات للإنذار الليزري والراداري، فضلاً عن إجراءات مضادة (نظام تشويش حراري، وناثرات رقائق معدنية وشُهُب حرارية خداعية). ويستضيف البرج الذقني مدفعاً من عيار 30 ملم، في حين أنّ الجناحَين المبتورين يحملان نحو 1,500 كيلوغرام من الذخيرة. وتتألّف هذه الحمولة من ستة عشر صاروخاً مضاداً للدبّابات من نوعHJ-10، لكن قد تتضمّن أيضاً ثمانية صواريخHJ-10 إضافةً إلى ذخيرة إضافية جو-أرض وجو-جو.

ROSOBORONEXPORT
 Kamov Ka-50 Black Shark
التسلق العامودي المستقبلي

خلال العقد الثالث المقبل، يُتوقَّع أن يبدأ الجيش الأميركي باعتماد طوّافة جديدة ضمن برنامج «التسلق العامودي المستقبلي» FVL، حيث قدمتBoeing وLockheed Martin تصوراً مشتركاً حول هذا البرنامج. وفي نهاية المطاف، سيُصار بموجب هذا البرنامج إلى استبدال جميع الفئات الحالية من الطوّافات التي تستخدمها القوات المسلّحة الأميركية، لكنّ هذه العملية يُتوقَّع أن تمتد أقلّه على نحو عقدَين من الزمن. والقصد من وراء برنامجFVL هو تطوير طوّافة جديدة تستخدم مفاهيم تصاميم ثورية لا تصاميم تقليدية آخذة بالتطوُّر. وذلك إنّما يعتمد على مستجدّاتٍ في تقدُّم التكنولوجيا، بيدَ أنّ الطُرُز الجديدة هي بدورها ستُحدِّد المفاهيم العملانية الجديدة وذلك من أجل الاستفادة من المزايا والقدرات لدى الطوّافات المستقبلية. وبحسب الجيش الأميركي فإنّ النواحي الرئيسية لعائلة برنامج طوّافات «التسلق العامودي المستقبلي» FVL ستتضمّن فيما تتضمّن «الإلمام بالوضع المدمج، والتضافر المتقدّم في ما بين التحليق الآهل/ غير الآهل، والأسلحة المتدرّجة المقاييس الفتّاكة/ غير الفتّاكة القابلة للتعديل حسب الطلب. وسيحافظ برنامج «التسلق العامودي المستقبلي» FVL على تركيزٍ أوّلي ومتواصل على الاعتمادية والموثوقية وقابلية الصيانة من أجل تحقيق فترات تشغيل خالية من الصيانة وتخفيض أعباء اللوجستيات المتقدّمة، فيما يحقِّق أيضاً فترة خدمة مستدامة بكلفةٍ متاحة».

وفيما القصد من برنامجFVL في الأساس هو تطوير طوّافة آهلة، فإنّه ينبغي تصميم جميع الطُرُز للتحليق غير الآهل حينما تقتضي الضرورات العملانية ذلك. إنّ من شأن الأنظمة التراكبية وتصاميم الهندسة المفتوحة أنْ تتيح لا ريب تحديثاً متواصلاً لأنظمة الطوّافات كي تُجاري الخُطَى المتسارِعة لمستجدّات التقدُّم التكنولوجي و/أو المتطلّبات العملانية الجديدة.^

الطوّافة الصينية Z-10
FVL
العدد
العدد حسب الاشهر
السنة
2019
رقم الصفحة
70

أخر المقالات